اتصالات منتظمة لوضع استراتيجية للفوز.. أوباما يتدخل لمساعدة بايدن على هزيمة ترامب مرة أخرى
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
نشرت شبكة "CNN" الأمريكية تقريرا مطولا كشفت من خلاله كواليس زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق للبيت الأبيض الأسبوع الماضي وتدخله لمساعدة الرئيس الحالي جو بايدن على هزيمة ترامب مرة أخرى.
وتقول الشبكة الأمريكية إن "باراك أوباما أمضى عدة ساعات يوم الجمعة الماضي في غرفة الطعام العائلية بالبيت الأبيض، في زيارة لنائبه السابق جو بايدن".
وتضيف أن المزاج كان مبهجا عندما تبادل الرجلان النكات، مشيرة إلى أن الاجتماع كان بمثابة لقاء لطيف من نوع ما لموظفي الرئيسين الذين عرف العديد منهم بعضهم البعض منذ فترة وجودهم في البيت الأبيض في عهد أوباما.
وذكرت "CNN" نقلا عن مصادر أن أوباما أوضح لزملائه في الأشهر الأخيرة أنه يعتقد أن المواجهة المكثفة بين بايدن ودونالد ترامب في نوفمبر ستكون متقاربة بشكل لا يصدق، وأن انتخابات 2024 تمثل لحظة "مواجهة شاملة".
وتشير المصادر إلى أن عودته إلى 1600 شارع بنسلفانيا الأسبوع الماضي بمثابة زيارة عمل إلى حد كبير.
وتوضح الشبكة أن بايدن وأوباما إلى جانب رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، احتفلوا في البيت الأبيض بالذكرى الرابعة عشرة لقانون الرعاية الصحية الميسرة، وقال أوباما في مقطع فيديو: "لدينا فرصة لفعل المزيد، لكن هذا لن يحدث إلا إذا أرسلنا جو وكامالا هاريس إلى البيت الأبيض في نوفمبر.. لذا، علينا أن نواصل العمل".
إقرأ المزيد مؤرخون أمريكيون يصنّفون ترامب أسوأ رئيس بتاريخ البلادوبعيدا عن الكاميرا، صرح أوباما لبايدن بأنه يعتقد أن تصريحات الرئيس عن حالة الاتحاد في وقت سابق من هذا الشهر كانت فعالة وكانت مؤثرة، وفقا لأشخاص مطلعين على محادثتهما.
وأكد أوباما أيضا لبايدن مدى اعتقاده بأن الرعاية الصحية ستكون قضية قوية ومهمة من الناحية السياسية في الانتخابات المقبلة.
وأفادت المصادر بأن أوباما وبايدن يتحدثان بشكل منتظم، ولا يزال الرئيس الأسبق على اتصال مباشر مع بعض كبار مسؤولي البيت الأبيض بما في ذلك كبير موظفي بايدن، جيف زينتس، الذي عمل في إدارة الرئيس الأسبق.
وتشير شبكة "CNN" إلى أن الرئيس الأسبق يمد يد المساعدة لبايدن من حين لآخر خاصة من خلال نداءات لجمع التبرعات العامة وفي محادثات هادئة على أمل تهدئة مخاوف بعض الديمقراطيين بشأن سعي بايدن لولاية ثانية.
إقرأ المزيد أوباما يعود: بدأوا يسحبون بايدن من السباق الرئاسيومن المتوقع أن تتكثف مشاركة أوباما في حملة بايدن مع انطلاق الانتخابات العامة، وقال مساعدوه إنه وافق بالفعل على الظهور في عدة حملات قبل نوفمبر.
ويأتي أكبر احتضان لأوباما لجهود إعادة انتخاب بايدن يوم الخميس في حفل لجمع التبرعات في مانهاتن مرصعا بالنجوم ويضم بايدن وأوباما والرئيس الأسبق بيل كلينتون، وسيجلس الرؤساء الثلاثة لإجراء محادثة نادرة يديرها ستيفن كولبير.
ولن يكون هذا اجتماعا روتينيا لنادي الرؤساء، فعندما يعتلي كلينتون وأوباما المسرح في قاعة موسيقى "راديو سيتي"، فإن ظهورهما سوف يسلط الضوء على اللحظة غير العادية في التاريخ الأمريكي حيث يخوض رئيس حالي معركة مريرة لمنع سلفه من الوصول إلى السلطة.
