تقوية البرلمان ضرورة قادمة لتحقيق الإصلاح
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
كتبت كثيراً عن الإصلاح بمفهومه الواسع والشامل، حتى إننى أصدرت قبل شهور كتاباً يحمل عنوان «إصلاح مصر» تتضمن بعض أفكارى لتحقيق آمال الناس فى وطن مستقر متقدم، ودولة قوية مؤسسية تكفل العدالة للجميع.
وإذا كان من المنطقى أن نقول إن الإصلاح ضرورة حضارية فى بلادنا، فإنه من المهم الإشارة إلى أن تطوير المؤسسات المصرية لازمة من لوازم التنمية المستدامة المنشودة، خاصة أن جميع هذه المؤسسات تواجه تحديات كبيرة فى ظل التطورات السريعة والمتلاحقة التى يشهدها العالم اليوم.
فمع ثورة الذكاء الاصطناعى، والتطور الهائل فى التكنولوجيا، وما يصاحب ذلك من تغيير للرؤى والأفكار السياسية والنظريات الاقتصادية السائدة، فإن ملاحقة العالم تدفعنا إلى تفعيل كافة قدراتنا لتقوية أداء المؤسسات الفاعلة فى الدولة المصرية بما يحقق الإصلاح الاقتصادى.
وسبق أن كتبت كثيراً أنه قد لا تكون الديمقراطية فى حد ذاتها، شرطاً ضرورياً للنجاح الاقتصادى، إلا أن المؤسسية وسيادة القانون- إضافة لكونها المرحلة الأولى المؤدية للديمقراطية- يعدان شرطين حاكمين لتحقيق ذلك النجاح، وهو ما شهدناه فى كثير من دول العالم خلال السنوات الأخيرة. فضفتا نهرالتنمية والنمو، الأولى مؤسسات مدنية فاعلة وذات كفاءة، والثانية: سيادة القانون ونفاذه وتفعيل الرقابة، فإن انهارت إحدى الضفتين تحول النهر إلى مستنقعات وتعثرت مسيرة التطور والنمو.
وهنا، فإن أول ما يسترعى انتباهنا هو دور البرلمان كإحدى المؤسسات الرئيسية فى البناء السياسى لأى دولة حديثة. وهنا أقول بكل صراحة إنه من الضرورى، إن كُنا ننشد الإصلاح الشامل، أن نستهدف تقوية البرلمان المصرى القادم فى 2025 بما يتيح له ممارسة دوره التشريعى والرقابى بقوة أكبر وفعالية أشد. فالرقابة البرلمانية لم ولن تكون أبداً معوقاً للتنمية، وفاعلية وسرعة الإصلاح، بل العكس هو الصحيح. فالسلطة التنفيذية المطلقة بلا رقابة برلمانية وقضائية مفسدة مطلقة.
وأنا أقول ذلك وأعتقد أن البرلمان الحالى لم يحقق بعد طموحات الناس بصورة مُرضية، ولم يمارس دوره المفترض فى مساءلة الحكومة ومراجعتها وطرح الثقة فيها إن لزم الأمر، ولا يخلو الأمر من بعض المشاكسات.
وبعيدا عن التفسيرات والأسباب المطروحة، فقد كان من المفترض فى ظل الأزمات المتلاحقة التى مرت بها مصر أن نرى دوراً أكبر للبرلمان المصرى، باعتباره الناطق بهموم الناس، والمعبر عنهم وعن آمالهم الطبيعية.
لكن على أى حال، فإن تقوية البرلمان القادم تستلزم تمثيلاً حقيقياً لكافة القوى السياسية القائمة، وهو ما قد يتفق البعض ويختلفون فى تفاصيله، وإن كنت أرى أن الانتخابات الفردية هى الطريق الأنسب لذلك. ومع ذلك فإن الوصول إلى الصورة المُثلى، يتطلب التدرج مرحلياً من الانتخابات بالقوائم المغلقة والمقاعد الفردية، ثم نذهب إلى القوائم النسبية فى مرحلة تالية. وفى كل الأحوال، فإننا مطالبون بتمثيل الجميع فى البرلمان القادم بمن فيهم المستقلون.
كذلك، فإننى أتطلع وأنا عضو ورئيس لجنة بمجلس الشيوخ، إلى توسيع صلاحيات هذا المجلس المهم من خلال تعديلات دستورية تجعل منه غرفة تشريعية ثانية قوية لها حضورها بما يجعلها مجلس حكماء حقيقياً له صلاحياته، وألا تكون مناقشاته ومبادراته تحمل الصفة الاستشارية فقط.
وحسبنا أن نقول إن مجلس الشورى الذى كان قائماً قبل ثورة يناير 2011 كغرفة تشريعية ثانية، كان له دور دستورى أكبر من مجلس الشيوخ الحالى. ومن المهم الاستفادة من تجارب كثير من الدول فى هذا الشأن تخفيفاً عن الغرفة الأولى، وتحفيزاً لها لممارسة دوره الأول فى الرقابة على الحكومة.
وسلامٌ على الأمة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هانى سرى الدين الإصلاح إصلاح مصر آمال الناس
إقرأ أيضاً:
مجلس الأعمال المصري الصومالي يضع خارطة طريق لتحقيق شراكة استراتيجية
أكد مجلس الأعمال المصري الصومالي، خلال اجتماع رفيع المستوى جمع كبار المسؤولين ورجال الأعمال من مصر والصومال، التزامه بتعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
خطوات عملية لتعزيز التعاون التجاري
أعلن هاني محمود، النائب الأول لرئيس اتحاد غرف التجارة المصرية، أن مصر تسعى لرفع حجم التبادل التجاري مع الصومال من 58 مليون دولار إلى 300 مليون دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، مع التركيز على استيراد المنتجات الصومالية الأساسية مثل الماشية، السمسم، والصمغ العربي، وتنويع الصادرات المصرية.
وأضاف: “الاستثمار في الصومال يمثل فرصة حقيقية للشركات المصرية، خاصة في مجالات الزراعة، التصنيع، والبنية التحتية.”
إصلاحات مصرية لدعم الشراكة
وأشار محمود إلى الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها مصر، مثل "الرخصة الذهبية" وتحديث القوانين الاستثمارية، ما يجعلها وجهة مثالية للشراكات الاستراتيجية.
كما أكد أهمية الاستفادة من موقع مصر كمحور للتجارة الإقليمية والدولية بفضل اتفاقياتها التجارية التي تربطها بأكثر من 3 مليارات مستهلك حول العالم.
أسعار السلع الغذائية بالتموين اليوم الأربعاء 22-1-2025«التصديري للأثاث» و«غرفة الأخشاب» ينظمان ورشة عمل لتعزيز جودة الصناعةتعزيز العلاقات الثنائية
من جانبه، أكد المستشار الأول لرئاسة الجمهورية الصومالية أن مصر والصومال تتشاركان رؤية موحدة لتحقيق التنمية الاقتصادية. وقال: “نعمل على تعزيز العلاقات التجارية الثنائية من خلال جذب الاستثمارات المصرية إلى الصومال، خاصة في قطاعات مثل الموانئ والطاقة، مما يعزز مكانة الصومال كمنطقة اقتصادية محورية في القرن الأفريقي.”
مشاريع مشتركة وبنية تحتية متطورةوأشار رئيس غرفة التجارة والصناعة الصومالية إلى أن التعاون مع مصر يفتح الباب لمشاريع مشتركة تشمل بناء الموانئ، إنشاء مسالخ حديثة، وتطوير صناعة الأغذية.
وأكد أن هذه المشاريع ستسهم في تعزيز الاقتصاد الصومالي وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين.
أدوات تمكين الشراكة
وأعلن المجلس عن إطلاق خط طيران مباشر بين القاهرة ومقديشو، وافتتاح فرع جديد لبنك مصر في الصومال، كخطوتين أساسيتين لدعم التجارة والاستثمار.
وأكد المشاركون أن هذه الخطوات ستسهل من حركة الأعمال وتوفر بيئة استثمارية مشجعة للقطاع الخاص.
دعوة للاستثمار في “أرض الفرص”
اختتم هاني محمود الاجتماع قائلاً: "الوقت قد حان لتحويل هذه النقاشات إلى مشاريع فعلية.. ندعو المستثمرين من البلدين إلى الاستفادة من الفرص الهائلة التي تقدمها مصر والصومال والعمل معًا لبناء شراكة استراتيجية تُسهم في تحقيق النمو والازدهار لشعبي البلدين".
ويشكل مجلس الأعمال المصري الصومالي، خطوة مهمة نحو بناء مستقبل اقتصادي قائم على الشراكة والتنمية المستدامة.