تلفزيون كوريا الشمالية يطمس السروال الإمبريالي لمذيع بريطاني
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
فرض التلفزيون الحكومي في كوريا الشمالية رقابة جزئية على حلقة قديمة من برنامج "أسرار الحديقة"، وذلك من خلال طمس سروال المذيع آلان تيتشمارش.
وقالت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية، "الاثنين الماضي بث التلفزيون الكوري الشمالي حلقة قديمة منذ عام 2010 من برنامج أسرار الحديقة، لكن كان النصف السفلي لمذيع (بي بي سي) آلان تيتشمارش غير واضح".
وبررت الصحيفة الأمر بأن ارتداء الجينز يعتبر علامة على "الإمبريالية الغربية" في الدولة الشيوعية حيث تم حظره منذ عام 1990″، مضيفة، "يعتبر المذيع، البالغ من العمر 74 عاما، صادما للغاية بالنسبة للتلفزيون الحكومي في كوريا الشمالية لأنه يرتدي الجينز".
View this post on InstagramA post shared by Daily Star (@dailystar)
وفي الحلقة التي بثها التلفزيون الكوري الشمالي، الاثنين، والتي تدور أحداثها في حدائق منزل يقع في مقاطعة هيرتفوردشاير البريطانية يعود تاريخ إنشائه إلى القرن الـ17، يمكن رؤية تيتشمارش جالسا على التربة في الحديقة، وأكمام قميصه مرفوعة، وأواني النباتات ومقصات التقليم جاهزة.
واختصرت الرقابة في كوريا الشمالية الحلقة الأصلية التي تم عرضها أول مرة في المملكة المتحدة عام 2010 ومدتها ساعة في 15 دقيقة فقط.
وقال تيتشمارش لـ"بي بي سي"، إن "بنطال الجينز الذي كنت أرتديه لم يكن ضيقا جدا، لكن من الواضح أنه غير مقبول في كوريا الشمالية. لم أر نفسي قط إمبرياليا تخريبيا خطيرا؛ بل ينظر إلي عموما على أنني مريح إلى حد ما وغير ضار إلى حد ما".
وكان الزعيم الراحل كيم جونغ إيل أعلن في عام 1990، أن سراويل الجينز رمز للإمبريالية الغربية -وخاصة الأميركية- التي لا مكان لها في الدولة الاشتراكية.
وفي السنوات الأخيرة، شددت الدولة حملة القمع على الثقافة الغربية، حيث طالبت صحيفة "رودونغ سينمون" الحكومية المواطنين في عام 2020 رفض ما سمته "الثقافة البرجوازية" لصالح "أسلوب حياة اشتراكي متفوق".
وتعد البرامج الغربية نادرة للغاية على شاشات كوريا الشمالية، حيث يحظر النظام الحاكم إدخال الثقافة الأجنبية إلى البلاد، ويعتبر امتلاك وسائل إعلام أجنبية أو المتاجرة بها أمرا غير قانوني.
وفي الوقت الذي يحظر فيه بيع أو اقتناء أطباق الأقمار الصناعية والوصول إلى الإنترنت العالمي باستثناء عدد قليل جدا من الفئات الموثوقة في بيونغ يانغ، فإن منتجات الإعلام الأجنبي تجد طريقها إلى البلاد، غالبا عبر بطاقات ذاكرة مهربة عبر الحدود الصينية.
كما يقوم التلفزيون الكوري الشمالي أحيانا بقرصنة المحتوى الأجنبي، عبر طمس الشعارات التي تظهر على الشاشة لإخفاء المصدر الأصلي، وهذا هو الحال غالبا عند بث مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا وباقي فعاليات كرة القدم الدولية.
وفي عام 2014 وخلال إحدى فترات تقارب كوريا الشمالية مع الغرب، جرت مناقشة إمكانية إهداء برامج تلفزيونية بريطانية إلى بيونغ يانغ كوسيلة لإظهار ما يسمى "القوة الناعمة"، إذ كشفت صحيفة "صنداي تايمز" حينها أن هيئة الإذاعة البريطانية ووزارة الخارجية كانا يأملان في "فتح أعين الشعب الكوري الشمالي على العالم الخارجي دون الإساءة إلى النظام".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بريطاني قوله، إن "البرامج المرسلة إلى كوريا الشمالية يجب أن تكون غير مسيئة، مثل مستر بين، أو إيست إندرس، أو الآنسة ماربل، أو بوارو".
كوريا الشمالية.. بلد الغرائبوفي واحدة من غرائب كوريا الشمالية، وصل زعيمها كيم جونغ أون إلى روسيا، في 12 سبتمبر/أيلول 2023 مستقلا قطارا بعربات مدرعة تم طلاؤها باللون الأخضر الداكن ومزين بشريط أصفر.
