صالح عوض الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو حل الدولة الواحدة.. لعل هذه الحقيقة الاكثر بروزا بعد رحلة التيه جريا خلف خديعة حل الدولتين؟ لقد فشل حل الدولتين بعد ان طرح منذ عشرات السنين ورغم ان الادارات الامريكية والاوربية لاتزال تلوك هذا الشعار لكنها اكثر اقتناعا بان لا واقعية له في ظل تغيير الوقائع لصالح الاستيطان و تنامي التطرف الصهيوني على الارض، ولقد قلبت اسرائيل كل الوقائع متجهة لضم الاراضي وتهويد القدس.

. وفضلا عن الخلل الاخلاقي والثقافي الذي يظهر في الموقف الفلسطيني الا انها تعبر عن سطحية في الفهم وتجاوبا مع الاوهام!! نقولها بوضوح لكل المتنادين للمصالحة في الساحة الفلسطينية المنخدعين بشعارات حل الدولتين رغم ما تجرعوه من خيبات وفشل وهوان.. نقول للمنخدعين القدامي والمنخدعين المستحدثين الذين يبحثون عن موقع لهم حول الكعكة انتم تلهثون خلف سراب اسرائيل تريد كيانات فلسطينية تقوم بالمخادمة الامنية على اقل الاحتمالات خطورة، ف”لا دولة فلسطينية بين النهر والبحر” هذا هو القرار العنصري الصهيوني وقرارنا هو لا دولة غير فلسطين بين النهر والبحر.. وفلسطين هي  من اول حجر عند راس الناقورة الى اخر حبة رمل في رفح.. من مياه النهر المقدس الى مياه المتوسط العزيز.. بكل ما فيها من سهل السبع ومرجع ابن عامر والجليل الاعلى وكل المدن والقرى من ام الرشراش الى تخوم مرج الزهور.. لانكفّركم ولا نخوّنكم، ولكننا نقول أنكم ترتكبون خطأ استراتيجيا لن تجنوا منه الا الخسران ومضيعة الوقت. السلطة ومن ثم حماس: قدمت حماس أمس ورقتها للرئيس عباس وقالت المصادر أن حماس اقتربت كثيرا من موقف السلطة الفلسطينية الرسمي والتزاماتها الدولية وأن الحركة قدمت تصورا هاما من الصعب رفضه من قبل الرئيس عباس . كما نشرت وكالة سما الغزية.. والحقيقة أن حماس سبق واعلنت موقفها في ضيغة الحل مرحبة بقيام دولة فلسطينية على الضفة وقطاع غزة وذلك في اطار تعديل ميثاقها.. وفي ايران أمس أيضا  حصل لقاء بين قيادة حماس وقيادة الحرس الثوري وحزب الله في حضرة السيد خامنئي خلصوا إلى أن الأزمة الداخلية قد أضعفت إسرائيل بالفعل، واتفقوا على ضرورة الامتناع عن أي “تدخل مباشر”، حتى لا يعطي ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ذريعة لإلقاء اللوم على الخصوم من الخارج. وهنا نسأل: على ماذا اختلف المختلفون سابقا؟ ولماذا انقلب المنقلبون وقتل الشباب وقطعت أرجلهم ومزق الشعب وفتحت السجون وشرع بالتعذيب لاتباع الاحزاب؟ على ماذا ان كانت الاهداف السياسية واحدة والاعتراف بكل الاتفاقيات والمبادرات أمر مشترك؟ نعم .. ان الاختلاف كان ولايزال على المحاصصة وليس على فلسطين او من اجلها.. الامر محزن ومؤسف!!.. ولانهم كانوا يخفون هذه الحقيقة حقيقة اصرارهم على الحصص وذلك خلف شعارات كبيرة من الدين والمقاومة لم يصلوا الى حل للاقتتال المستمر والتنازع الفضيحة فلقد كانوا عقب كل اتفاقية -وما أكثر اتفاقياتهم في كل العواصم- يفجرون الصراع عنيفا حادا بينهم ولم تشفع مكة والكعبة عندما عاهدوا الله هناك لديهم بان يصونوا دوماء ابناء الشعب لان حظوظ النفس والحزب هي الحاضر الاكبر.. الهدنة والقبول بالحلول سمة اللقاءات الفلسطينية المتوالية.. والاعتراف باسرائيل كلمة السر الحاضرة لكل لقاءات الامناء العامين الذين فوضوا الرئيس عباس بالمفاوضات ومن الواضح انهم فوضوه لحل سياسي مع الدولة العبرية، أما الدخول في حسابات الرد المناسب في الزمان والمكان المناسبين على طريق النظام السوري وايران فهي اللغة المعتمدة للانسحاب من دائرة القتال وخياره واما الخطوط الحمر فيبدو انها لا تمس الا المحاصصات.. الان