التضخم وعدم استقرار سعر الصرف سبب معاناة مجتمع الأعمال بالسوق المحلي
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
أظهرت نتائج تقرير بارومتر الأعمال الصادر عن المركز المصري للدراسات الاقتصادية اليوم الأربعاء، استمرار تراجع مؤشر أداء الأعمال خلال الربع الأخير من عام 2023؛ حيث شهدت الفترة محل الدراسة (أكتوبر -ديسمبر 2023) استمرار تراجع مؤشر أداء الأعمال مسجلا انخفاضا بمقدار ثلاث نقاط عن المستوى المحايد، ومحققا قيما أقل من الربع السابق بنقطتين وأفضل من المناظر بنقطتين.
يعكس هذا الأداء استمرار الضغوط التي تواجه مجتمع الأعمال نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج، وعدم توافر مستلزماته بسبب نقص العملة الأجنبية، مع عدم استقرار سعر الصرف. وعلى المستوى الكلي، تعاني الشركات من تراجع الطلب المحلي نتيجة ضعف القوة الشرائية مع استمرار التضخم، بالإضافة لتراجع الطلب الخارجي بسبب الظروف غير المواتية عالميا وإقليميا.
ووفق التقرير، انخفض مؤشر توقعات الأداء خلال الربع (يناير -مارس 2024) عن المستوى المحايد بنقطة واحدة، وإن كان أعلى من الربع السابق بنقطتين، وأقل من الربع المناظر بـ 6 نقاط، وهو ما يعكس توقعات الشركات باستمرار الصعوبات التي تواجهها من نقص المواد الخام، وارتفاع أسعارها، وعدم توافر العملة الأجنبية ناهيك عن تطورات الأحداث الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة والتوقعات بانخفاض أداء الشركات.
ورصد التقرير أهم المعوقات التي واجهت مجتمع الأعمال خلال الربع محل الدراسة، حيث لا تزال المشكلات المرتبطة بارتفاع معدلات التضخم تتصدر قائمة المعوقات بالنسبة لكافة الشركات خلال الربع الحالي نظرا لتداعياته على جانبي العرض والطلب، فمن ناحية تسبب ارتفاع التضخم في تراجع الطلب على المنتجات، ومن ناحية أخرى أدى إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وبالتالي تراجع العرض، ومطالبة العمال برفع الأجور بصورة مستمرة، وانخفاض حجم الأعمال، وعدم توافر سيولة نقدية للاستثمار.
وتأتي في المرتبة الثانية التحديات المرتبطة بسعر الصرف نظرا لما يسببه من معاناة مجتمع الأعمال نتيجة اضطراب في توافر العملة الأجنبية اللازمة للاستيراد، وارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه وما يتبعه من ارتفاع في أسعار معظم السلع والخدمات، بالإضافة إلى تشوه سعر الصرف لوجود أكثر من سعر بالسوق وعدم وضوح سياسة سعر الصرف، وبالتالي عدم القدرة على وضع تقديرات لأسعار المنتجات للتعاقدات الآجلة.
وجاء ارتفاع تكاليف الإنتاج في المرتبة الثالثة حيث يؤدي الارتفاع المستمر في تكاليف الإنتاج إلى حالة من عدم الاستقرار في السوق، ومن ثم تراجع معدلات المبيعات وتحقيق خسائر للشركات. بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الشحن البحري، واضطراب سلاسل الإمداد العالمية، ونقص الخامات وزيادة أسعارها مما يترتب عليه عدم القدرة على المنافسة في الأسواق الخارجية وضعف المبيعات في الأسواق المحلية؛ ويليه تخبط السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية والتي تتمثل في اتخاذ قرارات متضاربة وعدم مشاركة ممثلي القطاع الخاص في وضع السياسات وغياب الإصلاح المؤسسي وغياب الرؤية طويلة الأجل.
ويأتي ضعف القوة الشرائية في المرتبة الخامسة يليها المنظومة الضريبية في المرتبة السادسة كمعوق للاستثمار لأنها لا تتفهم طبيعة أعمال الشركات وتقديرات جزافية وفحص ضريبي لسنوات سابقة. يليها إجراءات التعامل مع الجهات الحكومية وتأخر الإجراءات وطول المدة التي تستغرقها.
