بعد 9 سنوات من الصمود.. اليمن يعود لمكانه الطبيعي ويتصدر المشهد بمناصرته للقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
يمانيون – متابعات
يتذّكر اليمنيون خلال التسع السنوات الماضية من العدوان الذي شنه تحالف دولي مكون من 17 دولة بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني وأدواتهم “السعودية والإمارات” بفخر واعتزاز ما أفضى إليه من عزة وكرامة للشعب اليمني وتقديم التضحيات دفاعاً عن الوطن وسيادته واستقلاله.
لا تزال أولى الضربات والقصف والعدوان الهمجي للتحالف الدولي الإجرامي على اليمن، بعد إعلانه وتدشينه من قبل وزير خارجية السعودية آنذاك عادل الجبير من عاصمة رأس الشر والإرهاب العالمي واشنطن، عالقة في أذهان الكثير من أبناء اليمن، الذين تلقوا ذلك بغرابة، إزاء ما آلت إليه الأوضاع من انحدار، وتدخل عسكري دولي على بلد مستقل وذي سيادة، لا لشيء إلا لرفضه الخضوع للهيمنة والوصاية والارتهان لقوى الاستكبار العالمي.
بعد منتصف ليل الخميس الـ 26 من مارس 2015م، تفاجأ سكان العاصمة صنعاء والمحافظات بأصوات تحليق طيران مكثف في الأجواء تزامن مع سماع أصوات انفجارات قوية دوّت في مناطق مختلفة من العاصمة، أيقظت السكان من نومهم، لتحل كارثة إنسانية هي الأولى بارتكاب الطيران الأمريكي السعودي الإماراتي مجزرة في حارة البلس بحي المطار استشهد فيها 27 مواطناً بينهم 15 طفلاً وأصيب 30 شخصاً معظمهم نساء وأطفال.
لم تكن القيادة في صنعاء والقوى السياسية الوطنية والشعب اليمني وحتى رئيس المرتزقة عبدربه منصور هادي الذي فرّ هارباً للرياض، على علم ودراية بما تُحيكه أمريكا والسعودية والإمارات وتحالفهم الإجرامي، من مخططات استعمارية، إلا أن الإرهاصات السياسية آنذاك كانت مؤشراً لبداية انفجار حرب أو عدوان خارجي تحيكه أمريكا وأدواتها لليمن، بأعذار وحجج واهية ولا أساس لها من الصحة.
تلقت قيادة صنعاء والقوى الوطنية الصامدة والثابتة، ضربات التحالف بكل هدوء، وحمّلت أمريكا والسعودية والإمارات ومن تحالف معهم المسؤولية الكاملة إزاء الاعتداء على دولة مستقلة وذات سيادة وعضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأدانت التدخل الدولي في اليمن وما أسفر عنه من ضحايا باستهداف وتدمير وقصف الأعيان والمنشآت المدنية.
استمر التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، في ارتكاب المجازر المروعة والجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، بنظر المجتمع الدولي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وأمام العالم أجمع، الذي لم يحرك ساكناً لإيقاف المجازر، بالتزامن مع حصار بري وبحري وجوي، وإيقاف مرتبات موظفي الدولة وتدهور للمنظومة الصحية والتعليمية والمنشآت الخدمية وكل مقدرات البلاد التي أصبحت عُرضة للاستهداف والقصف دون أي مبرر.
استغل التحالف الدولي، قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216، المتخذ في 14 أبريل 2015م، الذي وضع اليمن تحت الفصل السابع، ليتحكم بمصير الشعب اليمني وينتهك سيادته واستقلاله، ويرتكب آلاف المجازر بحق المدنيين دون حسيب أو رقيب، خاصة مع تماهي ودعم أدواته من العملاء والخونة والمرتزقة الذين أيدوا ما يقوم به من إجرام في ظاهره إعادة ما تسمى بالشرعية للعاصمة صنعاء، وفي باطنه تنفيذ أجندة خارجية هدفها تدمير اليمن والسيطرة على قراره السيادي ونهب ثرواته وخيراته.
