جحيم الحرب بعيون الفلسطينية لمى أبو جاموس أصغر صحافية وصوت أطفال قطاع غزة
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
خوذة على رأسها الصغير وسترة واقية من الرصاص زرقاء كتبت عليها كلمة برس (صحافة) بالأحرف اللاتينية تكسو جسمها النحيل... بابتسامتها البريئة وجرأتها الشجاعة وطلاقة لسانها، تشارك لمى أبو جاموس التي لا تتجاوز التسعة أعوام، حياتها اليومية وحياة أقرانها الفلسطينيين المحاصرين تحت القصف الإسرائيلي في قطاع غزة مع متابعيها الذين اقترب عددهم على منصة إنستاغرام من 900 ألف شخص.
Une publication partagée par Lama Jamous (@lama_jamous9)
أصبح الميكروفون لا يفارقها، وبرز اسم لمى أبو جاموس إلى العلن وسط مئات الصحافيين الذين يقومون بتغطية الأحداث على الأرض. وبمساعدة أهلها وتشجيع متابعيها ومقربين منها أصبحت الفتاة صوت أطفال غزة.
"ليت العالم يستطيع فعل شيء لوقف هذه الحرب"، كلمات خرجت كصرخة أطلقتها الفتاة الصغيرة في أحد مقاطع الفيديو التي تصورها بهاتفها النقال في مدينة رفح بجنوب غزة حيث يقبع 1,5 مليون من سكان القطاع في حالة مزرية. وعلى غرار عائلتها، غالبية هؤلاء النازحين فروا من الهجوم البري والقصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع الفلسطيني.
Voir cette publication sur InstagramUne publication partagée par Lama Jamous (@lama_jamous9)
الموت ولا هذا "الكابوس"وقد أدى رد حكومة بنيامين نتانياهو على هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول التي نفذتها حركة حماس وحلفاؤها في إسرائيل إلى مقتل أكثر من 32490 شخصا، وفقا لوزارة الصحة في غزة، وخلف وضعا إنسانيا كارثيا، إذ وصف جيمس إلدر، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" المنطقة في ديسمبر/كانون الأول بأنها "أخطر مكان في العالم بالنسبة للطفل". كما أكد جيمس إلدر مؤخرا أن الظروف المعيشية في غزة بلغت حدا جعل شبابا يقولون للمنظمة إنهم يأملون "أن يُقتلوا" من أجل التخلص من هذا "الكابوس". ففي حديث عبر الفيديو من رفح، قال إلدر إن الوضع في غزة بلغ مستوى يمكن وصفه بأنه "أحلك فصول تاريخ الإنسانية".
ففي هذا السياق، تبلورت فكرة مهنة الصحافة لدى لمى أبو جاموس، وتحديدا في 9 من شهر ديسمبر/كانون الأول، وهو تاريخ أول فيديو لها عن هذه الحرب، وتم نشره من خان يونس، حيث نزحت عائلتها التي كانت تعيش في مدينة غزة.
وما هي سوى بضعة أسابيع حتى أعطت شبكة التواصل الاجتماعي صدا عالميا لشهادتها، ومنحت شهرة دولية لـ"أصغر صحافية فلسطينية".
شهادة نادرة أمام أكبر وسائل الإعلام الدوليةوبين عشية وضحاها، وجدت لمى نفسها تتحدث أمام أكبر وسائل الإعلام الدولية على غرار قناة "سي إن إن" الأمريكية وغيرها. في حين لا يزال الصحافيون الأجانب ممنوعين من الوصول إلى الأراضي الفلسطينية، ويواصل زملاؤهم في دفع النفس والنفيس في القطاع...
ووفقا للجنة حماية الصحافيين، وهي جمعية تتخذ من مدينة نيويورك مقرا لها، فقد قتل الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن 95 صحافيا، من بينهم 90 فلسطينيا، منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
اقرأ أيضاالحرب في غزة هي الأكثر دموية بالنسبة للصحافيين منذ بدء جمع البيانات في 1992
وقد ساعدت هذه الشهادات النادرة التي استطاعت لمى تصويرها وتوثيقها وفق ما يسمح به تدفق الإنترنت المنقطع في غالب الأحيان بالمنطقة، بإلقاء الضوء على معاناة أهل غزة وأحوالهم اليومية.
