المصلون يؤدون صلاة التراويح في الليلة الثامنة عشر بمساجد الفيوم
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
شهدت مساجد محافظة الفيوم حضورا كثيفا من المصلين لآداء صلاتي العشاء والتراويح في الليلة الثامنة عشر من ليالي شهر رمضان المبارك، بحضور أئمة الأوقاف والعلماء.
وخلال صلاة التراويح تحدث العلماء عن فضائل الشهر الكريم، وذلك في إطار جهود مديرية أوقاف الفيوم لنشر الفكر الوسطي، وضمن البرنامج الدعوي "مجالس العلم والذكر".
وشهد مسجد المنتزه بمدينة الفيوم حضور المئات من المصلين لأداء صلاتي العشاء والتراويح، والإستماع إلى الخطب الدينية التي يقدمها الأئمة والعلماء، حول الصدق في القول والعمل، وقام بإمامة المصلين فضيلة الشيخ أشرف شعبان صالح وفضيلة الشيخ أحمد عبد القادر الطريفي.
وفي كلمتهم أكد العلماء أن الأمم العظيمة والشعوب العريقة تولد بعقيدتها وتحيا بذاكرتها، فالذاكرة هي الروح التي تسري في جسد الأمة فيطول بقاؤها، وهي الدماء التي تتدفق في عروقها فتشتد عافيتها، وبالذاكرة تتذكر الشعوب أحداث ماضيها وتتفهمها وتتدبر معانيها، وتستخلص الدروس والعبر التي فيها، وبالذاكرة تتذكر الأمم عناصر قوتها وأسباب رفعتها فيما مضى من تاريخها فتبني حاضرها ومستقبلها على نهجها.
ففي مثل هذا اليوم من شهر مضان في السنة الثانية من هجرة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كانت معركة بدر الكبرى، والتي كانت حدًا فاصلا بين الحق والباطل، وقد أطلق عليها القرآن الكريم (يوم الفرقان)، يوم التقى الجمعان على غير موعد منهما: "وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا"، فعلى قانون الأسباب والمسببات تأتي معركة بدر لتوثق الفكر الاجتهادي الذي يتميز به الإسلام، لا سيما في أمور السلم والحرب والأمن والأمان من أجل مصالح الأديان والأوطان.
وأشار العلماء إلى أنه في سياق أحداث هذه المعركة يقول الحق سبحانه وتعالى: "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ"، ويقول سبحانه وتعالى: "لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ"، ويقول سبحانه وتعالى في شأن الأسرى: "لَّوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، فالآية الأولى أشارت إلى ضرورة الاستنباط والنظر والفهم الصحيح، والآية الثانية أشارت إلى أهمية البينة الواضحة، والآية الثالثة أشارت إلى الكتاب الذي سبق، كل ذلك في القضايا والمسائل الظنية المحتملة الصواب مالم يوجد جزم بتحريمها، تأكيدًا على أهمية الاجتهاد الشامل ودوره في مصلحة الأديان والأوطان، وأنَّ "مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان ".
كما أكد العلماء أن معركة بدر ترسخ لمبدأ التوكل على الله والثقة فيه مع ضرورة الأخذ بالأسباب، وقد جمع النبي (صلى الله عليه وسلم) بين هذين الأصلين العظيمين في الحديث الصحيح الذي يقول فيه: "احْرِصٌ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجزْ"، فأمر بالحرص على الأسباب والاستعانة بمسبب الأسباب وهو الله سبحانه وتعالى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفيوم التراويح غزوة بدر صلاة التراويح أوقاف الفيوم بوابة الوفد جريدة الوفد سبحانه وتعالى
إقرأ أيضاً:
السوريون يؤدون صلاة عيد الفطر المبارك في الجوامع والساحات احتفالًا بأول عيد بعد التحرير
محافظات-سانا
احتشد آلاف المواطنين صباح اليوم في الجوامع والساحات العامة التي حددتها وزارة الأوقاف في مختلف المدن السورية، لأداء صلاة عيد الفطر المبارك، وذلك في أول عيد بعد تحرير البلاد وإسقاط النظام البائد.
وشهدت المساجد والساحات تدفقاً كثيفاً من المصلين الذين توافدوا منذ ساعات الفجر الأولى، مهللين ومكبرين، تعبيراً عن فرحتهم بقدوم العيد، في ظل عهد جديد من الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل للبلاد.
