20 معلومة وملاحظة لافتة.. ضباط وجنود إسرائيليون يتحدثون عن الحرب بغزة
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
يوما بعد يوم ترتفع أصوات الضباط والجنود في إسرائيل، يتحدثون عن غرقهم في وحل غزة، وفقدان قيادتهم للبوصلة، ثم تتعالى في كلماتهم وتصريحاتهم نبرة التشاؤم من القادم الذي "سينفجر في وجوهنا" عاجلا أم آجلا حسب قول أحدهم.
ما بدا إجماعا في إسرائيل في بداية العدوان على قطاع غزة، انخرم مع الوقت، حيث عاد الساسة إلى انقساماتهم وصراعاتهم، أما الضباط والجنود فقد أخذت صيحات الشكوى وتأوهات الألم الصادرة عن العديد منهم منحى تصاعديا تزداد وتيرته يوميا بعد آخر.
وتشي تلك التصريحات بتصاعد الغضب والسخط داخل القوات الإسرائيلية، في ظل استمرار تغاضي الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن التوصل إلى اتفاق مع المقاومة يفضي إلى انتهاء الحرب وعودة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
في المادة التالية نسلط الضوء على بعض تصريحات العسكريين من ضباط وجنود بشأن واقع الحرب في غزة وما يعانيه الجنود من ويلاتها ومآسيها:
عشرات الدبابات ما زالت عالقة كشف الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك عن أن عشرات الدبابات المعطوبة لا تزال عالقة بانتظار سحبها إلى خارج القطاع، وقال إنه تلقى شكاوى من جنود تتعلق بتعطل المعدات ونقصها. ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أنه تحدث عما سماه "فوضى عارمة" بين الجنود في قطاع غزة لا يتم الحديث عنها بوسائل الإعلام تتعلق بالمعدات والخدمات اللوجستية. كما كشف معلومة أخرى، هي أنه تم إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول بعدم جاهزية الجيش للحرب فورا لوجود جنود لم يتدربوا منذ 5 سنوات، فضلا عن النقص في المعدات. وبشأن ما يواجه الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، قال بريك "كل يوم يقتل جنودنا، ويصابون بجروح خطيرة بسبب الفخاخ والمتفجرات عندما يدخلون المنازل المفخخة من دون أي تفتيش، ولا يتخذون التدابير المناسبة قبل الدخول". قال بريك أيضا إن بلاده خسرت الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقطاع غزة، مؤكدا أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مستعدة لحرب إقليمية واسعة، ستكون أصعب وأخطر بآلاف المرات من الحرب الجارية في قطاع غزة.
وفي مقال له بصحيفة معاريف نشر اليوم الأحد، قال بريك إنه "لا يمكنك الكذب على الكثير من الناس لفترة طويلة"، وإن "ما يجري في قطاع غزة وضد حزب الله في لبنان سينفجر في وجوهنا عاجلا أم آجلا، وحينها ستنكشف الحقيقة بكل خفاياها".
وانتقد بريك قيام رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي بسلسلة تعيينات في الجيش، معتبرا أنه "منعزل عن الواقع، وفقد السيطرة على الأرض منذ وقت طويل، لكنه بدأ بتعيين عقداء ومقدمين على شاكلته وصورته"، وفق تعبيره. وفي تقييم إجمالي لما يجري، قال بريك "لقد خسرنا الحرب مع حماس، كما أننا نخسر حلفاءنا في العالم بمعدل مذهل. وقد أزيل هدف القضاء الكامل على حماس من جدول الأعمال، كما أننا لم نعد المختطفين أحياء إلى الوطن بعد"، وفق قوله.وأردف الجنرال السابق أن ما وصفها بالمناورة (الهجوم البري على قطاع غزة) التي هلل لها القادة الإسرائيليون، لم تصمد أمام الاختبار، ولم تحقق النتيجة التي كان الجميع يأمل فيها.
