العثور على أكبر قطعة ذهب في إنجلترا
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
كشفت وسائل إعلام محلية أن رجلا يُدعى ريتشارد بروك في عقده السادس، عثر على قطعة ذهب تزن 64.8 غراما في تلال شروبشايرغربي إنجلترا. وكان بروك انطلق في رحلة مدتها 4 ساعات من مقر إقامته للمشاركة في عمليات استكشاف في شهر مايو/أيار الماضي، وبسبب أعطاب تعرضت لها معدّاته لجأ إلى استخدام جهاز قديم أقل كفاءة. ورغم ذلك، لازمه الحظ بالعثور على كتلة صلبة من الذهب الخالص.
وفي بيان أصدرته شركة المزادات مولوك جونز، أعرب بروك عن قلقه في البداية عند وصوله متأخرا، ظنًا منه أنه قد فاتته فرصة العثور على شيءٍ ما، بالإضافة إلى أنّ المعدات التي لديه كانت أقلّ جاهزية مقارنة بما يمتلكه زملاؤه الكشّافون، وهو ما دفعه للاعتقاد بأنّ الثروات الطبيعية أحيانا تقدم لك نفسها على طبق من ذهب بكل ما تحمله العبارة من معنى بغض النظر عن الأدوات المستخدمة.
وتشير تقييمات الخبراء إلى أنّ كتلة الذهب هذه يتراوح سعرها بين 38 ألفا و50 ألف دولار، وهذا كان سببا كافيا لتسليط الضوء عليها، فضلا عن أنها ستكون أثقل كتلة ذهب اكتُشفت في الأراضي الإنجليزية، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 54 غراما.
ويُعد اكتشاف قطعة الذهب هذه حدثا نادرا ولغزا، نظرا إلى موقع اكتشافها في مرتفعات مقاطعة شروبشاير البريطانية، وهي منطقة يُعتقد بأنّها كانت مغمورة تحت محيط ما في عصور ما قبل التاريخ.
وتفترض شركة المزاد عدّة سيناريوهات مختلفة لوجود هذه القطعة على الأراضي البريطانية، ومنها أنه يُرجّح وصولها من مكان آخر، مما يعني أنه ربّما كان هناك طريق يمر من المنطقة في ما سبق، وهذا يفتح المزيد من التساؤلات والبحث.
يحمل الذهب قيمةً لا يحملها غيره من المعادن، ويحظى بتقدير واهتمام تاريخي قديم يمتد لآلاف السنوات، وهو كان وما زال من بين أكثر المعادن الثمينة المرغوبة، وله دلالة رمزية على القوّة والجاه والرفعة والتمكين.
وكان القدماء من حضارة الآزتك يعتقدون أنّ الذهب هو "عُصارة الشمس"، وهو ما يحمل جزءا من الحقيقة، إذ إن الذهب من العناصر الثقيلة التي يعتمد في مراحل إنتاجه وتكوّنه على عدة مراحل، بداية من الاندماج النووي الشديد في أنوية النجوم حيث يكون الضغط والحرارة في مستويات عالية جدا، ثم اندماج ذرات العناصر الأخف مثل الهيدروجين والهيليوم، ومن ثم تتشكّل ذرات عناصر أثقل.
ويعزز انفجار المستعر الأعظم عمليات الاندماج النووي هذه، فيزداد الضغط والحرارة إلى مستويات فائقة، وتندمج ذرات العناصر الثقيلة مع بعضها لتتشكّل ذرات عناصر أثقل وأثقل. وبعد الانفجار الهائل تتطاير ذرات العناصر الثقيلة في أرجاء الكون.
ثم تحين مرحلة "التقاط النيترونات"، وهو تفاعل نووي يحدث فيه تصادم بين نواة وواحد أو أكثر من النيترونات، ثم يحدث بعد ذلك الالتحام ليشكّل أنوية أثقل، وتُعرف هذه العملية بتشكيل النظائر الأثقل للعناصر الموجودة.
وفي هذه المرحلة يتشكل الذهب كما يُعرف على هيئته الموجودة، ويعتقد الفلكيون أنّ ثمّة 50 مليار طن من الذهب موجود في الكون المرئي.
ووصل الذهب إلى سطح الأرض في مراحل تشكلها الأولى، وغالبا ما كان عبر نيزك ضخم ارتطم بالأرض ودفع الذهب للانتشار على سطحه. إلا أن سطح الأرض المنصهر حينذاك ابتلع معظم القطع الذهبية ودفعها إلى باطن الأرض. وتُعد الانفجارات البركانية واندفاع صهارة البركان إلى قشرة الأرض من باطنها أهم الطرق التي يستعين بها الإنسان للحصول على الذهب.
