في أعقاب الهجوم الإرهابي المدمر الذي استهدف حفلاً موسيقياً بالقرب من موسكو، دفعت المخاوف بشأن التوترات العرقية المحتملة داخل روسيا إلى رد فعل حذر من الكرملين. وأثار الهجوم، الذي أودى بحياة 139 شخصًا، خطابًا مناهضًا للمهاجرين على الإنترنت، حيث أن المشتبه بهم الأربعة المحتجزين هم من طاجيكستان، وهي دولة ذات أغلبية مسلمة في آسيا الوسطى.

ووفقا لنيويورك تايمز، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار المسؤولين بيانات تدين أية محاولات للتحريض على الكراهية العرقية، وتعهدوا بمنع الصراعات العرقية. ومع ذلك، وسط الاتهامات ضد أوكرانيا بالتورط المزعوم في الهجوم، لا يزال الوضع حساسًا، مع مخاوف من تصاعد المشاعر المعادية للمهاجرين.

وتتفاقم تعقيدات هذه القضية بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث يشكل أفراد الأقليات المسلمة جزءاً كبيراً من القوات الروسية. بالإضافة إلى ذلك، يلعب المهاجرون من آسيا الوسطى دورًا حاسمًا في الاقتصاد الروسي وسلسلة التوريد العسكرية.

وفي حين يهدف الكرملين إلى استرضاء مؤيدي الحرب من خلال الوعد باتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد المهاجرين، فإنه يسعى أيضًا إلى منع التوترات المجتمعية من التفاقم. وقد تم التأكيد على احتمال وقوع أعمال عنف من خلال حوادث سابقة، مثل اقتحام حشد من المعادين للسامية مطارًا في منطقة داغستان ذات الأغلبية المسلمة.

وفي المنتصف هناك الملايين من العمال المهاجرين والأقليات العرقية الروسية، الذين يواجهون التنميط العنصري والتمييز المتزايد. يستحضر المناخ الحالي ذكريات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين عندما واجه المسلمون من منطقة القوقاز تمييزًا واسع النطاق في أعقاب الهجمات الإرهابية والصراعات في الشيشان.

وتعكس استجابة الكرملين توازناً دقيقاً، في حين يحاول معالجة المخاوف العامة في حين يتجنب المزيد من زعزعة الاستقرار. وتشمل التدابير المقترحة لوائح أكثر صرامة بشأن الأسلحة النارية للمواطنين المتجنسين حديثا وزيادة الاهتمام بالجرائم التي يرتكبها المهاجرون.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإدارة الوضع، لا تزال التوترات مستمرة، وتتفاقم بسبب المخاوف من الترحيل والتجنيد القسري بين المهاجرين الطاجيك. ويسلط هذا الوضع الضوء على التحديات التي تواجه إدارة بوتين في التعامل مع التوترات العرقية مع السعي لتحقيق مصالحها الجيوسياسية.

وفي أعقاب هذه المأساة، يسعى الكرملين جاهداً إلى إعادة توجيه الغضب الشعبي نحو أوكرانيا، حتى في الوقت الذي يتصارع فيه مع الانقسامات الداخلية بشأن سياسة الهجرة. وبينما تواصل روسيا صراعها مع آثار الهجوم، فإن التوازن الدقيق بين الأمن والتماسك الاجتماعي يظل محفوفا بالمخاطر.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

دراسة: المخاوف المالية تتزايد لدى الأميركيين حتى بين ذوي الدخول المرتفعة

كشفت دراسة حديثة أجراها مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) في فيلادلفيا عن أن القلق المالي يتزايد بين المستهلكين في الولايات المتحدة، ومن بينهم أصحاب الدخول العليا.

ووجد الاستطلاع -وفقا لما نقلته وكالة بلومبيرغ- أن أكثر من ثلث المستهلكين يشعرون بالقلق بشأن تغطية نفقاتهم خلال الأشهر الستة المقبلة، وهي زيادة كبيرة عن 28.7% قبل عام.

