غزة لا تصلح للحياة.. مأساة إنسانية تسردها طبيبة بريطانية
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
تتواصل المأساة الإنسانية في قطاع غزة جراء الحرب التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتتضاعف يوميا دون أن يصل صوت أصحاب المعاناة إلى العالم سوى ما ترصده عدسات التصوير ووسائل الإعلام وشهود عيان.
ومن ضمن الشهود على تلك المأساة، غير المسبوقة بالمنطقة، الطبيبة بيرسن جاسكل الأخصائية في التخدير، التي عملت لأكثر من أسبوعين داخل القطاع المحاصر قبل أن تغادره إلى بريطانيا.
جاسكل دخلت غزة رفقة فريق لمنظمة "أطباء بلا حدود" وانضمت للكوادر الصحية بمدينة رفح (جنوب) خلال الفترة بين 4 و21 فبراير/شباط، لتقدم خدمات طبية وبإمكانات محدودة لمنطقة يوجد فيها نحو 1.5 مليون نازح.
صرخات الأطفال إثر القصفوفي حديثها للأناضول، روت الطبيبة تفاصيل ما شاهدته في قطاع غزة من مأساة إنسانية تشمل جميع مجالات الحياة اليومية.
وتقول إنها قررت التوجه إلى القطاع لتضميد جراح الناس ولو بالقدر اليسير، بعد ما شاهدته من قتل وإعاقة وإصابات تطال المدنيين.
وتضيف أنها أصيبت بالانهيار والحزن عند دخولها القطاع، لا سيما مع تواصل أصوات القصف دون انقطاع على مدار الساعة، بالتوازي مع صرخات الأطفال على وجه الخصوص.
وحول الأجواء السائدة في رفح بعد دخولها، توضح أن كل مدني أو عامل بقطاع الصحة ممن قابلتهم كان لديه قصص خوف، وفقدان قريب أو صديق، وكثير من الحكايات المؤلمة والمأساوية.
وتشير الطبيبة إلى أن أكثر ما كان يصدمها هو مشاعر الخوف والهلع لدى الأطفال.
وتتابع: لدى مغادرتي القطاع شعرت وكأنني أتخلى عنهم، وأحسست بالذنب حينها، شخصياً كنت أملك خيار مغادرة المنطقة، أما هم فلا يملكون ذلك الخيار، لذا لم يستطيعوا المغادرة حتى الآن.
وتعبر الطبيبة عن شعورها بالقلق إزاء المدنيين هناك حتى اليوم، وتستذكر معاناتهم اليومية وتفكر في مصيرهم، مضيفة أنه ليس من السهل بالنسبة لإنسان أو طبيب أن يواجه مواقف كهذه.
والثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية إلى 32 ألفا و414 شهيدا، و74 ألفا و787 إصابة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومع مرور 172 يوما على الحرب، قالت الوزارة -في تقرير إحصائي يومي عبر منصة تليغرام- إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 8 مجازر ضد العائلات بالقطاع وصل منها المستشفيات 81 شهيدا و93 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
غزة غير صالحة للعيش
وحول الأوضاع الصحية بالقطاع، توضح جاسكل أن المدنيين وبخاصة الأطفال يعانون من إصابات معقدة تتطلب معالجتهم من قبل أطباء أخصائيين، مشيرة إلى أن هذه الفئة لا تحظى بالقدر الكافي من العلاج في ظل شحّ الإمكانات الطبية والخدمات الصحية.
أما عن الأوضاع الإنسانية والخدمية بشكل عام، فتذكر أن جميع مرافق الحياة اليومية منهارة تماماً بالقطاع الذي وصفته بأنه المكان الذي لم يعد قابلاً للعيش.
وتردف: حقاً غزة تحولت إلى جحيم على وجه الأرض، ولم تعد قابلة للعيش في ظل الحرمان من أساسيات الحياة، مثل المياه والكهرباء والتعليم والصحة، بالتوازي مع حالة من الفوضى بسبب احتمال حدوث أي شيء داخل القطاع.
أما عن دورهم كأطباء أجانب دخلوا القطاع فترة محدودة، فتعتبر جاسكل أنهم بذلوا ما بوسعهم لتضميد جراح الناس من الناحية الطبية، لكن رغم ذلك جهودهم كانت تبقى دون المطلوب بسبب حجم الأضرار والإصابات.
وتلفت إلى أنها دخلت الكثير من مناطق الحروب والنزاعات في اليمن والعراق وجنوب السودان ونيجيريا، لكنها ترى أن المهمة الأصعب بالنسبة لها كانت في قطاع غزة.
وتبرر الطبيبة رأيها هذا بالقول إن حالات الإصابة والصدمات التي واجهوها، في صفوف المدنيين داخل القطاع، كانت كبيرة جداً من حيث العدد، فضلاً عن درجة خطورتها البالغة.
وختمت الطبيبة حديثها بالقول: ما يحدث في غزة كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، ولا يوجد أي مبرر لهذه الآلام والمعاناة، مطالبة بالحيلولة دون استمرارها.
وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة، تم إخراج 32 مستشفى و53 مركزًا عن الخدمة بسبب الهجمات المباشرة من قبل جيش الاحتلال، واستهداف 155 مركزًا صحيًا وفق إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات
إقرأ أيضاً:
رئيس الشاباك يُقر بالفشل الإسرائيلي في 7 أكتوبر
قال رونين بار، رئيس الشاباك الإسرائيلي، إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فشلت في أحداث 7 أكتوبر 2023.
اقرأ أيضاً: صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
وكانت حركة حماس قد شنت هجوماً على إسرائيل في هذا التاريخ، ونجحت في أسر عدد من الأسرى الذين تُبادلهم حالياً بأسرى فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.
يُذكر أن رئيس الشاباك يتعرض لسيلٍ من الانتقادات داخل إسرائيل خلال الفترة الأخيرة، وذلك بعد الفشل في ملف توقع تحرك حماس، فضلاً عن استهداف منزل نتنياهو.
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن بنيامين نتنياهو يُفكر في إقالة رونين.
جهاز الشاباك هو جهاز الأمن الداخلي في إسرائيل، ويُعَدُّ أحد أبرز الأجهزة الاستخباراتية في إسرائيل إلى جانب الموساد والاستخبارات العسكرية (أمان).
تأسس الشاباك في عام 1949، ويُعتبر مسؤولا عن الحفاظ على الأمن الداخلي لإسرائيل. يتبع الشاباك مباشرةً لرئيس الحكومة، ويعتمد في عمله على جمع وتحليل المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بالتهديدات الداخلية.
ويقوم الشاباك بمكافحة التجسس، حيث يراقب أي محاولات من دول معادية أو جهات أخرى للتجسس على إسرائيل. كما يتولى حماية الشخصيات العامة، مثل السياسيين والقادة العسكريين، ويضمن سلامتهم من التهديدات المحتملة. يعمل الجهاز أيضًا على التنسيق مع أجهزة الاستخبارات الأخرى مثل الموساد وأمان لتبادل المعلومات.
واندلعت الحرب في غزة في عقب أحداث 7 أكتوبر، ولم تتوقف الحرب على مدار 15 شهراً إلا بعد ن نجحت مصر في الوصول لاتفاقٍ يُنهي الحرب.
بنود اتفاقٍ وقف إطلاق النار على غزة
أولا: انسحاب القوات الإسرائيلية
ستقوم قوات الجيش الإسرائيلي بالانسحاب بشكل كامل من كافة مناطق قطاع غزة، بما في ذلك محوري نتساريم وفيلادلفيا، على عدة مراحل.
ثانيا: فتح المعابر
سيتم فتح معبر رفح بشكل كامل لضمان حركة البضائع والمساعدات الإنسانية.
سيتم إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا وفق بروتوكول إنساني ترعاه دولة قطر.
ثالثا: إغاثة وإيواء المتضررين
سيتم إدخال 200 ألف خيمة و60 ألف كرفان لتوفير الإيواء العاجل.
سيتم إعادة تأهيل المستشفيات في القطاع وإدخال فرق طبية وجراحية ومشافي ميدانية.
رابعا: الإفراج عن الأسرى
سيجري تبادل أسرى يشمل الإفراج عن 1000 أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال دون سن 19.
سيتم تسليم 33 أسيرا إسرائيليا بين أحياء وجثامين، على أن يتم استكمال التفاوض في مراحل لاحقة لتسليم بقية الأسرى.
خامسا: عودة النازحين وحرية الحركة
سيجري عودة النازحين إلى مناطق سكناهم في شمال وجنوب القطاع دون تفتيش، وضمان حرية التنقل بين المناطق.
سيجري الانسحاب التدريجي من المناطق المحتلة في قطاع غزة.
سادسا: وقف الطلعات الجوية
ستتوقف الطلعات الجوية ويغيب الطيران الإسرائيلي عن أجواء القطاع بين 8 إلى 10 ساعات يوميا.
سابعا: المرحلة التنفيذية
سيجري تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق على مدى 6 أسابيع، تليها المرحلتان الثانية والثالثة لاستكمال البنود المتفق عليها.
ثامنا: إعادة تأهيل المناطق المتضررة
تأهيل المستشفيات والبنى التحتية الأساسية لضمان تقديم الخدمات للسكان.