مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحماس في غزة بلا هوادة، تحذر الجمعيات الخيرية الطبية والخبراء من تفاقم أزمة إنسانية، مع ارتفاع عدد غير مسبوق من الضحايا المدنيين ما أدى إلى بتر الأطراف، وخاصة بين الأطفال. 

عدد غير مسبوق من عمليات البتر

تعتقد جمعيات خيرية طبية وخبراء أن القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة أدى إلى تعرض عدد أكبر من المدنيين لعمليات بتر الأطراف مقارنة بأي صراع حديث.

وقد أدت حدة الصراع المستمر منذ ستة أشهر إلى ظهور عدد مثير للقلق من مبتوري الأطراف، حيث يحتاج العديد منهم إلى أطراف صناعية.
تفيد منظمة الإنسانية والشمول (HI)، المعروفة أيضًا باسم منظمة الإعاقة الدولية، أن ما بين 70 إلى 80 بالمائة من الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات في غزة فقدوا أطرافهم أو عانوا من إصابات في النخاع الشوكي. ومن بين الضحايا مئات الأطفال، حيث فقد ما يقدر بنحو 1000 طفل إحدى ساقيه أو كلتيهما منذ بدء النزاع.
 

إن محنة الأطفال في غزة وخيمة بشكل خاص، حيث يواجه العديد منهم إعاقات مدى الحياة نتيجة للنزاع. ويتزايد عدد الأطفال مبتوري الأطراف بسرعة، مما يشكل تحديات طويلة الأجل لإعادة تأهيلهم وآفاقهم المستقبلية.
تصف منسقة منظمة أطباء بلا حدود، ماري أوري بيريو ريفيال، مشاهدتها لعشرات الأطفال الذين يخضعون لعمليات بتر الأطراف، بما في ذلك أطفال لا تتجاوز أعمارهم سنة واحدة. ويؤدي عدم الحصول على الرعاية الصحية والرعاية اللاحقة للعمليات الجراحية إلى تفاقم معاناة هؤلاء الضحايا الشباب.
 

لقد أدى الصراع الدائر إلى إرهاق النظام الطبي الهش أصلاً في غزة، مما أدى إلى تعرض آلاف الجرحى لخطر الإصابة بالعدوى بسبب عدم كفاية الرعاية الطبية. ومع قلة إمكانية الوصول إلى الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية، تخشى الوكالات من تفاقم الأزمة الإنسانية.
غالبًا ما تمر إصابات الأطراف دون علاج بسبب الطلب الكبير على الإجراءات المنقذة للحياة، مما يؤدي إلى تفاقم معاناة مبتوري الأطراف. إن الاكتظاظ والظروف غير الصحية في غزة تجعل من الصعب توفير الرعاية التأهيلية الأساسية للأشخاص ذوي الإعاقة.
 

وقد دعت المنظمات الدولية، مثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومنظمة أطباء بلا حدود، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة الإنسانية المتصاعدة في غزة. ومع ذلك، لا يزال الوصول إلى الإمدادات والمعدات الطبية محدودًا، مما يعيق الجهود المبذولة لتوفير الرعاية الكافية للمحتاجين.
ولا تظهر أي علامات على تراجع النزاع، ولا تزال حصيلة الضحايا في صفوف المدنيين، وخاصة الأطفال، في ارتفاع. وفي ظل سعي المجتمع الدولي للتعامل مع ضخامة الأزمة، هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتلبية الاحتياجات الفورية للسكان المتضررين ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح والأطراف.
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

مسؤول: مفاوضات الوسطاء نجحت بضمان التزام الأطراف باتفاق غزة

نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول فلسطيني، الخميس، أن "مفاوضات الوسطاء نجحت بضمان التزام الأطراف باتفاق غزة". 

وقالت حركة حماس إنها ستواصل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بما يشمل تبادل السجناء والرهائن ضمن الإطار الزمني المتفق عليه.

وذكرت الحركة الفلسطينية، في بيان صحفي: "أجرى وفد الحركة برئاسة خليل الحية مباحثات مع الإخوة الوسطاء لبحث مجريات تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، خاصة في أعقاب الخروقات الإسرائيلية المتتالية".

وأضافت أن "البحث خلال جميع اللقاءات والاتصالات تركز على ضرورة الالتزام بتطبيق بنود الاتفاق كافة، خاصة ما يتعلق بتأمين إيواء شعبنا وإدخال بشكل عاجل البيوت الجاهزة "الكرفانات" والخيام والمعدات الثقيلة والمستلزمات الطبية والوقود واستمرار تدفق الإغاثة وكل ما نص عليه الاتفاق".

كانت حماس ستطلق سراح 3 رهائن بموجب الاتفاق، لكنها أعلنت هذا الأسبوع تعليق عملية تسليمهم بسبب ما قالت إنه انتهاك إسرائيلي لشروط الاتفاق.

ورد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على ذلك بالقول إن على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم بحلول ظهر السبت وإلا "سيدع أبواب الجحيم تنفتح على مصراعيها".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستستأنف "القتال بشدة" إذا لم تلتزم حماس بالمهلة.

وقال عبد اللطيف القانوع المتحدث باسم الحركة الفلسطينية "لسنا معنيين بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وحريصون على تنفيذه وإلزام الاحتلال به كاملا".

وأضاف "لغة التهديد والوعيد التي يستخدمها ترامب ونتنياهو لا تخدم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".

والتقى وفد من حماس برئاسة خليل الحية مع مسؤولين أمنيين مصريين الأربعاء في محاولة لكسر الجمود.

وقال مسؤول فلسطيني مطلع على المحادثات لرويترز إن مصر وقطر اللتين تقومان بدور الوساطة تحاولان إيجاد حلول لمنع الانزلاق مرة أخرى إلى القتال.

وذكرت حماس في بيان أن الوسطاء يمارسون ضغوطا لإتمام تنفيذ الاتفاق بالكامل وإلزام إسرائيل بالبروتوكول الإنساني واستئناف عملية التبادل، السبت.

 

مقالات مشابهة

  • تكنوقراط ليبيا يستنكر رفض بعض الأطراف التوقيع على ميثاق المصالحة
  • الضحايا لم تنتهي.. أنباء عن العثور جثة رابعة مشتبه بقتلها لـ سفاح الاسكندرية
  • غروندبرغ يُعرب عن قلقه من تصاعد العمليات العسكرية في اليمن
  • «الضحايا العشرة» في الدوري السعودي!
  • غوتيريش يحث على بدء حوار بين الأطراف المتحاربة في الكونغو
  • تزايد نشاط الحوثيين يثير قلق المبعوث الأممي
  • وحدة الأوزون: مصر حصلت على منح من الصندوق متعدد الأطراف
  • الصين تؤكد استعدادها دعم آلية متعددة الأطراف لمراقبة التسلح
  • عام 2024 الأكبر بعدد الضحايا من الصحفيين.. 70% منهم فلسطينيون (إنفوغراف)
  • مسؤول: مفاوضات الوسطاء نجحت بضمان التزام الأطراف باتفاق غزة