«الحلم والدموع».. علاء مرسي يروي رحلته الفنية «ع المسرح» مع منى عبد الوهاب
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
«لو الحياة مسرح» سيختار الفنان علاء مرسي الذي يجعلك اليوم تسحب منه لقب الكوميديان وذلك بعد حلقة برنامج «ع المسرح» مع الإعلامية منى عبد الوهاب، ليس ذمًا في تاريخه الفني، ولكن للحزن الذي كشف عنه الليلة خلال حلقة البرنامج، والتي بدأها بأن حياته لو مسرح سيكون عنوانها «أيام الحلم والضحك والدموع»، فالحلم في قصة حياته هو الأصل والضحك للجمهور، أما الدموع فهي رفيقته وهي الجزء الأكبر في حياته.
إذا قسَّمنا حياة علاء مرسي أجزاء سيكون في مقدمتها الحلم كما قال، والحلم دائمًا ما يُلازمه الدمع على حد قوله ما دام الحلم حقيقي وصادق، هكذا كانت حياته، حسب ما ذكر خلال برنامج ع المسرح، «الدموع هي المشاعر الحقيقية»، وُلد وبدأت حياته في مدينة دسوق، بلدته ومسقط رأسه لوالد أزهري إمام مسجد سيدي إبراهيم الدسوقي هناك، عاشق لأم كلثوم وحريص على مشاهدة الأفلام السينمائية، لم يكن لديه مشكلة في اتجاه علاء للفن سوى «الشهادة»، تِلك الجُملة التي يقولها كل الآباء في مجتمعنا «خد شهادتك واعمل اللي انت عايزه».
«حلم جميل ومُريح»، على سقف أحد القطارات، القادمة من دسوق، والقادمة لمحطة مصر برمسيس قضى مرسي عدة ساعات حتى يصل إلى المدينة، التي كان يتصور أنها مليئة بالفن وأهل الفن، حتى ظن أنه سيكون من العادي أن يلتقي عبد الحليم حافظ في الشارع، لكنه صُدم بأن مُقابلة فنان شيء غاية في الصعوبة، أمام منزل الفنانة شادية بالجيزة ظل عدة أيام لم يرها، حتى أخبره بواب العمارة «لو عايز تمثل روح مسارح عماد الدين»، فذهب لمسرح الريحاني وهناك التقى عم أحمد.
لقاء وحش الشاشةيقول علاء مرسي للإعلامية منى عبد الوهاب، أن عم أحمد شخصية لن ينساها علاء مرسي أبدًا، هذا الرجل ذو الوجه الطيب لكنه عبوس، لا يضحك، حينما جاءه مرسي الشاب الصغير يُريد أن يدخل المسرح، فنهره وقال له «امشي من هنا»، ومع إصرار مرسي ألقى عليه ماء، أيام طويلة مرت، كان ينام فيها مرسي داخل أحد المقاهي الشهيرة بجلوس الكومبارسات عليها، ينام تحت «البنك»، المكان المخصص لتجهيز المشاريب، حتى جاء اليوم الموعود، هذا اليوم الذي قرر فيه عم أحمد بكلمة بسيطة لكنها في إطار التذمر مُساعدته.
يتكرر المشهد يوميًا، يأتي مرسي لمحاولة دخول المسرح، وينهره عم أحمد، حتى جاء وحش الشاشة فريد شوقي، فوجدهم يتشاجرون، فتدخل لفض الاشتباك، فقال له عم أحمد «الواد ده بيجي كل يوم»، تِلك الجُملة التي رققت قلب فريد شوقي، كما يقول مرسي، «حن عليا»، وأدخله المسرح، وبعد قرابة الشهر، أعطاه أول فرصة ع المسرح بمشهد واحد، ومن هنا بدأ مرسي رحلته.
السيد راضي، كان المحطة الأبرز في طريق علاء مرسي، حينما التقاه وسأله، «انت بتعمل ايه؟»، فأخبره: «لسه في ثانوية عامة»، فطلب منه أن يذهب وينتهي من دراسته وبعد الثانوية العامة يأتي لدخول المعهد العالي للفنون المسرحية، فهو القناة الشرعية لهذا الطريق، وهكذا حدث.
مونولوج التحول في حياة علاء مرسي«أكتر حد عرقل طريق علاء مرسي هو علاء مرسي»، هكذا كان رد علاء مرسي على سؤاله عن الشخصيات التي عرقلته في رحلته الفنية، حيث أكد أن من أكثر التصرفات السلبية التي فعلها علاء مرسي في طريقه، هي المُجاملات، مثل ما قال لم أعطِ نفسي وموهبتي قدرها الكافي ولم أصدرها للجمهور والصناع بالشكل الكافي، كلمة «حاضر» كانت مُلازمة له في طريقة لذلك استهلك موهبته في أشياء وأدوار تدمر الموهبة.
