علي جمعة: كثرة الذكر تجفف الفم لكنها عند الله مثل دم الشهيد
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار السابق، إن الطريق إلى الله مكون من الذكر والفكر، وكل منهما مأمور بهما في الكتاب والسنة ومعمول بهما في الاسلام.
وتابع خلال لقائه ببرنامج مملكة الدراويش تقديم الإعلامية قصواء الخلالي المذاع على قناة الحياة أن انشغال المسلمون بالذكر والفكر طبقا لما أمرنا الله ينتج عنه ما يسمى بالإشراقات وهي نوع من أنواع صفاء العقل والروح.
وأكمل علي جمعة أن كثرة الذكر تتسبب في جفاف الفم، ولكنها عند الله رطوبة مثل دم الشهيد وأطيب عند الله من ريح المسك مثل خلوف فم الصائم.
وأشار مفتي الديار السابق، إلى أن فتوح العارفين هو أن تتحرك البصيرة بالذكر والفكر المأمور بهما في القرآن الكريم والسنة فيرى الإنسان من الحقائق ما يعلمه الأدب مع الله في طريق الله>
ونوه إلى أن الفتح هو انفتاح البصيرة فيتعلم بها الإنسان آداباً أعلى وأرقى وأنقى في الطريق إلى الله ويتأدب مع الله فيتأدب مع نفسه والخلق.
وشدد على أن المحافظة على الفرائض وأولها الصلاة هي الدليل على القبول عند الله تبارك وتعالى سواء كان الإنسان مُنتمي إلى طريقة صوفية أو لا.
وتابع: “حافظت على الصلاة يبقى أنا قوبلت انما أخرف فيها وامشي على سطر وأسيب سطر يبقى عندي مشكله ولازم اراجع نفسي لانها مقياس القبول عند ربنا وهو قال في كتابه العزيز إنها لكبيرة الا على الخاشعين”.
وأردف أن الصلاة هي المقياس للقبول عند الله تبارك وتعالى لأنه لا توجد ديانة على وجه الأرض فيها 5 صلوات يومياً وبها ركوع وسجود لله إلا في الإسلام.. وكل مسلم مأمور بالصلاة وهي شأن عظيم.
واختتم جمعة قائلا: "حديث من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له حديث ضعيف بصياغته هذه، لأنها مربوطة بالثواب وليس الفريضة".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور علي جمعة علي جمعة الذكر والفكر الطريق إلى الله مفتي الديار السابق علی جمعة عند الله
إقرأ أيضاً:
التخلية قبل التحلية| كيف نستقبل رمضان بقلوب نقية .. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه ينبغي أن تتخذ قرار بينك وبين نفسك بالتخلِّي عن القبيح؛ تهيئة قلبك لملئه بالصحيح. فالتخلية والتحلية ينبغي أن نستقبل بهما رمضان.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن أول ما ينبغي أن نخلي قلوبنا عنه، حتى تخلو تصرفاتنا وسلوكنا منه هو الظلم، الذي قال فيه رسول الله ﷺ: (الظُّلمُ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ) والذي شاع فيما بيننا.
إذا ظلم الإنسان نفسه، يتصاعد الظلم من ظلم النفس إلى ظلم الأشخاص، ومن ظلم الأشخاص إلى ظلم القضايا الكبرى. وحينئذ يُحشر الظالم عند الله في العذاب الأليم {إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} هذا عنوان وتحذير من رب العالمين.
وفى الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي. وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا. فَلاَ تَظَالَمُوا). والتظالُم هو أن يقع عليك الظلم فتبحث عن كيفية الانتقام والغضب ممن ظلمك، فتوقع به ظلمًا أشد، فيشيع في الناس قسوة القلب وعدم الالتفات إلى أوامر الله - سبحانه وتعالى -. وهذا هو أغلب حالنا اليوم؛ نظلم ونتظالم، وهذا حال لا يرضى الله عنه، وهو موجب للعقوبة في الدنيا والآخرة. والله يحذرنا ورسوله ﷺ يبين لنا فيقول: (اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ، فإِنَّه ليس بينَهُ وبينَ اللّهِ حِجابٌ).
يؤكد على هذا المعنى، فيجعل للظلم مجالًا في نفسه ينبغي أن يبعد عنه، ويجعل العدل قيمة في نفسه ينبغي أن نتحلى بها. فيخبر أن دعوة المظلوم تستجاب ولو من كافر؛ فليس الأمر هنا إيمان وكفر، بل الأمر يتمثل في أن: (الظُّلمُ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ).
الظلم شاع فيما بيننا، ونخاف أن نمدَّ أيدينا إلى السماء: يا رب يا رب؛ فلا يستجاب لنا. إذ إن الظلم مانع من موانع استجابة الدعاء من رب العالمين، والخروج منه يسير على من يسره الله عليه، وعسير على من عسره الله عليه .
إن الخروج من ظلم النفس يتمُّ بالتوبة، وترك الكبر والتعالي على الناس. وترك الأنانية التي تجعل أحدنا ينظر نفسه دون سواه. والتحلي بالرحمة والكرم والحب والعطاء. ومقاومة النفس بالصيام وذكر الله - جل جلاله -، والإكثار من الصلاة، وإيتاء الزكاة. والعودة إلى سيدنا رسول الله حسًّا ومعنى : {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ}؛ مجيئًا حسيًّا عند قبره المشرف لمن استطاع؛ يقف عنده ويستغفر الله. وهو ﷺ يقول: (حياتي خير لكم؛ تحدِثون ويُحدَث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم؛ فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سيئ استغفرت الله لكم).
أما ظلم العباد، فيجب عليك أن تردَّ عليهم ما ظلمتهم فيه، وأنت خصيم نفسك أمام ربك؛ فإن (العاقل خصيم نفسه). ابحث وفتش وتوجه بقلبك إلى أن تخرج كليًّا من الظلم بكل الوسائل، ورُدَّ المظالم إلى أهلها... حتى يقبلك الله - سبحانه وتعالى -