ونظرا لوزن جميع المعدات الإضافية، يتحرك القطار بسرعة 55 كيلومترا في الساعة فقط، ولذلك استغرقت رحلة كيم إلى فيتنام للقاء ترامب 65 ساعة، لكن القطار يتمتع بمزايا رئيسية مقارنة بالطائرة، حيث يوفر مرونة أكبر في الظروف غير المتوقعة، بما في ذلك الهجمات.
ومنذ توليه السلطة في عام 2011، قام كيم بـ7 رحلات دولية وعبر الحدود إلى كوريا الجنوبية مرتين، باستخدام القطار أبرزها رحلته إلى بكين عام 2018 وخلال مشاركته في قمة هانوي عام 2019 والتي شهدت لقاءه الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب.
وتمتلك عائلة كيم عدة قطارات متطابقة تقريبا من إنتاج مصنع في بيونغ يانغ والعربات التي استخدمها كيم جونغ إيل ووالده وسلفه كيم أيل سونغ مؤسس كوريا الشمالية، معروضة الآن في قصر كومسوسان التذكاري في بيونغ يانغ، حيث يرقد جثمانا الزعيمين.
ومن قرارات زعيمها كيم جونغ أون الغريبة أيضا، تحديد قصات الشعر التي تميز المتزوجات عن غير المتزوجات، وتحديد 28 قصة للرجال على أن يكون السالفان محلوقين لما فوق الأذنين، وألا يكون طول الشعر أكثر من 5 سنتيمرات.
ومن القرارات المثيرة للجدل، إصداره في الذكرى السنوية العاشرة (العام الماضي) لوفاة والده كيم جونغ إيل في ديسمبر/كانون الأول، مرسوما يمنع المواطنين من الضحك لمدة 11 يوما كفترة حداد.
السجن عقوبة مشاهدة الأفلام الأجنبيةومن القرارات الصارمة التي تودع مخالفها السجن أو تقوده للإعدام، مشاهدة الأفلام الأجنبية أو الاستماع إلى الموسيقى الغربية.
وأصدرت السلطات الكورية الشمالية مؤخرا قرارات بإعدام عشرات المواطنين الذين شاهدوا مسلسلات من جارتها الغريمة كوريا الجنوبية، ومسلسلات من الولايات المتحدة الأميركية، في حين عوقب مشاهدو الأفلام الهندية على سبيل المثال بالسجن.
أيضا يحظر إجراء اتصالات ومكالمات دولية أو إظهار عدم الولاء كالنوم أثناء حديث الرئيس وهو ما يؤدي إلى الإعدام، كما أن ارتكاب الفرد جريمة ما قد يؤدي لسجن عائلته وأجداده وأطفاله، وذلك منعا للهروب من السجن حيث تحدثت تقارير عن وجود أكثر من 200 ألف معسكر للسجون.
وبما أن القوانين لا تسمح للمواطنين بمغادرة البلاد، فمن يحاول تخطي الحدود يطلق النار عليه على الفور، وبالنسبة للسياح، يفرض عليهم شخص من قبل السلطات دليلا سياحيا، ومن يحاول تخطي المجموعة السياحية أو التحدث مع السكان المحليين يزج به في السجن.
وفي كوريا الشمالية يمنع إطلاق اسم الزعيم كيم جونغ أون على المواليد الجدد، لتخليد اسمه من بعده.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات فی کوریا الشمالیة الکوری الشمالی بیونغ یانغ کیم جونغ فی عام
إقرأ أيضاً:
كوريا الشمالية تطلق صواريخ بالستية باتجاه بحر اليابان
سيول "أ ف ب": أطلقت كوريا الشمالية صواريخ بالستية عدة باتجاه البحر اليوم بحسب ما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، في عملية رجّح خبراء أن تكون رسالة لإدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وتزامن إطلاق الصواريخ مع زيارة وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا إلى كوريا الجنوبية حيث يعقد اجتماعات مع عدد من كبار المسؤولين، في وقت يسعى البلدان لتعزيز العلاقات الثنائية قبيل عودة ترامب إلى السلطة الأسبوع المقبل.
وقال الجيش الكوري الجنوبي إنه "رصد صواريخ بالستية عدة قصيرة المدى أُطلقت باتجاه بحر الشرق" المعروف أيضا باسم بحر اليابان.
وأفاد الجيش بأن وكالات الاستخبارات الكورية الجنوبية والأميركية راقبت تحضيرات بيونغ يانغ لإطلاق الصواريخ مع بقاء سيول في حالة "جهوزية كاملة" ومشاركة المعلومات مع واشنطن وطوكيو.
