من يظن نفسه؟.. تاريخ طويل لنتانياهو في مناكفة الرؤساء الأميركيين
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
رغم أنه كان من المتوقع أن تشعر إسرائيل بالاستياء من سماح الولايات المتحدة بتمرير قرار مجلس الأمن الدولي الذي صدر الاثنين ويدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة في رمضان، فإن رد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو كان حادا تماما، حسب مجلة "التايم".
فعقب صدور القرار من مجلس الأمن بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت عليه، أعلن نتانياهو إلغاء زيارة كانت مزمعة لوفد من كبار مستشاريه إلى واشنطن لإجراء محادثات حول الحرب والبدائل للدخول في معركة برية في مدينة رفح ستؤثر على أكثر من مليون مدني في جنوب قطاع غزة.
وترى المجلة أن سلوك نتانياهو لم يكن ببعيد عن تاريخه الطويل الممتلئ بمناكفة الرؤساء الأميركيين وخاصة الديمقراطيين منهم وإثارة غضبهم.
وتستشهد بموقف حدث مع بيل كلينتون بعد أن ألقى نتانياهو عليه "محاضرة" في البيت الأبيض عام 1996، مما أغضب الرئيس الأميركي حينها وقال لموظفيه، حسب المجلة الأميركية، "من هو ذاك بحق الجحيم ومن يظن نفسه؟ من هي القوة العظمى هنا؟".
وترى المجلة أن رئيس الوزراء الأطول خدمة في إسرائيل لم يتعلم من التجربة، وربما استنتج أنه سيفلت من ردة الفعل هذه المرة كما يحدث دائما، حيث "يعتقد نتانياهو، الذي يصف نفسه بأنه خبير في شؤون الولايات المتحدة، بأن الدعم الأميركي أمر مفروغ منه"، بحسب "التايم".
"رهان سيئ للغاية"وبالرغم من أن موقف الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس بدأ في التحول في الفترة الأخيرة، وصرحا بما يفيد بأن الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم حماس في السابع من أكتوبر كان مبالغا فيه وأن الدولة العبرية تقصف غزة بشكل عشوائي وقتلت الكثير من المدنيين، فإن نتانياهو لا يزال مستمرا في نهجه ويبدو أنه أصبح يقامر بعودة دونالد ترامب للبيت الأبيض بالفوز في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، حسب "التايم".
وتقول المجلة إن "نتانياهو والمتشددين اليمينيين في حكومته الذين يريدون ضم الضفة الغربية، ويرغبون الآن في إعادة بناء المستوطنات اليهودية في غزة يعتقدون أنه إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض، فسوف يسمح لإسرائيل مرة أخرى بفعل ما تريد. ومن وجهة نظرهم، إذا تمكن الجمهوريون من الاستيلاء على مجلس الشيوخ والاحتفاظ بمجلس النواب، فإن إسرائيل ستحقق ذلك بالفعل".
لكن المجلة ترى أن "هذا رهان سيئ للغاية" لأنه "لا يمكن الاعتماد على تمسك ترامب بأي موقف يعبر عنه في الوقت الحالي، فضلا عن أنه يحمل ضغينة ضد نتانياهو لتهنئته بايدن على فوزه في الانتخابات عام 2020، فضلا عن أنه طلب أصلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي الانتهاء من هذه الحرب بسرعة والتركيز على السلام".
ترامب: على نتانياهو إنهاء الحرب في غزة والعودة إلى السلام دعا الرئيس الأميركي السابق، والمرشح المتوقع عن الجمهوريين للانتخابات الرئاسية المقبلة، دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إلى إنهاء الحرب في غزة بسرعة.وتقول إن "نتانياهو يعتقد بأنه سيبدو قويا في نظر قاعدته السياسية إذا تحدى الرؤساء الأميركيين وغيرهم من المنتقدين الأجانب، وقام وأقرب مسؤوليه بتعزيز العلاقات مع الجمهوريين، وخاصة المحافظين الصقور الذين يعجبون بما تستطيع الدولة اليهودية الصغيرة تحقيقه في منطقة ذات أغلبية ساحقة من المسلمين".
سبب التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيلتعزو المجلة التحالف بين دولة عظمى ودولة صغيرة في منطقة استراتيجية بعيدة إلى عوامل مثل "القيم الديمقراطية المشتركة، وأهمية المجتمع اليهودي الأميركي، والارتباط القوي للإنجيليين بالأرض المقدسة، وذكريات المحرقة".
