علماء يرصدون المراحل الأولى لانفجار المستعر الأعظم
تاريخ النشر: 28th, March 2024 GMT
قبل حوالي 20 مليون سنة، في مجرة لا تبعد عنا كثيرا، انفجر نجم كبير وأطلق عناصر تمثل اللبنات الأساسية لحياة الكائنات التي تسبح في الفضاء.
ومنذ نحو عام، وبمحض الصدفة، حين وصل الضوء المنبعث من ذلك النجم إلى الأرض، لاحظ فريق من العلماء في إسرائيل ذلك وجمعوا لأول مرة بيانات عن المراحل الأولى لمثل هذا الانفجار الذي يعرف باسم المستعر الأعظم (سوبرنوفا).
وتقدم التفاصيل التي يجمعونها صورة تفصيلية لأصول العناصر المهمة من حولنا، مثل الكالسيوم الموجود في أسناننا والحديد الموجود في دمنا.
وقال عالم الفيزياء الفلكية بمعهد وايزمان للعلوم أفيشاي جال يام "في الواقع نرى الأتون الكوني الذي تتشكل فيه العناصر الثقيلة، أثناء تشكلها. نحن نراقب هذا أثناء حدوثه. هذه فرصة فريدة حقا".
وتشير النتائج التي نشرتها مجلة نيتشر الأربعاء أيضا إلى أن انفجار النجم العملاق الموجود في مجرة مجاورة تسمى (ميسيير 101)، ترك خلفه ثقبا أسود على الأرجح.
وأبلغ أحد الفلكيين الهواة والذي تصادف أنه كان يراقب هذه المجرة الباحثين بأن شيئا يحدث فيما يبدو. وسرعان ما ركزوا تلسكوباتهم على النجم وبدأوا توثيق المراحل المبكرة من الانفجار.
واتصل الفريق الذي ضم طالب الدكتوراة والمؤلف الرئيسي للدراسة إيريز تسيمرمان، بإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) التي غيرت جدولها الزمني ووجهت تلسكوب هابل الفضائي نحو المستعر الأعظم. وسمح ذلك بمراقبة مبكرة للأشعة فوق البنفسجية الناتجة عن الانفجار التي يحجبها الغلاف الجوي ويتعذر التقاطها من الأرض.
إلى جانب تتبع عناصر مثل الكربون والنتروجين والأكسجين التي انفجرت في الفضاء، أظهرت بيانات الأشعة فوق البنفسجية تفاوتا بين الكتلة الأولية للنجم والكتلة التي قذفها إلى الفضاء أثناء الانفجار.
وقال جال يام "نشتبه في أنه بعد الانفجار تخلف ثقب أسود، ثقب أسود حديث التكوين لم يكن موجودا من قبل. إنه ما بقي بعد الانفجار. انهار جزء صغير من كتلة النجم إلى المركز وتمخض عن ذلك ثقب أسود جديد".
والثقوب السوداء هي كتل استثنائية الكثافة وشديدة الجاذبية بحيث لا يفلت منها حتى الضوء.
وقال جال يام إنه بعد جمع خصائص أو ما يمكن وصفه على نحو ما ببصمات المستعر الأعظم من البداية إلى النهاية، قد يساعد ذلك العلماء في تحديد دلائل على حدوث ظاهرة المستعر الأعظم قريبا في أماكن أخرى.
وأضاف جال يام "قد نتمكن في السنوات القليلة المقبلة من القول، ليس بالنسبة لجميع النجوم، لكن ربما بعضها، إن هذا النجم نظن، ونشتبه، أنه سينفجر... سيكون هذا رائعا، ثم سنكون على علم وسنكون منتظرين ومستعدين".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المستعر الأعظم
إقرأ أيضاً:
هل يعيد الأمريكان مجددا كارثة المارينز في بيروت في قطاع غزة ؟
هل يعيد #الأمريكان مجددا #كارثة_المارينز في #بيروت في #قطاع_غزة ؟
#موسى_العدوان
أقصد من إعادة طرح هذه العملية، بصورة موجزة أمام القراء الكرام، والتي مضى عليها ما يقارب 42 عاما، هو لكي أذكّر الرئيس الأمريكي ترامب وعصابته، بما حدث لقوات المارينز الأمريكية في بيروت عام 1983، عندما فرضوا وجودها بالقوة على أرض لبنان، علّهم يفهمون الدرس جيدا، قبل أن يقرّروا ما ادّعوه في السيطرة على قطاع غزة وتهجير أهلها لفترة طويلة. ولتذكير القراء الكرام بتلك الحادثة، سأحاول اختصار صفحاتها الثلاثة عشر، التي كتبتها في وقت سابق، بفقرات مختصرة تبين أهم ما جاء فيها :
بدأ التورط الأمريكي في لبنان ( كجزء من قوات متعددة الجنسيات )، خلال الحرب التي دارت بين منظمة التحرير الفلسطينية، والقوات الإسرائيلية في عام 1982. ففي يوم 6 يونيو بدأ الإسرائيليون هجوما واسعا، على قواعد المنظمات الفدائية في لبنان، بقوة تقدر بستة فرق ونصف ( 20 لواء على الأقل )، بهدف القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، وتأمين حدودها الشمالية، ضد إطلاق القذائف والصواريخ التي يوجهها الفدائيون الفلسطينيون، إلى سكان المستعمرات في شمال إسرائيل، وأطلقت على العملية اسم ” عملية السلام للجليل “.