ظلت أمريكا والسعودية والإمارات في عناد واستمرار الطغيان، لقتل اليمنيين منتهكين القوانين الدولية والإنسانية، مستخدمين ترسانة صاروخية هائلة وقنابل محرمة دولياً، تم تجريبها على رؤوس اليمنيين، فضلاً عن فرض حصار وتجويع ممنهج، بالرغم من رسائل وجهتها صنعاء إلى عواصم دول العدوان علّها تدرك خطورة ما تقوم به، لكن دون جدوى.
ومع استمرار العدوان والحصار، كانت القوات المسلحة اليمنية تسابق آلة الزمن في تطوير القدرات العسكرية بفضل الله تعالى وبحكمة وحنكة قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والمجلس السياسي الأعلى والتفاف القوى الوطنية الصامدة وتماسك اليمنيين، إدراكاً منها بمقولة “إن القوة في الحق هي سر عز الأمة الإسلامية، ولا يعرف فضل القوة المؤيدة للحق إلا من شقي تحت وطأة الطغيان”.
واصلت القيادة في صنعاء جهود التحشيد وتعزيز التعبئة العامة في أوساط اليمنيين ودعم الجبهات وتطوير القدرات العسكرية، والجهوزية الأمنية والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية رغم الثغرات التي كانت تحدث، وتجاوزت كافة العقبات والإشكالات على مختلف المسارات والمستويات.
وتخطّت صنعاء أولى العقبات التي كان يصنعها تحالف العدوان، بالتوجه إلى المسار النهضوي من خلال المشروع الوطني الذي أطلقه الشهيد الرئيس صالح علي الصماد تحت شعار “يد تحمي.. ويد تبني”، لبناء الدولة اليمنية الحديثة، القوية والعادلة، وفق خطوات استراتيجية تمضي على قدم وساق حتى اليوم.
في حين وضعت القوات المسلحة استراتيجية ردع جديدة ضمن خططها وبرامجها للانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم ومن مسار التقدم في النوع والمدى إلى التقدم في الفاعلية والتأثير، باتجاه تأديب قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وأدواتها وإيقاف عربدتها واستكبارها في اليمن والمنطقة برمتها.
اليوم وبعد تسع سنوات من العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي، أصبحت صنعاء بالرغم مما تعرضت له من حرب وعدوان، قوة فاعلة ومؤثرة في المنطقة والعالم، بموقفها المشرف والمناصر للشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادلة ومساندة مقاومته الباسلة، وباتت في مواجهة مباشرة مع قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.
وتأتي الذكرى التاسعة لليوم الوطني للصمود والقوات المسلحة تخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” التي أعلنها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي نصرة لمظلومية الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة بعمليات عسكرية نوعية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي وصولاً إلى طريق رأس الرجاء الصالح.
حيث دشنت القوات المسلحة، العام العاشر من الصمود اليماني، بست عمليات عسكرية نوعية استهدفت أربع سفن أمريكية وبريطانية ومتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، ومدّمرتين أمريكيتين، وأهداف صهيونية في أم الرشراش المحتلة، في رسالة جديدة فحواها توجه اليمن نحو التصعيد العسكري الشامل ضد ثلاثي الشر “أمريكا وبريطانيا والعدو الصهيوني”.
وبالموقف اليمني الداعم والمساند للشعب الفلسطيني ومظلوميته، عاد اليمن إلى مكانه الطبيعي ليحتل الصدارة من بين الدول العربية والإسلامية التي تخاذلت عن نصرة فلسطين وقضيتها بارتهانها لأمريكا وأوروبا وتواطئها مع الكيان الصهيوني.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
عفراء أحمد…عن معنى البيت في ذاكرة اليمني
يمن مونيتور/العربي الجديد
في معرضها “بنت القمرية” الذي افتتح في “غاليري أكسيس” بالقاهرة الثلاثاء الماضي ويتواصل حتى مساء الجمعة المقبل، تبحث الفنانة اليمنية المقيمة في مصر عفراء أحمد (1992) عن مفهوم المنزل وتحولاته في بلدها الذي تعرَّض لحربٍ وصراعات داخلية طوال العقد الماضي.