تتجول لمى أبو جاموس في ما تبقى من شوارع قطاع غزة راصدة يوميات وظروف معيشة السكان في غزة وتقوم بالتعليق عليها بمشاهد توثقها وتبثها. كما تجري مقابلات مع أفراد عائلتها أو صحافيين محليين على غرار وائل الدحدوح، صحافي قناة الجزيرة الشهير والذي يقدم لها يد المساعدة ويحثها على المواصلة.
وتقوم أيضا بمقابلات مع أطفال مصابين جراء القصف الإسرائيلي على المستشفيات وفي الملاجئ المدرسية.
Voir cette publication sur InstagramUne publication partagée par TranslatedGaza (@translatedgaza)
ويعرض مقطع فيديو آخر على الإنترنت لمى وهي تزور أنقاض المبنى الذي كان يضم شقة العائلة، قبل أن ينزحوا إلى جنوب غزة.
في 25 آذار/مارس ، وفي آخر منشور وثقته على حسابها على إنستاغرام، وبنبرة غضب وحزن، تحدثت لمى عن مقتل عمتها وعمها وأطفالهما في قصف إسرائيلي.
وختمت قائلة: "رسالتي إلى العالم هي أنه على الرغم من الألم هناك أمل، أتمنى أن تنتهي الحرب"، كما تأسفت مثلما هو الحال في معظم مقاطع الفيديو التي تنشرها على "تلك الأيام الذي كانت فيها الحياة جميلة".
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا هجوم موسكو السنغال ريبورتاج قطاع غزة إنستاغرام غزة إسرائيل منظمة الأمم المتحدة للطفولة غزة الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل حماس فلسطينيون صحافي النزاع الإسرائيلي الفلسطيني أطفال الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل الولايات المتحدة غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فی غزة
إقرأ أيضاً:
استمرار جهود الوسطاء لوقف الحرب والعدو يتوعد بتوسيع عملياته :الاحتلال يصعد جرائمه على مراكز النزوح وانهيار كامل للمنظومة الصحية في غزة
الثورة / متابعات
واصل العدو الصهيوني ارتكاب مجازر وحشية على قطاع غزة، مخلفة العشرات من الضحايا الأبرياء من المدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، لليوم الـ 41 تواليًا، في ظل تفشي المجاعة والأوضاع المعيشية القاسية للنازحين في أنحاء قطاع غزة كافة.
وفي هذا السياق، أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة، أمس الأحد، أن الاحتلال صعّد من استهداف خيام الإيواء ومراكز النزوح في قطاع غزة باستخدام أسلحة محرمة دوليًا.
وشدد الثوابتة، أن المجازر الأخيرة مخططة ومتعمدة بهدف “الإبادة المجتمعية” للوجود الفلسطيني في غزة، حيث ارتكب منذ 18 مارس أكثر من 34 مجزرة دامية بحق المدنيين.
واعتبر الثوابتة، على استهداف خيام النازحين يعكس نية الاحتلال في توسيع نطاق القتل حتى في “الأماكن الآمنة”، فيما يستخدم الاحتلال قنابل حارقة ومتفجرة تؤدي إلى تفحم الأجساد وصعوبة التعرف على الضحايا.
وأوضح الثوابتة، أن استهداف المدنيين والمرافق الصحية يُمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
كما بين، أن المستشفيات تُعاني من شلل شبه كامل بفعل نقص الأدوية والمستلزمات وضغط أعداد المصابين، كما أن الكوادر الطبية تعمل فوق طاقتها منذ 18 شهرًا وتجري عمليات في ظروف قاسية للغاية.
ولفت إلى أن القطاع الصحي منهار تمامًا وهناك حاجة عاجلة لتدخل دولي لوقف العدوان وتوفير الحماية، موضحاً أن الوضع الإنساني “كارثي بكل المقاييس” مع انهيار كامل في القطاعات الصحية والإنسانية.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة بغزة، عن وصول إلى مستشفيات القطاع أمس الأحد، 51 شهيدًا (منهم 11 شهيد انتشال)، و115 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ووفق التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأكدت الصحة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52,243 شهيدًا و117,639 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
واستشهد 17 فلسطينيا على الأقل، وأصيب آخرون، بعد ظهر أمس الأحد، في غارات للعدو الصهيوني استهدفت مناطق في خانيونس جنوبي القطاع، ودير البلح وسط القطاع وحيّ التفاح شرق مدينة غزة.
