هل يجوز تأخير زكاة الفطر إلى غروب شمس يوم العيد؟..اعرف الرأي الشرعي
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
تعد زكاة الفطر 2024 واحدة من الأمور الأكثر بحثا خاصة عن مقدار زكاة الفطر لهذا العام، وحكم تأخيرها عن صلاة العيد وحتى غروب شمس أول أيام عيد الفطر.
هل يجوز تأخير زكاة الفطر إلى غروب شمس يوم العيد؟حددت دار الإفتاء المصرية زكاة الفطر لهذا العام بـ 35 جنيها عن الفرد حد أدنى، وحول: السؤال ما حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد؟، قالت إن إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد هو الأفضل والأولى، ويجوز إخراجها إلى مغرب يوم العيد، ويحرم تأخيرها عنه، ومع ذلك فإنه يجب قضاؤها حينئذ.
وأوضحت أن زكاة الفطر شُرعت للرفق بالفقراء، وإغنائهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم في يوم يُسَرُّ فيه المسلمون بقدوم العيد، ولتكون طُهْرَةً لمن اقترف في صومه شيئًا من اللغو أو الرَّفث؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زكاة الفطر طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعْمَةً للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولةٌ، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقةٌ من الصدقات" أخرجه أبو داود وابن ماجه.
هل تخرج زكاة الفطر عن الجنين وما حكم توجيهها لموائد الرحمن؟ حكم زكاة الفطرزكاة الفطر واجبة بالسنة والإجماع، والأصل في وجوبها: أحاديث؛ منها: ما رواه الشيخان -واللفظ للبخاري- عن ابن عمر رضى الله عنهما أنه قال: "فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ صَدَقَةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ عَلَى الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ، وَالحُرِّ وَالمَمْلُوكِ"، وفي لفظ مسلم: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى النَّاسِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ، عَلَى كُلِّ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ".
وقال الإمام ابن المنذر في "الإشراف على مذاهب العلماء" (3/ 61، ط. مكتبة مكة الثقافية): [وأجمع عوام أهل العلم على أن صدقة الفطر فرض] اهـ.
وقيل: إن مشروعيتها ثبتت أيضًا بقوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى﴾ [الأعلى: 14-15]؛ أي تَطَهَّر بأداء زكاة الفطر، وصلَّى صلاة العيد بعدها. انظر: "المبسوط" للسرخسي (3/ 101، ط. دار المعرفة).
بيان وقت إخراج زكاة الفطرزكاة الفطر لها وقتان: وقت وجوب تتعلق فيه بذمة المكلف، ووقت أداء يجوز له أن يخرجها فيه، حتى وإن لم تتعلَّق بذمَّته.
أما وقت الوجوب: فالمُختار أنها تجب بغروب شمس آخر يوم من رمضان؛ كما هو مذهب المالكية والشافعية والحنابلة.
قال الشيخ الدردير المالكي في "الشرح الكبير" (1/ 505، ط. دار الفكر): [(وهل) تجب زكاة الفطر (بأول ليلة العيد) وهو: غروب شمس آخر يوم من رمضان، ولا يمتد بعده على المشهور (أو بفجره) أي: فجر يوم العيد؟ (خلاف)، ولا يمتد على القولين] اهـ.
وقال الإمام النووي الشافعي في "روضة الطالبين" (2/ 153، ط. دار الكتب العلمية): [وفي وقت وجوبها -أي زكاة الفطر- أقوال: أظهرها وهو الجديد: تجب بغروب الشمس ليلة العيد] اهـ.
وقال الإمام المرداوي الحنبلي في "الإنصاف" (3/ 176، ط. السنة المحمدية): [(وتجب بغروب الشمس من ليلة الفطر) هذا الصحيح من المذهب. نقله الجماعة عن الإمام أحمد -رحمه الله-، وعليه أكثر الأصحاب] اهـ.
ويدل على ذلك أنها قد أضيفت في الحديث إلى الفطر من رمضان كما في رواية ابن عمر رضي الله عنهما السابقة في "صحيح مسلم"، والإضافة تقتضي الاختصاص والسببية، والفطر من رمضان لا يكون إلا بغروب الشمس من ليلة العيد. انظر: "المهذب" للشيرازي (1/ 303، ط. دار الكتب العلمية)، "شرح منتهى الإرادات" للبهوتي (1/ 441، ط. عالم الكتب).
وأما وقت الأداء: فلا مانع شرعًا من تعجيل زكاة الفطر من أول دخول رمضان؛ لأنها تجب بسببين: بصوم رمضان، والفطر منه، فإذا وُجِد أحدهما جاز تقديمها على الآخر؛ كزكاة المال بعد ملك النصاب وقبل الحول، ولا يجوز تقديمُها على شهر رمضان؛ لأنه تقديم على السببين، فهو كإخراج زكاة المال قبل الحول والنصاب. انظر: "المهذب" للشيرازي (1/ 303).
وهذا هو مذهب الحنفية والشافعية؛ قال الإمام الميرغيناني الحنفي في "الهداية" (1/ 115، ط. دار إحياء التراث العربي): [(والمستحب أن يخرج الناس الفطرة يوم الفطر قبل الخروج إلى المصلى)؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان يخرج قبل أن يخرج للمصلى، ولأن الأمر بالإغناء كي لا يتشاغل الفقير بالمسألة عن الصلاة، وذلك بالتقديم، (فإن قدَّموها على يوم الفطر جاز)؛ لأنه أدَّى بعد تقرر السبب، فأشبه التعجيل في الزكاة، ولا تفصيل بين مدة ومدة هو الصحيح، وقيل: يجوز تعجيلها في النصف الأخير من رمضان، وقيل في العشر الأخير] اهـ.
وقال الشيخ زكريا الأنصاري الشافعي في "شرح منهج الطلاب" (2/ 60، ط. مطبعة الحلبي): [(و) صحّ تعجيلُها (لفطرة في رمضان) ولو في أوله؛ لأنها تجب بالفطرة من رمضان فهو سبب آخر لها، أما قبله فلا يصح؛ لأنه تقديم على السببين] اهـ.
وأجاز المالكية والحنابلة إخراجَهَا قبل وقتها بيومين. ينظر: "الشرح الصغير" للشيخ الدردير (1/ 677، ط. دار المعارف)، و"كشاف القناع" للبهوتي (2/ 252، ط. دار الكتب العلمية).
والأفضل هو تقديمُها قبل صلاة العيد، وإن كان وقت الجواز يمتدُّ إلى مغرب يوم العيد، ويحرم تأخيرُها عنه، ويجب قضاؤُها حينئذٍ، وهذا هو مذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زكاة الفطر صلاة العيد زكاة الفطر 2024 أول أيام عيد الفطر عيد الفطر حكم زكاة الفطر وقت إخراج زكاة الفطر صلاة العید زکاة الفطر قال الإمام یوم العید غروب شمس من رمضان الفطر من ى الله الله ع
إقرأ أيضاً:
الموقف الشرعي لشخص يصلي الفجر مع الظهر بسبب الاستيقاظ متأخرا.. الإفتاء ترد
أوضح الدكتور محمد عبد السميع، مدير إدارة الفروع الفقهية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن من نام عن صلاة الفجر ولم يستيقظ إلا بعد خروج وقتها، فلا إثم عليه، مستندًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "رُفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل".
وأكد أن النائم الذي فاته وقت الصلاة عليه أداؤها فور استيقاظه.
وأشار إلى أن وقت صلاة الفجر يبدأ من الخامسة صباحًا حتى السادسة والنصف تقريبًا، ومن استيقظ قبل انتهاء الوقت المحدد فعليه الإسراع في أدائها.
وإذا استيقظ بعد خروج الوقت، فالصحيح أن يُبادر بقضائها فورًا، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك حين قال: "من نسي صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها"، كما ورد في قصة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عندما فاتتهم صلاة الفجر بسبب النوم، حيث أمرهم النبي بالصلاة فور استيقاظهم.
دعاء الشعراوي لفك السحر.. ما قرأه إنسان إلا وأبعده الله عنهدعاء الصباح للبركة والرزق.. من السنة النبوية المشرفةأفضل دعاء مستجاب للزوج والحبيب .. يجلب المحبةدعاء مستحب لغفران الذنوب.. طريقك إلى الجنةوأضاف عبد السميع أن المبادرة إلى قضاء الصلاة أولى وأفضل من تأجيلها، موضحًا أن التأخير قد يُثقل أداء الصلاة ويُعرض المسلم لزيادة الإثم. وبناءً على ذلك، فإن على المسلم أداء صلاة الفجر فور الاستيقاظ وقضاؤها بالطريقة المعتادة، ببدء سنة الفجر ركعتين ثم أداء الفرض.
أما عن قضاء صلاة الفجر مع الظهر، فقد أوضح جمهور العلماء من الشافعية والمالكية والحنابلة أنه يجوز قضاء صلاة الفجر في جميع الأوقات، بما في ذلك أوقات النهي، بينما يرى الحنفية استثناء أوقات طلوع الشمس وزوالها وغروبها.
وأجمع العلماء على ضرورة قضاء الصلاة الفائتة فور تذكرها أو الاستيقاظ منها، مع الالتزام بالترتيب بين الفوائت والحاضرة.
وختمت دار الإفتاء المصرية بالتأكيد على أهمية الالتزام بأداء الصلاة في وقتها وعدم التهاون فيها، مشيرةً إلى أن من ترك الصلاة عمدًا أو نسيانًا فعليه قضاؤها فورًا دون تأخير.