عنوان المعرض يشير إلى القوس نصف الدائري الذي يعلو نوافذ البيوت ذات الطراز المعماري المنتشر في اليمن منذ أكثر من أربعة آلاف عام، وأخذت القمرية اسمها من شكلها الذي يشبه القمر في حالة عدم اكتماله، وكانت تصنّع من الجص فوق لوح خشبي حيث تمتلئ بالزخارف.
تعود عفراء أحمد التي غادرت اليمن عام 2012 إلى القمرية، ربما لوظيفتها التي تتيح دخول الضوء إلى المنزل في محاولة لإنشاء نافذة تنفتح على الذاكرة، كما يشير قيّم المعرض الفنان أحمد شوقي حسن في تقديم المعرض إلى أن “تلك النافذة التراثية التي اشتهرت بها منازل اليمن، ذلك البلد “السعيد” الذي نشبت فيه الحرب، وبينما كان العالم يستعد أخيراً أن يفتح أبوابه بعدما أطاحه فيروس كورونا، انتهزت عفراء الفرصة وانتقلت إلى مصر التي أقامت بها حتى عودتها إلى اليمن مرة أخرى، وفي أثناء الرحلة توطدت العلاقة بين كلتيهما: عفراء وتلك النافذة، باعتبارهما نازحتين تبحثان عن شعور جديد بالوطن، اكتسبتا خلالها مفاهيم وخبرات جعلت كل منهما تُماهِي الأخرى”.
من المعرض
يشتمل المعرض على تركيبات متعددة الوسائط تشمل الصور والفيديوهات والمنحوتات والرسوم والمطبوعات أحادية النسخة، تحضر نماذج عدّة بتشكيلات مختلفة للقمرية، إذ يواجه الزائر واحدة مكسّرة في إحدى زوايا الصالة، بينما تقدّم الفنانة مجموعة من القمريات بأشكال دائرية هذه المرة معلقة من السقف وأخيلتها تتراءى فوق الجدران.
وتتكرّر القمرية كموتيف يحمل دلالات متنوعة تتعلّق بالهوية والجذور والنزوح والذاكرة ومعنى البيت/ الوطن، وتتولّد أيضاً تشكيلات جمالية متعددة، منها ثماني لوحات متجاورة تحتوي رسماً للقمرية بشكل يحاكي حالات القمر، بينما تعلّق عفراء أحمد صورة فوتوغرافية تظهر مراحل عملها فوق سلّم في صالة الغاليري.
ويبيّن حسن أن عفراء تفترض أن “المنزل” كفضاء مراوغ وجوده قد يعني المكان أو الأرض، أي البقاء والتاريخ، لكنه أيضاً يعني الزوال والنسيان، والحدود الجغرافية والافتراضية، والصراع والمصالح المشتركة، والعائلة والشعور بالانتماء، وكأنه الوطن أو هو بالفعل كذلك. تتساءلان عن طبيعة العلاقة التي تنشأ بمجرد أن ينقطع الاتصال بين الناس والمكان، ويختتم تقديمه بالتساؤل: كيف ينجح “المنزل” في أن يظل فكرة قائمة؟
يُذكر أن عفراء أحمد وُلدت في عدن، وحصلت على درجة البكالوريوس في تكنولوجيا الوسائط المتعددة من “جامعة آسيا والمحيط الهادئ” في كوالالمبور، وأقامت العديد من المعارض في مصر والولايات المتحدة الأميركية والأردن وماليزيا.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق فكر وثقافةالمذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
موقف الحوثيون موقف كل اليمنيين وكل من يشكك في مصداقية هذا ال...
What’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...