لكنها ترى أن هذا التحالف "ليس أمرا طبيعيا يمكن اعتباره أمرا مفروغا منه، حيث أنه مع مرور الوقت والتغيرات في التركيبة السكانية الأميركية يمكن أن تؤدي إلى تآكل الدعم لإسرائيل".
وتؤكد أن عدم حساسية نتانياهو لممارساته أدت إلى تراجع التأييد بين الأميركيين التقدميين فضلا عن أن اليساريين أصبحوا يضعون الصهيونية كواحدة من الأشياء التي تستحق الإدانة، مشيرة لأن هذا يبدو واضحا من خلال الاحتجاجات المكثفة حاليا في الجامعات الأميركية على الحرب في غزة.
لكن في نفس الوقت "لا تزال إسرائيل تتمتع بدعم واسع النطاق في الولايات المتحدة، على الرغم من تآكل هذا الدعم باستمرار بسبب سلوك نتانياهو والمتشددين في حكومته".
"ستة أشهر"تنقل المجلة عن السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن داني أيالون: "يبدو أن المسؤولين الأميركيين يتحدثون بأدب ولكن بحزم مع نظرائهم، لكن الإسرائيليين يتظاهرون بأنهم لا يفهمون ما يقال لهم".
ولذلك كان قرار بايدن بالامتناع عن التصويت في الأمم المتحدة، بدلا من حماية إسرائيل، كالعادة، باستخدام حق النقض، بمثابة رسالة لنتانياهو مفادها أنه قد طفح الكيل".
وتشير الصحيفة إلى أن نتانياهو يعتقد أنه يمكنه الرد من خلال قراره بإلغاء زيارة الوفد الإسرائيلي وتأكيده على عزمه باقتحام رفح وتعريض حياة مئات الآلاف من المدنيين للخطر، لكن الحقيقة أن إسرائيل لا تستطيع تحمل تعريض المساعدات الأميركية التي تتدفق بالفعل للخطر".
فبالإضافة إلى 3.8 مليار دولار من المساعدات العسكرية المباشرة السنوية، أرسلت الولايات المتحدة أكثر من 400 طائرة نقل و30 سفينة تحمل 20 ألف طن من الذخيرة والصواريخ وغيرها من المعدات العسكرية الأساسية لمساعدة إسرائيل في مواصلة حرب غزة، فضلا عن أن الولايات المتحدة هي المورد الرئيسي للأسلحة والحامي للدولة العبرية.
تنقل المجلة عن قائد عسكري إسرائيلي سابق أنه "بدون إعادة الإمدادات هذه، لن يتمكن الجيش الإسرائيلي من مواصلة القتال لأكثر من ستة أشهر أخرى".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة رئیس الوزراء فی غزة
إقرأ أيضاً:
قرار اعتقال نتانياهو يطوق كلّ إسرائيل بجدران العزلة
تهدد أوامر الاعتقال الصادرة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب بتعميق العزلة العالمية لبلد يخضع بالفعل لضغوط في مختلف أنحاء العالم، بسبب حربه على قطاع غزة.
القرار يثير خوف إسرائيل من رفع قضايا أخرى ضد عسكريين إسرائيليين من ذوي الرتب الدنيا
سرية تفاصيل مذكرات الاعتقال تعقد سفر أياً من المسؤولين الإسرائيليين للخارج
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها، إن الخطوة التي اتخذتها المحكمة الجنائية الدولية من شأنها أن تعقد سفر نتانياهو وغالانت، لأكثر من 124 دولة، ملزمة من الناحية الفنية بتنفيذ أوامر الاعتقال.
ومن المرجح أن يدفع القرار بعض الحكومات الأخرى إلى تقليص اتصالاتها مع نتانياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين، وفقاً لخبراء قانونيين ومسؤولين مطلعين على الوضع.
كما يمكن أن تحفز الجهود الرامية إلى رفع قضايا جرائم حرب جديدة ضد مسؤولين إسرائيليين ومسؤولين من حماس من ذوي الرتب الدنيا في المحاكم الوطنية في أوروبا وأماكن أخرى.
#بلجيكا تؤيد مذكرة الاعتقال الصادرة من الجنائية الدولية بحق #نتنياهو و #غالانت
بيترا دي سوتر، نائبة رئيس وزراء بلجيكا: "يتعين على #أوروبا أن تمتثل (للقرار)، وتفرض عقوبات اقتصادية، وتعلق اتفاقية الشراكة مع #إسرائيل، وتدعم مذكرتي الاعتقالhttps://t.co/ABQEjtKanb pic.twitter.com/IQnXiS09lD
وبشكل أكثر دقة، يمكن أن يشجع قرار المحكمة أيضاً نمطاً ارتجالياً في البلدان الغاضبة من حرب إسرائيل على غزة، فتتجنب استضافة الأكاديميين الإسرائيليين، وتغلق أبوابها أمام شركات الدفاع والمسؤولين الإسرائيليين الرسميين.
