أسطوات المهنة|| "المعمار باشى": اللى بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
«الكتبة والمداحين وشيوخ الطوائف والبنائين والنحاسين»، وغيرهم الكثير من المهن التي اشتهرت في مصر خلال العصرين العثماني والفاطمي والذي سجلت الجدران والمساجد إبداعاتهم التي ظلت راسخة ومنقوشة عبر مئات السنين، وتأخذكم "البوابة" في رحلة طوال شهر رمضان المبارك وحديث حول تلك المهن وشيوخها وأسطواتها التي اشتهرت في مصر والعالم العربي، والتي لا يزال الكثير منها موجودا حتى عصرنا الحالي ومنها من اندثرت وأصبحت تراثا تشهد به جدران المساجد والقصور.
وعلى مدار الشهر الكريم نقدم لكم حرفة من الحرف التي اشتهرت في تلك الفترة واقفين أمام إبداعات فنانيها وقوانينها التي كانت تتوارث جيلا بعد جيل، وحكايات المعلم والصبي والأسطى الذي كان يعتبر رب المهنة.
في الحلقة السابقة ذهبنا سويا في رحلة عن الطوائف الحرفية في طائفة البناء والمعمار، والمعمار باشي شيخ المهندسين، وتطرقنا إلى كيف دخلت الآلات الحديثة إلى طائفة المعمار على يد الخديوي إسماعيل، وإحضار الخبراء المتخصصين في إدارة تلك الآلات وإحلال الطوب المصنوع محل الطوب الأحمر البلدي والطوب اللبن.
فقد عانت طائفة المعمار في تلك الفترة وبالتحديد في النصف القاني من القرن التاسع عشر من جراء تخسير الدولة للمعماريين الوطنيين في العمل بالسخرة بعمارتهم الكثيرة، حيث شهدت تلك الفترة الكثير من الإنشاءات، ولقد استخدمت الدولة الكثير من المعماريين في العمل لديها بأجور زهيدة لا تذكر كما في حال عمال البلاط المدنيين الذين فروا من مباني عباس باشا إلى الجبل الأحمر عام 1840، أو المبيضين الذين تظلموا للوالي سنة 1854 يشكون وكيل الميري الذي لم يعطهم أجورهم.
فلم يكن فرار المعمارجية الوطنيين إلا نتيجة للمعاملة السيئة التي عاملتهم بها الحكومة، فهي لم توفر لهم ضروريات الحياة، ولا المؤن اللازمة للأشغال طيلة النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث باتت الحكومة تفضل الأجانب على المواطنين، وأعطتهم الحكومة معظم مقاولات البناء الكبيرة، وعلى الرغم من الأموال الطائلة التي كانوا يتقاضونها فكان يتم تفضيلهم عن المعماريين المصريين، وكان الأمر يحدث أيضًا مع طائفة صانعي الطوب، فلم يسلموا من منافسة الأجانب لهم، كما لم تسلم أيضًا منهم حرفة الحجارين وساءت أحوالهم بعدما تسلم منهم أكابر الأجانب زمام الأمور منهم واحتكروا عمليات البناء في المحروسة.
وكان المعمار باشا هو المسئول عن طائفة المعمارية، وهو رئيسها، وكان مقامه مقام كبير المعلمين، وفي العصر المملوكي كان "المعمار باشي" له مكانه عالية في المجتمع، لدرجة أن السلطان برقوق لم يجد غضاضة في مصاهرة كبير المهندسين "أحمد بن الطولون، فتزوج ابنته، وكان يتم اختيار المعمار باشي بواسطة الطوائف المعمارية وكان يتم اختياره بناءً على صفاته الحسنة، لدرجة أن أصحاب طوائف المعمارية كانوا يذهبون للقاضي ليتم تنصيبه شيخًا عليهم، شريطة أن يحترم القواعد والقوانين والسنة القديمة للطائفة.
وقد كان في القاهرة طائفة للمبلطين وبلغ عددهم 326، في القرن التاسع عشر، وكان شيخ الطائفة بالمحروسة هو الشيخ محمد محجوب محمد علي خلاف.
فقد كانت طوائف المعمار بشتى فروعها من نجارين وبنائين ومرخمين ومبلطين ومبيضي الحوائط "نقاشين" بأخذ مقاولات من الأهالي والحكومة، وقد زادت حركة البناء في تلك الفترة إلى حد كبير ما أدى إلى تعذر بعض المقاولين في إيجاد العدد الكافي من البنائين والنجارين لإنجاز عملهم ومواكبة التطور في حركة البناء في تلك الفترة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اسطوات المهنة الشهر الكريم فی تلک الفترة الکثیر من
إقرأ أيضاً:
لماذا تحتفظ مصر بالقوة العسكرية؟.. سمير فرج يحذر من سيناريو اليابان: اللى متغطي بأى دولة تانية عريان (فيديو)
أكد اللواء الدكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أهمية وضع خطة متكاملة لمواجهة الشائعات والأخبار المضللة، مشيرًا إلى أن الشفافية في نقل المعلومات تُعدّ ضرورة حيوية.
وأوضح خلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبد المعبود، في برنامج «صالة التحرير»، على قناة صدى البلد، أنه ناقش مع الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل توليه الرئاسة، أثناء فترة المجلس العسكري عقب أحداث يناير 2011، حيث طالبه الأخير بأهمية الشفافية في التواصل مع الشعب.
وشدد اللواء سمير فرج، على ضرورة إعداد خطة إعلامية شاملة تهدف إلى التصدي للشائعات وتقديم المعلومات الصحيحة للمواطنين، مع التركيز على الاستفادة من أدوات القوى الناعمة بمختلف تخصصاتها.
كما أكد أهمية تعزيز العلاقات الإقليمية، مشيرًا إلى أن حروب الجيل الخامس تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة لتحقيق أهدافها الخفية.
وأضاف سمير فرج أن أي دولة تمتلك قوة اقتصادية كبيرة يجب أن تحميها بجيش قوي يدافع عنها، مشيرًا إلى أن الدول التي تعتمد على جيوش دول أخرى لحماية نفسها تفقد سيادتها وتكون في وضع ضعيف وغير محمي.
وأردف سمير فرج: «اليابان في بدايتها رفضت تكوين جيش لها، وبعد السيطرة على جزرها قررت إنشاء جيش ياباني وميزانته تعادل ميزانية الجيش الروسي».
اقرأ أيضاًسمير فرج يفضح الكتائب الإلكترونية: تستغل أخبار محمد صلاح والأهلي والزمالك لإحداث الفتن
اللواء سمير فرج يكشف كيف تمت صناعة الجولاني على مدار سنوات (فيديو)