ما الفصل السادس في ميثاق الأمم المتحدة؟ وما الفرق بينه وبين السابع؟
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
أحد فصول ميثاق الأمم المتحدة، ويُعنى بتدخلها في فض النزاعات المهددة للأمن والسلم الدولي بطرق سلمية، مثل الدمج والتسريح وإعادة الإعمار وإعادة توطين النازحين.
التسوية السلمية للمنازعاتيتعلق هذا الفصل بالمنازعات بين الدول والمنازعات الداخلية التي تنشأ داخل إقليم الدولة، والتي تهدد السلم والأمن الدوليين، ويدعو إلى حلها بوسائل سلمية.
يتكون الفصل السادس من 6 مواد تبدأ من المادة 33 وحتى المادة 38، ويجوز اللجوء إليه في حالات تعريض حفظ السلم والأمن الدولي للخطر وعند أي احتكاك دولي يتوقع منه إثارة نزاع أو أي موقف شبيه.
تطالب المادة 33 أطراف النزاع بأن تلتمس حله في البدء عبر التفاوض والتحقيق والوساطة والتوفيق والتحكيم والتسوية القضائية أو أن تلجأ إلى الوكالات الأممية والمنظمات الإقليمية.
وفي حال فشلت الأطراف المتنازعة في الحل بطرق سلمية يجب عليها عرض النزاع على مجلس الأمن الدولي أو من الممكن أن يوصي المجلس تلقائيا بما يراه مناسبا.
الاستناد للفصل السادسيستند مجلس الأمن إلى هذا الفصل عند تعريض حفظ السلم والأمن الدولي للخطر وعند أي احتكاك دولي يتوقع منه إثارة نزاع أو أي موقف شبيه، ومن القرارات التي تبناها المجلس استنادا إلى هذا الفصل:
عام 1978 أصدر المجلس القرار 425 بخصوص لبنان، والذي نص على انسحاب إسرائيل من لبنان فورا، ولكنه لم ينفذ. عام 2020 طلب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك تفويضا من مجلس الأمن لإنشاء بعثة سياسية خاصة من الأمم المتحدة لمساعدة السلطة الانتقالية في السودان لدعم السلام، وبناء على هذا الطلب أرسل مجلس الأمن بعثة أممية استنادا إلى الفصل السادس من الميثاق. وفي 15 سبتمبر/أيلول 2021 ناقش المجلس -في إطار الفصل السادس- شكوى رفعتها مصر ضد إثيوبيا بشأن الإجراءات التي مضت فيها أديس أبابا بسد النهضة، وأصدر المجلس بيانا رئاسيا في الموضوع عقب جلسة عقدها بشأن "السلام والأمن في أفريقيا"، وحث البيان مصر وإثيوبيا والسودان على استئناف المفاوضات بدعوة من رئيس الاتحاد الأفريقي بهدف وضع صيغة نهائية لاتفاق مقبول وملزم للأطراف وعلى وجه السرعة بشأن ملء وتشغيل سد النهضة ضمن إطار زمني معقول. عام 2024 تبنى المجلس قرارا يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة بعد مرور أكثر من 5 أشهر على الحرب الإسرائيلية، واعتُمد القرار بموافقة 14 من أعضاء المجلس الـ15، مع امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وضمان وصول المساعدات الإنسانية. صلاحيات وسلطات مجلس الأمن في إطار الفصل السادس دعوة الأطراف المتنازعة لتسوية النزاع بالمفاوضات والتحقيق والتحكيم أو اللجوء إلى الوكالات والتنظيمات الإقليمية أو أي وسيلة سلمية أخرى طلبا للمساعدة في حل النزاعات. التوصية بما يراه المجلس مناسبا من الإجراءات وطرق التسوية، مع مراعاة الإجراءات المتخذة سابقا لحل النزاع. الآثار والمفاعيل التي تترتب على إصدار القرار استنادا للفصل السادستقتصر مفاعيل القرارات الصادرة عن هذا الفصل على الدول المعنية بها، بمعنى إذا وضعت اتفاقية فإنها تلزم أطرافها فقط، إذ لم تنص المواد المدرجة تحته على تدابير قوة أو إكراه يمكن اللجوء إليها للتنفيذ.
