“التكامل الاقتصادي” تناقش مقترحا بإصدار الرخصة الذهبية لتعزيز استمرارية الأعمال وزيادة عدد الشركات
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
عقدت لجنة التكامل الاقتصادي، اليوم اجتماعها الثاني لعام 2024، برئاسة معالي عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، وبحضور وعضوية معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، وأصحاب السعادة ممثلي دوائر التنمية الاقتصادية المحلية في كافة إمارات الدولة.
وناقشت اللجنة، مقترحاً بإصدار أنظمة جديدة للرخصة التجارية في الدولة، تتضمن رخصة تجارية فضية بمدة صلاحية 5 سنوات، ورخصة تجارية ذهبية مدتها 10 سنوات، وبأسعار تنافسية، بما يسهم في زيادة الإيرادات الحكومية، ويعزز من استمرارية الأعمال والأنشطة الاقتصادية في الدولة ومساعدتها على النمو والازدهار، وبما يتماشى مع رؤية “نحن الإمارات 2031″، بأن تصبح الدولة المنظومة الأكثر ريادة وتفوقاً، كما بحثت اللجنة التقدم المحرز في تنفيذ مخرجات الاجتماع الأول لعام 2024 والذي عقد في فبراير الماضي.
وأكد معالي عبدالله بن طوق، أن دولة الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، تبنت سياسات وتشريعات اقتصادية مرنة وتنافسية، ساهمت في خلق مناخ تنافسي لممارسة وتأسيس الأعمال والأنشطة الاقتصادية في أسواق الدولة، وتوفير فرص متنوعة وممكنات أمام رجال الأعمال والمستثمرين ورواد الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي ساهم في زيادة أعداد الشركات في الدولة لتصل إلى أكثر 788 ألف شركة بنهاية عام 2023، ونمو تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر لأسواق الدولة، بما يعزز نمو واستدامة الاقتصاد الوطني.
وقال معاليه: لعبت لجنة التكامل الاقتصادي دوراً محورياً في تعزيز تنافسية بيئة الأعمال الإماراتية عبر المساهمة في تطوير بنية تشريعية اقتصادية متميزة وفق أفضل الممارسات العالمية، واقتراح السياسات والتوصيات التي من شأنها تسريع وتيرة الأعمال التجارية في الدولة وتعزيز جاذبية الدولة للمستثمرين وأصحاب المواهب والعقول اللامعة، وبناء قاعدة بيانات متكاملة للشركات العاملة في أسواق الدولة، اعتماداً على أحدث التقنيات الحديثة.
واطلعت اللجنة، على جهود الجهات الأعضاء، في تعزيز الرقابة على أسعار مواد البناء والتصدي لأي ارتفاعات غير مبررة، وذلك بعد توجيه مجلس الوزراء بتأجيل تطبيق القرار رقم (138) لسنة 2023 في شأن أوزان وأبعاد المركبات الثقيلة والجزاءات الإدارية المترتبة على مخالفتها، بما يسهم في البعد عن أي ممارسات احتكارية وضمان أسعار مستقرة ومتوازنة للمستهلك.
ومن أبرز تلك الجهود، عقد وزارة الاقتصاد سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع دوائر التنمية الاقتصادية، وغرف التجارة، وجمعية المقاولين، ومجموعة كبيرة من مصانع مواد البناء وشركات النقل في الدولة، للتعاون والتنسيق من أجل تنفيذ توجيه مجلس الوزراء، والعمل على رصد أسعار مواد البناء والسلع وتكاليف النقل بصفة مستمرة، والتأكيد على إلغاء أي زيادات في أسعار مواد البناء والعودة إلى مستوياتها الاعتيادية، إضافة إلى ذلك تقدمت الوزارة بطلب إلى كافة الشركات المعنية بهذا القرار، يتضمن تزويدها بقائمة الأسعار لمواد البناء وتكاليف النقل بشكل دوري لمنع حدوث أي زيادة في الأسعار.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
معالي عبدالسلام المرشدي يكتب عبر “أثير”: كان سيدًا بأخلاقه قبل نسبه
أثير- معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي، رئيس جهاز الاستثمار العماني
كان سيدًا بأخلاقه قبل نسبه، هيبة بتواضع، إقدامٌ بترفق، بساطةٌ برقي، مرحٌ بسكينة، سخاءٌ برُشد، علم وأدب، قريب وإن بعد. كان مزيجًا فريدًا من السجايا والقيم ومكارم الأخلاق لم أشهدها تتجسّد في رجل كما تجسّدت في فقيدنا السيد عبدالله بن حمد بن سيف البوسعيدي رحمه الله.