يقول علاء مرسي عن التضحيات التي بذلها من أجل حلمه، لم يأخذ على قدر المجهود الذي بذله في سبيل تحقيق حلمه، رُبما حصل على أقل من ربعه، التغيرات التي طرأت على المُجتمع والمهنة رُبما كانت وراء المرارة التي بدت في كلام علاء مرسي، لذلك كانت رسالته الأخيرة للجمهور على المسرح في هذا السياق.
لكن قبل رسالة مرسي وعتابه للجمهور، أرسل رسالة أمل قال فيها: «كل حد هياخد حاجته على قدر احتياجه وأنا احتياجي كبير»، لكن بعد 40 سنة من العمل ماذا كان السبب في تحول علاء مرسي، أو كما قال «ماذا آفاقه»، والحقيقة كانت الإجابة صادمة حيث قال: «فوقت لما جيت بعد 40 سنة شغل كنت عايز أشتري بيت لولادي لقيت ما معيش فلوس».
رسالة علاء مرسي الأخيرة ع المسرح للجمهوركتقليد برنامج ع المسرح، يخرج الضيف لإلقاء رسالة للجمهور على المسرح، وكانت رسالة علاء مرسي كالآتي: «الجمهور العظيم الجميل الطيب الحنون القاسي الطيب المجهد المُحق المُبطل أحيانًا.. أنا من غيركم ولا حاجة، وانتوا كمان من غير ممثل مش هتلاقوا حاجة أنا وأنتوا بتنغزل مع بعض خيوط حدوته، حدوتة لازم نتفق عليها أن لو هي خيال هتصدقوها ولو هي واقع هتفهموها وهتحسوها».
وواصل قائلا: «أحيانًا أنا كممثل بطلع قدامكم علشان أعمل مشهد اعتبروا اللي أنا فيه دلوقتي مشهد، بل أصدق مشهد ممكن أعمله في حياتي، وأصدق كلمة ممكن أقولها من قلبي ليكم، إني أنا بحبكم وفي نفس الوقت زعلان منكم، عشان بتختاروا ذوق تاني غير الذوق اللي أنا وأنتم اتربينا عليه، نرجع تاني نختار تاني من أول وجديد تاني اختاروا ذوق تاني علشان علاء مرسي يرجع ليكم تاني».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: علاء مرسي ع المسرح برنامج ع المسرح برنامج منى عبد الوهاب منى عبد الوهاب علاء مرسی ع المسرح عم أحمد
إقرأ أيضاً:
"خوخة السينما".. ذكرى رحيل خيرية أحمد التي أضحكتنا بـ"يا خراشي" و"ده مش شغل الستات"!
في مثل هذا اليوم، رحلت عن عالمنا الفنانة الكوميدية خيرية أحمد، أو كما عُرفت بـ"خوخة" خفيفة الظل. ابنة أسيوط، سمية أحمد إبراهيم، تركت بصمة مميزة في الفن المصري بأدوارها الكوميدية التي خطفت القلوب، وإفيهاتها الشهيرة التي لا تزال عالقة في الأذهان، مثل "يا خراشي"، و"ده مش شغل الستات"، و"آه يا نانا"!
ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن أبرز المحطات الفنية ل خيرية أحمد
خيرية بدأت مشوارها من برنامج "ساعة لقلبك"، ثم انضمت إلى فرق مسرحية بارزة، من إسماعيل ياسين إلى نجيب الريحاني وأمين الهنيدي، وقدمت العديد من المسرحيات مثل "مراتي بنت جن" و"عبد السلام أفندي".
على الشاشة الكبيرة، أبدعت في أفلام مثل "الفانوس السحري"، "حماتي ملاك"، و"عالم عيال عيال"، بينما تألقت في الدراما بمسلسلات أيقونية منها "ساكن قصادي"، "عفاريت السيالة"، و"حدائق الشيطان". وكان مسلسل "الحقيقة والسراب" آخر ما أتحفتنا به قبل أن تودع الساحة الفنية.
خيرية أحمد ستبقى رمزًا للكوميديا الراقية والروح المصرية الأصيلة، بأعمالها التي زرعت الابتسامة وأفيهاتها التي ستظل تتردد على الألسنة.