متى يلجأ مجلس الأمن للفصل السادس؟يلجأ المجلس إلى هذا الفصل بناء على طلب من أطراف النزاع أو لتنبيه أي دولة تكون عضوة في الأمم المتحدة أو ليست عضوة فيها (المادة 35)، أو من قبل مجلس الأمن نفسه في حالة وجود نزاع أو أي موقف دولي قد يثير نزاعا (المادة 34).
الفرق بين الفصلين السادس والسابعيتعلق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بالإجراءات المتخذة من مجلس الأمن في الحالات التي تهدد السلم والإخلال به ووقوع العدوان، ويتكون من 13 مادة تبدأ من المادة 39 إلى 51.
يتمتع المجلس بسلطة اتخاذ القرارات والتدابير التي يراها مناسبة وفق سلطته التقديرية المطلقة، ويستخدم وسائل عدة لتنفيذ قراراته استنادا إلى هذا الفصل:
اتخاذ التدابير المناسبة بدون استخدام القوات المسلحة للتنفيذ. اتخاذ تدابير عسكرية بآليات تحددها المواد المدرجة تحت هذا الفصل. الآثار المترتبة على إصدار القرار استنادا للفصلينالفصل السادس: تقتصر مفاعيل القرارات الصادرة عن هذا الفصل على الدول المعنية بها، بمعنى إذا وضعت اتفاقية فإنها تلزم أطرافها فقط، إذ لم تتضمن المواد المدرجة تحته على تدابير قوة أو إكراه يمكن اللجوء إليها للتنفيذ.
الفصل السابع: القرارات التي تصدر عن المجلس استنادا إلى هذا الفصل تسري على جميع الدول، ولا يمكن لأي دولة أن تتنصل منها حتى ولو لم تكن فريقا أو شريكا في الاتفاقية أو حتى إذا لم تكن موافقة على القرار.
وقد نصت المادة 43 على التزام الأعضاء بوضع ما يلزم من قوات تحت تصرف مجلس الأمن، والمادة 48 نصت على التزام أعضاء الأمم المتحدة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات الأمم المتحدة إلى هذا الفصل الفصل السادس الأمن الدولی استنادا إلى مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
عرض بمقر الأمم المتحدة.. “طريق الآلام” فيلم يوثق نضال المسيحيين الفلسطينيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تم عرض الفيلم الوثائقي “طريق الآلام” (Via Dolorosa) في مقر الأمم المتحدة بجنيف، بالتنسيق مع مجلس كنائس القدس، وتحت رعاية مجلس الكنائس العالمي، وبالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة في جنيف.
شارك بالحضور شخصيات دينية ودبلوماسية بارزة وعدد من الباحثين والمفكرين مما يعكس عمق الاهتمام والتّقدير لهذا الفيلم، يوثّق الفيلم المسار التاريخي للمسيحية في فلسطين منذ ميلاد السيد المسيح، مرورًا بمختلف العصور، وصولًا إلى يومنا هذا، وهو من إخراج عضو اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين وممثلتها في أوروبا، السفيرة أميرة حنانيا.
وقالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، بان فيلم “طريق الآلام” (Via Dolorosa) يُعد شهادة حية على التاريخ العريق للمسيحيين الفلسطينيين، حيث يعرض جذور وجودهم في هذه الأرض المقدسة، ويروي أبرز المحطات التي شكّلت هويتهم الوطنية والثقافية. كما يسلّط الضوء على التحديات التي واجهتها المسيحية الفلسطينية عبر العصور، في ظل السياسات الهادفة إلى طمس وجودها وإقصائها عن المشهدين الوطني والدولي.
شهد عرض الفيلم حضور شخصيات دينية وسياسية بارزة، تقدّمهم البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، رئيس مجلس كنائس القدس وبطريرك المدينة المقدسة وسائر الأراضي المقدسة، والأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، القس البروفيسور جيري بيلاي، إلى جانب د.رمزي خوري، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، ومفوض بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، السفير إبراهيم خريشة، ونائب حارس الأراضي المقدسة، الأب إبراهيم فلتس، ورئيس جامعة دار الكلمة ومؤسسها، القس البروفيسور د.متري الراهب، ومسؤول شؤون القدس في الديوان الملكي في المملكة الأردنية الهاشمية د. وصفي الكيلاني.
