أدباء عرب يتخيَّلون فلسطين في رواية
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
لا تغيب فلسطينُ عن بال الكتَّاب العرب، يتابعونها في كل لحظة، ويتأثرون بما يجري لها ولأهلها، حتى أن كثيرين منهم يدخلون نوبات اكتئاب حادة، وفي كل مناسبة سعيدة يشعرون بالخجل لمجرد التفكير في أنهم يعيشون حياة عادية مقارنة بإخوانهم الفلسطينيين. في هذا التحقيق يتخيل مجموعة من الأدباء العرب كيف سيكتبون فلسطين في رواية؟
الكاتب المصري عمر طاهر يؤكد أنه لو كتب رواية عن فلسطين فلن تدور أحداثها في الزمن الحالي، وإنما في الزمن القديم، قبل الاحتلال وقبل أن تصل العصابات إليها، أيام أن كان القطار المصري يمر بها.
أبطال الرواية أعضاء فرقة مسرحية يسافرون إلى القدس لعرضها على مسرح المدينة، ومن ضمن المسافرين مؤلف المسرحية، وهو كاتب شاب يعيش حياة مليئة بالنجاح والفلوس والعلاقات والكوكايين والخمور، يعيش حياته بالطول والعرض، لكن هذه المرة يسافر مع الفرقة في حالة اكتئاب شديدة بعد أن ماتت الفتاة التي يحبها، ولا تكون لديه رغبة في الكلام أو في مواصلة الحياة على النحو الذي اعتاده، أو حتى الكتابة، لقد سافر بالرغم عنه تحت ضغط إلحاح نجم الفرقة.
يصل أعضاء الفرقة إلى القدس ويعرضون المسرحية. ثم يستيقظ الكاتب في أحد الصباحات ويقرر أن يسير في الشوارع بلا هدف، يدخل مزرعة ما ويصاب بضربة شمس. يقع وحينما يفيق يجد نفسه في بيت مزارع فلسطيني صاحب أرض وزوجته وبنته، يصرون بكرم على أن يقيم معهم حتى تتحسَّن حالته، يقضي معهم عدة أيام. يستريح للأجواء ويحب ابنة المزارع ومشاعره تكبر ناحيتها، ويبدأ في مصاحبة أبيها في جولاته اليومية إلى المزرعة ليشاركه العمل في الفلاحة.
تستيقظ الكتابة في أعماقه فيبحث عن قلم وأوراق. تبحث عنه الفرقة المسرحية في كل مكان وبعد أسبوع أو اثنين يذهب إليهم ويخبرهم بأنه لن يعود معهم وأنه سيمضي هنا بعض الوقت، ولا يتراجع في قراره، بل إنه يشعر بالاستقرار في القدس، وبالراحة لقربه من الأرض والمكان والطبيعة والحبيبة والناس البسيطة والحياة في بلد لم نرها أبداً وهي آية في الجمال والرقي والهدوء والسكينة قبل أن تصلها العصابات. يعلق عمر طاهر أخيراً: «أظن أن هذا هو ما يجب أن يُوثق ويُكتَب حتى يرى الناس فلسطين الجميلة قبل أن تضيع».
الحدث السعيد
الكاتبة العمانية منى حبراس السليمية تقول: «خطر في بالي أن روايتي تبدأ من هذه اللحظة: نشرات الأخبار في العالم كله توقف بث برامجها ولا يظهر إلا الخط الإخباري العاجل عن تحرُّر فلسطين، سأتخيل بعد ذلك كل ما سيحدث فيها، سأتخيل أن الناس في كل العالم العربي يذهبون إليها في أفواج، وكأن الحج تحوَّل من مكة إلى القدس، يذهبون بالسيارات أو الطائرات وحتى عبر البحر، الكل يهرول فرحا إليها ليشارك في هذا الحدث السعيد، ويسهم في الإعمار، ومن أجل أن يكون شاهدا على هذه اللحظة التي نتمناها على مدى أعمارنا كلها».
وتضيف: «فكرة روايتي هي أن تتحول فلسطين إلى قِبلة للجميع، وأن تكون ملكا للجميع. أفكر في الحياة العادية التي يمكن أن يعيشها الفلسطيني، أن يفكر في مشاكلها الصغيرة التافهة، كالتأخر عن العمل، نسيان التوقيع في البصمة، أن يقع خلال الدوام في مشكلة مع مديره. أن يكون الفلسطيني بطلا للحكايات الصغيرة التي سئمناها في رواياتنا».
