صحيفة التغيير السودانية:
2024-11-07@16:53:19 GMT

الجيش والإمارات وتطورات الأحداث

تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT

الجيش والإمارات وتطورات الأحداث

زين العابدين صالح عبد الرحمن

عندما صرح الفريق أول ياسر العطا عضو مجلس السيادة و مساعد القائد العام للجيش ماذا يفعل سفير الإمارات في بورتسودان، ودولته هي التي تقوم بإمدادات عسكرية وتشوين لميليشيا الدعم السريع من خلال عدد من الدول ليبيا حفتر وتشاد وأفريقيا الوسطى وحتى دولة جنوب السودان التي جاء منها أعداد كبيرة من المرتزقة الذين يقاتلون في صفوف الميليشيا، وأيضا إثيوبيا التي أرسلت أعدادا من المرتزقة.

. وفي مايو 2023م كان قد احتشدت عدد كبير من المواطنين أمام مقر السفير الإماراتي في بورتسودان تطالب السلطة بطرد السفير الإماراتي من السودان. وتبادلت الخرطوم وأبوظبي بطرد عدد من العاملين في سفارتي بلديهما. لكن بعد تصريح العطا ظهرت صورة للسفير الإماراتي في تشاد محمد على الشامسي بصحبة اثنين من ضباط المخابرات إضافة لضباط عسكريين تشاديين يقال إن السفير يقوم بزيارة سرية للميليشيا في مدينة الجنينة بهدف اللقاء مع قيادات من الميليشيا آل دقلو لترتيب انسياب الأسلحة و التشوين من تشاد إلى داخل السودان عبر الحدود الغربية، مما يدل على ن الإمارات تصر على التدخل في الشأن السوداني وتقديم الدعم للميليشيا.

في جانب آخر قال وزير المخابرات المصري عباس كامل بزيارة إلى ليبيا، والتقى مع خليفة حفتر، وتقول الأنباء إن الزيارة بحثت التطورات السياسية للأزمة الليبية، إلى جانب ودفع العملية السياسية من خلال بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لقيام الانتخابات. ومعلوم أن حفتر يعد أكبر داعما للميليشيا، وتستقبل الأراضي الليبية التي تقع تحت سيطرته رحلات طيران الإمارات الناقلة للأسلحة لليبيا، ومنها إلى الميليشيا في السودان، وكان الجيش قد قصف العديد من هذه الإمداد القادمة من معسكرات الميليشيا على الحدود الليبية مثل معسكر “شارلوت” وأيضا قصف عربات محملة بالسلاح من ليبيا إلى منطقة الزرق شمال دارفور. أن ليبيا حفتر شريك أساسي للميليشيا في حرب السودان. وبالضرورة تكون المباحثات بين الجانبين المصري والليبي حفتر قد تطرقت للحرب الدائرة في السودان، خاصة أن البلدين وقعا على الحدود السودانية من ناحية الشمال والشمال الغربي. ولكن لم تورد وسائل الإعلام الليبية، والمصاحبة للزائر أي معلومة عن ذلك. باعتبار أن مصر ساعية للبحث عن أفضل الطرق لإنهاء الحرب الدائرة في السودان. إن تحرك الإمارات في المنطقة لا بد أن يكون له آثار سالبة على السودان ومحاولة لإيجاد دور للميليشيا في المستقبل.

في الوقت ذاته أصدر الجيش السوداني تعميما صحفيا، طالب فيه المواطنون السودانيون الابتعاد عن أماكن العمليات العسكرية، حيث إن الميليشيا تتعمد أن تتخذ المواطنين دروعا لها، كما نوه التعميم الصحفي المواطنين من الابتعاد عن مناطق تجمعات ما سمها “ميليشيا آل دقلو الإرهابية” بمختلف أنحاء البلاد، والتي تعتبر أهدافا عسكرية مشروعة لضرب قواتنا الجوية. أن التعميم الصحفي للجيش يؤكد أن الجيش سوف يقوم بضربات جوية مكثفة في عدد من مناطق السودان، وخاصة في دارفور. أو هي تكون بداية الحملة العسكرية التي حشد لها قوات كبيرة لتحرير الجزيرة من الميليشيا. هذا يؤكد حديث ياسر العطا خلال حضوره الإفطار الذي أقامته القيادة الجوالة لإسناد عمليات القيادة العامة العسكرية في أم درمان قال فيه لا تفاوض ولا هدنة مع الميليشيا. وفي الوقت نفسه قال نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار أن الحرب لا بد أن تحسم عسكريا، بسبب ضعف إمكانية حلها بالوسائل السلمية، وأضاف عقار أن الجيش السوداني “لم، ولن ينهزم” وفي محطة أخرى قال مني أركو مناوي أن قواته سوف تقاتل مع الجيش سويا في العاصمة الخرطوم.

وكان الفريق إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة قال: في منبر الفرقة الثانية مشاة بالقضارف، أن الحرب مخطط أكبر من الذين خططوا له من خلال تدخلات خارجية وأحزاب تسببت في الحرب. وأن القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين قد تصدوا للتمرد ودحره. ثم عرج إلى المسألة السياسية، وقال إن القوات المسلحة لن تكون طرفا في أي اتفاق سياسي، وأكد أن الفترة الانتقالية سوف تقودها حكومة تكنوقراط تضطلع بترتيب شؤون الشعب السوداني، وتهيئة البلاد لانتخابات حرة ونزيهة، يختار فيها الشعب من يحكمه. هذا الحديث نفسه الذي كان قد ذكره الفريق أول ياسر العطا من قبل، مما يدل أن الجيش قد حسم أمره تماما، على أن تحسم الميليشيا عسكريا أو تستسلم، وأن لا يكون لها أي دور سياسي أو عسكري في مستقبل ما بعد الحرب. والفترة الانتقالية توكل إلى تكنوقراط هم الذي يديرونها بهدف إنجاز مهامها. الإمارات لا تريد ديمقراطية في السودان، وتعتقد وجود نظام ديمقراطي سوف يؤثر سلبا على النظم السياسية العائلية في المنطقة.

إن الجيش قد وضع أجندته للحل، فهل الأحزاب تستطيع أن تتحاور مع هذه الأجندة، وتخرج من شرنقة المصالح الخاصة المرتبطة بتسليمها السلطة إلى أفق أرحب للحوار، وتقدم رؤيتها بعيدا عن استلامها سلطة الفترة الانتقالية. أن بعض الأحزاب السياسية التي ليس لها قواعد اجتماعية تؤهلها للتنافس عبر صناديق الاقتراع لن تقبل رؤية الجيش. رغم أن الانتخابات هي الطريق الذي يجعل الجيش يعود إلى ثكناته. وأيضا بعض الأحزاب والأفراد في “تقدم” قد ربطوا مستقبلهم السياسي مع الأجندة الإماراتية والميليشيا، ومعلوم أن الدول عندما تتعامل مع سياسي الدول الأخرى تتعامل معهم من خلال أجهزة مخابراتها، والتي لا تتورع في استخدام وسائل تصبح بطاقات ضغط عليهم. فالإمارات تتحرك في مسارات ووسائل مختلفة لكي تحقق أهدافها العسكرية والسياسية والإعلامية. أن هزيمة الميليشيا تعني هزيمة الأهداف الإماراتية وأدواتها. لذلك تحاول الإمارات بشتى الطرق أن تضغط من أجل أن تكون هناك مفاوضات للتوصل لتسوية، وتعيد بها الميليشيا مجددا إلى الساحة السياسية، وهو يعتبر مشروعا جديدا لحرب جديدة تعيد فيها تسليح الميليشيا. الأمر الذي يرفضه الجيش وأغلبية الشعب الذي يقف بجانبه. نسأل الله حسن البصيرة.

الوسومزين العابدين صالح عبد الرحمن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: فی السودان من خلال

إقرأ أيضاً:

خاصة الطلاب.. السيسي يوجه بإزالة العقبات التي تواجه السودانيين في مصر

 

جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي التزامه بإزالة جميع العقبات التي تواجه السودانيين، خاصة الطلاب  في مصر، ووجه الجهات المعنية بتسهيل كافة الإجراءات المتعلقة بالسودانيين.

القاهرة _ التغيير

و عَقد رئيس مجلس السيادة الانقلابي، في السودان  عبدالفتاح البرهان، اجتماعاً مشتركاً مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي في قاعة مركز المؤتمرات الدولية بالقاهرة، وذلك خلال فعاليات المنتدى الحضري العالمي.

و تطرقت المناقشات إلى طرق تعزيز العلاقات بين البلدين ودعمها وتطويرها بما يحقق مصالح شعبيهما، بالإضافة إلى مجالات التعاون المشترك والقضايا التي تهم الطرفين في جميع المجالات.

فيما شرح البرهان آخر مستجدات الأوضاع في السودان.

و عبّر رئيس البرهان عن امتنانه وتقديره للرئيس السيسي على الدعوة التي وجهها له للمشاركة في فعاليات المنتدى الحضري العالمي.   مُشيرًا إلى الترحيب الحار وكرم الضيافة، مُبرزًا المستوى المتقدم الذي وصلت إليه العلاقات الأخوية القوية بين البلدين الشقيقين، مُشيرًا أيضًا إلى الدعم المصري للحفاظ على سلامة وأمن واستقرار السودان.

و أكد البرهان تقدير حكومة السودان للدور النشط لجمهورية مصر في المنطقة، تحت قيادة الرئيس السيسي.

وأعرب البرهان عن تقديره للشعب المصري لاستقباله لإخوانهم السودانيين وتقديم الدعم والمساعدة لهم بحسب وصفه.

كما أعرب عبّر البرهان عن شكره للرئيس السيسي على توجيهاته واهتمامه بقضايا السودانيين الذين يقيمون في مصر.

الوسومالبرهان الرئيس المصري السودانيين السيسي الطلاب

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السوداني: الحرب ستنتهي خلال شهرين أو ثلاثة بانتصار الجيش
  • لقاء مصري سوداني يبحث الأمن المائي وتطورات السودان
  • مصادر لبنانية: السعودية والإمارات تمولان وسائل إعلامية لتشويه حزب الله
  • وفاة قائد الجيش النيجيري الذي خاض حربا من أطول الصراعات في أفريقيا.. عن عمر يناهز 56 عاما
  • منصور بن زايد يشهد توقيع تعاون بين "نافس" والإمارات للتوازن بين الجنسين
  • مصر والإمارات أعلى الدول في عدد الرحلات مع المملكة خلال 2023
  • القوات دان الحملة على الجيش: محاولة للانقضاض على آخر المؤسسات التي تعطي أملا للبنانيين
  • الجيش والمستقبل السياسي في السودان
  • خاصة الطلاب.. السيسي يوجه بإزالة العقبات التي تواجه السودانيين في مصر
  • الجيش الذي “لا يقهر” يستنجد بالمرتزقة