موبخا السياسيين: يتعين أن تكونوا جديرين بنا وقف عميد إسرائيلي أمام دبابة على أطراف قطاع غزة وقطع كلمته عن الحرب ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ليوجه توبيخا عبر التلفزيون للزعماء السياسيين في إسرائيل.وحث العميد دان غولدفوس السياسيين "من كل الأطياف" على نبذ التطرف وعلى الاتحاد وتجنب العودة إلى الوضع الذي سبق الصراع في أكتوبر تشرين الأول حين أدى الشقاق السياسي وأشهر من الاحتجاجات إلى استقطاب شديد في إسرائيل.
وقال غولدفوس في إفادة صحفية يوم 13 مارس/آذار بثتها القنوات التلفزيونية الرئيسية في إسرائيل "يتعين أن تكونوا جديرين بنا، أن تكونوا جديرين بهؤلاء المقاتلين الذين فقدوا حياتهم".
لاحقا قال باراك ريشر (42 عاما) الذي أنهى خدمة الاحتياط لمدة خمسة أشهر، تعليقا على تصريحات غولدفوس "لقد تحدث نيابة عن كثيرين يشعرون أنهم يضحون بحياتهم ووقتهم بينما ينشغل السياسيون بتفاهات السياسة".
الحكومة تخلت عنا جندي آخر هو ريف أربيل (25 عاما)، كان يفترض أن يبدأ دراسته في أكتوبر/تشرين الأول، لكنه وجد نفسه يقاتل في غزة لمدة 120 يوما، قال إنه خلال هذه الفترة أصيب طاقمه بصاروخ مضاد للدبابات.
وشأنه شأن كثيرين من جنود الاحتياط، قال أربيل إنه شعر بأن الحكومة تخلت عنه بعد عودته إلى الحياة المدنية.
ومضى يقول "عدت من خدمتي في قوات الاحتياط وأحتاج إلى شراء أغراض البقالة والأسعار مرتفعة والإيجار على وشك الارتفاع، والسياسيون لا يظهرون أي اهتمام بحياتي. لا يشغلهم إلا بقاؤهم السياسي".
المقاومة بدأت حرب العصابات قال اللواء الاحتياطي ومدير إدارة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي، يسرائيل زيف، إن الحرب التي تدور رحاها في قطاع غزة فقدت بوصلتها وتبدو وكأنها لا أهداف لها، مشددا على ضرورة أن تتخذ القيادة قرارا بشأنها. وفي لقاء مع صحيفة معاريف الإسرائيلية قال الجنرال زيف، أكد يسرائيل زيف أن إسرائيل غرقت في اعتبارات عسكرية تكتيكية في قطاع غزة دون أي تصور إستراتيجي عكس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تمتلك هذا التصور، وانتقلت من مرحلة الصدام العسكري المباشر إلى حرب عصابات تلحق أضرارا بالجيش الإسرائيلي. واعتبر الجنرال (الذي استلم بين مناصب عليا قيادةَ سلاح المظليين وفرقة غزة خلال الانتفاضة الثانية) أن حماس لم تعد تبحث عن نصر في صدام مباشر بل ما يعنيها حاليا هو حرب العصابات، أما إسرائيل فتغرق في اعتبارات قتال تكتيكية، وتتصرف كمن يملك كل الوقت ولا يستشعر تأثير عوامل أخرى على الزمن. وأشار إلى أن حماس، عكس الجيش الإسرائيلي، عدلت طريقة قتالها كتغيير في إستراتيجيتها، وتخوض عموما معركة مركبة، قائلا إن حرب العصابات (وبينها تكتيكات الفخاخ المتفجرة) -التي باتت تشبه حرب العصابات التي كان يخوضها حزب الله– تناسب الحركة وتلحق خسائر بإسرائيل لأن جيشها في صورته الحالية ليس مُصمَّما لتبقى فرقه في كل بقعة من غزة. وأوضح أن إسرائيل بدون دعم من حلفائها لن تكون قادرة على الاستمرار وهزيمة حزب الله في الشمال، مؤكدا أن إسرائيل نفسها ستتضرر عسكريا.وأعرب عن اعتقاده بأنها في وضع خطير للغاية، لافتا إلى أن استمرار هذه الوضعية ينم عن انعدام روح المسؤولية الوطنية من وجهة نظر أمنية وبشكل عام.
لنخرج من التجمعات السكنية اعتبر جنرال الاحتياط في الجيش الإسرائيلي يتسحاق بريك، أن الجيش يبتعد عن تحقيق أهداف الحرب، ويغرق أكثر فأكثر في "وحل غزة".
وكتب في صحيفة معاريف الإسرائيلية "مع مرور الوقت، نبتعد أكثر فأكثر عن تحقيق أهداف الحرب: القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإطلاق سراح المختطفين؛ ونغرق أكثر فأكثر في وحل غزة".
وقال إن هناك مواقف في الحرب تجب إعادة النظر في مسار العمل فيها، إذ "يتضح اليوم للجيش أنه في هذه المرحلة لن يكون من الممكن تحقيق الهدف الذي نسعى من أجله".وتابع بريك "مجرد الاعتراف بعدم وجود نية للدخول إلى رفح، حيث تسيطر حماس سيطرة كاملة، لأنها المكان الأكثر ازدحاما في غزة والشرق الأوسط بأكمله، حيث يعيش مليوني لاجئ في مخيمات اللاجئين، وبيئتهم مزدحمة بشكل رهيب، ولذلك من المستحيل مهاجمة هذه المخيمات، وبكلمة واحدة، من المستحيل القضاء على حماس هناك التي يختلط جنودها باللاجئين".
وقال بريك إن "حماس تتمتع في رفح بحرية الوصول إلى خان يونس، ومن هناك إلى شمال قطاع غزة عبر مئات الكيلومترات من الأنفاق المرتبطة ببعضها بعضا".وأكد أنه حتى لو دمر الجيش ألفا من مداخل الأنفاق فإن لدى حماس آلافا أخرى، "وبالتالي فإن التدمير الجزئي لا يؤثر فعليا على حركتهم في الأنفاق".
ونصح جيش الاحتلال بإعادة النظر في مسار الحرب وتقييم طريقة القتال، والخروج من التجمعات السكنية الكثيفة، واتباع نهج الهجوم الجراحي بالطائرات المبني على معلومات استخباراتية دقيقة وبغارات برية فقط، وذلك بهدف الخروج من "الكابوس الذي لا فائدة منه". كما رأى أن "أعضاء الحكومة من اليمين المتطرف يعلنون ليل نهار أن القتال داخل قطاع غزة يجب أن يستمر بكل قوته حتى هزيمة حماس، بينما يتجاهلون الحقائق على الأرض ويعيشون واقعا زائفا".وأضاف "حسب فهمهم، فإن قطاع غزة يجب أن يبقى في أيدي إسرائيل سواء في الجانب الأمني أو في الجانب الإداري المدني حتى نهاية العالم، ومعنى هذا النهج هو أن إسرائيل ستقبل المسؤولية عن مليوني لاجئ، وعن كل كارثة تحل، وستقع أزمة إنسانية على أكتاف إسرائيل".
وتابع: "بذلك سنخسر دعم العالم بشكل عام، ودعم الولايات المتحدة في الحرب، وسنخسر كل إنجازاتنا في الحرب التي دفعنا ثمنها باهظا حتى الآن".
