كل عام وأنتم طيبون مر أكثر من نصف الشهر الكريم.. وقليله باقٍ فانتهزوه فقد جاءك عازمًا ذوى الأرحام على موائده فى أشهى الطعام؛ لأن صلة الأرحام عنده أمر واجب ببيان ونصٍ من القرآن: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إن تَوَلَّيْتُمْ أن تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ وتقطعوا أرحامكم»، وقول النبى العدنان: «صِلوا الأرحام تدخلوا الجنة بسلام».
- رمضان أتاك عازمًا على تقويمك وتحسين الكلام.. فلذلك فلتقل خيرًا أو لتصمت وإلا يضيع الصيام..
- رمضان أتاك عازمًا على تعليمك الوسطية والاقتصاد وعدم التبذير فى الأطعمة والمشروبات، وألا تتحدى قول الله «كلوا واشربوا ولا تسرفوا» قولًا واحدًا إن كنت من أهل الطاعات..
- رمضان أتاك عازمًا على تعويدك كثرة القراءة وختم القرآن، فهذا قتادة والحافظ وابن عساكر تنافسوا، فسبقهم الشافعى بستين ختمة من القرآن..
- رمضان أتاك عازمًا على اهتمامك بالصلاة؛ لأنها تعينك فى سائر الأحوال كما جاءت فى خير الأقوال: «واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين».. وفرض لا يمكن تركه حذر منه رب العالمين حينما قال: «ويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون»، وأكدها النبى مدوية: «تارك الصلاة كافر» فمنكروها إجماعًا كافرون، واختلفوا فيمن هم المتكاسلون عنها فقالوا اجتهادًا هم الفاسقون.
- رمضان أتاك عازمًا لك على حسناته.. كما قال الله فى السنة المطهرة ومحكم آياته: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ ألف شَهْرٍ».. كما أن الأجر مضاعف فى حسناتهِ، تمحو بها كل سيئة من السيئاتِ.
- رمضان جاءك عازمًا لك على تركك كل المنكرات، من نميمة وغيبة وجميع الموبقاتِ.
- رمضان جاءك عازمًا لك على تمسكك بأجر الفجر والسحر وفى جميع الأوقات، لا فرق بين رمضان وشعبان وشهور الله المباركاتِ.
- رمضان أتاك بالصوم فريضة.. ليسهل عليك بعدها صوم الاثنين والخميس، ومن كل شهر ثلاثة أيام مقمرات.
- رمضان جاءك بالرحمات لتشعر بالمساكين والفقراء.
- رمضان فى آخره باب لك يسمى الريان إن كنت تقيًا كما جاء فى القرآن.. فتصيبك من بعده تقوى كما فى قوله تعالى «لعلكم تتقون».. هذا رمضان فرصة يعلمها العاقلون.. يأتى ضيفًا فى وقت ويذهب وكأننا به حالمون، فعليكم به قبل انفراط العقد ولم يبقَ منه إلا القليل.
اللهم احفظ مصر، وارفع قدرها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الشهر الكريم الأطعمة والمشروبات
إقرأ أيضاً:
أوقاف الفيوم تنظم أمسية علمية بمسجد السعادة
عقدت مديرية أوقاف الفيوم أمسية علمية بمسجد السعادة، التابع لإدارة أوقاف بندر الفيوم ثان، وذلك تحت عنوان: "أثر اللغة العربية في فهم القرآن الكريم".
جاء ذلك بحضور الدكتور محمود الشيمي وكيل وزارة الأوقاف بالفيوم، وفضيلة الشيخ جمال أحمد مدير إدارة أوقاف بندر ثان، وعدد من العلماء وأئمة الأوقاف.
