موقع النيلين:
2024-12-27@09:20:26 GMT

الموقف من المليشيا .. بين الإمام وأبنائه

تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT


اعادت مشاهد الضابط ب”الجيش السوداني اللواء “عبد الرحمن الصادق المهدي، وهو يتفقد منزل والده الإمام الراحل الصادق المهدي، وضريحه وضريح اجداده” قبة الإمام المهدي”، بجانب هيئة شؤون الأنصار بمنطقة أمدرمان القديمة بعد نحو اسبوعين من تحرير الجيش لها من مليشيا الدعم السريع، امس الاول، اعادت مشاهد اعتقال والده الإمام الصادق في العام 2014 بسبب اعتراضه على تكوين مليشا الدعم السريع، الامر الذي جعله يختار منفاه في القاهرة، بعد الإفراج، وكذا مشاهد مصافحة نجله الصديق الصادق، وخليفته في الحزب اللواء فضل الله برمة ناصر وهما يصافحان قائد المليشيا في أديس أبابا ويوقعان معه اعلان أديس أبابا معه، ضمن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المدنية “تقدم” التي تمثل الذراع السياسي للدعم السريع! .

وفيما اعادت هذه المشاهد تلك الصور اظهرت ايضا في ذات الوقت حجم التناقض الكبير بين موقف الامام الرافض للمليشيا، وموقف بعض أبنائه وقيادات حزبه الداعمين لها.

واعتبر كثيرون ان موقف الراحل الصادق المهدي من مليشيا الدعم السريع، كان يجب أن يوافقه رفض من أبنائه بشكل خاص ومن قيادات الحزب بشكل عام، سيما عقب حجم الدمار الكبير الذي احدثته مليشيا الدعم، غير ان معادلات العمل السياسي وفق معايير حزب الأمة، لها حساباتها المختلفة بحسبهم.

وينظر مراقبون إلى أن هذه النقطة تحديدا تمثل عقبة خلاف داخل الحزب، حيث ترى مجموعات ضرورة الاستمرار في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية المدنية “تقدم” واخرى ترى ضرورة الانسحاب.

الحسم “قتالا”

وعبر مواقف مختلفة كانت نظرة الأمام الراحل الصادق المهدي بشأن الدعم السريع، انها مدعاة للتسبب في تمزيق البلاد وهتك نسيجها، واندلاع حرب أهلية رغم تقينيها، ما جعله يرفضها خلال نظام البشير، ويدعو لتقنينها عقب تولي قائدها سدة الحكم في البلاد اعقاب الحادي عشر من أبريل 2019.

ودعا زعيم الأنصار في يوليو 2019 لدمج قوات الدعم السريع بالجيش السوداني تجنبا للتوترات مع الجيش بأي ثمن، وإلا فإنها تخاطر بالمزيد من الاضطرابات، كما دعا حميدتي إلى دمج قواته التي يقودها بالجيش لتعزيز الوحدة في صفوف القوات المسلحة، مؤكدا إنه يجب تسوية أي “توترات بين مجموعاتنا المسلحة سلميا”.

وأضاف لوكالة رويترز “إما أن يحسمها الناس قتالا وهو ما سيكون في غاية السوء للسودان، أو يقبلون بعملية مصالحة”.

خط أحمر

ولاحقاً أبدى الصادق المهدي ترحيبه بانضمام قوات الدعم السريع لحزب الأمة، وقال في برنامج تلفزيوني ان كانت هناك رغبة من الدعم السريع للإنضمام في حزب الأمة فنحن جاهزون لذلك ومرحبون ونتمنى لهم مسيرة ناجحة، في تحقيق أهدافهم، كما دعا قائد المليشيا للتفكير في مستقبله السياسي الذي ينتظره.

وقال المهدي انه اذا كان حميدتي يامل ان يصبح رئيسا للسودان فعليه الانضمام لحزب سياسي مدني او تشكيل حزب، ما ينم عن نبوءة مبكرة للإمام بما سيحدث جراء هذه القوات، غير ان طموح قائد المليشيا كان أكبر من كل ذلك.

وبحسب الأكاديمي والمحلل السياسي مختار عبدالله فان مواقف الإمام حيال القضية الوطنية كانت تعبتر خط أحمر، رغم رمادية مواقفه حيال عدد من القضايا او الانتماءات، لكن قضية الأمن القومي له كانت تمثل خط أحمر لا يمكن تجاوزها، مؤكدا في حديثه ل ” الكرامة ” ان الزعيم الصادق المهدي وغيره من زعماء الاحزاب التقليدية كانوا يعلمون اين تقف حدود الخلاف السياسي بعكس ما يحدث الان.

وتابع: من المؤسف ان يكون أبناء الصادق المهدي وحزبه الذراع السياسي لهذه المليشيا التي كان يرفضها وعندما أصبحت أمرا واقعا دعا إلى تقتينها، ثم ها هو الجيش الذي ينتقدونه أعاد لهم ممتلكاتهم التي خربتها المليشيا.

منفلتون وقبليون

وفي العام 2014 اعتقلت السلطات الامنية السودانية رئيس حزب الامة القومي المعارض الصادق المهدي من منزله واقتادته الى جهة غير معلومة، عقب اتهامه قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات كبيرة في قتالها في دافور وكردفان خلال موتمر صحافي، مؤكدا ان معظم عناصرها منفلتون وقبليون.