حماس والسلطة في ذات الموقف تجاه الكيان الصهيوني اعترافا بوجوده وقبولا بمفاوضات تفضي الى حل يقيم الدولة الفلسطينية على ارض الضفة وقطاع غزة. وهم حل الدولتين وخطيئته: منذ منتصف السبعينات سرت فكرة لدى الساسة الفلسطينيين بان هناك فرصة لحل الدولتين عزز ذلك الموقف السوفيتي من القضية الفلسطينية وحمله رسل امريكا للمنطقة وسياسييها ومنذ تلك الاونة لم يتوقف الساسة الفلسطينيون عن التواصل مع الاسرائيليين مباشرة او عن طريق زعماء اوربا الشرقية وتم ذلك بداية باليسار الاسرائيلي ثم يسار الوسط ثم في النهاية اليمين الصهيوني وذلك لبلورة فكرة حل الدولتين التي انتهت باوسلو.. سياسيا كان الموقف الفلسطيني هشا وضعيفا في مواجهة المفاوض الاسرائيلي فلقد دخل الفلسطيني رافعا الراية البيضاء ولم يقدم تنازلات من خلال المفاوضات بل دخل الى المفاوضات وهو مقر بدولة اسرائيل معترفا بوجودها على 80 بالمائة من ارض فلسطين، وهو لم يستند الى أي مرجعية قانونية دولية بخصوص القضية الفلسطينية فبدل ان يتمترس خلف قرار التقسيم الذي بموجبه اعترفت دول اوربا واسيا وافريقيا وامريكا وامريكا اللاتينية والاتحاد السوفيتي باسرائيل حيث يعلن عن دولتين تتقاسمان فلسطين ضمن قرار دولي يعترف بحق العودة وصون الممتلكات… اعرض الساسة الفلسطينيون عن هذا المرجع القانوني الاممي الوحيد ذي الشأن في حدود اسرائيل وفلسطين ولجأوا الى قرار وقف اطلاق النار بعد احتلال قطاع غزة والضفة الغربية وكانت هذه الخيبة الاولى الاساسية التي منيت بها السياسة  التفاوضية الرسمية الفلسطينية، كيف يطالب الفلسطينيون بغزة والضفة ولا يطالبون بما منحهم القرار الدولي الجائر والمنحاز لاسرائيل؟ لماذا يتطوع الفلسطينيون الرسميون للتنازل عما شرع لهم القرار الدولي الذي بموجبه يتم الاعتراف باسرائيل دولة وعضوا في الامم المتحدة..!! من يحاسب على ذلك؟ ثم يخضع الفلسطينيون لمنطق تحسين المعيشة وتغيب القضية السياسية ويصبح هم السياسي الفلسطيني في الضفة وغزة كيف يوفر رواتب الموظفين من جيوشه وموظفية وكيف يحافظ على الحد الادنى المسموح به له.. فاصبخنا بعيدين تماما عن قضيتنا. ومع هذا التنازل الخطير غير المفهوم وغير المبرر يتم تنازل اخر عن قرار اممي باعتبار الصهيونية حركة عنصرية حيث قبل الساسة الفلسطينيون باسقاط هذا القرار الاممي مجانا وبدون أي مقابل سياسي .. وانصرف الفلسطينيون السياسيون يتحدثون عن دولة في الضفة وغزة فيما لم تقدم اسرائيل من خلال تفسيرها أي اشارة لما يؤكد ذلك انما هو حكم ذاتي محدود انتقالي مؤقت.. ولم يكن من الساسة الفلسطينيين الا ان يحولوا المؤقت الى دائم يغطي عملية تفاوض فارغة انتهت بلا أي انجاز فلسطيني وبانجازات صهيونية ضخمة على صعيد الاستيطان والحاق الاذى في الشعب الفلسطيني وممتلكاته وابنائه.. حتمية حل الدولة الواحدة: دولة واحدة لكل مواطنيها كما كل الدول في العالم بغض النظر عن ثقافاتهم وشرائعهم.. فهل تقبل الديمقراطيات الغربية وعلى راسها امريكا ان يقام لكل اصحاب دين دولة خاصة بهم؟ هل يقبل الامريكان ان يقوم الهنود الحمر ببناء دويلة لهم خاصة بهم؟ هل يقبل الفرنسيون باقامة دولة لستة ملايين مسلم بفرنسا؟ هل تقبل أي دولة ديمقراطية غربية ان تتوزع على اتابع الديانات والاعراق؟ بالتأكيد لا .. ونحن نتابع الموقف الاوربي الحاسم الذي رفض انفصال برشلونة الكاتالونية عن اسبانيا رغم التصويت الشعبي المؤيد لذلك.. فلماذا يطلب منا نحن اهل فلسطين الخضوع للمنطق الصهيوني العنصري فنفرق شعب فلسطين بمكوناته التاريخية ونوزع فلسطين على الاثنيات الدينية والعرقية..