بوابة الوفد:
2025-03-29@06:36:46 GMT

تقوية البرلمان ضرورة قادمة لتحقيق الإصلاح

تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT

كتبت كثيراً عن الإصلاح بمفهومه الواسع والشامل، حتى إننى أصدرت قبل شهور كتاباً يحمل عنوان «إصلاح مصر» تتضمن بعض أفكارى لتحقيق آمال الناس فى وطن مستقر متقدم، ودولة قوية مؤسسية تكفل العدالة للجميع.
وإذا كان من المنطقى أن نقول إن الإصلاح ضرورة حضارية فى بلادنا، فإنه من المهم الإشارة إلى أن تطوير المؤسسات المصرية لازمة من لوازم التنمية المستدامة المنشودة، خاصة أن جميع هذه المؤسسات تواجه تحديات كبيرة فى ظل التطورات السريعة والمتلاحقة التى يشهدها العالم اليوم.


فمع ثورة الذكاء الاصطناعى، والتطور الهائل فى التكنولوجيا، وما يصاحب ذلك من تغيير للرؤى والأفكار السياسية والنظريات الاقتصادية السائدة، فإن ملاحقة العالم تدفعنا إلى تفعيل كافة قدراتنا لتقوية أداء المؤسسات الفاعلة فى الدولة المصرية بما يحقق الإصلاح الاقتصادى.
وسبق أن كتبت كثيراً أنه قد لا تكون الديمقراطية فى حد ذاتها، شرطاً ضرورياً للنجاح الاقتصادى، إلا أن المؤسسية وسيادة القانون- إضافة لكونها المرحلة الأولى المؤدية للديمقراطية- يعدان شرطين حاكمين لتحقيق ذلك النجاح، وهو ما شهدناه فى كثير من دول العالم خلال السنوات الأخيرة. فضفتا نهرالتنمية والنمو، الأولى مؤسسات مدنية فاعلة وذات كفاءة، والثانية: سيادة القانون ونفاذه وتفعيل الرقابة، فإن انهارت إحدى الضفتين تحول النهر إلى مستنقعات وتعثرت مسيرة التطور والنمو.
وهنا، فإن أول ما يسترعى انتباهنا هو دور البرلمان كإحدى المؤسسات الرئيسية فى البناء السياسى لأى دولة حديثة. وهنا أقول بكل صراحة إنه من الضرورى، إن كُنا ننشد الإصلاح الشامل، أن نستهدف تقوية البرلمان المصرى القادم فى 2025 بما يتيح له ممارسة دوره التشريعى والرقابى بقوة أكبر وفعالية أشد. فالرقابة البرلمانية لم ولن تكون أبداً معوقاً للتنمية، وفاعلية وسرعة الإصلاح، بل العكس هو الصحيح. فالسلطة التنفيذية المطلقة بلا رقابة برلمانية وقضائية مفسدة مطلقة.
وأنا أقول ذلك وأعتقد أن البرلمان الحالى لم يحقق بعد طموحات الناس بصورة مُرضية، ولم يمارس دوره المفترض فى مساءلة الحكومة ومراجعتها وطرح الثقة فيها إن لزم الأمر، ولا يخلو الأمر من بعض المشاكسات.
وبعيدا عن التفسيرات والأسباب المطروحة، فقد كان من المفترض فى ظل الأزمات المتلاحقة التى مرت بها مصر أن نرى دوراً أكبر للبرلمان المصرى، باعتباره الناطق بهموم الناس، والمعبر عنهم وعن آمالهم الطبيعية.
لكن على أى حال، فإن تقوية البرلمان القادم تستلزم تمثيلاً حقيقياً لكافة القوى السياسية القائمة، وهو ما قد يتفق البعض ويختلفون فى تفاصيله، وإن كنت أرى أن الانتخابات الفردية هى الطريق الأنسب لذلك. ومع ذلك فإن الوصول إلى الصورة المُثلى، يتطلب التدرج مرحلياً من الانتخابات بالقوائم المغلقة والمقاعد الفردية، ثم نذهب إلى القوائم النسبية فى مرحلة تالية. وفى كل الأحوال، فإننا مطالبون بتمثيل الجميع فى البرلمان القادم بمن فيهم المستقلون.
كذلك، فإننى أتطلع وأنا عضو ورئيس لجنة بمجلس الشيوخ، إلى توسيع صلاحيات هذا المجلس المهم من خلال تعديلات دستورية تجعل منه غرفة تشريعية ثانية قوية لها حضورها بما يجعلها مجلس حكماء حقيقياً له صلاحياته، وألا تكون مناقشاته ومبادراته تحمل الصفة الاستشارية فقط.
وحسبنا أن نقول إن مجلس الشورى الذى كان قائماً قبل ثورة يناير 2011 كغرفة تشريعية ثانية، كان له دور دستورى أكبر من مجلس الشيوخ الحالى. ومن المهم الاستفادة من تجارب كثير من الدول فى هذا الشأن تخفيفاً عن الغرفة الأولى، وتحفيزاً لها لممارسة دوره الأول فى الرقابة على الحكومة.
وسلامٌ على الأمة المصرية.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هانى سرى الدين الإصلاح إصلاح مصر آمال الناس