حاولت الولايات المتحدة في البداية، ثني الإسرائيليين عن تنفيذ الهجوم، إلا أن الإسرائيليين لم يمتثلوا لتلك الرغبة، ووعدوا بأن تكون عملياتهم محدودة النطاق. ولكنهم في واقع الأمر وسّعوا نطاق العمليات أكثر مما وعدوا به. فتمكنوا خلال ستة أيام من الوصول إلى أبواب مدينة بيروت، ومحاصرة 14000 مقاتل فلسطيني داخل المدينة. ( دون الدخول في التفاصيل )
في يوم الأحد 23 اكتوبر الساعة 06:22 كان 300 جندي أمريكي نائمين في البناية التي تضم قيادة المارينز. فقدِمت شاحنة تحمل 1200 باوند من متفجرات ( T N T )، رُبطت حولها اسطوانات الغاز، واندفعت من موقف السيارات جنوب بناية القيادة، ودمرت السياج الحاجز واتجهت مباشرة إلى منام المارينز.
سارت الشاحنة فوق الأسلاك الشائكة، ومرت بين موقعي حراسة دون أن يطلق الخفراء عليها النار، لكونهم مقيدين بتعليمات ( قواعد الاشتباك )، التي تفرض عليهم عدم تجهيز السلاح بالذخيرة. ثم تقدمت من خلال البوابة مارة بين القضبان الحديدية، ودمرت غرفة الحراسة على المدخل وتقدمت باتجاه قاعة الاستقبال في بناية القيادة، وهناك ضَغَط السائق على الصاعق، وفجّر ما كانت تحمله الشاحنة، من المتفجرات واسطوانات الغاز.
قوضت شدة الانفجار كامل البناية من أساسها، وانبعث العصف من خلال السقف الذي تبلغ سماكته 8 بوصات، ودفعته إلى حفرة بلغ عمقها ثمانية أقدام. وقد علّق خبراء ال ( F B I ) على هذا الانفجار بقولهم : أنه أكبر انفجار غير نووي يشهدونه في حياتهم. وعندما انجلى الغبار، تبين بأن 240 جنديا من المارينز لقوا حتفهم، وأكثر من 100 آخرين أصيبوا بجروح مختلفة. وبهذا تكون المارينز الأمريكية قد انخرطت فعليا في الحرب الأهلية اللبنانية .
بعد دقيقتين من وقوع الانفجار الأول، حدث انفجار آخر في مقر قوة الفرنسيين، في منطقة الرملة البيضاء ببيروت الغربية، والذي يبعد عن موقع المارينز 6 كيلومترات فقط. فقد اندفعت شاحنة أخرى تحمل كمية من المتفجرات، إلى موقف السيارات الواقع تحت البناية ذات الثمانية طوابق، وانفجرت مخلّفة 58 قتيلا و15 جريحا من المظليين الفرنسيين.
تم توجيه الاتهام في هاتين العمليتين الإرهابيتين في حينه، إلى حزب الله الشيعي والذي تدعمه إيران وسوريا. واتُهم خبير العمليات الإرهابية في حزب الله عماد مغنية، بأنه العقل المدبر لهاتين العمليتين، والذي تم اغتياله لاحقا في سوريا بتاريخ 12 فبراير 2008، على أيدي الموساد الإسرائيلي.
واليوم يعلن ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذي لم يمض ِعلى بداية عهده المشؤوم سوى اسبوعان، بأنه سيهجّر سكان غزة من أرضهم إلى الأردن ومصر، ليتولى هو إعمارها ويحولها إلى ريفيرا الشرق الأوسط. لقد تناسى هذا الطاغية أن أهل غزة مقاومين ومدنيين، صمدوا بمواقعهم لما يزيد عن 15 شهرا، أمام أقوى جيش في الشرق الوسط، تحت قصف الطائرات الأمريكية وقنابلها الثقيلة من وزن 2000 رطل، التي زود إسرائيل بها من ترسانته الحربية، وعادوا إلى منازلهم المدمّرة ليبنوا على أنقاضها خيمهم ولا يغادروها، ليقوموا بإعمارها في وقت لاحق.
أهل غزة يا فخامة الرئيس، لا يريدون ريفيرا على شاطئ بحرهم، بل يريدون الاستمتاع في شمس ذلك الشاطئ الجميل، يتنسمون هواءه العليل، ويقبّلون كل حبة رمل فيه، ويعيدون بناء بيوتهم من حجارة وطنهم الذي يقدّسونه، دون أن يلوثه غزاتكم بما يتنافى مع عاداتهم وتقاليدهم الأصيلة.
فلتتفضل فخامة الرئيس وعصابتك المتصهينة، وجرب حظك في تنفيذ خطتك الهلامية في غزة، التي استنكرتها كل دول العالم ما عدا ربيتك إسرائيل. فرجال المقاومة الباسلة، يتشوقون لرؤية جنودك ومهندسيك هناك، لعلهم يواجهون كارثة جديدة أشبه بكارثة المارينز السابقة في بيروت، وعندها سيرحلون في ظلام الليل كغيرهم قبل طلوع النهار. . !
التاريخ : 6 / 2 / 2025