لم يكن المطروح استقبال لاجئين يهود اضطرتهم الحروب للهجرة الى فلسطين فلقد سبق للعرب والمسلمين ان استقبلوا اليهود الفاربن من العنصريين الغربيين وذلك نحن مؤمنون بدورنا ومهمتنا وهي ان نجمع اهل فلسطين في اطار فلسطين المباركة وحدة واحدة ليمثلوا مشهدا عظيما من مشاهد الانسان في ارقى حالات انسجامه وتعايشه وهذا يحتاج نضال مستمر وثابت وهو يندرج في النضال الانساني ضد العنصرية والجريمة..  ولقد اكتشفنا ان كل صيغة بديلة انما هي وصفة جديدة لاستمرار الصراع ولننظر الى الاوضاع الدولية التي اعتمدت التقسيم على اساس عرقي او ديني كيف ان ذلك اسس لصراع دائم عنصري؟ إن ذلك ايغال في التيه ومضيعة الوقت وتضاخم التضحيا،  ومرتع للمتنفعين من الأزمات والحروب، وسبيل لتكريس الاحقاد والانتقام و اهدار الطاقات.. نقول هذا الكلام فيما يتم التوادد بين قيادة حماس والسلطة بوساطة قطرية وتركية على رؤية سياسية واحدة.. مثل هذا اللقاء يتمنى الشعب جدواه رغم عدم ثقته بالنوايا الامر الذي تكرر مرات عديدة حيث تم تخريب كل اتفاق بتفسيرات معوجة.. وبالمناسبة من المفيد ان نسجل امام المجتمعين اهم حقائق وجودنا: ان الدولة الواحدة هي اقصر الطرق وايسرها ايجادا وهي توحد الشعب وتكسب الراي العام وتفر الشروط الافضل كما انها تنسجم مع الحق والاخلاق. خطوات اساسية نحو الحل: لقد ذكر الدكتور محي الدين عميمور الوزير الجزائري ومستشار الهواري بومدين رحمه الله في مقال له مؤخرا انه قد سبق له الكتابة عن حل الدولة الواحدة وذلك قبل ان يلتحق بالعمل مع الرئيس هواري بومدين فناداه الرئيس واخبره بانه كان يتحدث عما في وجدانه وعقله ولعل هذا هو ما قربه للعمل مباشرة مع الرئيس وبعد سنوات طويلة طرح الراحل العقيد القذافي حل الدولة الواحدة ورغم البهلوانية حول الاسم الا ان الفكرة كانت قوية وقد تسنى له الدفاع عنها مطولا وبعد فترة من الزمن طرح الخامنئي مرشد ايران حلا لايبتعد عن رؤية بومدين والقذافي وهي النضال لتفكيك النظام الصهيوني العنصري. بعد اجارب الساسة الفلسطينيين اشرقت حقيقة في تمام الوضوح ذلك أن فلسطين هي الحل الوحيد لازمات المنطقة وقضاياها.. لن يهدأ الامر لليهود الا بفلسطين الواحدة ولا يقبل الفلسطينيون بحل الا فلسطين الواحدة وكل ماسوى ذلك تيه ومضيعة وقت.. وليس من حل لازمات اليهود واخراجهم من التيه الا فلسطين الواحدة. فلسطينيو الداخل الفلسطيني يجب ان لايتقوقعوا داخل الدائرة الصغيرة بل ينخرطوا في عمل سياسي ناضج مع كل الذين يرون في حل الدولة الواحدة حلا جذريا حقيقيا انسانيا للقضية الفلسطينية وسيكون من الخلل التقوقع في دائرة بخطاب لم يشهد تطورا رغم التغيرات الكثيرة في المشهد، اما اهل الضفة والقطاع فالامر حتمي امامهم انهم يرفضون أي حل يقسم فلسطين مهما كانت النسبة بل حل يجمع اهل فلسطين جميعا بغض النظر عن اديانهم واعراقهم في دولة واحدة وان يحرروا عقولهم من كفاح يقتصر على الضفة وغزة انما هي كل فلسطين ضد العنصريين المجرمين القتلة.. والمهمة تأخذ شكلها الكبير مع الفلسطينيين الموزعين في خارج فلسطين سواء الدول الشقيقة او العالم باسره وهي مهمة توعية ونشر مفاهيم من الضروري شطب فكرة حل الدولتين، وتوبيخها واظهار فسادها الاخلاقي والواقعي.. على الفلسطينيين في شتى العالم والبالغة كتلتهم اكثر من 7 مليون ان يبرزوا حلهم الانساني وتصديهم للحل العنصري وان يبحثوا عن لقاءات مع كل من يؤمن بهذا الطرح السياسي الاخلاقي بغض النظر عن دينهم واعراقهم.. انها عملية تثقيف وتوعية واسعة ونشر مفاهيم ورؤية، على ارضها يتم تفعيل كل انواع العمل الميداني والسياسي وبناء العلاقات بما يخدم رؤية فلسطين الواحدة والتي يجب ان تكون خطا احمر امام المثقف الفلسطيني والسياسي الفلسطيني سواء..