وأعرب الدكتور رمزي خوري، باسم اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس، عن اعتزازه العميق بهذا العمل المتميز، مؤكّدًا أن “طريق الآلام” (Via Dolorosa) يمثل إضافة نوعية في توثيق الوجود المسيحي الفلسطيني، ويُبرز دوره التاريخي والوطني. كما أثنى على الجهود الكبيرة التي بذلتها الزميلة السفيرة أميرة حنانيا، التي عملت بإخلاص على مدار سنوات لإنجاز هذا الفيلم برؤية دقيقة وأصيلة، ليكون شاهدًا على العمق الحضاري والروحي للمسيحيين الفلسطينيين في أرضهم.
من جانبه، ثمّن خوري موقف البطريرك ثيوفيلوس الثالث الرافض للانتهاكات الإسرائيلية بحق الكنائس وأملاكها، كما أدان القتل والتشريد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس. وأعرب عن تقديره لدور مجلس الكنائس العالمي في دعم القضية الفلسطينية، كما شكر السفير إبراهيم خريشة على جهوده في تنظيم هذا الحدث وتوفير جميع الإمكانيات اللازمة لإنجاحه.
وفي كلمته خلال الحدث، أكد البطريرك ثيوفيلوس الثالث أن الكنائس في القدس تواجه ضغوطًا متزايدة نتيجة السياسات الإسرائيلية التي تسعى إلى تقليص الوجود المسيحي في المدينة المقدسة، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات أدت إلى انخفاض أعداد الحجاج وتضييق الخناق على المجتمعات المسيحية في فلسطين.
وفي هذا السياق، شدد القس الدكتور متري الراهب على أن المسيح جاء إلى فلسطين قبل أكثر من ألفي عام ليجلب السلام إلى العالم، واليوم يقع على عاتقنا أن نجلب السلام إلى فلسطين، بلد المسيح. كما حذّر من خطر استئصال الوجود المسيحي في قطاع غزة، مؤكدًا أن القطاع كان مركزًا مسيحيًا بارزًا عبر التاريخ. وانتقد الصهيونية المسيحية التي تستغل الكتاب المقدس لأغراض سياسية، معتبرًا أن الوقت قد حان لإحلال السلام في الأرض التي وُلد فيها رسول السلام، السيد المسيح.
بدوره، أكد القس البروفيسور جيري بيلاي أن مجلس الكنائس العالمي يقف إلى جانب جميع الساعين لتحقيق العدالة والسلام والحقوق المتساوية في الأراضي المقدسة. كما دعا إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين، مشددًا على أن السلام العادل لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاعتراف المتبادل بالقيمة والكرامة الإنسانية لجميع الشعوب.
وفي كلمته خلال الحدث، شدد السفير إبراهيم خريشة على أن فلسطين، مهد الديانات السماوية، تحمل رسالة سلام قائمة على حقوقها الوطنية والقانونية والتاريخية، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بأن يُطرد من أرضه، ولن يخضع لأي شكل من أشكال التهجير القسري أو التطهير العرقي.
وفي ختام الحدث، أكدت السفيرة أميرة حنانيا أن الشعب الفلسطيني نادرًا ما تُتاح له الفرصة لرواية تاريخه بنفسه، إلا أن فيلم “طريق الآلام” (Via Dolorosa) يمنحه صوتًا حقيقيًا في سرد حكايته. وأضافت أن الفيلم يُعد شهادة حيّة على الدور الذي لعبه المسيحيون الفلسطينيون في النضال من أجل العدالة، ورفضًا قاطعًا لمحاولات محو هويتهم من المشهدين الوطني والدولي.
واختتمت حديثها قائلة: “نقف هنا لنؤكد أن هذه الأرض ليست مجرد بقايا من الماضي، بل هوية حية لن يتم إسكاتها أو محوها.”