بوابة الوفد:
2024-10-02@22:45:59 GMT

تقوية البرلمان ضرورة قادمة لتحقيق الإصلاح

تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT

كتبت كثيراً عن الإصلاح بمفهومه الواسع والشامل، حتى إننى أصدرت قبل شهور كتاباً يحمل عنوان «إصلاح مصر» تتضمن بعض أفكارى لتحقيق آمال الناس فى وطن مستقر متقدم، ودولة قوية مؤسسية تكفل العدالة للجميع.
وإذا كان من المنطقى أن نقول إن الإصلاح ضرورة حضارية فى بلادنا، فإنه من المهم الإشارة إلى أن تطوير المؤسسات المصرية لازمة من لوازم التنمية المستدامة المنشودة، خاصة أن جميع هذه المؤسسات تواجه تحديات كبيرة فى ظل التطورات السريعة والمتلاحقة التى يشهدها العالم اليوم.


فمع ثورة الذكاء الاصطناعى، والتطور الهائل فى التكنولوجيا، وما يصاحب ذلك من تغيير للرؤى والأفكار السياسية والنظريات الاقتصادية السائدة، فإن ملاحقة العالم تدفعنا إلى تفعيل كافة قدراتنا لتقوية أداء المؤسسات الفاعلة فى الدولة المصرية بما يحقق الإصلاح الاقتصادى.
وسبق أن كتبت كثيراً أنه قد لا تكون الديمقراطية فى حد ذاتها، شرطاً ضرورياً للنجاح الاقتصادى، إلا أن المؤسسية وسيادة القانون- إضافة لكونها المرحلة الأولى المؤدية للديمقراطية- يعدان شرطين حاكمين لتحقيق ذلك النجاح، وهو ما شهدناه فى كثير من دول العالم خلال السنوات الأخيرة. فضفتا نهرالتنمية والنمو، الأولى مؤسسات مدنية فاعلة وذات كفاءة، والثانية: سيادة القانون ونفاذه وتفعيل الرقابة، فإن انهارت إحدى الضفتين تحول النهر إلى مستنقعات وتعثرت مسيرة التطور والنمو.
وهنا، فإن أول ما يسترعى انتباهنا هو دور البرلمان كإحدى المؤسسات الرئيسية فى البناء السياسى لأى دولة حديثة. وهنا أقول بكل صراحة إنه من الضرورى، إن كُنا ننشد الإصلاح الشامل، أن نستهدف تقوية البرلمان المصرى القادم فى 2025 بما يتيح له ممارسة دوره التشريعى والرقابى بقوة أكبر وفعالية أشد. فالرقابة البرلمانية لم ولن تكون أبداً معوقاً للتنمية، وفاعلية وسرعة الإصلاح، بل العكس هو الصحيح. فالسلطة التنفيذية المطلقة بلا رقابة برلمانية وقضائية مفسدة مطلقة.
وأنا أقول ذلك وأعتقد أن البرلمان الحالى لم يحقق بعد طموحات الناس بصورة مُرضية، ولم يمارس دوره المفترض فى مساءلة الحكومة ومراجعتها وطرح الثقة فيها إن لزم الأمر، ولا يخلو الأمر من بعض المشاكسات.
وبعيدا عن التفسيرات والأسباب المطروحة، فقد كان من المفترض فى ظل الأزمات المتلاحقة التى مرت بها مصر أن نرى دوراً أكبر للبرلمان المصرى، باعتباره الناطق بهموم الناس، والمعبر عنهم وعن آمالهم الطبيعية.
لكن على أى حال، فإن تقوية البرلمان القادم تستلزم تمثيلاً حقيقياً لكافة القوى السياسية القائمة، وهو ما قد يتفق البعض ويختلفون فى تفاصيله، وإن كنت أرى أن الانتخابات الفردية هى الطريق الأنسب لذلك. ومع ذلك فإن الوصول إلى الصورة المُثلى، يتطلب التدرج مرحلياً من الانتخابات بالقوائم المغلقة والمقاعد الفردية، ثم نذهب إلى القوائم النسبية فى مرحلة تالية. وفى كل الأحوال، فإننا مطالبون بتمثيل الجميع فى البرلمان القادم بمن فيهم المستقلون.
كذلك، فإننى أتطلع وأنا عضو ورئيس لجنة بمجلس الشيوخ، إلى توسيع صلاحيات هذا المجلس المهم من خلال تعديلات دستورية تجعل منه غرفة تشريعية ثانية قوية لها حضورها بما يجعلها مجلس حكماء حقيقياً له صلاحياته، وألا تكون مناقشاته ومبادراته تحمل الصفة الاستشارية فقط.
وحسبنا أن نقول إن مجلس الشورى الذى كان قائماً قبل ثورة يناير 2011 كغرفة تشريعية ثانية، كان له دور دستورى أكبر من مجلس الشيوخ الحالى. ومن المهم الاستفادة من تجارب كثير من الدول فى هذا الشأن تخفيفاً عن الغرفة الأولى، وتحفيزاً لها لممارسة دوره الأول فى الرقابة على الحكومة.
وسلامٌ على الأمة المصرية.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هانى سرى الدين الإصلاح إصلاح مصر آمال الناس

إقرأ أيضاً:

البرلمان الكيني يبدأ إجراءات لعزل نائب الرئيس

قدم حلفاء الرئيس الكيني وليام روتو اقتراحا في البرلمان، اليوم الثلاثاء، لعزل نائب الرئيس ريجاثي جاتشاغوا واتهموه بإثارة الكراهية العرقية وتقويض الحكومة، وذلك بعد أن ظهر خلاف علني بين الرئيس ونائبه في الأيام الأخيرة.

ويقول جاتشاغوا إنه تم تهميشه، نافيا اتهامات حلفاء روتو بأنه كان وراء الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة في وقت سابق من هذا العام، ولم يعلق الرئيس روتو علنا على حملة الإقالة، ولم يتسنَّ الاتصال بالمتحدث باسمه على الفور.

متظاهرون في كينيا على الزيادات الضريبية لعام 2024 في طريقهم لمبنى البرلمان بنيروبي (وكالة الأناضول)

ولم يرد مكتب جاتشاغوا على الفور على طلب رويترز للتعليق.

ينحدر جاتشاغوا من منطقة جبل كينيا المكتظة بالسكان، وساعد في حشد كتلة تصويتية كبيرة ساعدت روتو على الفوز بانتخابات عام 2022.

لكن نائب الرئيس أصبح أقل نفوذا منذ رشح روتو أعضاء من ائتلاف المعارضة الرئيسي لحكومته بعد احتجاجات في يونيو/حزيران ويوليو/تموز ضد الزيادات الضريبية المقترحة، التي أدت الاحتجاجات المعارضة لها إلى مقتل أكثر من 50 شخصا.

الأغلبية تؤيد الخطوة
ووقع حوالي 83% من المشرعين البالغ عددهم 349 في الجمعية الوطنية على الاقتراح الذي قدمه موينجي موتوسي، عضو البرلمان عن ائتلاف روتو، وهو ما يتجاوز بكثير الثلث المطلوب للتصويت عليه.

إذا تمت الموافقة على الاقتراح بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب، فسوف يستمع مجلس الشيوخ إلى الاتهامات، وقد يعيّن لجنة خاصة للتحقيق فيها، حيث يمكن لجاتشاغوا أو ممثله الرد على هذه الاتهامات.

وإذا صوت ما لا يقل عن ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ لصالح الإقالة، فسيتم عزل جاتشاغوا.

نائب الرئيس الكيني ريجاثي جاتشاغوا يلوح لأنصاره قبيل أداء اليمين في 13 سبتمبر/أيلول 2022 (رويترز)

وقال رئيس البرلمان موسيس ويتانجولا إن "الاقتراح الخاص أمام مجلس النواب يمثل لحظة دستورية غير مسبوقة في ديمقراطيتنا"، مضيفا أن مجلس النواب سينفذ جدولا للمشاركة العامة في عملية المساءلة يوم الجمعة.

وقال ويتانجولا إنه سيتم دعوة جاتشاغوا إلى البرلمان للرد على الاتهامات في 8 أكتوبر.

وبالإضافة إلى اتهام جاتشاغوا بإذكاء العداوات العرقية، يقول الاقتراح أيضا إنه قوض الحكومة من خلال معارضة روتو علنا.

أثار جاتشاغوا غضب الكثيرين في ائتلاف روتو لتشبيهه الحكومة بشركة في عدة مناسبات واقتراحه أن أولئك الذين صوتوا لصالح الائتلاف لهم الأولوية في الحصول على وظائف القطاع العام ومشاريع التنمية.

وقال وزير العمل ألفريد موتوا في منصة إكس "لعنة أفريقيا كانت دائما هي القبلية والفساد. هذا الاقتراح… لا يتعلق بالسياسة بل بإنقاذ روح كينيا".

لكن ماشاريا مونيني، الأستاذ في الجامعة الأميركية الدولية في نيروبي، قال إن الحكومة تتطلع إلى صرف الانتباه عن إخفاقاتها. وأضاف "أن أفضل طريقة لصرف الانتباه عن هذه الأزمات هي أن تفعل ذلك وخلق أزمة باسم الاضطرار إلى عزل نائب الرئيس".

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: القضاء المصري ركيزة أساسية لتحقيق العدالة وحفظ الحقوق
  • مجلس النواب العراقي: بين القوانين المحورية والتوترات السياسية
  • الدبيبة وقادربوه يبحثان التنسيق بين المؤسسات التنفيذية والرقابية لتحقيق الحوكمة والمساءلة
  • مفتي الجمهورية: الحوار بين أتباع الأديان ضرورة لتحقيق التعايش السلمي
  • البرلمان الكيني يبدأ إجراءات لعزل نائب الرئيس
  • برنامج الإصلاح ومستحقات الشركاء.. رئيس الوزراء يترأس اجتماع المجموعة الاقتصادية
  • رئيس الوزراء يوجه بتكثيف العمل لسرعة الخروج بإجراءات محفزة للقطاع الخاص
  • رئيس البرلمان: السيسي يقود مسيرة الوطن بحكمةٍ وبصيرةٍ
  • الهلال الأحمر السوداني يلتقي اعضاء البرلمان الألماني
  • زيادة قيمة الدعم النقدي في مصر.. ضرورة ملحة لتحقيق العدالة الاجتماعية