تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
في كل الحروب التي تخوضها الدول الصغرى والكبرى تسعى إلى تبييض صفحتها أمام الرأي العام العالمي وأمام منظمات المجتمع الدولي حتى لا تربط بانتهاك حقوق الإنسان أو بارتكاب جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو أي نوع أو مستوى من مستويات الإبادة الجماعية. وتنص العقائد العسكرية في أغلب الدول على قدسية الالتزام بهذه القواعد، بل إن التوجيهات السياسية التي تصدر لأي حرب، قبل أن تتحول إلى أمر عمليات، تركز على اجتناب أي إبادة جماعية أو أي انتهاك لحقوق الإنسان، وإن حدثت، وهي تحدث كثيرا، تسعى الدول إلى تبريرها وإخفائها أو رميها في جهة الطرف الثاني.
لكن الأمر بات مختلفا اليوم بالنسبة لإسرائيل فهي ترتكب عشرات المجازر يوميا ويروح ضحيتها المئات في اليوم الواحد دون أن تحاول إسرائيل مجرد إخفائها أو حتى التنصل منها كما حاولت ذلك في بداية الحرب. لقد خرجت عن كل السيطرة وعن كل الأعراف وترى أن سلطتها وقوتها فوق كل سلطة وقوة. حتى قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار لم تعتبره أو تنظر إليه، وأكدت أنها ستسير في حربها إلى غايتها. وأمس نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن أحد الفلسطينيين قولها «على مجلس الأمن أن لا يصدر قرارات مرة أخرى فكلما أصدر قرارا زادت إسرائيل من عملياتها، ومن قصفها»!
لقد وصل التوحش بهذا الكيان الصهيوني إلى اعتبار المستشفيات أحد أهم أهدافه «العسكرية» وأمس حاصر ثلاثة مستشفيات جديدة، واستهدف الطواقم الطبية فيها، والمرضى، والنساء والأطفال الذي اتخذوا من هذه المستشفيات ملاذات اعتقدوا، مخطئين، أنها يمكن أن تكون آمنة.
لا يمكن أن يتوقف كل هذا الطغيان الذي ترتكبه إسرائيل دون وقف جسور الإمدادات العسكرية التي تأتيه من كل مكان، ودون توجه مختلف من مجلس الأمن. وإذا كان مجلس الأمن جادا في قراره لوقف إطلاق النار فلماذا لا يفعِّل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بهدف إحلال السلام والأمن، ويقوم بفرض حظر طيران فوق غزة ويكلف بموجب المواد 41 و42 و43 من الميثاق من يقوم بفرض هذا الحظر. صحيح أن أمريكا ستستخدم حق الفيتو ولكن لماذا لا تحرج أمام التاريخ في استمرارها حماية عمليات الإبادة الجماعية في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين.
لقد كشفت 173 يوما من الحرب حجم التوحش في الكيان الصهيوني وتعطشه للدماء، وبشكل خاص دماء الأطفال، وعلى المنظمات العالمية أن تقف وقفة أمام إنسانيتها وأمام مستقبل النظام العالمي وتقول كلمتها، هل تسير في طريق الإبادة وتدعم المجازر البشعة أم أنها تسير في مسار السلام أو حتى ما يمكن أن يكون سلاما في اللحظات التي تسيل فيها الدماء وتسقط فيها كل القيم الإنسانية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
زيارة أممية لمواقع الآليات التشغيلية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي بميناء الحديدة
واطلع الفريق الأممي ومعه وزير النقل والأشغال العامة محمد عياش قحيم، وعضو الفريق الوطني بلجنة إعادة الانتشار اللواء محمد القادري، ورئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر زيد الوشلي، وضابط الارتباط بلجنة دعم اتفاق الحديدة، على الكرين العائم والكرينات الجسرية واللنشات البحرية الخاصة بقطر السفن، التي طالها القصف الإجرامي الذي أدى إلى خروج البعض منها عن الخدمة والغرق في البحر.
واستمع الفريق الأممي من المختصين في الميناء، إلى شرح حول هذه الجريمة وتبعاتها على الوضع التشغيلي للميناء، ومدى الالتزام بمعايير الأمم المتحدة والإجراءات المتعلقة بخلو الموانئ من أي مظاهر عسكرية، خصوصا وأنها تخضع للرقابة من قبل بعثة الأمم المتحدة، وثلاث دوريات ميدانية.
وأكد وزير النقل والأشغال أن القوانين والتشريعات الدولية المتصلة بهذا الجانب تجرم بشكل واضح استهداف المدنيين والمنشآت المدنية.
وطالب بعثة الأمم المتحدة بالاضطلاع بدورها ومسؤولياتها وفق قرار ومهام تشكيلها، وإدانة تكرار العدوان الإسرائيلي على موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ورفع تقرير للبعثة عن حجم الأضرار والانتهاك السافر، الذي تعرضت له هذه المنشآت الحيوية.
كما أكد الوزير قحيم، أن الأمم المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة لعدم قيامها بدورها تجاه هذه التداعيات الكارثية، والأضرار التي تمس مصالح الشعب اليمني، كون هذه المرافق الحيوية منشآت مدنية تقدم خدماتها لملايين اليمنيين.
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني المتغطرس، لم يراعِ أي معاهدة أو قاعدة من قواعد القانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بعدوانه على شعوب المنطقة.