نظّم تجمّع رجال وسيّدات الأعمال اللبنانيين RDCL جلسة حواريّة مع مجموعة من الصحافيين في مقرّه العامّ في وسط بيروت. وكان في استقبال الإعلاميين السيد نقولا بو خاطر، رئيس مجلس إدارة التجمّع والسّيد كمال أبي فاضل، المدير العام. وقد تمحور اللقاء حول المخاطر الوجودية التي يواجهها القطاع الخاص اللبناني الشرعي، الذي يتآكل تدريحياً في ظلَ وجود قطاعات غير شرعية في شتى المجالات، بالإضافة الى الإصلاحات العاجلة المطلوبة، وإعادة تعريف دور الدولة وإعادة هيكلة حجمها بالشراكة مع القطاع الخاص.



‎خلال اللقاء، شدّد بو خاطر على خطورة الواقع القاتم الحالي في لبنان، وعلى وجوب اعتماد رؤية شاملة ووقف سياسة الحلول الترقعية، لأنّها أثبتت أنّها لا تجدي نفعًا، مشيرًا إلى أنّ الوضع يتدهور ويشتدّ صعوبة بشكل كبير، وهو لن يتحسّن إن لم يتم إعداد رؤية شاملة وحلول جذرية للمشاكل المعروفة. وشرح بو خاطر خلال عرض تقديميّ تفاصيل العديد من القضايا الرئيسية التي تواجه القطاع الخاص الشرعي، بما في ذلك المنافسة الشرسة من القطاع الخاص غير الشرعي، وارتفاع تكاليف الكهرباء والرواتب والإيجارات، وكذلك الرسوم الجمركية والضرائب، معتبرا أن هذه التّحديات أدّت إلى انخفاض كبير في المبيعات للعديد من الشركات، لأنها تنافس قطاعات غير شرعية لا تدفع أي نوع من الضرائب.

كما ذكر بو خاطر مشاكل الاقتصاد النّقدي، موضحا أنّ حجم التبادلات النّقدية قد تخطى نسبة ٥٠٪، وذلك نتيجة لانعدام الثّقة بالنظام المالي اللبناني ككل. وهذا الأمر يؤثر سلبا على سمعة لبنان في الخارج، لذلك طالب التجمّع ولا يزال ببرنامج سريع مع صندوق النقد الدولي. وفي السياق نفسه، سلّط بو خاطر الضوء على تأثير وضع لبنان المحتمل على القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي (FATF)، مؤكدا على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتحسين وضع لبنان من ناحية الامتثال. واضاف انّ القطاع الخاص الشرعي في وضع فائق الخطورة، حيث يواجه قطاعا خاصا غير شرعيّ بات حجمه يقدّر بما يوازي ٦٥٪-٧٠٪ من حجم السوق. وأردف انّ القطاع غير الشرعي ينافس القطاع الشرعي يوميًا على كافة السّلع والخدمات، شارحا كيف يقوم هذا القطاع غير الشرعي بتقويض القطاع الخاص الشرعي، من خلال تهربه من دفع الضرائب وبيع السلع بأسعار أقل، كما والتهرب الجمركي، والتهريب، مما يؤدي إلى منافسة غير عادلة وخسائر مالية فادحة للشركات الملتزمة بالقوانين.

كما تحدّث بو خاطر عن نسبة الضرائب المرتفعة في لبنان مقارنا إياها بتلك المفروضة في بلاد يرتكز فيها الاقتصاد على إقتصاد المعرفة ويبيع خدماته للخارج. 
واعطى مثال الإمارات العربية المتّحدة حيث أن الضرائب على أرباح الشركات هي ٩٪ وتوزيع الأرباح ٠٪. كذلك الأمر، في سنغافورة حيث الضرائب على أرباح الشركة هي ١٧٪ و ٠٪  على توزيعها. بينما في لبنان، ضريبة أرباح الشركات هي ١٧٪ و ١٠٪ على توزيع الأرباح، ما يرفع الرقم إلى إجمالي 25٪ الذي يعتبر رقما مرتفعا جدًا ولا يشجّع على التنافس واستقطاب المستثمرين، خصوصاً أنه لا يوجد اي شيء للمواطنين مقابل هذه الضرائب في لبنان. 

