هل الصدقة تطيل العمر؟.. أستاذ شريعة يجيب
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
الصدقة من العبادات التي تبرهن على صدق الإنسان في حبه لربه لأنه يسعى لإرضائه بأحب الأشياء لديه من ماله ووقته ونفسه، ونحن في شهر رمضان المعروف أنه شهر العطاء والإحسان إلى المحتاجين، يزداد اهتمامنا بالصدقات وتكثر الأسئلة حول زكاة الفطر، وفي السطور التالية نطرح سؤالا حول فضل الصدقة وهل يمكن أن تزيد عمره؟
الأقدار مكتوبة قبل ولادتنا لكن الله يجعل من الأسباب ما يغيرها، فمن يحسن إلى الأقربين ويطعم المسكين ويصل الأرحام يمد سبحانه في أجله ليبسط عطاءه إلى عدد أكبر من الناس، تبعا لما ثبت عن النبي محمد في حديثه الشريف: «لا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر»، وهو لا يقتصر على بر الوالدين وإنما يمتد ليشمل جميع الأعمال الصالحة الهادفة إلى الإحسان للآخرين بحسب الدكتور عبدالعزيز النجار أستاذ الشريعة الإسلامية بالأزهر الشريف خلال حديثه لـ«الوطن» الذي أوضح فيه أن ثمة أعمال صالحة تغير القدر إذا أخلص صاحبها النية وقصد مساعدة المحتاجين.
الصدقة من أفضل الأعمال الصالحة، وأطيب الصدقة إطعام الطعام، لكن مفهومها لا يقتصر على الزكاة بل تتنوع أشكالها لتشمل إلقاء التحية على الناس وإظهار البشاشة في الوجوه ومساعدتهم في أمور حياتهم المختلفة، حتى إماطة الأذى عن الطريق صدقة كما في الحديث الشريف الذي رواه البخاري: «على كل نفس في كل يوم تطلع عليكم فيه الشمس صدقة، كل تسبيحة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تكبيرة صدقة والأمر بالمعروف صدقة والنهي عن المنكر صدقة، كل ذلك صدقة منك على نفسك».
عمل الخير لا ينتهي ولا يفنى أثره بل يرافق صاحبه مدى حياته فتهذب الصدقة خلقه وترقق قلبه بعد أن يرُزق المتصدق برضا ربه والبركة في صحته وأسرته وأمواله، ويوم الحساب تشفع له صدقاته، ووفقا لأستاذ الشريعة الإسلامية نجد أثر الصدقة على مستوى المجتمع أنها تزيد من الترابط بين الناس والمحبة والتراحم بينهم، فيزول الحسد والتباغض فيما بينهم وتُلغى الفروق الاجتماعية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصدقة الزكاة شهر رمضان الأعمال الصالحة
إقرأ أيضاً:
عميد شريعة الأزهر: بناء الإنسان "مهمة شاقة وصناعة ثقيلة"
أكد دكتور/ عطا عبد العاطي السنباطي، عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، على أن "بناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان"، مشيرًا إلى أن هذه المهمة "شاقة وصناعة ثقيلة" تتطلب تضافر كافة الجهود الفكرية والعاطفية والاجتماعية والروحية والجسدية.
وأوضح الدكتور السنباطي،خلال إعلانه عن انطلاق المؤتمر العلمي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، تحت عنوان «بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة»، أن المؤتمر يأتي انطلاقًا من "واجبنا في دعم القيادة السياسية والاتساق مع توجه الدولة المصرية نحو تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بمستوى الفرد والمجتمع".
وأضاف عميد كلية الشريعة والقانون، أن المؤتمر يهدف إلى "الوقوف جنبًا إلى جنب مع دولتنا وقيادتنا السياسية من أجل واقع أفضل ومستقبل مشرق"، مؤكدًا أن "الإنسان هو محور البناء ومرتكز الوجود الحضاري"، مبينا أن بناء الإنسان يتحقق عبر ثلاثة عناصر أساسية هي: "الرؤية الواضحة والقيم الثابتة، والأداة الفاعلة".
وتابع السنباطي أنه لتحقيق هذه العناصر، تم تقسيم موضوع المؤتمر إلى ستة محاور رئيسية تتناول:ميادين بناء الإنسان وصناعة الحضارة في الشريعة الإسلامية، وبناء الإنسان في ضوء المبادئ التي أقرها الفقه الإسلامي والقوانين الدولية، وفي ضوء التحديات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والبيئية، وتطوير البنية التشريعية وتعزيز المنظومة التعليمية وأثرهما في بناء الإنسان، والحقوق والحريات الأساسية وأثرها في بناء الإنسان، إضافة إلى التطور التقني وأثره في بناء الإنسان.
وأعرب عميد كلية الشريعة والقانون عن أمله في أن يحقق المؤتمر أهدافه وغاياته، والتي من أهمها "إبراز دور الشريعة الإسلامية والقوانين الإنسانية في تحقيق مقتضيات بناء الإنسان، والاستفادة من كافة الخبرات والطاقات والجهود الفاعلة والمؤثرة في شتى المجالات التنموية، واستحداث حلول جديدة ومبتكرة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وتفعيل سبل تحقيقها، واستنهاض كافة المؤسسات العامة.
وينعقد المؤتمر العلمي الخامس لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة، اليوم برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تحت عنوان "بناء الإنسان في ضوء التحديات المعاصرة"، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين، للتباحث حول رؤى مبتكرة تعزز بناء الإنسان وتصنع الحضارة في مواجهة تحديات العصر، وإبراز دور المنظومة التشريعية في تحقيق مقتضيات بناء الإنسان وتفعيل خطط التنمية المستدامة، إضافة إلى محاولة استخلاص حلول نوعية ومبتكرة قادرة على تحقيق حياة كريمة للإنسان نابعة من رؤية الدولة المصرية.