الأمل العربي
من جهتها تقول الكاتبة العمانية ليلى عبد الله: «ارتبطت فلسطين دائما في خيالي الطفولي بالخوف. كما مثلت أشد كوابيسي أيضا؛ كنت أظل مُلاحَقة من جنود صهاينة يحاولون قتلي وأهلي. كما رأيتهم يقتلون أطفالا فلسطينيين ويبيدون عائلاتهم في نشرة الأخبار الرئيسية، التي تظل تبث يوميا في بيتنا من التلفزيون. في تلك الطفولة الغضَّة كان الأمل العربي المنشود هو أن تتحرر فلسطين. وأن يستعيد شعبها أرضهم. وكانت إسرائيل هي عدوتنا الأولى والأخيرة».
وتضيف: «أنا من جيل الثمانينيات الطيب. فُطِمنا على تلك المبادئ الراسخة. هذا ما لا يعيه الجيل الحالي. حيث فلسطين لم تعد أولوية لكثير منهم. وإسرائيل من الممكن أن تصبح صديقة، فالتحالفات السياسية والاقتصادية أهم بكثير من التحالفات الإنسانية. هؤلاء الذين ينتمون لجيل التقنيات يمكن أن أغفر لهم تجاوزاتهم لكن لا يمكن أن أصفح عن تجاوزات من يمثلون جيلي».
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
٦ دقائق وأربعون ثانية من الرعب.. نشطاء عن فيديو مجزرة المسعفين: جثمان أحد الضحايا رد على رواية الاحتلال
#سواليف
حصد فيديو نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية انتشارا واسعا في منصات التواصل الاجتماعي، بعد توثيقه #المجزرة التي ارتكبها #جيش_الاحتلال بحق موظفي #الدفاع_المدني والهلال الأحمر الفلسطيني في #رفح جنوب قطاع #غزة قبل أيام، ويُكذّب الفيديو رواية الاحتلال التي ادعت أن المركبات كانت “تتحرك بشكل مريب” دون تشغيل الأضواء أو إشارات الطوارئ.
مقطع الفيديو الذي نشرته الصحيفة الأمريكية، تم العثور عليه على هاتف أحد المسعفين في #مقبرة_جماعية في #رفح، وتم تداوله كرد على رواية الاحتلال بشأن #المجزرة، حيث يظهر وبوضوح، سيارات الإسعاف وشاحنة الإطفاء التي كان على متنها عناصر الإسعاف والدفاع المدني الـ14، مشيرة إلى أن مصابيح الطوارئ في المركبات كانت مشغّلة لحظة استهدافها من قبل قوات الاحتلال.
وأوضحت نيويورك تايمز أنها حصلت على الفيديو من دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة، وأنها تحققت من موقعه وتوقيته، حيث يُسمع في الفيديو صوت المسعف وهو يردد الشهادة أثناء إطلاق النار، كما نقلت عن نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني قولها إن المسعف الذي صوّر الفيديو كانت عليه آثار الإصابة برصاصة في رأسه.
مقالات ذات صلةوقال نشطاء عن الفيديو الموثق للمجزرة، إن “جثمان أحد الضحايا ردت على رواية #الاحتلال الكاذبة بمقطع مصور تركه مسعف على هاتفه قبل أن يدفن”.
وأكد نشطاء، أن “الفيديو يعود لـ شراذم القتلة، الذين قتلوا هند رجب، و #طاقم_الإسعاف الذي حاول إنقاذها، وهم يقتلون مسعفي رفح هذه المرّة”.
فيما قال آخرون، إن الصمت والخذلان تجاه غزة لا مثيل لهما على الإطلاق، بعد أن تكاتف العالم مع جيش الاحتلال وتركت غزة وحدها للألم والدمار.
وأضافوا، أن “المجرمون قتلوهم بدم بارد ودفنوهم في مقبرة جماعية ليضيفوا جريمة جديدة إلى سلسلة لا نهائية من الجرائم التي ارتكبوها في حق مدنيين وأطفال ونساء وعجائز بلا أي تمييز وبلا أي محاسبة من عالم بلا قلب ولا أخلاق”.
وذكروا، أن الفيديو الذي تم الكشف عنه للمسعف الشهيد؛ أحرج الاحتلال وأجبر جيش الاحتلال على تغيير روايته 3 مرات في ساعات قليلة.