ولمواجهة هذه التحديات، اقترح بو خاطر عدة حلول، بما في ذلك إعادة هيكلة مالية شاملة، وتعديلات على قوانين القروض لتفعيلها، وتخفيض رسوم الجمارك، كما وحلول هيكلية وفورية لمشكلة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. كما شدد على ضرورة تعيين هيئة ناظمة للكهرباء، وهيئة للمنافسة، وهيئة للشكاوى كما يقضي قانون الشراء العام، وتفعيل قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص. كما دعا الى فتح الأبواب أمام الأسواق الدولية للمنتجات والخدمات اللبنانية.

‎وعلى الرغم من الوضع المظلم، شدّد بو خاطر على اهمية التفاؤل والعمل الدؤوب لخلاص لبنان. وشدد على أهمية إعادة هيكلة حجم الدولة وتنقيح ميزانية الاستثمارات العامة في لبنان لمعالجة العجز وتحفيز النمو الاقتصادي. وفي ختام كلمته، أشاد بو خاطر بمرونة القطاع الخاص اللبناني، الذي يواجه تحديات هائلة بثبات وعزم. وشدد على ضرورة أن تسبق الإصلاحات أي زيادة في الضرائب لحماية وإحياء القطاع الخاص الشرعي، وتكبير الصحن الضرائبي، داعياً  إلى إعادة التفكير في دور كلّ من القطاعين العام والخاص، مؤكدًا أن شراكتهما ضرورية لانتعاش الاقتصاد اللبناني.    

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی لبنان

إقرأ أيضاً:

"الوطنية لمواجهة غسل الأموال" تتسلم 8000 استبيان من القطاع الخاص

أكد حامد الزعابي، الأمين العام ونائب رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، أهمية دور القطاع الخاص في الدولة، في إنجاز التقييم الوطني للمخاطر، والذي تجلى من خلال تقديم أكثر من 8000 استبيان، عكست تفاعل هذا القطاع بصورة فاعلة مع المخاطر المتعلقة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب، ما أسهم في زيادة الوعي المجتمعي بهذا المجال، لافتاً إلى أن التقارير المرفوعة من المؤسسات المالية وغير المالية والقطاع الخاص شهدت في عام 2024 الماضي زيادة بنسبة 26%.

وقال حامد الزعابي، إن التقييم الوطني للمخاطر أسفر عن تعديلات قانونية هامة، أبرزها تحديث قانون غسل الأموال في عام 2024 ليواكب التطورات الحاصلة في أنواع الجرائم المالية، مشيراً إلى أن الأصول الافتراضية تعد من المخاطر العالية على مستوى العالم، وأن الإمارات تواصل تحسين أداء القطاع المالي بفضل الفهم العميق والشامل لهذه المخاطر، ما يسهم في تعزيز قدرتها على المواكبة والتفاعل مع التحديات المالية المستقبلية.
وأضاف أن التقييم السابق لعب دوراً كبيراً في دفع عجلة التقدم في عام 2024، وأسفر عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل انتشار التسلح للأعوام 2024-2027، التي تتضمن 11 هدفاً رئيسياً و200 هدف فرعي، بالإضافة إلى أكثر من 1000 مبادرة لتحقيق أهدافها بحلول عام 2027، ما يرسخ ريادة دولة الإمارات في هذا المجال على مستوى العالم، مشدداً على حرص الدولة على تحديث التشريعات والسياسات الوطنية بما يوازي أعلى المعايير العالمية، وبما يعكس استعدادها وجاهزيتها للتقييم المتبادل مع مجموعة العمل المالي "فاتف" الذي يبدأ نهاية العام الجاري.