إقرأ أيضاً:

السيسي يدعو لإصلاح مجلس الأمن وحصول إفريقيا على مقعد دائم

مصر – أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ضرورة حصول القارة الإفريقية على العضوية الدائمة بمجلس الأمن الدولي، وتصويب الوضع الراهن للقارة الإفريقية.

وقال السيسي، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السيراليوني جوليوس مآدا بيو، اليوم بقصر الاتحادية، إنهما بحثا الدور المهم الذي تلعبه سيراليون باعتبارها رئيسة لجنة الدول العشر المعنية بالترويج للموقف الإفريقي الموحد بشأن توسيع وإصلاح مجلس الأمن الدولي، مؤكدا التمسك بالموقف الإفريقى الموحد القائم على “توافق أوزولويني”، و”إعلان سرت”.

وأضاف أنه أكد خلال المباحثات، أهمية الحفاظ على تماسك لجنة الدول العشر واستمرارها في القيام بدورها، بما يمثل حائط الصد الأول للموقف الإفريقى الموحد.

وأشار إلى تطرق المباحثات إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها الأوضاع فى منطقة غرب إفريقيا والساحل، مؤكدا التزام مصر بدعم استقرار وأمن منطقة الساحل، وأهمية تبني مقاربة شاملة في مكافحة الإرهاب، لا تقتصر فقط على الحلول العسكرية؛ بل تشمل أيضا معالجة الجذور الاقتصادية والاجتماعية المسببة للإرهاب.

وعن تطورات الأوضاع في منطقة القرن الإفريقي، أشار السيسي، إلى الاتفاق على ضرورة احترام سيادة الدول وبذل كل الجهود لحماية استقرار هذا الجزء المهم من القارة الإفريقية.

وتحدث السيسي عن مياه النيل، قائلا إنه أكد على ما يمثله هذا الملف من أهمية وجودية لمصر، مشددا على ضرورة تعزيز التوافق بين دول حوض النيل، بالشكل الذى يحقق المصالح المشتركة لشعوبه.

وحول مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، قال إن هناك حاجة ماسة إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار واستئناف الحوار والعودة إلى التفاوض، لتحقيق سلام عادل ومستدام للقضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين وضمان حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة
دولته المستقلة على خطوط عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • سيناتور أسترالية تتحدث عن إخوتها الفلسطينيين (بورتريه)
  • قبل عرضها على النواب.. 679.1 مليار جنيه أجور العاملين بالدولة في الموازنة
  • من المدرسة الرائدة إلى المدرسة الجديدة.. هل يحرك مجلس المالكي المياه الراكدة؟
  • السيسي يدعو لإصلاح مجلس الأمن وحصول إفريقيا على مقعد دائم
  • مجلس التوازن بالتعاون مع الهلال الأحمر يطلق مبادرة «فرحة عيد»
  • مديرية ثقافة حمص وفريق سارة التطوعي ينظمان دورات تقوية مجانية للطلاب
  • البابا تواضروس الثاني يرسل برقية تهنئة لرئيس وأعضاء البرلمان بمناسبة عيد الفطر
  • هفوات في مجلس الخدمة.. نائب يؤكد: التعيينات الأمنية تحتاج لخصوصية
  • مدبولى يؤكد على أهمية رفع حالة الطوارئ خلال إجازة عيد الفطر
  • مالية البرلمان تشخص مشكلات تأخر ارسال جداول الموازنة