ويمتد هذا القلق إلى ما هو أبعد من الفئات ذات الدخل المنخفض، حيث يؤثر حتى على أولئك الذين يكسبون 100 ألف دولار أو أكثر سنويا.

ذوو الدخل المرتفع يشعرون بالضغط

ومن بين المشاركين الذين يكسبون ما لا يقل عن 150 ألف دولار، أعرب ما يقرب من 30% عن قلقهم بشأن مواردهم المالية خلال الأشهر الستة المقبلة.

ويعكس هذا ارتفاعا ملحوظا في الضغوط المالية بين أصحاب الدخل المرتفع، الذين يُنظر إليهم عادة على أنهم أكثر أمانا من الناحية المالية.

وفي أبريل/نيسان الماضي، أعرب أكثر من ربع أولئك الذين تمكنوا من دفع فواتيرهم بالكامل عن مخاوفهم بشأن المستقبل القريب، مقارنة بالخمس في العام السابق.

وأبرز الاستطلاع، الذي شمل 5 آلاف مستهلك أميركي في الفترة من 22 مارس/آذار إلى السادس من أبريل/نيسان، أن أكثر من ثلثي المشاركين اتخذوا إجراءات للتعامل مع الضغوط المالية خلال العام الماضي.

وتشمل هذه التدابير تقليص الإنفاق، أو تخطي الفواتير الشهرية، أو تولي وظائف إضافية. ومن الجدير بالذكر أن أكثر من 14% من أولئك الذين يكسبون 150 ألف دولار أو أكثر أفادوا بسحب الأموال مبكرا من مدخراتهم التقاعدية.

الاستطلاع أشار إلى وجود اتجاه أوسع لزيادة الصعوبات المالية (رويترز) الضغوط المالية واسعة النطاق

وأشار الاستطلاع أيضًا إلى وجود اتجاه أوسع لزيادة الصعوبات المالية. وارتفعت نسبة الأشخاص غير القادرين على دفع بعض فواتيرهم أو أي منها في أبريل/نيسان إلى 22.5%، بزيادة 2.7 نقطة مئوية عن العام السابق.

وكانت هذه الزيادة أكثر وضوحا بين المستهلكين الأكثر ثراء، إذ تضاعفت النسبة التي تعاني مشاكل مالية من 3.4% إلى 6.9%.

ولوحظت أكبر زيادة على أساس سنوي في مشاكل دفع الفواتير بين المشاركين السود، مما يعكس الفوارق الاقتصادية الأوسع والتأثيرات المتفاوتة للضغوط المالية عبر المجموعات السكانية المختلفة.

مقالات مشابهة

  • السيسي بحذر من انزلاق المنطقة لدائرة جديدة وغير مسبوقة من الصراع
  • بيسكاريوف: التقرير الأمريكي بشأن الحريات الدينية استفزازي ومليء بالمغالطات
  • قرار من المحكمة بشأن المتهم بتنفيذ مذبحة عزبة رستم الأسرية بالغربية
  • هاجم إسرائيل.. استبدال ممثل السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بامراة مؤيدة للحرب
  • والي الخرطوم يصدر توجيهًا عاجلاً
  • موسكو توجه احتجاجا لليابان بشأن اعتزامها إجراء تدريبات عسكرية بالقرب من الحدود الروسية
  • روسيا عن مناظرة بايدن وترامب: مسألة داخلية
  • الداخلية الروسية: ننتظر من الأمم المتحدة تقييما بشأن الهجوم الأوكراني على سيفاستوبول
  • أسعار النفط ترتفع وسط تزايد المخاوف بشأن الإمدادات.. وخام برنت يسجل 86.54 دولارًا للبرميل
  • دراسة: المخاوف المالية تتزايد لدى الأميركيين حتى بين ذوي الدخول المرتفعة