سياسات وتشريعات 

ونوه الزعابي إلى أن هذه الجهود مكنت من إصدار السياسات والتشريعات بصورة مستمرة وبما يسهم في الحفاظ على استقرار النظام المالي الوطني والعالمي، مؤكداً أن دولة الإمارات تواكب أحدث التطورات والتحديات وتواصل تعزيز مكانتها الرائدة على الساحة العالمية بمجال مكافحة الجرائم المالية والاقتصادية.
وشدد على أن الاستراتيجية لا تقتصر على الجوانب التشريعية فحسب، بل تتعداها لتشمل جميع الأبعاد الاقتصادية والأمنية والإعلامية، إضافة إلى تعزيز بناء القدرات الوطنية بفضل الكوادر الإماراتية التي تم تعيينها في اللجنة الوطنية والجهات الرقابية والقانونية والأمنية، ما يفتح آفاقًا واعدة للكوادر الوطنية في القطاع الخاص.
ولفت إلى أن تحديث تقييم الوطني للمخاطر، تم بالشراكة مع مجموعة البنك الدولي وبمنهجية معتمدة من مجموعة العمل المالي "فاتف"، وأسفر عن نتائج استثنائية تمثلت في تحديد التحديات والفرص التي تم تحويلها إلى خطط عمل مستدامة، تشمل جميع القطاعات الحساسة مثل القطاع المالي، وقطاع الأصول الافتراضية، والمنظمات غير الربحية.
وحول دور الإمارات كنائب لرئيس مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "مينافاتف" في 2025، أكد أن الدولة تلعب دورًا محوريًا ورياديًا في تقديم المبادرات الفنية لدول المنطقة فضلاً عن الإسهام الفاعل في ورش التدريب وتبادل الخبرات، ما يسهم في دعم جهود تلك الدول للاستعداد لعمليات التقييم وفق المنهجية المحدثة لـ"فاتف".

التصدي للجرائم المالية

وشدد على أن دولة الإمارات تواصل لعب دور محوري في التصدي للجرائم المالية العالمية، بما في ذلك جرائم المخدرات والاحتيال المالي، عبر تدابير احترازية صارمة، لافتاً في هذا الصدد إلى عقد اجتماعات مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا لمناقشة خطط عالمية لمكافحة هذه الجرائم، وأنه سيتم قريبًا عقد اجتماعات مع الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأخرى لمواصلة تعزيز هذه الجهود.
وأعاد حامد الزعابي، التأكيد على أن الإمارات تواصل البناء على مكانتها كداعم رئيسي للاستقرار المالي والاقتصادي على المستوى الدولي، وتضع بصمتها المميزة في مجال مكافحة الجرائم المالية عبر الابتكار المستمر والتعاون الدولي، وأنها تواصل العمل على تحقيق الأمن الاقتصادي والمالي في المنطقة والعالم، من خلال تدابير وقائية شاملة تضمن بيئة مستقرة وآمنة للجميع.

مقالات مشابهة

  • نظرة على القطاع الصحي العام والخاص
  • 320 درهماً فقط قيمة الباقة التأمينية الأساسية
  • أستاذ بالجامعة الأمريكية: التحول الرقمي ضرورة لمصر.. ولا بديل عن القطاع الخاص
  • لبنان لن يكون “إسرائيليًا”…
  • رفع المرتبات 1000 جنيه.. رئيس الوزراء يتحدث عن موعد زيادة القطاع الخاص
  • هل يكون الحلّ فرنسيًا لانهاء الاحتلال؟
  • شاهد | حكومة لبنان .. عندما يكون الصوت مرتفعًا ضد إيران، لكنه يصمت أمام إسرائيل!
  • "الوطنية لمواجهة غسل الأموال" تتسلم 8000 استبيان من القطاع الخاص
  • الخطيب: لبنان لن يكون مستقبلاً إلا بوحدته وبوحدة شعبه وجيشه ومقاومته
  • الأنبار.. رسوم على أنشطة القطاع الخاص لدعم مرضى السرطان والفشل الكلوي