وارتقى ثمانية شهداء على الأقل، بينهم ثلاثة أطفال وسيدة، وأصيب آخرون، في خانيونيس إثر قصف صهيوني استهدف خيمة تؤوي نازحين من عائلتي عقل وأبو عمرة.
وقال الدفاع المدني بغزة إن طواقمه انتشلت ثمانية شهداء، وأجلت عددًا من المصابين إلى مجمع ناصر الطبي بخانيونس، في استهداف العدو خيمة لعائلتي عقل وأبو عمرة في مدينة حمد شمال محافظة خانيونس جنوبي القطاع.
ووفق مصادر محلية، فالشهداء هم أم من عائلة أبو عمرة وأبناؤها الخمسة، وأب وابنه من عائلة عقل.
وفي دير البلح، ارتقى خمسة شهداء وأصيب عدد كبير من المواطنين، في قصف لمسيّرة صهيونية استهدف بسطة قرب مول أبو صفر.
وتم نقل الشهداء والإصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى، وعرف من بين الشهداء سامر حسن مزيد (33 عامًا).
كما ارتقى خمسة شهداء بينهم طفل، جراء قصف للعدو، على دوار السنفور بحي التفاح شرق مدينة غزة.
إلى ذلك أكدت هيئة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، استشهاد ألف طفل خلال أسبوع من استئناف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت الأونروا في تصريحات لها، أمس: “نشهد تصاعدا كبيرا للشهداء والجرحى المدنيين بشكل غير مسبوق في قطاع غزة”.
وأضافت: “لم تدخل أي مساعدات إلى قطاع غزة منذ 2 مارس والأوضاع تنهار بصورة دراماتيكية، مبينةً أنه لم يبق لديها في المخازن ما توزعه من مساعدات غذائية لأهالي قطاع غزة”.
وتابعت الأونروا: “الأيام المقبلة ستحمل مخاطر فظيعة جراء انعدام المساعدات الغذائية”، مؤكداً “أن هناك انهيار تام للأوضاع المعيشية ومجاعة ستضرب القطاع في الأيام المقبلة”.
وأردفت: “سجلنا عودة لأمراض معدية والفيروس الكبدي ومضاعفات لمرضى السرطان والمرضى المزمنين”.
سياسيًا، أكد محمد بن عبدالرحمن آل ثاني – رئيس الوزراء – وزير الخارجية القطري أمس الأحد، استمرار المساعي مع الشركاء لإنهاء الحرب، ولن تثنيهم مساعي تشويه جهود الوسطاء.
وشدد الوزير القطري، ضرورة حشد الجهود لعودة الأطراف فورا لتنفيذ باقي مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، فلا يمكن القبول بتجويع الفلسطينيين أو استعمال المساعدات وسيلة للحرب.
وقال :” سنواصل جهودنا مع الشركاء لإنهاء الحرب ولن تثنينا مساعي تشويه جهود الوسطاء، وقد واجهنا معلومات مضللة من حكومة يفترض أن تركز على خدمة شعبها وتحرير الرهائن.”
وجدد الوزير القطري تأكيده، أن حركة حماس أكدت مرارا وعلنا استعدادها لإعادة كل الرهائن، وأن حماس جاهزة للإفراج عن كل الرهائن مقابل إطلاق أسرى وفقا لشروط قد ترفضها إسرائيل، حيث أن الأخيرة تريد إطلاق كل الأسرى بدون أي أفق لإنهاء الحرب على غزة
من جهة أخرى، توعد جيش العدو الإسرائيلي بتوسيع نطاق القتال في حال عدم تحقيق تقدم في المفاوضات خلال أسبوعين، مع التهديد بتعبئة واسعة لقوات الاحتياط الإسرائيلية، حسبما ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أمس الأحد، عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى.