امتيازات تهدد بعزل مستشارين بالدارالبيضاء
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
زنقة 20 ا الرباط
تفعل السلطات العمومية ذات الاختصاص، مباشرة بعد انتهاء رمضان، الخطوات الأولى لمسطرة عزل مستشارين بالجماعات الترابية لجهة البيضاء سطات، كشفت تحريات، منجزة منذ بداية 2022، أنهم يوجدون في حالة تضارب للمصالح.
وانطلقت التحريات منذ أبريل 2022، من قبل المصالح التابعة للولاية والأقاليم والعمالات، إذ وضع مئات المنتخبين، القدامى والجدد، تحت المجهر لعدة أشهر، من أجل التأكد من وجود شبهات الاستفادة غير المشروعة من منافع وامتيازات ورخص ومحلات تجارية ومقرات ومنح جمعيات ونواد رياضية، أو دعم مالي في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أو برنامج أوراش.
وتتوزع الفئة، موضوع قرارات للعزل، إلى قسمين: قسم كان يستفيد من امتيازات ومصالح لها علاقة بجماعته الترابية قبل ترشحه إلى الانتخابات، وقسم أخطر، استطاع بوسائل وطرق مختلفة، الحصول على منافع، بعد وصوله إلى الجماعة الترابية، وفي الحالتين، يعتبر الفعل مخالفا للقانون.
وكشفت التقارير، المنجزة من قبل المصالح المعنية، عن وجود منتخبين مدوا أياديهم إلى أملاك خاصة لهذه الجماعات، بمبررات ووثائق وشهادات استغلال مختلفة، مشكوك في صحتها، علما أن القانون التنظيمي 14-113 وباقي القوانين التنظيمية الأخرى الخاصة بمجالس الجهات والعمالات واضحة في النقطة المتعلقة بتضارب المصالح وحالات التنافي.
إضافة إلى ذلك، هناك أعضاء في مجالس جماعات منتخبة تراموا على أملاك وعقارات ومرافق ومحلات تجارية، وأراض عارية، مشمولة بتصاميم التهيئة، يرفضون “التنازل” عنها، مدلين بما يفيد أنهم يقومون باستغلالها بشكل قانوني، بناء على شهادات إدارية مسلمة لهم في فترات محددة.
ويغرق رؤساء جماعات وأعضاء مكاتب مسيرة ومنتخبون في عدد من الجماعات الترابية في حالات التنافي بين مهاهم، ممثلين للسكان، وبين استفادتهم من مصالح شخصية، سواء في مجالهم الترابي، أو خارجه. حسب يومية الصباح.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
عبدالوهاب المسيري 17
تمثّل الفترة التي عاشها الفيلسوف عبدالوهاب المسيري في المملكة العربية السعودية، باعترافه شخصياً في أكثر من مناسبة، أغزر مراحل حياته إذ يقول أنه وجد الوقت للتفرغ التام للموسوعة الشهيرة التي نشرها لاحقاً بعد ذلك، وكان في الوقت نفسه يكتب للصحف والمجلات السعودية وقتها إذ كان يحرّر باباً أسبوعياً في جريدة الرياض تحت عنوان :”إسرائيليات معاصرة.”
يقول المسيري أن جامعة الملك سعود كانت في غاية الكرم معه، حيث اعتمدت مبلغاً من المال لشراء بعض الكتب، ولتغطية بعض بنود التكاليف الأخرى، كما خصّصت له مكتبة الملك سلمان في جامعة الملك سعود غرفة خاصة، وسهّلت له الوصول إلى الكثير من المراجع الأجنبية، والكتب، والصحف العالمية، في أرشيفها الضخم.
في هذه الفترة، يمكن القول إن معظم النماذج المعرفية التي تحدّث عنها في الموسوعة، قد تبلّورت هنا في السعودية، ومنها النموذج الأشهر الذي سمّاه نموذج الجماعات الوظيفية، واستخدمه كثيراً كأداة تحليلية أساسية.
الجماعات الوظيفية، بحسب تعريف المسيري، هي جماعة يجلبها المجتمع من خارجه، أو يجنّدها من داخله (من بين الأقليات الإثنية أو الدينية أو حتّى من بعض القرى أو العائلات)، ويوكل إليها وظائف شتّى، لا يمكن لغالبية أعضاء المجتمع، الاضطلاع بها، لأسباب مختلفة قد تكون غير مناسبة اجتماعياً، أو تتطلّب دراية وخبرة، كالطب، والترجمة، أو أمنية عسكرية، أو لأنها تتطلّب الحياد الكامل، كالتجارة، وجمع الضرائب.
من سمات أعضاء الجماعات الوظيفية، أن علاقتهم بالمجتمع الذي يتواجدون فيه، علاقة نفعية تعاقدية، فهم وسيلة لا غاية، دور يُؤدى، أو وظيفة تؤدّى؛ لذا فهم يُعرّفون، بحسب المسيري، في ضوء الوظيفة التي يضطلعون بها، ولا علاقة لماهيتهم الإنسانية بالأمر. هم عناصر حركية لا ارتباط لها بالمكان، ولا انتماء له، ويعيشون على هامش المجتمع في جيتو خاص بهم.
يصف مصطلح “المتعاقد” الظاهرة بدقَّة: فالمتعاقد موجود في دولة ما، لأنها في حاجة إلى خبراته، وعندما ينتهي عقده، تنتهي علاقته الوظيفية، ويعود ببساطه إلى بلده الأصلي. لهذا السبب، في رأي المسيري، يفضّل الكثير من المتعاقدين العيش في عزلة، أو في جيتو خاص بهم، فلا علاقة لهم بالأوضاع السياسية، ولا بعامة الشعب في بلدهم المضيف.
لكن مع قسوة هذا النموذج، يعتقد المسيري أن التراحم في السعودية قد تغلّب على التعاقد بحكم المرجعية الدينية، إذ يقول المسيري: “لقد أحببت السعوديين إلى درجة كبيرة إذ وجدت بين طلبتي وفاء وطيبة وذكاء خارقاً. وقد فكّرت مرة أن أرتدي الزي السعودي حتى لا يشعر طلبتي بأن أستاذهم مختلف عنهم، فنحن كلنا عرب ومسلمون.” ذكر المسيري أن ابنه كان يرتدي الثوب السعودي في المدرسة التي كان يذهب إليها. “كنت أشجّعه على ذلك بسبب الإحساس بالمساواة الذي يولّده الثوب فهو لا يفرّق بين الخفير والأمير،” يقول المسيري في مذكراته. وقد أكّد المسيري أن غلبة التراحم في السعودية، تتجلّى في صلاة الجماعة، وباقي الشعائر الإسلامية التي نجحت في إزالة الفوارق، ويمارس فيها الناس إنسانيتهم المشتركة، الأمر الذي كان له أعمق الأثر في العلاقة بينهم.
khaledalawadh @