علي جمعة: الأخلاق منظومة ضرورية للعمل وتحقيق التنمية للدول
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
قال الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، إن العمل بشكل عام له أخلاق تسمى الأخلاق العامة والقيم، لافتا إلى أن الأخلاق منظومة ضرورية وليست من نافلة القول، وهى التى ميزت الإنسان عن سائر الكائنات، وربنا قال لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
وأوضح الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، خلال حلقة برنامج "نور الدين"، المذاع اليوم الأربعاء: "القرآن الكريم ربط الأخلاق بالإيمان وجعلها هى الأساس للطريق إلى الله، وتحدث علماء المسلمين عن ضرورة أن نخلى قلبنا من كل قبيح من الأخلاق، ونحليه بأى صحيح، من الأخلاق، لأنها هى سبب الرضا والفلاح والقرب من الله".
وتابع: "اختلف علماء التنمية بين الدولة النامية والدولة المتقدمة، فعالم أمريكى قال إن الدولة النامية لا تعرف الجدية، والدولة التى فيها النمو استقر تكون فيها الحياة جادة، وإذا رجعنا إلى ديننا نجد عناصر الجدية هى اتقان العمل، وسيدنا النبي نبهنا إلى ضرورة اتقان العمل فى قوله (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)، ومن عناصر الجدية الديمومة على العمل وإن قل، وأيضا الحفاظ على الوقت لأننا سنسأل عليه، وكل هذا من روح الفريق والعمل الجماعي، وكذلك الأمانة والالتزام والجدية من عناصر الجدية".
برنامج نور الدين يفتح حوارا مع الأطفال والكبار حول تساؤلاتهم حول الدين والله عز وجل، إضافة إلى المشكلات الحياتية التى تواجه عباد الله وكيفية التغلب عليها، ويرد على أسئلة للمرة الأولى على لسان أطفال صغار، دومًا ما يسألوها لأهاليهم الذين يجدوا نفسهم فى حيرة من أمثلة فين ربنا، مش بنشوفه ليه، وغيرها من الأمور الذى يقف الآباء أمامها فى حيرة شديدة دون إجابة ما جعل البرنامج محل ترقب سواء للأهالى الذين ينتظرونه لفهم الإجابة الصحيحة، أو الأبناء الذين سيجدون فى البرنامج فهمًا لما يحاولوا معرفته ويثبتهم بصورة صحيحة ما يبنى عندهم وعيًا ويقينًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة برنامج نور الدين
إقرأ أيضاً:
فعل واحد يجعلك مستجاب الدعاء ومن الصالحين.. علي جمعة يوضحه
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الطعام الحلال في نفسه هو الذي جاء بطريق حلال فيؤهل صاحبه أن يكون من الصالحين، وأن يكون ممن يستجاب دعاؤه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء) [رواه الطبراني في الأوسط]، فتحري الطعام الطيب في نفسه بأن يكون ممن أباحه الله، وكذلك يكون طعمه طيب، ويكون قد وصل إلى الناس من طريق حلال (الكسب المشروع).
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن الإنسان الذي يخرج بالطعام عن مراد الله هو الذي لا يبالي من حلاله كسبه أو من حرام ؟ ولا يبالي هل الطعام في نفسه مما أحل الله أم لا ؟ وهل الوقت الذي يأكل فيه الطعام مما أباح الله له الأكل (فالمسلم ممنوع من الأكل في نهار رمضان) ؟ فإذا لم لا يراعي كل هذه الأشياء تدنى بنفسه وبإنسانيته وبشريته، ويشابه غير البشر من الحيوانات التي تأكل دون أن تراعي أي نظام، غير أن تلك الحيوانات لا تحاسب بعدم مراعتها هذه، ولقد ذكر ربنا سبحانه وتعالى ذلك الشبه في كتابه، فقال تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ) [محمد :12].
وقد يسأل سائل عن وجه شبه أكل الكفار بالأنعام ؟ فالحقيقة وجه الشبه هو أن الحيوان لا يرى قيودًا ولا ضوابط على شهواته ورغباته والتي منها رغبته في الطعام، فيأتي شهواته في أي وقت من أي طريق بأي شكل، وأساس رقي الإنسان أنه يرى أن هناك قيودًا وضوابط على رغباته وشهواته والتي منها رغبته في الطعام، فهناك قيود شرعية تبين إطار قضاء تلك الشهوات أو الرغبات، وهناك قيود اجتماعية تحدد له الشكل المقبول في مجتمعه لأدائها، فإذا ألغى الإنسان تلك القيود والضوابط فهو عندئذ يتدنى إلى درجة الحيوانات.
وذلك يجعلنا نلاحظ أن الإنسانية والحضارات البشرية كان سموها ورقيها الحقيقي هو الرقي الأخلاقي، والذي يعبر عن الالتزام بالقيود الدينية والاجتماعية، وأن معنى الحرية المغلوط الذي يروج إليه، حيث يعرف الغربيون الحرية بأنها : غياب الحواجز والقيود أمام رغبات الإنسان، هو في الحقيقة رجعية مقيتة، ولكنها ليست رجعية تؤدي بالإنسان لعصور الظلام فحسب، بل تؤدي به إلى حياة الحيوانات وقوانين الغاب التي نسأل الله أن لا تصل إليها البشرية في يوم من الأيام.