بعد أيام من إطلاق سراحه من السجن، نجح زعيم المعارضة السنغالية باسيرو ديوماي فاي، في التغلب على منافسه رئيس وزراء السنغال، أمادو با، المدعوم من الرئيس المنتهية ولايته، ماكي سال، في انتخابات جرت بعد موجة من التظاهرات وأعمال العنف، بحسب "أسوشيتد برس".

وأضحى فاي البالغ من العمر 44 عاما رئيسا للسنغال، بعد أقل من أسبوعين من إطلاق سراحه من السجن، إذ كان معتقلا على خلفية نشاطه النقابي والسياسي، بمواجهة نظام الرئيس، سال، وكذلك بتهمة "تحقير وازدراء المحكمة".

وكان مقررا أن يدلي السنغاليون بأصواتهم في 25 فبراير الماضي، لكن سال قرر تأجيل الانتخابات، مما أثار أعمال عنف، إثر تفسيرات بأن هدف التمديد التمهيد لترشح سال لولاية ثالثة لا يقرها الدستور. قبل أن يتراجع الرئيس عن قراره. 

وبحسب الوكالة، فإن فوز باسيرو فاي، وهو مسلم ملتزم متزوج من امرأتين، يعكس الإحباط بين الشباب بسبب ارتفاع معدلات البطالة والمخاوف بشأن الحكم في السنغال. وربما لذلك تعهد بأن "يبسط الشفافية ويحارب الفساد على كافة المستويات". 

وتعود جذور فاي إلى بلدة صغيرة وسط السنغال. وقبل انتخابات الرئاسة، نشر إعلانا عن ممتلكاته، ودعا المرشحين الآخرين إلى فعل الشيء نفسه. وقال إنه "يملك منزلا في العاصمة داكار، وأرضا في مسقط رأسه"، معلنا أن "حساباته المصرفية تحتوي على ما يقرب من 6600 دولار".

وأقر سال وأمادو بفوز فاي، موظف الضرائب السابق، الذي لم يكن معروفا إلا لمجموعات قليلة، إذ عينه زعيم المعارضة السنغالية، عثمان سونكو، زعيما للحزب الذي أسسه، ثم لاحقا جرى إعلانه مرشحا في انتخابات الرئاسة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مديرة مركز أفريكاغوم بالسنغال، أليون تاين، قولها إن "فاي انتقل من السجن إلى القصر الرئاسي. السنغال الدولة الوحيدة في أفريقيا القادرة على الصمود في وجه مرض ديمقراطيتها الذي هز جميع مؤسساتها، وهز مجتمعها بشدة، ثم تعافت منه".

ونقلت الوكالة عن محللين دوليين قولهم إن "تغيير القيادة في السنغال يثير تساؤلات بشأن السياسة الخارجية للحكومة الجديدة، في وقت باتت فيه الدولة الساحلية منتجة للنفط والغاز".

وفي خطابه عقب الفوز، حدد فاي، الرئيس الخامس للسنغال منذ استقلالها عن فرنسا قبل أكثر من ستة عقود، بعض أولويات سياسته الخارجية، وتحدث عن أهمية إصلاح التكتل الاقتصادي في غرب أفريقيا المعروف باسم "إيكواس".

وفي دول بوركينا فاسو ومالي والنيجر، القريبة للسنغال التي شهدت انقلابات عسكرية مؤخراً، انقلبت السياسات الخارجية لحكوماتها على فرنسا، واقتربت من روسيا.

وبحسب إحصائيات رسمية، فاز فاي بفارق كبير في الأصوات، على منافسه أمادو با، الذي شغل منصب رئيس الوزراء مع أن الأخير كان يُنظر إليه على أنه الشخص الذي سيواصل السياسات التي وضعها الرئيس سال، خلال 12 عاما في منصبه، بحسب "واشنطن بوست". 

وأشارت الصحيفة إلى أن "سنوات سال الأخيرة، شابها القمع المتزايد، مما أدى لتراجع السنغال 55 مركزا إلى المرتبة 104 على المؤشر العالمي لحرية الصحافة، الذي أعدته منظمة مراسلون بلا حدود بين عامي 2021 و2023.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: من السجن

إقرأ أيضاً:

الغزواني يتصدر نتائج الانتخابات الرئاسية في موريتانيا وخصمه الرئيسي يشكّك

تجري الأحد عملية جمع نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في موريتانيا السبت والتي يتقدم فيها الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد شيخ الغزواني بفارق كبير، بينما أعلن خصمه الرئيسي أنّه لن يعترف بالنتائج.

ومع فرز 99% من الأصوات، حصل الغزواني وهو عسكري سابق يبلغ 67 عاماً، على أكثر من 56% من الأصوات، بحسب المنصة الإلكترونية للجنة الوطنيّة المستقلّة للانتخابات التي تنشر نتائج التصويت بناء على مراكز الاقتراع فور فرزها.

