لجريدة عمان:
2024-09-19@09:55:09 GMT

« أنقذوا السودان».. نداء لشريان حياة عالمي

تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT

قبل عام تقريبًا اندلعت حرب مركزية في الخرطوم -ولا تزال مستعرة- بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وفيما تدل مؤشرات كثيرة على أن الحرب بين الطرفين، لم تكن في وارد الحدوث بتلك الطريقة المفاجئة (إلا بافتراض تورط طرف ثالث في إشعالها بينهما) إذا ما عرفنا، مثلًا، أن قائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي هو في الوقت نفسه كان نائبًا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الذي يرأسه البرهان، وإذا ما عرفنا -عبر تصريحات كثيرة- للفريق البرهان تصف قوات الدعم السريع بأنها قوة عسكرية وطنية رديفة للجيش.

وإذا ما عرفنا كذلك أن قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان هو الذي طالب بتعيين الجنرال حميدتي نائبًا له في مجلس السيادة الانتقالي الذي حكم البلاد خلال المرحلة الانتقالية بعد الثورة بموجب الوثيقة الدستورية الموقعة بين المكون العسكري (الجيش وقوات الدعم السريع) وتحالف قوى الحرية والتغيير في 17 أغسطس 2019م.

اليوم تفاقمت آثار الكارثة الانسانية للحرب من خلال اللجوء والنزوح بشكل غير مسبوق إذ وصفت تقارير الأمم المتحدة أن ما حدث للسودانيين من نزوح ولجوء بسبب هذه الحرب هو الأكبر، وأن عدد النازحين واللاجئين بسبب الحرب بلغ 8 ملايين في أقل من سنة هو رقم غير مسبوق في قوائم الأمم المتحدة.

رغم فداحة ما حدث لا تزال الحرب (التي وصفها كل من قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وخصمه قائد الدعم السريع الفريق «حميدتي» بأنها حرب عبثية) دائرةً على نحو من العنف غير مسبوق ومن خلال محاولات الإلغاء المتبادل بين الطرفين.

في ظل هذا الوضع الكارثي بكل المقاييس، تعمل تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) (التي عقدت اجتماعاتها التحضيرية في أكتوبر الماضي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، واختارت الدكتور عبد الله حمدوك) في ظروف استثنائية من أجل تقديم ما يمكن للتخفيف عن السودانيين، بوصفها تحالفًا وطنيًا عريضًا يدعو كل السودانيين بكافة أطيافهم السياسية ومكوناتهم المدنية للوقوف ضد الحرب والعمل لإقناع طرفي الحرب بالجنوح إلى السلم، والتواصل مع المجتمع الدولي والإقليمي للضغط على الطرفين.

وعقدت تنسيقية (تقدم) أمس الأول 23 مارس 2024 بمبادرة من د. عبد الله حمدوك اجتماعًا (أونلاين) جمع عددًا واسعًا من المدنيين السودانيين من قطاعات متعددة من الفاعلين في العون الانساني المحليين وأصحاب الأعمال والقيادات الدينية والأهلية والمبدعين والمثقفين والسودانيين/العاملين في المنظمات الدولية، حيث تداولوا بشكل مستفيض حول الأزمة الإنسانية التي خلفتها حرب 15 أبريل 2023 وتداعياتها الكارثية.

استعرض الاجتماع الوضع الإنساني منذ اندلاع الحرب التي انطلقت من العاصمة الخرطوم لتنتشر بعدها في عدة مناطق بدءًا بكافة ولايات دارفور وكردفان وصولًا لولاية الجزيرة وتخوم ولايات القضارف وسنار ونهر النيل والنيل الأبيض، حيث فاقت حصيلة الضحايا عشرات الآلاف بنهاية 2023م وفق الأرقام المسجلة، وشهدت هذه الأشهر الـ 11 ارتكاب فظائع واسعة ضد المدنيين؛ من مجازر وعنف على أساس عرقي واغتيالات وجرائم اغتصاب وعنف جنسي، وتهجير وسلب للممتلكات الخاصة وقصف للمدنيين وتهديم للبنى التحتية والمؤسسات الخدمية.

ولقد فاقمت الحرب من الآثار الإنسانية، وقادت البلاد في اتجاه للمجاعة شمل أكثر 8 ملايين نازح ولاجئ، وأدى لانهيار النظام الصحي وقطاع الخدمات وانتشار الأوبئة وتفاقم الإشكالات الصحية.

هذا الالتفات إلى معاناة الشعب السوداني المتفاقمة على نحو عالمي غير مسبوق جراء هذه الحرب العبثية، عكس وجهاً آخر للجهود التي تنشط عبرها تنسيقية «تقدم» التي تدرك تمامًا أن التعاون من أجل تقديم العون الانساني لمتضرري الحرب موقف أخلاقي نبيل وعابر للاختلافات السياسية، حيث خرج الاجتماع بتوصيات مهمة منها «تشكيل منصة تعنى بتنسيق الجهود الانسانية المحلية وعرض الأوضاع الإنسانية بصورة دورية والتواصل مع المنظمات الأممية والاقليمية وتوظيف التكنولوجيا والإعلام بالصورة التي تحقق الغايات المنشودة»