وقال أحد كبار الاستراتيجيين الذين عملوا بشكل وثيق مع أوباما وبايدن لشبكة "CNN" بشرط عدم الكشف عن هويته: "لا يمكن لأحد أن يتحدث إلى الديمقراطيين المحبطين أفضل من الرئيس أوباما، لكن هناك حدودا لما يمكن أن يفعله أوباما.. عبء الفوز بهذا السباق لا يزال يقع على عاتق الرئيس بايدن".
إقرأ المزيد استطلاع: اشتداد حدة المواجهة بين بايدن وترامبوعلى مدى الأشهر السبعة المقبلة، سيكون أحد مجالات تركيز أوباما المحددة هو توجيه نداءات لجمع التبرعات والمساعدة في تحفيز الشباب الأمريكيين، وخاصة الناخبين السود واللاتينيين، الذين ينظر إليهم مستشارو الحملة على أنهم نقطة ضعف لترشيح بايدن.
ولم يخف أوباما قلقه بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة والتي أصبحت واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها بايدن سواء في السياسة الخارجية أو في السياسة الداخلية، إلى جانب حقوق الإنجاب.
وليس لدى أوباما أي خطط حتى الخريف عندما يبدأ التصويت المبكر في أعقاب النمط الذي تبناه منذ ترك منصبه.
وقال مساعدوه إنه لم يتم وضع خطط سفر مؤكدة بعد، لكن من المرجح أن يزور الرئيس الأسبق حرم الجامعات في الخريف وكذلك المدن الكبرى في الولايات التي تشهد زخما كبيرا في الانتخابات.
المصدر: شبكة "CNN" الأمريكية
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البيت الأبيض انتخابات باراك اوباما جو بايدن دونالد ترامب كامالا هاريس واشنطن الرئیس الأسبق البیت الأبیض إقرأ المزید
إقرأ أيضاً:
تقدير إسرائيلي: إدارة ترامب الثانية تضعنا أمام المزيد من الفرص والمخاطر
رغم الترحيب الإسرائيلي الحذر بالسياسات المتوقعة من إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في ولايته الثانية، لكن الحذر ما زال قائما في "تل أبيب"، صحيح أنه سيتبع تجديد سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، وخفض المساعدات لأوكرانيا، والسعي لإبرام اتفاقيات تطبيع إضافية، كل ذلك سيفيد الاحتلال، لكنه سيتطلب منه مناورة سياسية حذرة تجاه واشنطن.
إيهود عيلام باحث الشؤون الاستراتيجية، وخبير العقيدة القتالية لجيش الاحتلال لأكثر من عشرين عاما، والمستشار بوزارة الحرب، توقع أن "تركز إدارة ترامب على القضايا المحلية كالتخفيضات الضريبية والهجرة، أما سياستها الخارجية، فلديها مدارس فكرية مختلفة ومتعارضة في بعض الأحيان، مثل الانفصالية والصقور، فقد اختار ترامب الصقور لمناصب رئيسية كوزراء الخارجية والدفاع ومستشار الأمن القومي، الذين عبروا عن دعم واضح للاحتلال في الحرب على غزة، والصراع مع إيران، وأكثر من ذلك، وسيكون اتفاق بين واشنطن وتل أبيب حول قضايا مختلفة، لكن لن يكون هناك دائما اتفاق كامل بينهما، وربما تكون خلافات مختلفة".
وأضاف في مقال نشرته مجلة "يسرائيل ديفينس" العسكرية، و ترجمته "عربي21"، أن "ترامب يتوقع أن يسعى لتقليص نطاق حرب أوكرانيا بشكل كبير، وهذا التطور قد يخدم إسرائيل في عدة مجالات، لأنه في بعض الأحيان كان الجدل الدائر في الولايات المتحدة حول ما إذا كان مساعدة كييف يؤثر على تقديم المساعدات لتل أبيب، فيما كانت المساعدات لهما جزءًا من حزمة مساعدات أمريكية واحدة، وفي جوانب معينة من المساعدات العسكرية مثل القذائف، تنافستا على جذب انتباه الإدارة الأمريكية، وفي هذا الصدد، إذا قطع ترامب المساعدات عن أوكرانيا، من أجل الضغط عليها لقبول اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا، فإن ذلك سيساعد الاحتلال".
وأشار إلى أنه "في ظل ظروف معينة، قد يستفيد ترامب من المساعدات المقدمة لإسرائيل لإجبارها على قبول شروطه، وسيكون هذا مهمًا بشكل خاص لها في السنوات المقبلة، عندما ينتهي الاتفاق الموقع في 2016 بشأن المساعدات الأمريكية، الذي أصبح الآن منحة، وفي التفاوض على اتفاق مستقبلي، قد يطالب ترامب بأن تكون المساعدة، حتى لو كانت جزءا منها، على شكل قرض فقط، وقد يكون بشروط مواتية، لكنها لن تكون منحة، وسيعتمد الكثير على مدى استعداد إسرائيل لقبول مطالب ترامب، حتى أثناء المفاوضات الخاصة بهذا الاتفاق".
