بوابة الوفد:
2025-01-31@04:57:26 GMT

أزمات الاستثمار... والرقابة المالية

تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT

قضية الاستثمار فى مصر من القضايا بالغة الأهمية التى تشغل بال الدولة المصرية، وكذلك المصريون، ومنذ ثورة 30 يونيو 2013، والدولة تسعى بكل السبل والطرق إلى تأسيس بنية أساسية قوية، تكون قادرة على استيعاب الاستثمار الخارجى والداخلى، وقد جاءت صفقة «رأس الحكمة» بالساحل الشمالى، التى تعد من أكبر الصفقات التى شهدتها مصر فى تاريخها، والتى يتم بمقتضاها ضخ استثمارات ضخمة بالبلاد، وسيكون لها الأثر الكبير فى تشغيل القطاع الخاص المصرى فى مشروعات كثيرة، وتحقق مصر بمقتضاها نسبة أرباح، وأتمنى أن تكون هناك صفقات أخرى كبرى فى المستقبل القريب، مع شركات كبرى عملاقة.


وأتمنى أن تكون مصر على بداية الطريق الصحيح فى جذب الاستثمارات الخارجية الكبرى، ومن خلالها يتم تشغيل القطاع الخاص المصرى، خاصة أن الدولة قد قامت خلال السنوات الماضية، بسن تشريعات كثيرة وواسعة تضمن للمستثمرين من الخارج كافة الحقوق والضمانات التى تسعى إلى جذب المزيد من الاستثمارات. وصحيح أن الدولة المصرية، تسعى بكل السبل إلى القضاء على الروتين والبيروقراطية، وكل ما يعرقل أى استثمار داخل البلاد. لكن يبقى التساؤل المهم الذى يطرح نفسه، بعد صفقة رأس الحكمة، وبعد الصفقات الأخرى القادمة فى الطريق وهو: هل هذا يكفى وحده لإنقاذ الاقتصاد المصرى؟!.. فى الحقيقة أن هذه الصفقة وغيرها من الصفقات القادمة إن شاء الله، قد قضت تمامًا على السوق السوداء للصرف، وما تم من ضبط سوق الصرف هو بداية حقيقية لنجدة الاقتصاد، وتعد بداية الطريق السليم والصحيح لاقتصاد قوى، إلى جوار الاتفاقيات الإصلاحية الأخرى مع صندوق النقد الدولى، ولا أحد ينكر أن طريق الإصلاح الذى تم مع صندوق النقد، خشى حكام مصر السابقون على انتهاج هذه الخطوة، إلا أن القيادة السياسية برؤيتها الثاقبة اتخذت هذه الخطوة والتى ستكون لها آثار إيجابية إن شاء الله على الوطن والمواطن.
وإذا كانت الاستثمارات الخارجية هى هدفاً مهماً للدولة المصرية، وهذا له المردود الإيجابى الدافع على اقتصاد البلاد فى ظل السوق الحر لأى دولة كبرى، إلا أن ذلك لا يمنع أبدًا الاهتمام بالمستثمر المحلى الذى يمتلك هو الآخر استثمارات لا تقل عن المستثمر الخارجى، ولدى هذا المستثمر رؤوس أموال لا تقل أهمية عن المستثمر الخارجى، ولذلك يجب الاهتمام به على شاكلة المستثمر الخارجى، ومنحه الثقة فى الاستثمار داخل البلاد، بدلًا من الهروب إلى دول أخرى سواء كانت عربية أو أوروبية. والدولة مطالبة فى ظل الاهتمام بالاستثمار سواء كان محليًا أو أجنبيًا أن ترعى المستثمرين المحليين، ولا نفرق بين مصرى أو أجنبى فى هذا الشأن، فكما أن للمستثمر الأجنبى حقوقًا وواجبات، كذلك يجب منح هذه الاختصاصات للمستثمر المحلى خاصة من أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة.. أقول هذا بمناسبة قضية بالغة الخطورة قد تم عرضها خلال الأيام الماضية على صفحات الصحف القومية والحزبية والمستقلة، ما بين مواد تحريرية ومواد إعلانية، تتحدث عن أمر بالغ الأهمية، ما يوحى بوجود تفرقة واضحة فى المعاملات الاستثمارية بين المحليين والأجانب سواء كانوا عربًا أو غير ذلك.
الحكاية أن عددًا من الصحف نشرت مؤخرًا تصريحات صادرة عن بنك فيصل الإسلامى المصرى، يشكرون فيها البنك المركزى والدولة على تحقيق إنجازات، ويتحدثون من خلالها على قرارات الجمعية العمومية التى عقدت بتاريخ السابع من مارس الحالى، وردت على ذلك شركة الأهلى للاستثمارات على هذه التصريحات بالنفى تمامًا لما ورد من تصريحات على لسان إدارة بنك فيصل، حيث أعلن البنك عن أن هناك سعرين لصرف العائد للأسهم بالجنيه المصرى، والدولار الأمريكى المعلن من البنك المركزى عند إقرار هذه التوزيعات. وقد طالبت شركة الأهلى للاستثمارات بأن يكون سعر الصرف العائد بالجنيه المصرى متساويًا مع سعر صرف الأسهم بالدولار. وقد