من منا لا يستمع لإذاعة القرآن الكريم كل صباح، من لا يحب أن يبدأ يومه بصوت قيثارة السماء محمد رفعت، ويستمتع بالخاتمة المرتلة بأصوات المنشاوى أو عبدالباسط عبدالصمد، وخواطر الشيخ الشعراوى وتفسير الحديث للعلامة أحمد عمر هاشم.
أغلبية المحلات وسائقى التاكسى وربات البيوت يتباركون يوميا بافتتاح يومهم بإذاعة القرآن الكريم التى أصبحت جزءاً من حياة كل المصريين، بقرائها ومذيعيها ورسالتها القائمة على الدين الوسطى، هذا الأسبوع احتفلت إذاعة القرآن الكريم بمرور ٦٠ عامًا على تأسيسها، كأول إذاعة دينية بين إذاعات العالم، الدراسات التى أجريت سواء فى مصر أو بعض الدول الغربية عن تأثير الإعلام أكدت أن إذاعة القرآن الكريم هى الأكثر متابعة، فصوتها يتخطى حدود الدولة المصرية ليصل إلى كل الدول العربية بل ويصل إلى أغلب دول العالم، والأهم أنه ليس مجرد انتشار وإنما تأثير حقيقى، فمصداقيتها ثابتة وتتأكد يوماً بعد الأمر خاصة أنها ملتزمة بمنهجها الوسطى بلا شطط، ورغم تعدد من تولوا رئاستها وتنوع ثقافتهم وقناعاتهم لكنهم لم يحاول أحدهم أن يمس ثوابت هذه الإذاعة أو تغيير خطها الذى تسير عليه بل حافظ الجميع عليه والتزموا به ليؤكدوا أن الإذاعة هى التى تفرض شخصيتها على الجميع كمنبر لا ينحاز لغير صحيح الدين وترسيخ الثقافة الإسلامية وتعزيز قيم التسامح وتصحيح المفاهيم المغلوطة، ولا ابالغ إن قلت إن هذه الاذاعة تتصدر الآن القوة الناعمة المصرية لأن الوجدان العربى والإسلامى مرتبط بها ومتأثر برسالتها ويثق فيما تقدمه، حتى مع اتجاه بعض الأشقاء إلى إطلاق إذاعات مشابهة لم تأخذ أى من هذه الإذاعات من شهرة وتأثير إذاعة القرآن الكريم المصرية التى أسهمت بشكل كبير فى تعزيز الهوية الإسلامية وتحقيق التواصل الثقافى بين المسلمين.
ويقف وراء كل هذا جهد مقدر من فريق إذاعى مؤمن برسالته ومتفانٍ فى تقديمها، وتطوير أدائه يوماً بعد الآخر.
إن الاستمرارية والتطور الذى شهدته الإذاعة على مر السنين يعكس رغبتها فى الابتكار والتأثير الإيجابى فى المجتمع، وفى خضم التحديات التى يواجهها المجتمع اليوم من قيم دخيلة وافكار لا تتناسب مع ديننا ووسطيتنا ينبغى أن نعزز دور إذاعة القرآن الكريم بتبنى أحدث التقنيات والوسائل للتواصل، وتعزيز التفاعل مع الجمهور. حتى تمارس دورها فى التصدى لهذا الخطر وأن تستمر فى تقديم المحتوى القيم والتثقيف الدينى، وتعزيز فهم الناس للإسلام ومبادئه السمحة والسامية.
كما ينبغى للمسئولين والمجتمع أن يدعموا إذاعة القرآن الكريم ويعززوا دورها الحضارى والثقافى، من خلال توفير الموارد اللازمة والدعم اللوجستى، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الدينية والثقافية المحلية والدولية.
وفى الختام، فإن مرور ٦٠ عامًا على إذاعة القرآن الكريم يجسد التزامها الراسخ بنشر الخير والمحبة، وتعزيز القيم الإسلامية والثقافة فى مصر والعالم. نتطلع إلى مستقبل مشرق حيث تستمر إذاعة القرآن الكريم فى تأدية دورها المهم فى بناء مجتمع أفضل وتعزيز التفاهم والسلام العالمى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اذاعة القران الكريم السماء محمد رفعت عبدالباسط عبدالصمد أحمد عمر هاشم إذاعة القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
بورسعيد تطلق مسابقتها الدولية للقرآن الكريم غدا
أعلن اللواء أركان حرب محب حبشي محافظ بورسعيد ، أنه تم الانتهاء من كافة الترتيبات والاستعدادات اللازمة لإقامة مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم و الابتهال الديني على أعلى مستوى والتي تحمل اسم القاريء الشيخ محمد صديق المنشاوي في نسختها الثامنة ، مشيرا إلى أن المسابقة سوف يتم افتتاحها غدا الجمعة في المركز الثقافي بمحافظة بورسعيد، في تمام الساعة 3 عصرًا، وسيتم بثها على الهواء مباشرة عبر شاشة التلفزيون المصري
محافظ بورسعيد : انطلاق مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني في نسختها الثامنة غدا الجمعةوأكد المحافظ، أن أهمية تنفيذ المسابقة على أرض بورسعيد، تأتي من كونها تجمع مشاركين من جميع أنحاء العالم، وتعكس الصورة الحضارية والثقافية للدولة المصرية، مشيرا إلى أن المسابقة تستهدف الوصول لفئة الشباب وتنمية مهاراتهم الدينية والثقافية، ويشارك بالمسابقة ثلاثة و ثلاثين دولة حول العالم و تُعد إضافة نوعية لمسيرة المحافظة في دعم الثقافة الدينية، مشددًا على أهمية الحدث في إبراز دور مصر الرائد في رعاية وحفظ القرآن الكريم.
يُذكر أن مسابقة الفائزون حققت في نسخها السابقة نجاحات كبيرة، وأسهمت في دعم التلاوة والابتهال الديني على مستوى عالمي، مما يعكس التزام الدولة المصرية بترسيخ القيم الروحية وتعزيز الروابط الثقافية بين شعوب العالم