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

سكان غزة يتشبثون بأرضهم.. والرئاسة الفلسطينية: فلسطين ليست للبيع

عواصم "رويترز" "د ب أ": بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، اجتاحت رياح عاتية وأمطار غزيرة القطاع في الساعات الأولى من صباح اليوم لتغمر المياه الخيام التي تؤوي الأسر النازحة وتتمزق الأغطية البلاستيكية التي تغلق فتحات المنازل المهدمة.

لكن سكان غزة قالوا إن إعلان ترامب عن خطط سيطرة الولايات المتحدة على القطاع وتهجيرهم لم يزدهم إلا إصرارا على البقاء.

وقال قاسم أبو حسون وهو يقف تحت المطر بين المنازل المهدمة والطرق المدمرة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة "برغم المأساة اللي إحنا عايشين فيها، برغم الأجواء الماطرة، الأجواء التعيسة جدا في المنخفض، الناس قاعدة في العراء".

وعادت عائلة أبو حسون إلى منزلها المدمر بمجرد سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير بعد أن أمضت شهورا نازحة في أماكن أخرى باتجاه شمال القطاع. وليس لدى العائلة أي نية للمغادرة مرة أخرى.

وقال لرويترز "هذا ما يدل على أنه الناس متمسكة في بلدها، الناس متمسكة في أرضها. الناس متمسكة في كل شيء، في ذرة رمل في غزة".

وفي الليلة التي أعقبت إعلان ترامب الصادم، أيقظت العاصفة الأسر من نومها ومزقت الخيام المؤقتة المصنوعة من البلاستيك والأقمشة. ولجأ السكان إلى التخلص من المياه التي غمرت الخيام باستخدام أوعية بلاستيكية صغيرة.

وفي الصباح التالي أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجيش بإعداد خطة للسماح "بالخروج الطوعي" للسكان من غزة.

وقال عبد الغني، وهو أب لأربعة يعيش مع أسرته وسط أنقاض منزلهم الذي دمرته إسرائيل في مدينة غزة "يبدو إنه الطقس كمان ضدنا، بس لا الطقس ولا ترامب ولا إسرائيل راح يقدروا يطلعونا من أرضنا".

وقال لرويترز في رسالة نصية "ما راح نبيع أرضنا لمطور عقارات؟ صحيح إنه احنا جوعانين ونازحين بلا بيوت وحالتنا صعبة لكن ليس عملاء، وإذا صحيح يريد يساعد خليه ييجي يبني لنا واحنا هنا في مكاننا".

وفي إسرائيل، ذكرت القناة 12 أن خطة كاتس ستشمل خيارات الخروج من القطاع عن طريق المعابر البرية، بالإضافة إلى ترتيبات خاصة للمغادرة بحرا وجوا.

وتهجير الفلسطينيين من أكثر القضايا حساسية في الشرق الأوسط. ويشكل التهجير القسري للسكان تحت الاحتلال العسكري جريمة حرب ومحظور بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949.

وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) باسم نعيم لرويترز إن تصريح كاتس لم يكن مفاجئا وكان يهدف إلى "التغطية على دولة فشلت في تحقيق أي من أهدافها في الحرب على غزة".

وتقول إسرائيل إنها تهدف إلى القضاء على حماس التي أشعل الهجوم الذي شنته في السابع من أكتوبر 2023 أحدث موجة من الصراع. ولكن منذ سريان وقف إطلاق النار قبل ثلاثة أسابيع، استعاد مقاتلو حماس سيطرتهم على القطاع.

وفي الوقت نفسه، عاد مئات الألوف من الفلسطينيين النازحين داخل غزة إلى منازلهم، وخاصة في الجزء الشمالي من القطاع الذي تحول بالكامل تقريبا إلى أنقاض. وقال نعيم إن هذا دليل على تشبث الفلسطينيين الشديد بالأرض.

وتابع "مشاهد شعبنا وهو يقف لأيام في البرد الشديد على شارع الرشيد ينتظر بفارغ الصبر العودة إلى دياره التي أجبرته إسرائيل بالقوة والموت على مغادرتها، هو خير دليل على تمسك شعبنا بأرضه".

وأضاف نعيم "إن كانوا صادقين فيما يدعون، فليرفعوا الحصار الخانق عن غزة وليفتحوا المعابر، وسيصدمون بأن حجم العائدين الى غزة أكبر من المغادرين رغم الدمار الكبير".

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على غزة عقب الهجوم أدت إلى مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني على مدى 16 شهرا الماضية. كما أثارت الحملة اتهامات لإسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية وجرائم حرب.

ولا يزال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، التي تستمر المرحلة الأولى منه ستة أسابيع، صامدا إلى حد بعيد. وتم إبرام الاتفاق بوساطة من مصر وقطر وبدعم من الولايات المتحدة. لكن احتمالات التوصل إلى تسوية دائمة بعد المرحلة الأولى غير واضحة.

إجماع عربي

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم على الإجماع العربي لرفض مخططات تهجير سكان قطاع غزة من أرضهم والتمسك بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

جاء ذلك خلال اجتماع أبو الغيط مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى في مقر الجامعة بالقاهرة حيث بحثا أحدث المستجدات بعد وقف إطلاق النار في غزة وبدء تدفق المساعدات إلى القطاع.

وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي في بيان إن اللقاء "تناول الوضع الفلسطيني الراهن في ضوء التهديدات التي تتعرض لها القضية، ولا سيما سيناريو التهجير المرفوض عربيا ودوليا".

وأضاف أن أبو الغيط ومصطفى "أكدا على الإجماع العربي على رفض المساس بثوابت القضية الفلسطينية، وأهمها بقاء الشعب على أرضه، وعدم سلبه حقه في تقرير مصيره".

وأشار المتحدث إلى أن اللقاء شمل عرضا موسعا ودقيقا من رئيس الوزراء الفلسطيني بشأن "خطط وبرامج التعامل مع الوضع الكارثي في غزة من أجل تنفيذ الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر، توطئة لإعادة الإعمار".

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني قد التقى الأربعاء بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي أكد دعم مصر للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية مع مواصلة الجهود الإقليمية والدولية للوصول إلى حل سياسي دائم وعادل من خلال تنفيذ حل الدولتين.

وأعلنت مصر والأردن في وقت سابق رفضهما لمقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستقبال سكان قطاع غزة الذي وصفه بأنه "مكان مدمر".

فلسطين ليست للبيع

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الخميس ، إن فلسطين بأرضها وتاريخها ومقدساتها ليست للبيع، وهي ليست مشروعا استثماريا، وحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتفاوض وليست ورقة مساومة.

ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) اليوم عن أبو ردينة قوله إن "شعبنا الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجسام دفاعا عن حقوقه الوطنية المشروعة، وحفاظا على قراره الوطني المستقل الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، لن يتنازل عن شبر من أرضه سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين".

وأضاف أن "الشعب الفلسطيني وقيادته لن يسمحا بتكرار نكبتي 1948 و1967، وسيفشلان أي مخطط يهدف إلى تصفية قضيته العادلة عبر مشاريع استثمارية مكانها ليس في فلسطين ولا على أرضها".

وأشار إلى أن "الرد العربي والدولي على مخططات الإدارة الأمريكية بتهجير الفلسطينيين، أثبت أن العالم جميعه يتكلم بلغة واحدة نابعة من الشرعية الدولية والقانون الدولي، فيما تتكلم الإدارة الأمريكية وحدها لغة مختلفة، كما أن هناك أصواتا أمريكية وأعضاء كونجرس، وأصواتا إسرائيلية تعتبر أن هذا المشروع غير قابل للتنفيذ".

وجدد أبو ردينة التأكيد على أن "تحقيق السلام والأمن والاستقرار ينبع من فلسطين وتحديدا من عاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وليس من أي مكان آخر، ولا بأي قرار من أحد".

وأشار إلى أن "الرئيس محمود عباس ثمن في بيان رسمي، مواقف الدول العربية والدولية الرافضة لدعوات التهجير أو الضم"، مؤكدا أنه "لا بديل عن حلول سياسية على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، من أجل سلام دائم ومستقر يحقق الأمن والاستقرار لدول المنطقة".

طلب عاجل

وجه رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي، الخميس ، نداء عاجلا إلى المؤسسات الدولية والجهات المعنية بضرورة التدخل الفوري لتوفير 40 ألف خيمة ووحدة إيواء لسكان مدينة رفح في جنوب قطاع غزة ، الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى بعد الدمار الهائل الذي لحق بمنازلهم جراء العدوان الإسرائيلي.

وأكد الصوفي ، في بيان نشرته البلدية على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم ، أن "الأوضاع الإنسانية في رفح كارثية، حيث يبيت عشرات الآلاف من المواطنين في العراء، وسط ظروف جوية قاسية من أمطار ورياح عاتية زادت من معاناتهم، واقتلعت الخيام المهترئة التي يحتمون بها".

وأشار إلى أن الأرقام الأولية تفيد بأن نحو 90% من الوحدات السكنية في المدينة طالها الدمار، فيما تعرضت حوالي 52 ألف وحدة سكنية للتدمير بنسب متفاوتة.

وأوضح رئيس البلدية أن رفح، التي أصبحت مدينة منكوبة، لم تعد قادرة على استيعاب سكانها المتضررين في ظل غياب حلول إيوائية مستدامة، مما يستدعي استجابة دولية عاجلة لإنقاذ السكان من خطر التشرد والمجاعة والأمراض.

وناشد الصوفي كافة الجهات الدولية والإنسانية للقيام بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه سكان رفح، والعمل على توفير مستلزمات الإيواء الأساسية، بما يضمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة للنازحين الذين يعانون أوضاعا مأساوية غير مسبوقة.

مقالات مشابهة

  • باحث علاقات دولية: حل الدولتين المسار الوحيد لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية
  • نتنياهو يرد على مطالبات السعودية لبناء دولة فلسطين: اقيموها على أراضيكم
  • سفير فلسطين السابق: كل التحية لموقف مصر الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني
  • كاتب صحفي: إيطاليا تدعم حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • سكان غزة يتشبثون بأرضهم.. والرئاسة الفلسطينية: فلسطين ليست للبيع
  • الجامعة العربية: إجماع عربي على بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه وتحقيق حل الدولتين
  • المرشد الإيراني: "فلسطين كلها من النهر إلى البحر للشعب الفلسطيني"
  • الأمم المتحدة تؤكد مجددًا دعمها لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة
  • التعاون الخليجي يؤكد ضرورة حل الدولتين وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة
  • فلسطين.. شهيد وإصابات جراء سقوط جدار مبنى على عائلة في حي الشيخ رضوان