واعتباراً من هذا الصيف، قطعت أكثر من 20 جامعة في أوروبا وكندا علاقاتها مع المؤسسات الإسرائيلية، ولقد تعرضت الشركات الإسرائيلية للتجاهل في المعارض التجارية، ومؤخراً، رفضت أستراليا منح وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة أيليت شاكيد تأشيرة دخول إلى أستراليا والمشاركة في مؤتمر نظمته منظمات يهودية، بحجة أنها قد تثير الفتنة.
ويقول ألون بينكاس، وهو دبلوماسي إسرائيلي كبير سابق، إن "هذا يعزز عزلة إسرائيل، هذا ليس احتجاجاً في جامعة كولومبيا، وهذه ليست مجموعة من المشاغبين يتقاتلون مع بعضهم البعض في شوارع أمستردام، هذه هي المحكمة الجنائية الدولية".
على الحكومات حول العالم الدفاع عن المحكمة الجنائية الدولية ودعمها في وجه المعارضة الشديدة والضغوط المتزايدة من أطراف تشمل الولايات المتحدة و #إسرائيل بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت https://t.co/MAHo48jYQc pic.twitter.com/q8yuXbLDut
— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) November 22, 2024ومما يعزز احتمالات توسيع عزلة إسرائيل على الساحة العالمية، توقيت القرار، فهو يأتي بعد أكثر من عام واجهت فيه إسرائيل أيضاً صرخة عالمية بشأن حربها على غزة بما في ذلك الاحتجاجات، واتهامات منفصلة بالإبادة الجماعية، رفعتها دولة جنوب إفريقيا في محكمة العدل الدولية، إضافة إلى دعوات من الديمقراطيين في الكونغرس للحد من عمليات نقل الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل.
أدلة جنائية شاملة..جنوب إفريقيا: سنقنع العدل الدولية بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة - موقع 24أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جنوب إفريقيا، رونالد لامولا، اليوم الإثنين، أن لدى بلاده "أدلة جنائية شاملة" لتقديمها للمحكمة العدل الدولية، على ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة. مستقبل معقدومن المرجح أن يكون لمذكرات المحكمة الجنائية الدولية تأثيراً كبيراً على علاقات إسرائيل مع دول في أوروبا، كانت داعمة لها على نطاق واسع منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، فمن المعروف أن جميع الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب المملكة المتحدة، أطراف في نظام روما الأساسي، المعاهدة الدولية التي أنشأت المحكمة.
ومن نتائج القرار الأخرى التي تقلق المسؤولين الإسرائيليين، سرية تفاصيل مذكرات الاعتقال، وبالتالي قد يتعرض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين الذين يسافرون إلى الخارج للخطر، وقد يتم احتجازهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة.
والأسبوع الماضي، حذرت السلطات الإسرائيلية جندي احتياطي إسرائيلي من مغادرة قبرص بسرعة خوفاً من أن تحاول المنظمات المؤيدة للفلسطينيين إصدار أوامر اعتقال ضده بتهمة ارتكاب جرائم حرب مرتبطة بخدمته في غزة.
خبير فلسطيني بالقانون الدولي يقول إن قرار «الجنائية الدولية» ضد #نتنياهو وغالانت «غير قابل للاستئناف ونهائي ولا يمكن الطعن فيه وفق مواد نظام روما»
https://t.co/auLYeabFMy#صحيفة_الشرق_الأوسط#صحيفة_العرب_الأولى pic.twitter.com/MrqDXxyhRF
وتقول كليمنس بيكتارت، المحامية المقيمة في باريس لدى الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان والتي عملت على توجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب في فرنسا ضد مسؤولين سوريين، "إنهم (الأعضاء) ملزمون قانونياً بشكل واضح بالامتثال لقرار المحكمة الجنائية الدولية وتنفيذ أوامر الاعتقال هذه. بالطبع، قد تكون هناك مناورات سياسية لمحاولة التحايل على هذه الالتزامات القانونية. ولكن من وجهة نظر قانونية صارمة، فإن هذا واضح تماماً".