ودون جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني وقتها، بلاغا في مواجهة الصادق في نيابة امن الدولة بعد انتقاده لقوات الدعم التي كانت تتبع للأمن، بأنها مليشيا متفلتة، لكن الاجهزة الامنية كانت تقول انها قوات نظامية تتبع لها وأنها لا ترتكب انتهاكات ما جعله يغادر البلاد بعد الإفراج عنه.

معادلة مختلفة

ويرى متابعون ان عقب وفاة الامام أصبحت المعادلة بالنسبة لابنائه وحزبه مختلفة، بشأن قوات الدعم السريع، حيث يعتبر حزب الأمة المنضوي تحت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” احد الاذرع السياسية للمليشا، واحد الاحزاب الرافضة للجيش.

وانتقدت مجموعات كبيرة من سياسيين ومواطنين سودانيين مواقف حزب الأمة حيال استمرار إنضمامه لتنسيقية تقدم، سيما عقب تحرير الجيش مقار الحزب وبيت الإمام وضريحه وضريح والده الامام المهدي، التي قامت المليشيا باحتلالها وتخريبها.

ويذهب محلولون إلى أن ابناء الصادق المهدي انحرفوا عن مسار والدهم بشأن مليشيا الدعم رغم نفي التنسيقية المتكرر لدعمها ويرون ان حزب الأمة يعتبر من الاحزاب الكبيرة في السودان، وكان الأفضل لها اعلان انسلاخها من التنسيقية بدلا عن توقيع اعلان أديس أبابا ومصافحة قائد الدعم في إثيوبيا واياديه ملطخة بدماء الشعب السوداني.

الكرامة: هبة محمود

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الصادق المهدی ملیشیا الدعم حزب الأمة

إقرأ أيضاً:

النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق أجنبي يقاتلون مع الدعم السريع

قال النائب العام السوداني الفاتح محمد عيسى طيفور إن هناك تقارير تتحدث عن دخول أكثر من 200 ألف مرتزق إلى السودان ليقاتلوا إلى جانب قوات الدعم السريع ضد الجيش السوداني.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

ووفق الفاتح محمد عيسى طيفور، هناك تقارير تتحدث عن دخول أكثر من 200 ألف مرتزق إلى السودان من عدد من الدول.

وأشار إلى أن آخر هؤلاء المرتزقة هم كولومبيون، وهنالك دول جوار معروفة دخلت منها المرتزقة، على حد قوله.

وأضاف طيفور "هؤلاء الكولومبيون جلبوهم من وراء البحار لتدمير البنية التحتية"، مشيرا إلى أن الحكومة الكولومبية اعتذرت وقالت إن هؤلاء الأشخاص قد تم خداعهم.

وأردف "تم القبض على 120 شخصا من المرتزقة وسيحاكمون وفق القوانين السودانية في محاكمات عادلة تتوافر فيها كافة اشتراطات المحاكمة العادلة".

وفي 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت وزارة الخارجية السودانية، تلقيها اعتذارا من كولومبيا على مشاركة بعض مواطنيها في القتال إلى جانب قوات الدعم السريع.

وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلنت القوات المشتركة (الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا) والتي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، أنها استولت على قافلة إمداد عسكري لقوات الدعم السريع، تحمل أسلحة ومعدات عسكرية ومرتزقة بينهم كولومبيون.

إعلان

وبثت على صفحتها الرسمية عبر فيسبوك مقطع فيديو عرضت من خلاله وثائق تعود لمواطنين كولومبيين يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع، في حين لم يصدر عن الأخيرة أي تعليق بهذا الخصوص.

جرائم حرب

واتهم النائب العام السوداني قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم الاعتداء والقتل بحق المدنيين، كما ارتكبت جرائم عنف جنسي ممثلة في الاسترقاق الجنسي والاغتصاب والحمل القسري بقصد إحداث التغيير الديمغرافي، على حد قوله.

وأضاف "وقد ارتكبت جرائم حرب، وضد الإنسانية، وتطهيرا عرقيا، وكذلك جرائم إرهابية باعتدائها على مطارات مدنية، وإتلافها أجهزة الملاحة وإخراجها عن الخدمة".

وأردف طيفور أن قوات الدعم السريع احتلت 540 ألفا من العقارات المدنية، بينها 80% منازل مواطنين، وأخرجت 250 مستشفى من الخدمة، بينها 14 مستشفى اتخذتها ثكنات عسكرية.

وتابع "إجمالا ارتكبت المليشيا (الدعم السريع) مخالفات تقع تحت البند 18 من القانون الجنائي السوداني الذي يشتمل على مواد متعلقة بجرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية وجرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية.

وذكر طيفور أن الدعم السريع ارتكبت جرائم خطيرة أيضا في حق الأطفال، حيث جندت 10 آلاف و500 طفل.

مقالات مشابهة

  • قتلى بينهم طفلتان بقصف للدعم السريع على مخيم في الفاشر
  • القناة 12 العبرية: القنبلة التي استهدفت هنية كانت في وسادته
  • وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي يلتقي رئيس الهيئة الوطنية للصحافة
  • انا بتفق مع الاستاذ يوسف عزت كبير مستشارى الدعم السريع (سابقا؟) لانه علي حق
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع بالخرطوم ودارفور
  • يوسف عزت ..إذا كان هنالك تشكيل لحكومة مدنية يجب أن تكون بقيادة قائد الدعم السريع المعروف
  • الحركة الشعبية والدعم السريع- رؤى متضاربة وصراع المصير
  • النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق أجنبي يقاتلون مع الدعم السريع
  • كنداكة الثورة السودانية تتحدث عن الثورة والانقلاب وانتهاكات الدعم السريع
  • النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع