المفتي: معركة بدر أثبتت أن تشريعات الإسلام أرقى مما وصلت إليه النظم الإنسانية
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن معركة بدر الكبرى تعد معلمًا عريقًا ودستورًا مستقيمًا بين معارك المسلمين التي انبثقت عنها تعاليم نبيلة تثبت أن تشريعات الإسلام وأحكامه ومقاصده في السلم والحرب هي أرقى دائمًا مما وصلت إليه النظم الإنسانية في معالجة قضايا العلاقات الدولية، فضلًا عما تجسده هذه الواقعة من شهادة خالدة بالثناء الجميل على من شهدها من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا أن المسلم إذا أحسن الظن بالله، وبذل الجهد في تحصيل الأسباب، وأتْبع ذلك بحسن التوكل على الله والاستعانة به مع الصبر على البلاء؛ هيأ الله عز وجل له من الأسباب التي لا تخطر له على بال ما يكون معينًا له على تحقيق النصر والفوز، على الرغم من ضعفه وقلة مؤنه في الحياة.
وأكَّد مفتي الجمهورية أهمية المعالم البارزة التي تميَّزت بها معركة بدر الكبرى؛ من إيثار السلم واستنفاد الخيارات المتاحة للحرب، والشورى بين القائد وجنوده. كما كان حوار سيدنا الرسول الكريم والصحابي الجليل الحباب بن المنذر في النقاش المتحضر عن أسباب الحرب ودوافعها، وكذلك التخطيط المدروس، وأعمال الرصد والاستطلاع لخطط وخطوط العدو، كل ذلك يعطي دروسًا مجيدة، وهي بمجموعها كفيلة لتكون في حاضرنا نقطة انطلاق في مسيرة هذه الأمة نحو الاستقرار والتقدم، وتحقيق التكامل بينها وبين العالم والإنسانية.
وحول الابتلاء الذي يصيب الإنسان أكَّد مفتي الجمهورية أنَّ النَّص الشرعي يبيِّن أن المسلم بين دائرتين؛ دائرة الشكر ودائرة الصبر؛ لذا فالإنسان مبتلًى في الكون.
حكم من نذر أن يصلي 20 ركعة إذا رجعت زوجته إلى بيتهاوفي ردِّه على أسئلة المشاهدين أجاب المفتي عن سؤال يستفسر عن حكم من نذر أن يصلي 20 ركعة إذا رجعت زوجته إلى بيتها، قائلًا: "إن الأصل في الإلزام أن يكون من الشرع؛ فمَن نذر شيئًا وعلَّقه على شرط أصبح إلزامًا عليه، ومن ألزم نفسه بشيء أصبح واجبًا، والأفضل أن يقوم المسلم بأداء الطاعات والأعمال الصالحة دون تعليقها على شرط.
وشدَّد فضيلته على ضرورة رجوع المتصدر للفتوى إلى قول الأطباء وخاصة قبل حسم حكم المسائل الطبية المتعلقة بالعبادات مثل بخاخة الربو للصائم والحقنة الشرجية ونقاط الأذن حيث إن هذه الأمور لا يمكن تصورها فقهيًّا بالشكل الصحيح دون الرجوع لأهل الطب.
واختتم حواره بالرد على حكم مَن ادَّعي جواز التدخين في نهار رمضان قائلًا: إن الأصل في الأشياء الإباحة، ويحرم ما كان فيه ضرر، والتدخين لكونه عادةً سيئةً يجب الامتناع عنها فورًا لضررها على صحة الإنسان وعلى صحة الآخرين، وكذلك فالتدخين مُفْسِدٌ للصوم، موجِبٌ للقضاء؛ لأن الدخان الناتج عن حرق التبغ يتكاثف داخل الأنف وينزل إلى الصدر، فيكون جِرْمًا دخل جوفًا، فيحصل به الفطر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية هيئات الإفتاء معارك المسلمين الصحابة الكرام مفتی الجمهوریة
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يعقد اجتماعا لمشاركة «الإفتاء» في معرض القاهرة للكتاب
عقد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، اجتماعًا تحضيريًّا لمناقشة استعدادات دار الإفتاء للمشاركة في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55.
حضر الاجتماع عددٌ من قيادات دار الإفتاء، من بينهم الدكتور علي عمر الفاروق، رئيس القطاع الشرعي، والدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، والدكتور محمود شلبي، مدير إدارة المراجعة الشرعية، والدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء، والدكتور مصطفى عبد الكريم، مدير البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء، والشيخ حازم داود، مدير إدارة التدقيق اللُّغوي، والشيخ محمود أبو العزائم، مدير التدريب بدار الإفتاء، والأستاذ محمد فاروق، المدير المالي، والأستاذ محمد فايد، مدير إدارة الإصدارات بدار الإفتاء.
مشاركة الدار في معرض القاهرة الدولي للكتابوبحسب بيان رسمي لدار الإفتاء، فأن المفتي استعرض خلال الاجتماع رؤيته لمشاركة دار الإفتاء في معرض القاهرة الدولي للكتاب، مشيرًا إلى أن الهدف ليس فقط عرض الكتب، بل المشاركة القوية من خلال العديد من الأفكار المبتكرة.
وقالت دار الإفتاء، إن من بين تلك الأفكار المطروحة مُقترح لإنتاج فيلم تسجيلي عن دار الإفتاء، وتنظيم ندوات متخصصة تضم علماء الدين والطب والاقتصاد والاجتماع والثقافة، إلى جانب تخصيص شخصية للمعرض يتم اختيارها من بين المفتين السابقين، وإنشاء متحف يعرض تاريخ الدار ويبرز شخصيات المؤثرين فيها.
استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أنشطة المعرضكما تناول الاجتماعُ مقترحاتٍ لعمل بروتوكولات تعاون مع عدد من الهيئات ودُور النشر المشارِكة في المعرض، وإقامة صالون خاص لكبار الزوار، واستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أنشطة المعرض. بالإضافة إلى ذلك، ناقش فضيلة المفتي إمكانية طباعة بعض البحوث العلمية المتخصصة التي تستشرف المستقبل في ضوء المقاصد الشرعية، وإنشاء قاموس مصطلحات يضم أهم المصطلحات المتعلقة بالمذاهب، وإعداد شعار مميز لهذه المشاركة.
وأكد المفتي في تصريحاته، أن دار الإفتاء حريصة كعادتها على المشاركة في هذا الحدث الثقافي الهام منذ سنوات، مشددًا على أن هذه المشاركة تأتي ضمن جهود الدار في نشر العلم الشرعي الصحيح والثقافة الوسطية والبناء الفكري للإنسان المصري، وتعزيز الحوار مع مختلف شرائح المجتمع.
واختتم المفتي الاجتماع بتأكيده على ضرورة الاستعداد الجيد لضمان تقديم مشاركة متميزة تعكس الدَّور المحوري لدار الإفتاء في نشر المعرفة وخدمة المجتمع.