أخطرت الشركة الرقابة المالية وهيئة الاستثمار بطلبها قبل 7 مارس 2024. وانعقدت الجمعية العمومية للبنك ولم يتم التصويت على ذلك على أى قرارات لها ولا على بند الأعمال الذى تم طلب إضافته طبقًا لصحيح القانون. ولم يتحدث أى من المساهمين الرئيسيين فى البنك وهى هيئة الأوقاف بنسبة حوالى 15٪، وبنك الاستثمار «ش. م. ب» بنسبة حوالى 13٪، ودار المال الإسلامى بنسبة حوالى 9٪ ودار المال الإسلامى للخدمات الإدارية المحدودة بنسبة حوالى 9٪.. وكذلك لم يذكر البنك تحفظ شركة الأهلى على توزيع الأرباح بواقع 6 سنتات على حاملى الأسهم الدولارية، و1.853 جنيه على المساهمين بالجنيه المصرى. وتم تجاهل سعر الصرف المعلن من البنك المركزى فى تاريخ قرار الجمعية بالتوزيع، وتم استخدام سعر الصرف فى تاريخ نهاية الميزانية، وهو الوقت الذى لم يقرر فيه أى توزيع!!!، وهذا يخالف القانون تمامًا بل والقوانين الدولية. وترى شركة الأهلى للاستثمارات أن هذه تجاوزات خطيرة جدًا تخالف صحيح القانون، لأن الشركاء يجب أن يحصلوا على أنصبة متساوية بنسبة ملكيتهم، وأن الإهمال فى ذلك ضد القانون ويتعارض مع كل الشرائع السماوية!!
كانت هذه هى الأزمة المثارة مؤخرًا على صفحات كثير من الصحف المصرية، ويبقى التساؤل المهم: أين الرقابة المالية من هذه القضية الخطيرة، التى تكشف يقينًا عن أزمة خطيرة تواجه البلاد فى ظل ما تقوم به من إجراءات مهمة جدًا لجذب الاستثمارات سواء كانت محلية أو أجنبية، إضافة إلى تساؤل مهم: لمصلحة من يتم تعريض سمعة بنك كبير لهذا الموقف الحرج؟ وكذلك فإن إثارة هذا الأمر تعد ضد توجه مصر فى جذب الاستثمار؟. ولا يمكن أن يفوتنا أن شركة الأهلى للاستثمارات أخطرت الرقابة المالية بإنذار على يد محضر، أكدت فيه على أن أسهم الملكية فى بنك فيصل الإسلامى بالجنيه المصرى فى هذه الحالة لها حقوق ملكية متساوية مع الأسهم الدولارية فى ملكية البنك، وليس من المعقول أو المقبول على الاطلاق أن يحصل بعض المساهمين على ما يوازى 3 جنيهات، بينما يحصل مساهمون يملكون نفس نسبة الملكية على 185 قرشاً. وطلبت الشركة وقف قرار الجمعية العمومية للبنك بتوزيع الأرباح على المساهمين بالجنية المصرى بسعر صرف يخالف السعر المعلن. وكانت المفاجأة أن الموظفين بالرقابة المالية قد أبلغوا شفاهة أن الاختصاص ينعقد للبنك المركزى، وهو ما يتعارض مع القانون. والمعروف أن الدور الأساسى لهيئة الرقابة المالية هو حماية الأقلية من جور الأغلبية.. السؤال إذن أين رد الرقابة المالية على ذلك؟. وهل هذا يجوز فى مثل الأمور؟!. وهذا يعرض شركة الأهلى إلى خسارة، بسبب مخالفة صحيح وصريح القانون!!..علماً بأن صاحب شركة الأهلى قام بتحويل أموال بحوالى ١٪ من سوق مصر كاملاً بالعملة الأجنبية من خلال البنوك الرسمية رغم أنه خبير فى عالم الاستثمار إلا أن استثماراته قد تضاءلت بنسبة 6٠٪ خلال الثلاثين عاماً الماضية بدون أى عائد مناسب رغم أنه أكبر المستثمرين الأفراد من المصريين أو الأجانب وذلك بسبب هذه التصرفات غير القانونية.
وتبقى ضرورة التدخل الفورى لهيئة الرقابة المالية، لوضع حد لكل ما يعرقل الاستثمار فى البلاد ويصيب الكثير من المستثمرين الكبار خاصة المصريين بالقلق، ولا يجب أن تكون هناك تفرقة. ولدىّ قناعة أن الرقابة المالية لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تتراخى فى هذه القضية الخطيرة.. وإنا لمنتظرون.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصر الدولة المصرية المصريون الرقابة المالیة بنسبة حوالى

إقرأ أيضاً:

مرفت الكسان: دعم الاستثمار يعزز الموارد المالية للدولة

أكدت النائبة مرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن تحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية يعد ركيزة أساسية لتعزيز موارد الدولة المالية وتحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة، مشيرة إلى أن الحكومة تبذل جهودًا كبيرة لتحسين بيئة الأعمال وتوفير التسهيلات اللازمة للمستثمرين.