وخلال هذا اللقاء أوضح العلماء أن العلوم الإسلامية متنوعة، فهناك علوم وسائل، وهناك علوم مقاصد، ولا نستطيع فهم مقاصد الذكر الحكيم إلا بعد فهم علوم الوسائل، فعلوم الوسائل كاللغة والمنطق وما إلى ذلك، وعلوم المقاصد هي علوم أصول الدين أي الفقه الأكبر في العقائد، والفقه الأصغر في الشرائع؛ ولذلك قام المنهج العلمي في علوم المسلمين منذ البدء على إحياء العلوم اللغوية، والقاعدة الأصولية تقول: "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب "، فإذن لا يتم فهم القرآن الكريم إلا بفهم اللغة العربية والإحاطة بها علمًا، فصارت علوم اللغة علومًا واجبة التعلم، وواجبة الفهم، لمن يريد أن يَرِدَ حِيَاضَ القرآن الكريم، وأن يقفَ على هذا البحر، المأدبة الكبرى التي لا يمكن أن تدانيها مأدبة، ومن هنا كان أول علم نشأ في علوم المسلمين في عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ثم امتد في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) هو علم النحو؛ لأن أبا الأسود الدؤلي أشار عليه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أن يكتب مسائلَ النحو، فكتب مسائلَ الفاعل ، وكتب بابَ المفعول، وكتب بابَ المبتدأ، وكان ذلك في القرن الأول الهجري؛ لحاجة الناس حينذاك إلى فهم علوم اللغة العربية، فحاجتنا اليوم إلى فهم علوم اللغة العربية أشد ضرورة لفهم القرآن الكريم.
وأشار العلماء إلى حديث رسول الله(صلى الله عليه وسلم) : "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ"، حيث فهم جماعات العنف والتطرف أن الرسول(صلى الله عليه وسلم) يأمرنا أن نقاتل الناس حتى ينطقوا بالشهادتين، وهذا فهم غير صحيح؛ لأن الله(عز وجل) قال: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، فدخول الإسلام يكون بالرغبة لا يكون كرهًا أبدًا، لأن الله لا يقبل أن يعبده كارهٌ له، فلو أخذنا الحديث على محمله الذي يأخذونه عليه، ترتب على ذلك دماء، بل إنهم يخرجون المسلمين إلى الكفر بناء على هذا الفهم غير الصحيح للغة الحديث الشريف،وهناك فرق كبير بين: " أمرت أن أقاتل" ولم يقل : أمرت أن أقتل؛ لأن " أقتل" فعل صادر واقع من فاعل على مفعول به، وأما "أقاتل" فهي صيغة مشاركة، أي أقاتل من يقاتلني، فالحديث لوقف الدماء وليس لإراقة الدماء من أجل ذلك استخدم رسول الله(صلى الله عليه وسلم) صيغة المشاركة التي تدل على طرفين، إذن فالفهم الصحيح للغة هو الذي يبلغ المقاصد، ولذلك تجد القرآن الكريم قائم على أمر ونهي، افعل ولا تفعل، فلا غنى لمسلم يريد أن يفهم القرآن من تعلم علوم اللغة العربية، مشيرين إلى أنه لا تؤخذ الفتوى إلا من أصحابها ممن يحيطون بعلوم الوسائل وعلوم المقاصد، المشهود لهم بالاجتهاد.
العلماء: القدر المطلوب من تحصيل علوم اللغة العربية يكون على حسب الغرضوفي ختام الأمسية أكد العلماء، أن القدر المطلوب من تحصيل علوم اللغة العربية يكون على حسب الغرض، فهو يختلف من العامة، إلى الداعية إلى الفقيه، فإذا ارتقينا للإمام والخطيب فنقدم له أبواب النحو العامة كلها التي تجلي له النمط القرآني، وكذلك قدر من البلاغة لفهم حلاوة القرآن، وأيضًا علم المعاجم الذي يستطيع به أن يصل إلى معاني الألفاظ، وكذلك علم الصرف الذي يهتم ببنية الكلمة،وأما الفقيه فيأخذ علوم اللغة كلها،وقد قال الإمام الشافعي: وَلِسَانُ الْعَرَبِ أَوْسَعُ الْأَلْسِنَةِ مَذْهَبًا، وَأَكْثَرُهَا أَلْفَاظًا، وَلَا يُحِيطُ بِجَمِيعِ عِلْمِهِ إنْسَانٌ غَيْرُ نَبِيٍّ ".