تآكل الإنجازات العسكرية لم تقتصر التحذيرات على الجنرالات العاملين أو المتقاعدين وجنود الاحتياط، بل وصلت أيضا إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي الذي حذر خلال مداولات أجراها مؤخرا مع المستوى السياسي، من "تآكل الإنجازات العسكرية خلال التوغل البري في غزة، في ظل غياب إستراتيجية سياسية للحكومة الإسرائيلية باليوم التالي للحرب". أعرب أيضا في تحذيراته التي نقلتها القناة 13 الإسرائيلية عن مخاوف المؤسسة العسكرية، من أن تعيد حركة حماس تنظيم صفوفها في مناطق شمالي القطاع التي أعلن الجيش الإسرائيلي السيطرة عليها، مما قد يدفعه لإعادة تنفيذ عمليات عسكرية في هذه المناطق.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات حرکة المقاومة الإسلامیة الجیش الإسرائیلی حرب العصابات فی قطاع غزة فی إسرائیل أن إسرائیل قال بریک فی غزة
إقرأ أيضاً:
مقتل 43 ألفا وقنبلتان نوويتان| "هيومن رايتس" والأمم المتحدة يفضحان جرائم إسرائيل بغزة
منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر 2023، تصاعدت الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، حيث تتوالى التقارير الحقوقية الدولية التي تكشف عن ممارسات تصل إلى حد الإبادة الجماعية وجرائم الحرب. وفي يوم واحد فقط، هو الخميس الماضي، أصدرت كل من الأمم المتحدة ومنظمة "هيومن رايتس ووتش" تقارير صادمة توثق هذه الانتهاكات، متهمة إسرائيل بارتكاب أعمال تهدف إلى تدمير البنية التحتية، وتهجير السكان، وتجويع المدنيين، وسط صمت رسمي إسرائيلي.
إسرائيل ترتكب إبادة الجماعية في غزةإسرائيل ترتكب إبادة الجماعيةوأشارت لجنة التحقيق الخاصة التابعة للأمم المتحدة، إلى أن الممارسات الإسرائيلية خلال الحرب على غزة تتضمن:
تجويع السكان كأسلوب حرب.فرض عقاب جماعي على الفلسطينيين.تدمير البنية التحتية الأساسية، ما أدى إلى كارثة بيئية وصحية طويلة الأمد.ووفق التقرير، استخدمت القوات الإسرائيلية أكثر من 25 ألف طن من المتفجرات، ما يعادل قنبلتين نوويتين، دمرت أنظمة المياه والصرف الصحي والغذاء الحيوية، مخلفة أزمات تؤثر بشدة على الأجيال القادمة. كما وثقت اللجنة مقتل أكثر من 43,700 فلسطيني منذ بدء الحرب، وهو ما يثير مخاوف بشأن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحديد الأهداف العسكرية.
إسرائيل تستهدف مستشارا إيرانيا رفيع المستوى وقياديا بحزب الله في سوريا اليونان تجري محادثات مع إسرائيل لتطوير "القبة الحديدية"واتهم تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش"، إسرائيل بارتكاب جرائم تهجير قسري، موضحًا أن:
90% من سكان غزة (1.9 مليون شخص) نزحوا بسبب القصف المستمر.المناطق المستهدفة دُمرت بالكامل في إطار خطط لإفراغها من السكان بشكل دائم.تم توثيق حالات استهداف للطرق الآمنة والمناطق المصنفة على أنها آمنة، مما يرقى إلى "تطهير عرقي".وأشار التقرير إلى أن إسرائيل حولت محاور مثل فيلادلفيا ونتساريم إلى مناطق عازلة مدمرة بالكامل، فيما قال مسؤولون إن الهدف من هذه العمليات هو "منع تهريب الرهائن"، وهو ما رفضته المنظمة، مؤكدة أن الممارسات لا تتوافق مع قوانين الحرب الدولية.
وأوصت "هيومن رايتس ووتش" المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، بما في ذلك:
فرض عقوبات محددة على إسرائيل.تعليق المساعدات العسكرية ونقل الأسلحة من الدول الداعمة كأمريكا وألمانيا.تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في الجرائم المرتكبة، بما في ذلك التهجير القسري ومنع عودة الفلسطينيين إلى منازلهم.وأكدت المنظمة أن استمرار تزويد إسرائيل بالسلاح يعرض الدول الموردة لخطر التواطؤ في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وتشكل التقارير الصادرة صرخة تحذير للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لوقف إراقة الدماء، وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات أمام العدالة الدولية.