وأوضحت الكسان في تصريح خاص لـ"صدى البلد" أن اللقاء الذي عقدته وزيرة التنمية المحلية مع وفد رجال الأعمال بالإسكندرية يعكس توجه الدولة نحو تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص باعتباره محركًا رئيسيًا للاقتصاد المصري، مؤكدة أن هذه اللقاءات تسهم في الاستماع إلى التحديات التي تواجه المستثمرين والعمل على حلها بشكل سريع وفعال.

 أهمية منح حوافز للمستثمرين في القطاعات الحيوية 

وأشارت إلى أن تعزيز الاستثمار لا يقتصر فقط على توفير التسهيلات الإدارية، بل يتطلب تطوير البنية التحتية، وتحقيق استقرار تشريعي يضمن وضوح السياسات الاقتصادية، ويعزز ثقة المستثمرين في السوق المصرية. 

كما شددت على أهمية منح حوافز للمستثمرين في القطاعات الحيوية مثل الصناعة والتكنولوجيا والطاقة المتجددة.

وأكدت النائبة أن الاستثمار يمثل أحد المصادر الرئيسية لزيادة الإيرادات العامة للدولة، حيث يسهم في توسيع القاعدة الضريبية دون فرض أعباء إضافية على المواطنين، مما يدعم تنفيذ مشروعات البنية التحتية والخدمات العامة، مثل الصحة والتعليم والنقل.

وفي ختام تصريحاتها، دعت مرفت الكسان إلى ضرورة استمرار التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص، وإيجاد آليات مستدامة لدعم رواد الأعمال والشركات الناشئة، مشددة على أن لجنة الخطة والموازنة في البرلمان تتابع باستمرار تأثير السياسات الاقتصادية على الاستثمار لضمان تحقيق أفضل النتائج لصالح الاقتصاد الوطني.

أكدت وزيرة التنمية المحلية، منال عوض، أن هناك توجيهات واضحة من القيادة السياسية للحكومة علي تذليل أية عقبات أو مشكلات تواجه المستثمرين ورجال الاعمال وحل مشكلاتهم لزيادة ضخ استثمارتهم خاصة فى ظل الإجراءات التى قامت بها الدولة المصرية خلال الفترة الماضية من تحسين بيئة الاستثمارات وتسهيل وتبسيط الإجراءات الخاصة لجذب الاستثمارات ودعم قطاع الصناعة المحلية. 

جاء ذلك خلال استقبال وزيرة التنمية المحلية، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وفداً من مؤسسة رجال الأعمال المصريين بالإسكندرية برئاسة محمد هنو رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية والمهندس هاني ابو سعد رئيس لجنة الإسكان بالجمعية، ومحمد السحلي نائب رئيس شركة محرم وشركاه ،وبحضور عدد من قيادات الوزارة .

وذكرت الوزارة -في بيان الأربعاء- أن اللقاء شهد دعم قنوات التواصل والتعاون بين الوزارة والمحافظات من جهة وجمعية رجال الأعمال بالإسكندرية من جهة أخرى؛ تدعيمًا لدور القطاع الخاص في عملية التنمية في المحافظات المصرية، وتأكيدًا على توجه الدولة نحو فتح آفاق جديدة للاستثمار بكل محافظة مصرية بناءً على مزاياها التنافسية والبيئية سواء كانت ميزات بشرية أو طبيعية أو جغرافية.


وخلال اللقاء قدم وفد جمعية رجال الأعمال التهنئة للدكتورة منال عوض بمناسبة اختيارها لتولي وزارة التنمية المحلية، كما تم استعراض بعض أنشطة ومجالات عمل جمعية رجال أعمال الاسكندرية والتعاون المشترك الذي يمكن أن تقوم به مع وزارة التنمية المحلية والمحافظات خاصة في مجالات التدريب والاستثمار وتمويل المشروعات الصغيرة.

مقالات مشابهة

  • البنك الأوروبي يضاعف استثماراته الدفاعية إلى 2 مليار يورو
  • رسمياً.. البنك الأهلي يضم حسن ميسي 3 مواسم ونصف
  • رئيس «الرقابة المالية» يشدد على تطوير معايير المحاسبة
  • الرقابة المالية: تطوير وتحديث شامل لمعايير المحاسبة المصرية لمواكبة الممارسات العالمية
  • رئيس «الرقابة المالية»: تطوير معايير المحاسبة لمواكبة الممارسات العالمية
  • رئيس الرقابة المالية: نفذنا خطة تطوير وتحديث شاملة لمعايير المحاسبة المصرية
  • رئيس الرقابة المالية يستعرض خطة تطوير وتحديث شاملة لمعايير المحاسبة المصرية
  • مرفت الكسان: دعم الاستثمار يعزز الموارد المالية للدولة
  • “قادربوه” يبحث مع “خوري” ترشيد الإنفاق والإصلاحات المالية في ليبيا 
  • دعم الشفافية والإصلاحات المالية.. «قادربوه» يعقد اجتماعاً مع «ستيفاني خوري»