وأمَّ خطباء العيد الجموع، رافعين الدعوات بأن يعم الخير والأمن والاستقرار والازدهار في سوريا، وأن تتعافى البلاد من آثار الماضي، وتنهض من جديد بهمة جميع أبنائها، وتستعيد مكانتها بين الأمم.
وفي دمشق، احتشد الآلاف في جوامع المدينة وساحتي الجندي المجهول ودوار البطيخة، حيث أدوا صلاة العيد بمشهد مهيب، ورفعوا أكفهم بالدعاء لله تعالى أن يحفظ سوريا ويعم فيها الأمن والاستقرار.
وفي تصريح لمراسل سانا، قال الشيخ عبد الهادي البستاني إمام وخطيب عيد الفطر المبارك في ساحة الجندي المجهول بالمهاجرين: إن مصلى المهاجرين الذي يعود تاريخه لأكثر من 60 عاماً، عاد بعد النصر والتحرير، بعدما ألغاه النظام البائد عام 2005، مشيراً إلى أن إعادة إحياء المصليات في الساحات تعكس الالتزام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وتضرع البستاني لله عز وجل أن يعم سوريا الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، وأن يسود أهلها المحبة والرحمة، والعزة والقوة، والعلم والرقي.
وفي تصريح مماثل، أوضح الشيخ عبد الله آدم الألباني أهمية اجتماع صلاة العيد كونها أكبر اجتماع للمسلمين بعد فريضة الحج، لافتاً إلى أهمية الالتزام بالقيم الإسلامية النبيلة، والعمل الجاد لبناء سوريا الجديدة.
من جهة أخرى، تحدث عدد من المصلين عن مشاعرهم وفرحتهم بالنصر والتحرير بالعيد لأول مرة بعد إسقاط النظام البائد، مؤكدين أهمية هذه المناسبة في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
كما شهدت مختلف المحافظات تجمعات كبيرة للمصلين الذين تبادلوا التهاني بالعيد، وسط أجواء من الأمل بالمستقبل.
وفي حمص، أدى جموع المصلين اليوم صلاة عيد الفطر المبارك رجالاً ونساءً في ساحة مسجد خالد بن الوليد، وقال الشيخ سهل جنيد خطيب صلاة العيد: إن الفرح بعيد الفطر المبارك هذا العام حمل معه معاني سامية وعظيمة من التراحم والتلاحم والتعاضد والتسامح الذي نحن بأمس الحاجة له في هذه الأوقات، لنبذ البغضاء والفرقة في بلادنا التي باركها الله سبحانه وتعالى، وأنعم فيها علينا بالتحرير والنصر المبين.
وفي درعا، أدى الأهالي اليوم صلاة عيد الفطر السعيد في مصليات جماعية، وتم تخصيص بعض المساجد للحالات الخاصة وكبار السن.
وقال خطيب مصلى الملعب البلدي بمدينة درعا الشيخ محمد أبو دبوس في خطبته: “العيد عاد هذا العام بالانتصار، وكسر عروش الطغاة، عاد وقلوبنا مملوءة بالفرح بنصر الله، ورؤوسنا عالية شامخة في أرض الشام بعد عقود من الكفاح، سائلاً الله عز وجل أن يعيد الأمن والأمان لربوع سوريا، وأن يتمم فرحة السوريين بنصر أهل غزة والصلاة بالمسجد الأقصى”.
وعبَّر العديد من المواطنين عن فرحتهم بهذه المناسبة، مؤكدين أن هذا العيد استثنائي، ويمثل انطلاقة جديدة لسوريا، قائمة على المحبة والوحدة والعمل من أجل إعادة الإعمار وتحقيق الازدهار.
يشار إلى أن وزارة الأوقاف عملت على تجهيز الساحات العامة لاستقبال المصلين التي بلغ عددها 43 ساحة في المحافظات السورية، حيث تم إعداد المساحات اللازمة وتوفير كل المستلزمات الضرورية لضمان إقامة الصلاة بشكل مريح وآمن، وشملت هذه الجهود تجهيز الساحات بالفرش المناسب، وتوفير مكبرات الصوت، وتنظيم حركة المصلين، لضمان سلامتهم وتأمين أماكن مخصصة للنساء.