بث مباشر.. صلاة العشاء والتراويح بالمسجد الحرام الليلة الـ 18 من رمضان
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
تقدم بوابة الوفد بثًا مباشرًا لشعائر صلاة العشاء والتراويح من المسجد الحرام في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، في الليلة الثامنة عشر من شهر رمضان المبارك.
وأطلقت قيادات قوات أمن العمرة دليلًا إرشاديًا للمحافظة على أمن وسلامة المعتمرين والمصلين وتسهيل أداء النسك والصلاة بأمان ويسر وسهولة وطمأنينة، خلال شهر رمضان المبارك 1445 هـ.
واحتوى الدليل على إرشادات لكيفية الوصول إلى الحرم المكي الشريف أثناء القدوم للعمرة أو الصلاة، باستخدام حافلات النقل العام ومحطة القطار والسيارات الخاصة وسيارات الأجرة والنقل الترددي والسير على الأقدام، والتعريف بمواقف السيارات الخاصة ومواقعها.
ويوضح الدليل الرقمي للمعتمرين الرسائل الإعلامية للوحات الإرشادية في الطرقات وعند أبواب الحرم المكي الشريف وفي ساحاته، والعديد من الإرشادات التي تسهم في المحافظة على الأمن والسلامة وأداء العمرة والصلوات بيسر وطمأنينة.
وبينت قيادات قوات أمن العمرة في الدليل الإرشادي أن الإقبال الكبير لأداء العمرة، والصلاة بالمسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك يؤدي إلى ارتفاع كبير في كثافة الزوار بالمسجد الحرام وساحاته والطرق المؤدية إليه مما يقتضي تنفيذ تدابير وإجراءات مرورية لتنظيم نقل المعتمرين والمصلين إلى المسجد وإليه، وأن الهدف المحافظة على سلامة وتسهيل وتيسير أداء المعتمرين بسكينة وطمأنينة.
وعن الوصول للمسجد الحرام؟ أوضح الأمن أن كثافة حركة المشاة تبلغ مستويات عالية جداً على كافة الطرق المؤدية للمسجد الحرام، ويستمر ذلك لساعات قبل وأثناء وبعد أداء الصلوات في كافة الأوقات.
وأوضح أن وسائل النقل تحتلف ومنها إلى استخدام حافلات النقل العام من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، أو من مواقف السيارات، إلى محطات النقل العام بالمنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام، استخدام سيارات الأجرة إلى أقرب موقع للمسجد الحرام، أو إلى أماكن الإقامـة، وذلك وفق ما تسمح به متطلبات المحافظة على سلامة المشاة التي يحددها رجال المرور في مواقع مهامهم، استخدام قطار الحرمين من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة إلى محطة الرصيفة بالعاصمة المقدسة، استخدام خدمات النقل العام الترددي بين مواقف السيارات داخل العاصمة المقدسة، وبين محطات النقل العام بالمنطقة المركزية، السير على الأقدام من الدور السكنية بالمنطقة المركزية والأحياء المجاورة لها، وأخيراً استخدام السيارات الخاصة التي يقودها سائقون غير محرمين للعمرة لإيصال الركاب إلى أقرب موقـع للمسجد الحرام، أو إلى أماكن الإقامة، وذلك وفق ما تسمح به متطلبات المحافظة على سلامة المشاة التي يحددها رجال المرور في مواقع مهامهم.
وعن ماذا يجب أن تعرفه قبل أن تتجه إلى المسجد الحرام ؟ قال الأمن يتواجد المصلون بالمسجد الحرام وساحاته الخارجية لساعات قبل مواعيد الصلوات المفروضة مما ينتج عنه امتلاء العديد من المساحات المخصصة للصلاة في أوقات مبكرة، خاصة في أوقات صلاة الجمعة وصلاة المغرب والعشاء والتراويح والتهجد خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان.