كان الاجتماع بادرة حقيقية من (تقدم) للاهتمام بالآثار الإنسانية للحرب، سيما وأنه يأتي قبيل مؤتمر باريس الدولي حول السودان في 15 أبريل المقبل الذي سيخصص للأعمال الإنسانية تلبيةً للنداء الذي وجهته الأمم المتحدة وشركاؤها في 7 فبراير لجمع 4.1 مليار دولار من أجل الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا للمدنيين، بما في ذلك أكثر من 1.6 مليون شخص اضطروا للفرار إلى البلدان المجاورة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدعم السریع غیر مسبوق

إقرأ أيضاً:

البرهان وحميدتي منفتحان على حل سلمي للصراع في السودان

عبر كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن انفتاحهما على إيجاد حلول سلمية للحرب المستمرة في البلاد منذ أكثر من 17 شهرا، وذلك ردا على دعوة الرئيس الأميركي جو بايدن للطرفين المتحاربين للانخراط مجددا في مسار المفاوضات.

ودعا بايدن الثلاثاء أطراف الحرب في السودان إلى استئناف مفاوضات السلام والسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

وقال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان -أمس الأربعاء- إن الحكومة تظل "منفتحة أمام كافة الجهود البناءة الرامية إلى إنهاء هذه الحرب المدمرة".

وأضاف -في بيان له- "نحن على استعداد للعمل مع جميع الشركاء الدوليين سعيا للتوصل إلى حل سلمي يخفف من معاناة شعبنا ويضع السودان على الطريق نحو الأمن والاستقرار وسيادة القانون والتداول الديمقراطي للسلطة".

التزام بالمفاوضات

بدوره، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) -في وقت مبكر من اليوم الخميس على منصة إكس- "نجدد التزامنا بمفاوضات وقف إطلاق النار. إذ إننا نؤمن بأن طريق السلام يكمن في الحوار، وليس في العنف العشوائي".

وأضاف "سنواصل الانخراط في عمليات السلام لضمان مستقبل خال من الخوف والمعاناة لجميع المدنيين السودانيين".

لكن الرجلين تبادلا الاتهامات بالمسؤولية عن عدم إنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 16 ألف شخص منذ بدايته في أبريل/نيسان 2023، واتهم كل منهما الآخر بارتكاب انتهاكات، دون تحديد خطوات ملموسة للتوصل إلى حل سلمي للصراع.

تحذير أممي

من ناحية أخرى، حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة أمس من أن أرواح مئات آلاف الأشخاص في الفاشر مهددة جراء القتال الدائر في المدينة الواقعة في غرب السودان والمحاصرة من جانب قوات الدعم السريع، معربين عن قلقهم من تصاعد حدة النزاع في إقليم دارفور.

وتجددت المعارك العنيفة في الفاشر -السبت الماضي- حيث تشن قوات الدعم السريع هجوما للسيطرة على المدينة.

والفاشر هي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم أنها تحاصرها منذ مايو/أيار الماضي.

وقالت مارثا بوبي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، أمام مجلس الأمن الدولي الأربعاء، إن "مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن مخاطر عنف جماعي".

وأضافت أن "المعارك التي تمتد إلى سائر أنحاء المدينة تعرض للخطر هذه الفئات الهشة أصلا، بما في ذلك العديد من النازحين الذين يعيشون في مخيمات ضخمة قرب الفاشر".

تهديد وشيك

من جهتها، قالت جويس مسويا، القائمة بأعمال رئيس مكتب الأمم المتحدة الإنساني إنه في الفاشر "تم استهداف بنى تحتية مدنية، بما في ذلك مستشفيات ومخيمات للنازحين. مئات آلاف الأشخاص يواجهون تهديدا وشيكا، بما في ذلك أكثر من 700 ألف نازح في الفاشر ومحيطها".

وأضافت أن المعارك الدائرة حصدت عددا كبيرا من النساء والأطفال.

وقالت "قلقنا زاد بعد ورود تقارير عن قصف طال الأحياء الوسطى والغربية من المدينة ونشر قوات مسلحة إضافية".

يشار إلى أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يخوضان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا مدمرة خلفت نحو 16 ألفا و650 قتيلا، وتسببت في تشريد ملايين الأشخاص.

مقالات مشابهة

  • البرهان وحميدتي منفتحان على حل سلمي للصراع في السودان
  • قائد الدعم السريع: الحرب ليست خيارنا ومستعدون لوقف إطلاق النار
  • البرهان يرحب ببيان بايدن ويدعو لمحاسبة مساندي الدعم السريع
  • بلينكن: هجوم الدعم السريع على الفاشر يهدد إحراز تقدم في أزمة السودان
  • قيادةَ «الدعم السريع» لم تتوقَّع أن تستمر الحرب الخاطفة إلى هذا الحد
  • السودان يحترق والقوى الأجنبية تستفيد.. ما المكاسب التي تجنيها الإمارات من الأزمة؟
  • الدعم السريع تتهم مناوي بسرقة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى دارفور
  • «الدعم السريع» تتهم مناوي بسرقة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى دارفور
  • البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع
  • «منصة نداء الوسط»: أزمة معيشية وإنسانية بسبب احتلال الدعم السريع لولاية الجزيرة