وأعلن خصمه الرئيسي الناشط بيرام الداه عبيدي (59 عاماً)، الذي يحتلّ المركز الثاني حالياً بحوالي 22 في المئة من الأصوات، خلال مؤتمر صحفي الأحد، أنّه لن يعترف بالنتائج الصادرة عن "اللجنة الوطنية المستقلّة للانتخابات التابعة للغزواني" والتي يتهمها بأنّها أداة للسلطة.

وقال "لن نعترف إلّا بنتائجنا الخاصّة وعلى هذه القاعدة، سنخرج إلى الشارع لرفض التعطيل الانتخابي". 

لكنه شدد على أن الرد سيكون "سلميا"، داعيا الجيش وقوات الأمن إلى "عدم الانصياع لأوامر النظام".

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن قوات الأمن طوقت مقر المعارضة بعد ظهر الأحد.

وحل حمادي ولد سيدي المختار، مرشح حزب "تواصل" الإسلامي، القوة المعارضة الرئيسية في الجمعية الوطنية، في المركز الثالث مع 13% من الاصوات التي تم فرزها حتى الآن.

وكان قد أكّد السبت أنّه سيبقى "يقظاً لأيّ انتهاك"، داعياً المواطنين إلى الابتعاد عن كل ما من شأنه بث الفوضى والإخلال بالسلم الأهلي.

ويتعين على اللجنة اعلان أولى النتائج النهائية بحلول مساء الاثنين.

وأعلن الغزواني ليل السبت الأحد، أنّ "اللجنة الوطنية المستقلّة للانتخابات وحدها لها الحق في نشر (النتائج) وعلينا أن ننتظر ذلك". 

وبلغت نسبة المشاركة حوالى 55%، بحسب اللجنة.

ويقدم الرئيس المنتهية ولايته نفسه على أنه الضامن لاستقرار هذا البلد الذي لم يشهد أيّ هجمات منذ عام 2011، في حين تواجه مالي المجاورة ومنطقة الساحل عموماً الكثير من الهجمات.

جعل الغزواني مكافحة الفقر ودعم الشباب أولويّته خلال الولاية الثانية التي يطمح إليها.

ويغادر الشباب الذين تقلّ أعمارهم عن 35 عاماً ويمثّلون أكثر من 70 في المئة من السكان، بلادهم بشكل متزايد إلى أوروبا أو الولايات المتحدة، بحثاً عن حياة أفضل.

مزيد من الإصلاحات

بعد ولاية أولى طغت عليها جائحة كوفيد-19 وتداعيات الحرب في أوكرانيا، يأمل الغزواني في إجراء مزيد من الإصلاحات خلال ولايته الثانية بفضل الآفاق الاقتصادية المواتية. 

وخاض الغزواني الاستحقاق الرئاسي أمام ستّة مرشّحين تعهّدوا إحداث أوّل تغيير ديموقراطي حقيقي في هذا البلد الصحراوي الشاسع البالغ عدد سكّانه حوالى 4,9 ملايين نسمة وشهد الكثير من الانقلابات بين عامي 1978 و2008، قبل أن يُسجّل في 2019 أوّل مرحلة انتقاليّة بين رئيسين منتخبين منذ نيله الاستقلال عن فرنسا. 

ولم تسجل أي حادثة ذات أهمية في البلاد خلال الانتخابات، بحسب مراقبين.

وساد الهدوء العاصمة نواكشوط الأحد، بانتظار اعلان النتائج. وأغلقت أغلب المتاجر أبوابها.

وقال محمد عوا الذي يملك محلا تجاريا لوكالة فرانس برس "بحسب النتائج الأولية، يبرز (الرئيس) الغزواني و(المعارض) بيرام. نطلب من المنتخب أن يراعي مصالح السكان، لا سيما المتعلقة بالأمن". 

وقال الطالب أحمدو سيد "أعتقد أن الانتخابات سارت على ما يرام. إلا أن نصف السكان يشككون في النتائج نظراً لسير الحملة الانتخابية. يقول البعض إنها افتقرت إلى الشفافية. وشخصياً لم ألاحظ ما يمكن أن يثير القلق".

شكّلت الحكومة الموريتانية مرصداً وطنياً لمراقبة الانتخابات، الأمر الذي اعتبرته المعارضة أداة للتلاعب بالأصوات.

مقالات مشابهة

  • الغزواني يتصدر نتائج الانتخابات الرئاسية في موريتانيا وخصمه الرئيسي يشكّك
  • درس المناظرات على مسرح الديمقراطية الأمريكية
  • هجوم بالسهام على سفارة إسرائيل في دولة أوروبية
  • أحمد ياسر يكتب: كيف ينظر العالم إلى مرشحي الرئاسة الأمريكية؟
  • صحيفة أميركية تدعو بايدن للانسحاب من سباق الرئاسة
  • السعودية تستنكر توسيع الاستيطان في الضفة الغربية
  • حركة مسلحة تسيطر على مدينة في الكونغو الديمقراطية
  • مهاجم يصيب شرطيا يحرس السفارة الإسرائيلية في صربيا
  • إسبانيا تطلب الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام "العدل الدولية"
  • بوريطة من برلين: المبادرة الأطلسية الملكية تجنب انتقال الفوضى من الساحل إلى شمال أفريقيا و أوربا