بين سنار … وبلاد السودان … وسودان 56
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
لم تكن هناك على مدى التاريخ دولة إسمها دولة السودان أو سلطنة السودان أو مملكة السودان.
كان مصطلح بلاد السودان يدل على حزام أو نطاق جغرافي يمتد من بحر القلزم شرقا إلى بحر الظلمات غربا وينتهى شمالا بمحازاة أسوان وجنوبا بمحاذاة فازوغلي وكان هذا الحزام يضم عدة ممالك تبدأ بسلطنة سنار ، كردفان ، دارفور ، وداي ، كانم ، باقرمي ، وأخريات حتى مللي وفوتا جالو وأخريات.
السنغال التي كتبنا اليوم عن فوز رئيسها الشاب كان في موقعها ممالك قديمة من ممالك بلاد السودان وفي فترة ما كانت ضمن ما أطلق عليه السودان الفرنسي كما كان السودان المصري البريطاني هنا في وادي النيل.
لفترة محدودة نالت دولتي السنغال ومالي استقلالهما معها تحت اسم السودان لكنهما سرعان ما انفصلا لدولتين مستقلتين وتبنت السنغال اسم نهر السنغال وتبنت مالي إسم مملكة مللي التاريخي قبل وصول الفرنسيين.
ارتاحت السنغال من تبعات اسم السودان الوصفي برغم من أن شعبها أكثر سوادا من شعوب سودان وادي النيل ، واليوم في كل دول غرب أفريقيا من تشاد حتى السنغال فإن المواطن معروف والأجنبي من الدول الجارة معروف وملتزم حدوده ولا يستطيع مواطن غرب أفريقي مثلا أن يقول أنه صاحب حق في السنغال لأنها بلد السود ولكن نفس الغرب أفريقي يرفع عقيرته بكل جرأة في جمهورية سودان وادي النيل بأنه صاحب حق لأن هذا السودان بلد السود ، ياللتناقض !
في وسط السنغال تمتد دولة غامبيا الصغيرة المستطيلة على ضفتي نهر غامبيا لغتها الرسمية الإنجليزية لأن مجرى النهر استعمره البريطانيون فصار دولة مستقلة بإسم مختلف مع أن القبائل في البلدين هي نفسها ولكن إختلاف الإسم ميز حقوق المواطنة ، إلا في دولة السودان النيلي التي تبنت إسما وصفيا جعل حقوق المواطنة فيها سائلة مائعة قابلة للسلبطة والابتزاز.
تشاد التي كانت تابعة للسودان الفرنسي تبنت اسم بحيرة تشاد فاكتسبت مواطنتها اسما متميزا وقبل عام قامت حكومتها بطرد آلاف المعدنين الأجانب من البلدان الأفريقية من مناجم كوري بوغيدي في الشمال ولم يحتج منهم أحد ويقول تشاد بلد السود ونحن سود ، ولو ظلت محتفظة بإسم السودان لأوقعها ذلك في ورطات لا تنتهي.
كان من الممكن أن يتم تبني إسم سلطنة سنار التاريخية فهنا كانت جغرافيتها وكان اسم العاصمة سنار هو نفسه اسم السلطنة التي امتدت زمنيا من 1504م حتى 1821م وجغرافيا من فازوغلي حتى دنقلا وضمت التاكا ونافست دارفور على كردفان.
بالمناسبة فإن سلطنة سنار لم تنته بدخول الجيش الغازي العاصمة سنار في يونيو 1821م ، سلطنة سنار استمرت ولا تزال مستمرة وموجودة حتى اليوم وتلك قصة أخرى.
#كمال_حامد ????
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
تشاد: مغادرة 120 جنديا فرنسيا ضمن عملية سحب قواتها بعد تعليق الاتفاق العسكري
أعلنت وزارة الدفاع التشادية، أن وحدة فرنسية تضم 120 جنديا غادرت الأراضي التشادية، في إطار عملية انسحاب جنود فرنسا من تشاد بعد ثلاثة أسابيع من الإعلان المفاجئ عن تعليق الاتفاق العسكري بين باريس وانجامينا.
وقالت الدفاع التشادية، في بيان اليوم إن طائرة من طراز إيرباص أيه 330 فينيكس أقلعت من مطار انجامينا العسكري نحو فرنسا بعد ظهر يوم الجمعة الماضية وعلى متنها 120 جنديا فرنسا، وذلك في وجود مسئولين عسكريين تشاديين، ما يدلل على متانة التعاون العسكري بين البلدين في مجال الأمن.
وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن وزارة الجيوش الفرنسية لم تصدر أي تعليق على هذا البيان، مضيفة أن عدد العسكريين الفرنسيين في تشاد يقارب الألف فرد، مشيرا إلى أن سحب الجنود الفرنسيين يأتي بعد حوالي 10 أيام من مغادرة المقاتلات الفرنسية لأراضي تشاد.
وأكدت وزارة الدفاع التشادية، في بيانها، أن أطنانا من المعدات العسكرية الفرنسية، المخزنة بعناية في مطار نجامينا العسكري سيجري نقلها بواسطة طائرة أنتونوف 124 خلال الأيام المقبلة.
ونقل البيان، عن مسئول بالجيش الفرنسي قوله: سيجري أيضا إعادة المركبات العسكرية المُرحلة من القواعد الفرنسية في فايا ـ لارجو وأبيشي وانجامينا إلى فرنسا عبر ميناء دوالا الكاميروني، في موعد متوقع أقصاه يناير المقبل. وستستغرق الرحلة البحرية حوالي ثلاثة أسابيع.
جدير بالذكر أن القوات والطائرات الفرنسية المقاتلة تمركزت في تشاد بشكل شبه مستمر منذ استقلال البلاد في عام 1960، حيث خدمت القوات الفرنسية في تدريب الجيش التشادي، بينما قدمت المقاتلات دعما جويا أثبت أنه ضروري في عدة مناسبات لوقف المتمردين الذين يسعون للاستيلاء على السلطة.
ويتواجد أفراد من الجيش الفرنسي في ثلاثة أماكن في تشاد- غالبيتها في معسكر كوسي في انجامينا. وكانت فرنسا قد خططت لخفض قواتها كجزء من إعادة تشكيل وجودها العسكري في قارة أفريقيا.
واضطرت فرنسا بالفعل إلى إجلاء قواتها من مالي وبوركينا فاسو والنيجر عامي 2022 و2023، بعد وصول المجالس العسكرية تلك الدول إلى السلطة. كما أعربت السنغال عن رغبتها في غلق القواعد العسكرية الفرنسية على أراضيها.
اقرأ أيضاًالرئيس التشادي يهدد بالانسحاب من قوة أمنية متعددة الجنسيات فى بحيرة تشاد
أمين «البحوث الإسلامية» ومستشار شئون الوافدين يفتتحان مركزًا لتعليم العربية بـ «تشاد»
أمين «البحوث الإسلامية» يشارك في مؤتمر «تحديات اللُّغة العربية في أفريقيا» بتشاد