وأوضح أن "إنهاء حرب أوكرانيا، ولو بشكل مؤقت وجزئي، قد يقلل تعاون روسيا وإيران، الذي يقلق واشنطن وإسرائيل، حيث قد تساعد روسيا إيران بتوفير أنظمة أسلحة كالطائرات المقاتلة والدفاع الجوي وغير ذلك، ومشروعها النووي، بما في ذلك كبح الإجراءات ضدها في هذا الجانب في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، خاصة إذا تعرضت مواقع صناعة النفط للقصف الإسرائيلي، حيث تدرك إيران أنها أصبحت الآن أكثر عرضة للخطر، عقب تدمير القوات الجوية الإسرائيلية لبطاريات S-300، وهي من أفضل دفاعاتها الجوية".
وأكد أنه "بعد انتخاب ترامب، ستكون إيران أكثر حذرا، وقد تسعى جاهدة لضرب إسرائيل بطريقة غير مباشرة، دون أن تشير مباشرة إليها، مثل هجوم على هدف إسرائيلي حول العالم، لكن إدارة ترامب ستسعى جاهدة لتجنب الحرب مع إيران، بل يتوقع أن تستعيد سياسة "الضغط الأقصى" عليها، كما اعتادت في الماضي، بفرض عقوبات شديدة عليها، وعزلها سياسيا لإجبارها على قبول قيود صارمة على بنيتها التحتية النووية والصاروخية، ودعمها لمنظمات مثل حماس وحزب الله، والحد من سياستها في الشرق الأوسط".
ولفت إلى أن "إدارة ترامب قد تسعى لإبرام "اتفاقيات أبراهام 2"، بإضافة السعودية، صحيح أن إسرائيل تريد ذلك أيضا، لكن هذه الخطوة ستتضمن تنازلات كبيرة منها إذا أرادت المملكة الحصول على أنظمة أسلحة أمريكية متقدمة في المقابل، وأصرت على مشروع نووي مدني، والتزام إسرائيلي رسمي وواضح بإقامة دولة فلسطينية، هنا يمكن أن تتمكن تل أبيب من استغلال ذلك لصياغة اتفاق يكون معقولاً إلى حدّ ما في نظرها، ويعتمد الكثير على مدى الضغط الذي ستمارسه واشنطن عليها، التي ستسعى جاهدة لتجنب الاحتكاك معها".
وانتقل الكاتب للحديث عن "اتخاذ إدارة ترامب نهجا صارما تجاه الصين، وقد يُطلب من إسرائيل أن تقف بشكل لا لبس فيه بجانبها في هذا الصراع العالمي، خاصة وأن للصين استثمارات هنا، خاصة في البنية التحتية للنقل مثل ميناء حيفا الحيوي، الذي يخدم الأسطول السادس الأمريكي في البحر المتوسط، وتشعر واشنطن بحساسية إزاء التدخل الصيني في تل أبيب، وهو القلق الذي تم التأكيد عليه لها عدة مرات في الماضي، مع أن هناك شعور إسرائيلي بالقلق من أن الصين تستخدم نفوذها فيها للتجسس عليها، في ضوء علاقاتها مع إيران".
وأوضح أنه "عقب اندلاع حرب غزة ولبنان، أبدت الصين موقفاً متحفظاً ومعادياً أحياناً تجاه الاحتلال، صحيح أنه يريد الاستفادة من علاقاته مع قوة مثل الصين، ذات الاقتصاد الضخم، وعدم إزعاجها، لكن يجب عليه أن يكون حذرا للغاية فيما يتعلق بالصين، والتوضيح لإدارة ترامب أنه في موقفه الصحيح، خاصة في حال نشوء مشكلة أمريكية كبيرة مفاجئة تتمثل بهجوم كوريا الشمالية على الجنوبية، والغزو الصيني لتايوان وغيرها".
وختم بالقول إن "مثل هذه الأحداث قد تؤدي لإحداث فوضى عالمية، مما يتطلب الاهتمام الكامل من جانب إدارة ترامب بها، على حساب انشغالها بالشرق الأوسط، صحيح أنه سيكون هناك ضغط أميركي أقل على إسرائيل لتقديم تنازلات، ولكن في الوقت ذاته فإن اهتمامها سيقلّ، وحتى قدرتها على مساعدة الاحتلال في القضايا التي تهمه ستتراجع".