قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار السابق، إن انكار التصوف جهل، موضحا أن الصوفية أساس من أسس الدين الذي جاء به جبريل عليه السلام ليعلمنا أمور ديننا.

وتابع جمعة خلال لقائه ببرنامج «مملكة الدراويش» تقديم الإعلامية قصواء الخلالي المذاع على قناة «الحياة» أن أبو نعيم الأصبهاني جاء بأكثر من 800 تعريف للتصوف، وابن تيمية كان صوفيًا ودفن في مدافن الصوفية وتلميذه ابن القيم كتب كتاب مدارج السالكين في التصوف.

التصوف جزء أساسي من الدين

ولفت مفتي الديار السابق إلى أن التصوف هو جزء رئيسي من الدين ويعد ثلث الدين والهدف الرئيسي له لأننا نعبد الله كأننا نراه فإن لم نكن نراه فإنه يرانا.

وطالب بضرورة أن نفهم منهج سيدنا محمد صلى الله وعليه وسلم وليس زمنه، موضحا أن المنهج الذي تركه لنا ميراثاً ونوراً وهداية هو أعمالا بقوله ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: علي جمعة مملكة الدراويش قصواء الخلالي التصوف

إقرأ أيضاً:

مسيرة حياتي من الدراويشية إلى الماركسية ثم إلى الحداثة المنفتحة

في مسيرة حياتي الفكرية، لم تكن رحلتي سهلة ولا مستقيمة. لقد كانت أشبه بسفرٍ طويلٍ بين محطات متباينة، من الدراويشية إلى الماركسية، وأخيرًا إلى الحداثة المنفتحة على الفكر الإنساني، حيث لا انغلاق ولا تعصب، بل فضاء رحب تتلاقى فيه القيم النبيلة والمبادئ السامية.
المرحلة الأولى: الدراويشية والبحث عن الروحانية
نشأت في بيئة تميل إلى التصوف والتدين، حيث كانت الروحانيات تشكل جزءًا جوهريًا من يومياتي. رأيت في التصوف ملاذًا يمنحني السكينة والتواصل مع الذات، لكنه في ذات الوقت جعلني أطرح أسئلة كبرى حول العدالة، والمجتمع، والمآل الإنساني. لم يكن التصوف بمعناه العميق كافيًا لإطفاء عطشي للمعرفة، بل دفعني للبحث عن إجابات تتجاوز حدود الزهد والتأمل.
المرحلة الثانية: الماركسية والرؤية المادية للعالم
مع ازدياد وعيي السياسي وانفتاحي على الكتب والأفكار الجديدة، وجدتُ في الماركسية طرحًا مختلفًا، يخاطب العقل والمنطق، ويضع قضايا العدالة والحقوق في مركز النقاش. انخرطتُ في الحوارات الفكرية، وتعمقتُ في قراءات ماركس وإنجلز ولينين، وأدركتُ أهمية الاقتصاد والسياسة في تشكيل المجتمعات. لكن شيئًا فشيئًا، بدأتُ أرى أن الماركسية، رغم عدالة مطالبها، تحمل في بعض تجلياتها انغلاقًا أيديولوجيًا يجعلها تقف أمام طواحين الرياح دون أن تراها تتحرك.
المرحلة الثالثة: الحداثة والانفتاح على الفكر الإنساني
مع نضوج التجربة، أدركتُ أن الجمود على فكرٍ واحد، مهما بدا عظيمًا، هو نوع من العمى الاختياري. بدأتُ أقرأ بشغف الفلسفة الغربية والشرقية، تأملتُ في الحداثة وما بعدها، وانفتحتُ على التيارات الفكرية التي تسعى لتجاوز القطعيات والانطلاق نحو فضاء إنساني أرحب. لم يعد يكفيني أن أكون ماركسيًا أو درويشًا، بل أصبحتُ إنسانًا يبحث عن الحكمة حيثما وجدت، حاملًا أعظم القيم، لكن في ذات الوقت أعيش متاهة الضياع.
حلم صياغة فكر سوداني جديد
أحمل معاناة جيل كامل، أجيال نشأت بين صراعات الأيديولوجيات، وانقلابات السياسة، وأزمات الهوية. أبحث عن فكر سوداني جديد، قادر على تجاوز التناقضات الموروثة، متصالح مع الماضي دون أن يكون أسيرًا له، ومستعدٌ لاستشراف المستقبل دون أن يكون منبهرًا به حدّ الذوبان. ربما يكون ذلك مجرد حلم، لكن الأحلام هي ما تدفعنا للاستمرار.
الإبداع والتناقضات الفكرية
كتبتُ الشعر والرواية والمقال، وخضتُ في الأبحاث المحكمة، وكل هذا الكم من الطرح لم يحدث الشفاء الكامل أو الانعتاق، بل زاد من تعقيد إشكالية المثقف الباحث عن المعرفة والحياة العامرة بالحرية في عالم قامع. فالكتابة كانت وما زالت فعل مقاومة، لكنها لم تمنحني الإجابات النهائية، بل زادت الأسئلة تعقيدًا.
بين الضياع والاستمرار
أعيش متاهة فكرية، لكنها متاهة تعج بالأفكار، بالتساؤلات، بالبحث الدائم عن المعنى. لم أعد منغلقًا على مدرسة فكرية واحدة، بل أصبحتُ مؤمنًا بأن القيم العظيمة توجد في كل مكان، وبأن الإنسان أعقد من أن تحكمه نظرية واحدة أو فلسفة بعينها. لا أملك إجابات نهائية، لكنني أملك الأسئلة، وتلك في حد ذاتها بداية الطريق.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: إنكار المعراج ينكر جزءًا جوهريًا من ديننا الإسلامي
  • نيمار ونجوم أمريكا الجنوبية يعودون إلى الديار
  • الفرق بين المقامات والأحوال في التصوف
  • سر في الدين.. يسهل عليك العبادة والإلتزام بها
  • مسيرة حياتي من الدراويشية إلى الماركسية ثم إلى الحداثة المنفتحة
  • إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق .. علي جمعة يوضح
  • شهاب الدين أحمد: البدري أول من منحني الفرصة وحسام حسن طلب ضمي للزمالك
  • ود مدني.. عادوا إلى الديار والمنازل – فيديو
  • وفاة نجل كمال الدين حسين نائب رئيس الجمهورية الأسبق.. والعزاء ببنها
  • لقطات من مران الزمالك اليوم استعداد لمواجهة الدراويش في الدوري