وحول أهم أولويات تحسين مناخ الأعمال في مصر من وجهة نظر شركات العينة، تستمر معالجة ارتفاع معدلات التضخم على رأس الأولويات التي ترى شركات العينة ضرورة العمل عليها لما لها من تأثير سلبي على كافة القطاعات، يليها الاهتمام بآليات التحول الرقمي في المرتبة التالية لما يترتب عليه من تحسين مناخ الأعمال ثم تحسين سياسات الاستثمار مع ضرورة مشاركة رجال الأعمال في اتخاذ القرارات الاقتصادية، وضرورة منع منافسة الجهات السيادية للقطاع الخاص، وتسهيل الإجراءات الحكومية، وربط الهيئات الحكومية المختلفة ببعضها، والقضاء على البيروقراطية، وتقليل الوقت والمجهود.
ومازال الطلب على تحسين المنظومة الضريبية وتقليل عدد الأوعية الضريبية من الأولويات التي يمكن أن تكون أداة في تحسين مناخ الاستثمار مع تخفيض الرسوم الحكومية بوجه عام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التضخم تحرير سعر الصرف تکالیف الإنتاج مجتمع الأعمال خلال الربع فی المرتبة سعر الصرف
إقرأ أيضاً:
خولة السويدي: المعرض الفني الإماراتي والعربي يضيء على الإبداع المحلي والإقليمي
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةزارت سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، حرم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، رئيسة «خولة للفن والثقافة»، أمس الأول، معرض الأعمال الفنية الإماراتية والعربية المقام حالياً في مقر «IMI» في جزيرة ياس بأبوظبي.
ويُعد المعرض ثمرة تعاون مشترك بين «IMI» ومؤسسة «خولة للفن والثقافة» ومؤسسة بارجيل للفنون، ويسلط الضوء على الإبداع المحلي والإقليمي، ويُعد منصة رائدة لعرض الأعمال الفنية المتميزة التي تمثل ثقافة المنطقة. وقالت سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، في تصريح خاص لوكالة أنباء الإمارات «وام»، إن الفن هو اللغة التي توحد الجميع وتسمح بتبادل القصص والتجارب عبر الحدود، وهو الوسيلة المثلى للتعبير عن هويتنا الثقافية وتجسيد رؤانا للمستقبل.
وأشارت إلى أن التعاون المثمر بين مؤسسة خولة للفن والثقافة و«IMI»، يعكس التزام المؤسسة بتقديم دعم مستمر للمبدعين والفنانين الإماراتيين والعرب، مشيرة إلى أنه من خلال هذه المبادرة نفتح أمامهم أبواباً جديدة للإبداع والتفاعل مع جمهور عالمي ونعزز مكانة الفن كأداة للحوار الثقافي والتبادل الإنساني بين مختلف الثقافات.
وأضافت سموها أن هذا المعرض ليس مجرد حدث فني، بل هو تجسيد حي لأهمية الثقافة والفن في بناء جسر من التفاهم والتواصل بين الشعوب، وتؤمن «خولة للفن والثقافة» بأن الفن هو إحدى الأدوات الأساسية التي تساهم في تعزيز مكانة الإمارات مركزاً ثقافياً إقليمياً ودوليا، وتعمل دائماً على توفير الفرص للمواهب المحلية لتحقيق التفوق والإبداع، متمنية أن يشكل هذا المعرض نقطة انطلاق للعديد من المبادرات الفنية التي تساهم في إثراء المشهد الثقافي في الإمارات والمنطقة.
ويحتفي المعرض بتعاون شركة «IMI» مع «خولة للفنون والثقافة»، برؤية طموحة لتمكين جيل جديد من الفنانين الإماراتيين، حيث تَبْرز بين الأعمال الفنية المعروضة منحوتتان من الفولاذ بعنوان «حلم» و«علم» من إبداع سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي والمستوحاة من مفاهيم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كما تضم المجموعة أعمالاً لفنانين بارزين مثل الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، وعزة القبيسي، وجمعة الحاج، وعمر القرق، حيث يقدّم كل منهم رؤية فريدة في مسيرة تطور الفن الإماراتي المعاصر.
وفي إطار التعاون مع مؤسسة بارجيل للفنون، تُعرض مجموعة من الأعمال الفنية المعاصرة التي تسلط الضوء على رؤى إبداعية متميزة في المنطقة، منها أعمال الفنان العماني عبد الرحمن المعيني المعروف بتقنياته المعقدة في استخدام الفرشاة، والفنانة لارا بلدي التي تمزج بين التصوير الفوتوغرافي والنحت والذاكرة، وناصر نصر الله الذي يعيد تفسير الأشياء اليومية بمنظور مرح، وفؤاد أغبارية الذي يجسد التجربة الحياتية الفلسطينية، وهاشل اللمكي المستكشف لعلاقة الإنسان بالطبيعة، إلى جانب مصعب الريس الذي تعكس أعماله التجريدية رموز الهوية الإماراتية بأساليب جريئة وحديثة.