دعياً إلى إتباع اللوحات المضيئة تشير اللوحات المضيئة على الأبواب الرئيسة للحرم إلى وضع المواقع التي تؤدي إليها داخل الحرم وإمكانية توفر أماكن للصلاة فيها، حيث تعني الإضاءة الخضراء إمكانية الدخول لوجود أماكن متوافرة، بينما تدل الإضاءة الحمراء على منع الدخول مع الباب لإشغال كافة المواقع التي تؤدي إليها، إضافة لمساهمة رجال الأمن في توجيه المعتمرين والمصلين إلى الأماكن التي تتوافر فيها مساحات مناسبة للصلاة والطواف والسعي في كافة أدوار الحرم وساحاته الخارجية.
وبين الأمن أنه ساحات التوسعة الشمالية للمسجد الحرام توفر مساحات كافية لأداء الصلوات المفروضة، والتراويح، والتهجد، ومن المستحسن توجه المصلين إليها خلال أوقات الذروة.
وأكد أمن الحرم أنه يتم تخصيص صحن المطاف للمعتمرين طوال اليوم، للحفاظ على سلامة المعتمرين وأداء نسكهم بكل يسر وسهولة.
وكشف الأمن أنه لتسهيل وتيسير وصول المعتمرين والمصلين إلى المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام، فإن الأولوية للمشاة، حيث يتم تخصيص الطرق بالمنطقة المركزية لحركة المشاة ومنع حركة المركبات بكافة أنواعها من المرور فيها، ويستمر ذلك لساعات قبل وأثناء وبعد أداء الصلوات في كافة الأوقات، أيضاً يتم تنظيم نقل المعتمرين والمصلين إلى المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام، ودور السكن فيها باستخدام حافلات النقل العام من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، ومن (14) موقفاً للسيارات، منها تسعة داخل العاصمة المقدسة، و خمسة على الطرق المؤدية إليها، مشدداً أن الأمن يمنع الدراجات النارية والهوائية من استخدام الطرق بالمنطقة المركزية، والمؤدية إليها، وحظر استخدامها في عمليات نقل الركاب بأجر.
كما تُلْزَم المركبات التي يقودها أشخاص محرمون بالوقوف بمواقف المركبات على مداخل مكة المكرمة، واستخدام وسائل النقل العام إلى وجهتهم، وتسحب المركبات المتوقفة في المواقع المؤثرة على سلامة المشاة، وتُسَجل مخالفة مرورية بحق مالكيها أو المفوضين بقيادتها.
وحول إرشادات الحركة في الحرم طالب أمن الحرم بمراعاة إرشادات الحركة بالمسجد الحرام وساحاته لسلامة المعتمرين والزوار ومنها الالتزام باتجاهات حركة السير التي يحددها رجال الأمن، الالتزام بإتجاه حركة السير عبر أبواب المسجد الحرام وفق ما تحدده اللوحات الإرشادية عليها، عدم إرباك حركة المشاة بالصلاة والتجمع في ممرات الحركة بالمسجد الحرام وساحاته والطرق المؤدية إليه أو افتراشها.
وبين الأمن عن بعض الاحتياطات الوقائية التي تتم عند امتلاء الحرم وساحاته الخارجية بالمصلين والمعتمرين ويجب مراعاتها، مثل التدفقات القادمة من مواقف السيارات إلى محطات النقل العام المحيطة بالحرم، تمكين جموع المعتمرين والمصلين، الذين لا يمكنهم الوصول إلى الحرم وساحاته الخارجية، من أداء الصلوات المفروضة فقط في الأماكن المخصصة لذلك.
إرشادات خاصة بالطواف
أوضح الأمن أنه يتم الوصول إلى صحن المطاف من خلال الممرات المؤدية إلى باب الملك عبدالعزيز، باب الملك فهد، باب العمرة، باب السلام.
وطالب أمن الحرم بالهدوء والسكينة في الحركة، وعدم التدافع في الأماكن المزدحمة، ومراعاة كبار السن، أيضا عدم التسرع بالمغادرة فور انتهاء أداء الصلوات، وعدم التعجل في التوجه إلى محطات النقل العام فور انتهاء الصلوات، مع التنبية بعدم التوجه إلى المسجد الحرام فور أنتهاء أداء الصلوات.
وخصص أمن الحرم الدور الأرضي لذوي الإعاقة باستثناء صحن المطاف، كما يسمح باستخدام العربات الكهربائية في ميزان الدور الأول وللمعتمرين الذين تتطلب حالتهم استخدام العربات لأداء الطواف، وتقتضي متطلبات السلامة، التزام كل من يحتاج لاستخدام العربات بأداء الطواف فيه.
وفي موضوع ذي صلة، الدفاع المدني نبه إلى بعض الإرشادات المهمة من أجل سلامة المستأجرين وهي تعرف على أقرب مخرج طوارئ، تعرف على أقرب طفاية حريق، لا تحمل التمديدات الكهربائية فوق طاقتها، تجنب تخزين أي مواد سريعة الاشتعال في مقر إقامتك، في حال حدوث حريق استخدم السلالم وابتعد عن المصاعد، تجنب التزاحم عند استخدام السلالم الكهربائية، أغلق الغاز والكهرباء عند الخروج من مقر إقامتك، عند حدوث أي طارئ اتبع تعليمات رجال الدفاع المدني.
وفي الجانب ذاته، نبه أمن الحرم إلى بعض الإرشادات المهمة وهي التعليمات تقضي بضرورة الحصول على تصريح لأداء فريضة العمرة، والالتزام بضوابط التأشيرة، المحافظة على وثيقة السفر ووضعها في مكان آمن، يتعرض بعض الأطفال الذين يتم اصطحابهم إلى المسجد الحرام إلى فقد ذويهم مما يتطلب متابعتهم والعناية بهم، تقضي التعليمات بالابتعاد عن مناطق الصيانة أو العمل داخل وخارج المسجد الحرام، تمنع التعليمات استخدام المقابس الكهربائية (الأفياش) المخصصة لأعمال الصيانة بالحرم وساحاته، للأغراض الشخصية تفادياً لحدوث التماس كهربائي -لا سمح الله- يؤثر على تشغيل اللوحات الكهربائية في المسجد الحرام، تمنع التعليمات العبث بالسلالم الكهربائية والعادية أو العربات داخل المسجد الحرام، تمنع التعليمات العبث بأي من أدوات مكافحة الحريق مثل الطفايات أو صناديق خراطيم مياه مكافحة الحريق أو أجهزة الإنذار ضد الحريق.
كما نبه أمن الحرم إلى المحظورات دخولها للحرم وهي حمل أو إدخال الأسلحة والأدوات الحادة بجميع أنواعها بالمسجد الحرام وساحاته، جمع التبرعات لأي غرض، دخول الدراجات النارية والهوائية لساحات المسجد الحرام والطرق المؤدية إليها بالمنطقة المركزية، نقل الأمتعة والأغراض الشخصية إلى المسجد الحرام وساحاته، أو تعليقها على شبابيك المسجد الحرام من الداخل والخارج، أو تركها بساحات المسجد الحرام، القيام بأي فعل يؤثر على طمأنينة المعتمرين والمصلين، أو على سلامتهم، أو على متطلبات تسهيل وتيسير أداء الطواف والسعي والصلاة، التدخين، أو التسول، أو البيع بالمسجد الحرام وساحاته.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التراويح من الحرم المكي صلاة التراويح صلاة التراويح من الحرم التراويح من المسجد الحرام صلاة التراويح الحرم الحرم المكي بث مباشر صلاة التراويح من المسجد الحرام صلاة التراويح اليوم بالمسجد الحرام وساحاته المسجد الحرام وساحاته بالمنطقة المرکزیة إلى المسجد الحرام الملک عبدالعزیز الطرق المؤدیة للمسجد الحرام أداء الصلوات المحافظة على أمن الحرم شهر رمضان على سلامة الأمن أن
إقرأ أيضاً:
خطبتي الجمعة من المسجد الحرام و المسجد النبوي
المناطق_واس
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، في خطبته التي ألقاها اليوم، بالمسجد الحرام، المسلمين بتقوى الله ومُراقبته والإيمان بلقائه.
وقال فضيلته: إن نزول البلايا وحُلول المصائِب في ساحةِ العبد، على تنوُّعها، وتعدُّد ضُرُوبها، وما تُعقِبُه من آثار، وما تُحدِثُه من آلامٍ، يتنغَّصُ بها العيشُ، ويتكدَّرُ صفوُ الحياة؛ حقيقةٌ لا يُمكِنُ تغييبُها، ولا مناصَ من الإقرار بها، لأنها سُنَّةٌ من سُنن الله في خلقه، لا يملِكُ أحدٌ لها تبديلًا ولا تحويلًا.
أخبار قد تهمك رئاسة الشؤون الدينية تستقبل طلائع ضيوف الرحمن بالإهداءات والمحتوى التوعوي 30 أبريل 2025 - 10:55 مساءً خطبتي الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 25 أبريل 2025 - 1:32 مساءًوأوضح الدكتور أسامة خياط، أن مواقف الناس أمامَها، فأما أهل الجَزَع، ومن ضعُف إيمانُه واضطربَ يقينُه، فيحمِلُه كل أولئك على مُقابلة مُرِّ القضاء ومواجهة القدَر، بجزَعٍ وتبرُّمٍ وتسخُّطٍ، تعظُمُ به مُصيبتُه، ويشتدُّ عليه وقعُها، فيربُو ويتعاظَم، فينوءُ بثِقَلها، ويعجِزُ عن احتمالها، وقد يُسرِفُ على نفسه، فيأتي من الأقوال والأعمال ما يزدادُ به رصيدُه من الإثم عند ربِّه، ويُضاعِفُ نصيبَه من سخَطِه، دون أن يكون لهذه الأقوال والأعمال أدنى تأثيرٍ في تغيير المقدور، أو دفع المكروه.
وأبان فضيلته أن أولي الألباب، يقِفُون أمامَها موقفَ الصبر على البلاء، والرضا ودمع العين، لا يأتون من الأقوال والأعمال إلا ما يُرضِي الربَّ سبحانه، ويُعظِمُ الأجرَ، ويُسكِّنُ النفسَ، ويطمئنُّ به القلبُ، يدعوهم إلى ذلك، ويحُثُّهم عليه، ما يجِدونه في كتاب الله من ذكر الصبر وبيان حُلو ثِماره، وعظيمِ آثاره ، بإيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم: (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون) .
وأكد فضيلته أن المرءُ بالصبر خيرَ عيشٍ في حياته، كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “خير عيشٍ أدركناه في الصبر”.
وأشار فضيلته إلى أن أمرُ المؤمن كلُّه خير له، لأنه دائرٌ بين مقامَي الصبر والشُّكر، حيث قال صلى الله عليه وسلم-: “عجبًا لأمر المؤمن، إن أمرَه كلَّه له خيرٌ، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابَته سرَّاء شكَرَ فكان خيرًا له، وإن أصابَته ضرَّاءُ صبَرَ فكان خيرًا له”.
كما تحدّث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير عن أهمية انشغال العبد بما ينفعه من أمور دينه ودنياه، والبُعد عن الاشتغال بأخبار الناس، وتتبّع أخبارهم، وما لا يعنيه من أمورهم، مبينًا أن ذلك من المكروهات، ومدخل للخصومات والشرور الذي يورد للمرء الندامة والشقاء.
وأوضح الشيخ الدكتور صلاح البدير أن من صفات أهل العزائم والكمالات ترك ما لا يعني، ورفضُ الاشتغال بما لا يُجدي، وأن ينشغل المرء بما يتعلق بضرورة حياته في معاشه، وسلامته في معادِه، فإذا اقتصر الإنسان على ما يعنيه من أموره، سلِم من شرٍ عظيم، وذلك من حُسن الإسلام، مضيفًا أن ثمرة اشتغال المرء بما يعنيه، وتركُهُ ما لا يعنيه، الرفعة، والراحة، والسكينة، والطمأنينة، والبركة في العمر والقول والعمل، والأهل والمال والولد.