تمت عملية إطلاق الصواريخ حوالى الساعة 9,30 صباحا(00,30 ت غ) قرب منطقة غانغيي في كوريا الشمالية حيث حلقت الصواريخ على مسافة 250 كيلومترا قبل سقوطها في البحر، بحسب الجيش.
ودانت قيادة الولايات المتحدة في منطقة الهندي-الهادئ الاختبار، داعية كوريا الشمالية إلى "الامتناع عن القيام بمزيد من الأفعال غير القانونية والمزعزعة للاستقرار".
وندد رئيس كوريا الجنوبية بالوكالة تشوي سانغ-موك بعملية الإطلاق التي اعتبر أنها تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي.
وقال إن "سيول سترد بقوة أكبر على استفزازات كوريا الشمالية بناء على موقعها الأمني القوي وتحالفها مع الولايات المتحدة".
وأفاد خبراء بأن هدف عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة قد يكون توجيه رسالة إلى إدارة الرئيس الأمريكي المقبل ترامب.
وقال رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول يانغ مو-جين "قد يكون هدفها الولايات المتحدة".
وتابع "قد تشير إلى نية للضغط قبيل ولاية إدارة ترامب الثانية".
- الاختبار الثاني هذا الشهر - وأكد آن تشان-إيل، وهو منشق أصبح باحثا يدير "معهد العالم للدراسات الكورية الشمالية"، لوكالة فرانس برس أن الاختبار "يبدو وكأنه محاولة إثبات وجود قبيل بدء ولاية إدارة ترامب".
وأوضح أن الهدف منه قد يكون أيضا "زعزعة استقرار كوريا الجنوبية في فترة تمر سيول فيها بمرحلة اضطرابات"، علما بأن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يواجه محاكمة للنظر في قضية عزله بدأت الثلاثاء في المحكمة الدستورية بعد محاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية الشهر الماضي.
وبلغت العلاقات بين الكوريتين أدنى مستوياتها منذ سنوات إذ أطلقت كوريا الشمالية سلسلة صواريخ بالستية العام الماضي في انتهاك لعقوبات الأمم المتحدة.
وتعد عملية إطلاق الصواريخ اليوم الثانية التي تقوم بها بيونغ يانغ هذا العام بعدما أطلقت الأسبوع الماضي ما قالت إنه نظام جديد للصواريخ فرط الصوتية.
ولم يتم الكشف عن موقع الاختبار لكن صورا نشرتها وكالة لأنباء الكورية الشمالية الرسمية أظهرت الزعيم كيم جونغ أون وهو يتابع عملية الإطلاق الأسبوع الماضي إلى جانب ابنته جو أي.
وتحدثت الوكالة عن استخدام "مركب جديد من ألياف الكربون" في محرك الصاروخ والذي حذر خبراء من أنه قد يسمح لبيونغ يانغ بضرب مزيد من الأهداف بتكنولوجيا لا تملكها حاليا سوى الولايات المتحدة وروسيا والصين.
وجاء إطلاق الصاروخ فرط الصوتي المفترض الأسبوع الماضي تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى كوريا الجنوبية.
وأثناء زيارته إلى سيول، قال بلينكن إن روسيا تعزز التعاون مع بيونغ يانع، مضيفا أن الطرفين يتعاونان أكثر في مجال تكنولوجيا الفضاء المتطورة.
ولفت آن إلى أن عملية إطلاق الصواريخ الثلاثاء قد تكون أيضا اختبارا "لصواريخ معدة للتصدير إلى روسيا ليتم استخدامها في أوكرانيا".
عبر بلينكن مجددا عن المخاوف من إمكان قبول روسيا التي تملك حق النقض في مجلس الأمن الدولي، كوريا الشمالية رسميا كدولة نووية في ضربة لتوافق عالمي بشأن وجوب وضع بيونغ يانغ حدا لبرنامجها الذري.
وفي أواخر أكتوبر، اختبرت كوريا الشمالية ما قالت إنه الصاروخ البالستي العابر للقارات والعامل بالوقود الصلب الأكثر تطورا وقوة لديها. وبعد أيام، أطلقت وابلا من الصواريخ البالستية قصيرة المدى.
تعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية والكورية الجنوبية أيضا أن كوريا الشمالية بدأت في أكتوبر إرسال آلاف الجنود للقتال ضد أوكرانيا وبأن مئات الضحايا سقطوا في صفوف جيشها.
لكن أيا من كوريا الشمالية وروسيا لم تؤكد رسميا أن قوات كورية شمالية تقاتل لحساب موسكو.