الفقيد ومعالي عبدالسلام المرشدي في إحدى المناسباتعرفته كأب وأخ، وتعاملت معه كصديق تارة وشريك تارة أخرى، جالسته على حدة وفي مجالس عامة، رافقته في السفر والحضر، وسواءً في كوخ خشبي في جبال طشقند أو في منتجعات فارهة في جنيف أو ملتحفًا السماء في رمال بدية؛ كان دائمًا ذلك السيد النبيل بمكارم أخلاقه وسجيته النادرة التي تعكس الهوية العمانية في أرقى صورها والتجلي الكامل للسماحة والبشاشة والطيبة والكرم.
كان أبو محمد حسن الكلام في كل حالاته التي عايشته فيها، استمعت له وهو يلقّن أبناءه وأبنائي أو حين يخاطب جلّاسه، ورأيته وهو يتبادل أطراف الحديث مع زائريه من مختلف بقاع الأرض، أو عند توجيه العاملين لديه، باختلاف المواقف كلها سواء كانت اجتماعية أم مهنية أم خاصة، لم تنبس شفتاه بكلمة شائنة قط. كان ينتقي ما يقول بأجمل المفردات حتى في أشد المواقف التي تستدعي لفت النظر أو التوبيخ.
الفقيد يُكرّم محمد ابن معالي عبدالسلام المرشدي لتفوقه في مسابقة القرآن الكريمكان السيد عبدالله متفردًا في اهتمامه بكل إنسان، وحريصًا على أدق التفاصيل، يحرص على السؤال عن أبناء وأحفاد أصدقائه وعماله وأرحامه، ويُشعِرُ كل فرد حوله بأنه محور اهتمامه.
نسبه وتاريخ عائلته لا يخفى على أحد، فلم أكتب عن ذلك، ولم أتطرق لإنجازاته الوطنية والاجتماعية وإسهاماته الأدبية والثقافية والعلمية؛ فهي أكبر من أن تعدد ومعلومة للجميع، لكنّ الجانب الإنساني الذي شهدته منه في العمر الذي جمعنا يُعدّ تاريخًا بحد ذاته يستوجب التدوين.
صورة للفقيد السيد عبدالله رحمه الله في رمال بديةسيدي النبيل؛ لقد تعلمت منك الكثير، علمتني حتى في صمتك الذي يحتوي دروسًا جديرة بالتأمل، مهما كتبتُ فسأبقى مقصّرًا في حقك؛ لأنك إنسان بحق اشتقَّت الإنسانية من معانيك.
لا تكفيك الكلمات، ولم يسبق لي أن كتبت ونشرت قبل اليوم، ولا أعتقد أنني سأنشر بعدك، لكن شعورًا غريبًا عصيًا على الوصف دفعني للكتابة، شعورًا لم يخالج نفسي لفراق أي إنسان غيرك؛ فهو خليط بين الصدمة والفجع والحزن والفراغ والسكينة، إلا أن العزاء، وما يخفف المصاب أن روحك الطاهرة مكانها لم يكن أبدًا في الأرض؛ لذلك تلهّفت السماء لاسترداد أمانتها حيث التحرر من الجسد البشري لتكون بجوار رب كريم.