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: إن أكثر الناس تعاسة وانتكاسة وشقاء ً أكثرهم اشتغالًا بما لا يعنيه، مشيرًا إلى أن اشتغال المسلم بما لا منفعة له فيه هو الداءُ العُضال، الجالِبُ لكلّ شرّ، مبينًا أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه كثرة البحث عن أخبار الناس، والاشتغال باستقصاء أخبارهم، وتتبع أحوالهم، وكشف عوراتهم، والشغف بمعرفة تفاصيل أمورهم، وحكاية أقوالهم، ومعرفة أملاكهم، وضِياعهم، وزوجاتهم، وأولادهم، ومعرفة الداخل عليهم والخارج منهم حتى يُدخل عليهم الحرج والأذى في كشف ما ستروه من أمورهم، وهو فِعلٌ قبيح مكروهٌ، يُدخل في عموم حديث المغيرة بن شعبة – رضي الله عنه – أنه سمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال” متفق عليه
وتابع فضيلته قائلًا: كم سَلَب ذلك التهافت المشؤوم بكثرة سؤال الناس عن أحوالهم الخفية والدقيقة من خيراتٍ وبركات، وكم زرع من عداوات، وكم غرس من خصومات، وكم أوقع من حرج وحزازات، وقد جُبل الناس على بُغض الباحث عن مخبئات أمورهم، المستعلم عن أحوالهم، المتقصّي عن أهلهم وأولادهم وأموالهم، ومن تقصّى أخبار الناس مجّته قلوبهم، وعافته نفوسهم، وكرهته مجالسهم.
وبيّن الشيخ صلاح البدير أن مِن سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يَشْتَغِلَ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ عَنْ عُيُوبِ غَيْرِهِ، وأن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه خوضُه في لغو الكلام الذي لا منفعة فيه، فمن ترَكَ من الأقوال والأفعال ما لا ضرورة فيه، ولا منفعةَ له منه، صانَ نفسَه، ومن أراد خِفة الذُّنوب، وقِّلة الأوزار، وراحة القلب، وحُسن الذكر، وصلاح العمل، فليترك الاشتغال بما لا يعنيه، مضيفًا أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه سؤال العلماء عمّا لا يعنيه من القضايا والوقائع والحوادث، والإكثار من السؤال عمّا لم يقع، ولا تدعو إليه حاجة، تكلفًا وتنطعًا، داعيًا إلى مجاهدة النفس على التمسُّك بهذا الأصل العظيم من أصول الأدب والسلوك.
وأشار إلى أن من صور اشتغال المرء بما لا يعنيه، انتصابه للفتوى والأحكام؛ وتصدُّره للإفادة في العلوم الشرعية، وهو ليس بأهلٍ لذلك، فيتَكَلَّم فِي الدّين بِلَا عِلم، ويُحدّث بِلَا عِلم، ويُفتي بِلَا عِلم، داعيًا العباد إلى تنزيه قلوبهم وجوارحهم عمّا لا ينفعهم، فإذا اشتغل العبد بما لا ينفعه، انصرف عما ينفعه، فتحقّقت خسارته، وعظُمت ندامته.
وختم فضيلته خطبة الجمعة؛ مذكرًا العباد بملازمة الصلاة على نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – في كل وقت وحين، داعيًا الله جلّ جلاله أن يُعزّ الإسلام والمسلمين، وينصُر عباده الموحّدين، وأن يحفظ بلادنا وبلدان المسلمين، وأن يغيث إخواننا المستضعفين المظلومين في فلسطين، ويكون لهم معينًا وظهيرًا، ووليًا ونصيرًا، وأن يجبر كسرهم، ويشفِ مرضاهم، ويتقبّل موتاهم في الشهداء، ويفُكّ أسراهم، ويُعجّل نصرهم على المعتدين الظالمين.