وأثارت عملية البحث عن المعادن الثمينة العديد من الهواة حول العالم، والعدد في ازدياد مستمر بسبب زيادة مبيعات أجهزة التنقيب والكشف مؤخرا. ويصل سعر بعض هذه الأجهزة المتطورة نحو 15 ألف دولار. كما لا ينحصر الأمر في القيمة المادية التي ترتبط بالذهب، وإنما بقيمته التاريخية والحضارية التي لازمت العصور القديمة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات
إقرأ أيضاً:
الصين تلعب ورقة العناصر السبعة النادرة للرد على حرب ترامب التجارية
شدد تقرير نشره موقع "هافينغتون بوست" على استخدام الصين ورقة "العناصر الأرضية النادرة" للضغط على الولايات المتحدة في خضم حرب الرسوم الجمركية المحتدمة، موضحا أن بكين فرضت قيودا على تصدير سبعة عناصر بالغة الأهمية للصناعات التكنولوجية والعسكرية الأمريكية.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن أكبر اقتصادين في العالم اندمجا بطريقة شبه تكافلية خلال العشرين عامًا الماضية، والآن يهدد أي انفصال محتمل بانهيار الاقتصاد العالمي.
وأوضح الموقع أن الصين أصبحت منذ انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية قبل 23 عاما ترسا رئيسيا في النظام التجاري الأمريكي. فمن الهواتف الذكية إلى الألعاب، مرورًا بقطع الغيار الصناعية، تطورت شركات أمريكية بأكملها على فرضية أن الوصول إلى المنتجات الصينية أمر سهل ومضمون.
ووفقًا لمؤسسة "غولدمان ساكس"، فإن الصين تعد المورد المهيمن على أكثر من ثلث السلع التي تستوردها الولايات المتحدة.
حظر جزئي للمعادن النادرة
وأضاف الموقع أن الخطر الحقيقي في ظل الأزمة الحالية هو أن الصين تسيطر على العديد من الموارد التي يصعب على أمريكا إيجاد بدائل لها، والأكثر خطورة هي بعض المعادن التي تُستخدم بكميات ضئيلة جدا، لكنها أساسية في عدد من المنتجات عالية التقنية مثل البطاريات، ومصادر الطاقة المتجددة، والأسلحة، والأجهزة الطبية.
ومن بين هذه المعادن، تلك التي تُعرف بـ"العناصر الأرضية النادرة"، وهي الجزء الأصعب الأخطر والأصعب في عملية البحث عن بدائل، ويصفها البعض بـ"المدفعية الثقيلة" للرئيس الصيني شي جين بينغ.
وفرضت بكين قيودا على مبيعات سبعة من هذه العناصر للولايات المتحدة، وهي: الساماريوم، والغادولينيوم، والتيربيوم، والديسبروسيوم، واللوتيزيوم، والسكانديوم، والإيتريوم.
وأشار الموقع إلى أن جميع هذه العناصر تتمتع بخصائص مغناطيسية كبيرة، وهي أساسية في صناعة السيارات الكهربائية، والتوربينات الهوائية، والروبوتات، والأسلحة الدقيقة، والرقائق الخاصة بالذكاء الاصطناعي، وغيرها من الصناعات.
ومن بين الشركات الأمريكية التي تستخدم العناصر الأرضية النادرة الصينية، شركات كبرى مثل: لوكهيد مارتن، تسلا، آبل، بوينغ، رايثيون، وهانيويل.
وذكر الموقع أن العناصر الأرضية النادرة ليست نادرة إلى الحد الذي يوحي به اسمها، لكن المشكلة الحقيقية هي أن تركيزها منخفض، ومن الصعب فصلها كيميائيا عن الصخور، وهي عملية مكلفة ومُلوِّثة وتتطلب مهارات تقنية متخصصة، ولهذا فضلت الولايات المتحدة على مر السنين إسناد عملية استخراجها إلى دول أخرى.
وتهيمن الصين حاليا على السوق، وتسيطر بشكل خاص على إنتاج العناصر الأرضية النادرة الثقيلة، وهي تحديدًا العناصر السبعة التي قيّدت بيعها جزئيا للولايات المتحدة قبل عدة أيام، حيث ينص القرار الصيني على إلزام المنتجين الصينيين بطلب تراخيص تصدير، لكنه قد يتحول إلى حظر كلي، بحسب التقرير.
الأضرار المحتملة
كانت الصين فرضت قيودا على تصدير معدنين حرجين (من غير العناصر الأرضية النادرة)، وهما الغاليوم والجرمانيوم، ويُستخدمان في الأقمار الصناعية، والرقائق الإلكترونية، وأنظمة الرادار، وغيرها من الصناعات. وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حظرت الصين تمامًا بيع المعدنين إلى الولايات المتحدة.
وأوضح الموقع أن ذلك الحظر أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار، لكنه لم يسبب أزمة حقيقية في الإمدادات، ويعود ذلك إلى وجود مخزون كافٍ أو الاستيراد من دول أخرى.
لكنّ الحظر الأخير، وفقا للموقع، يُحتمل أن يُلحِق أضرارًا أكبر، لأن العناصر الأرضية النادرة الثقيلة هي الأقل قابلية للاستبدال.
وتقوم الصين بتكرير ما يقرب من 98 بالمئة من المعروض العالمي، وتمتلك السيطرة الكافية لفرض الالتزام بالحظر. ووفقا لمجلة "الإيكونوميست"، فإن الحكومة الصينية قادرة على تتبع كل طن من العناصر الأرضية النادرة المستخرجة والمكررة داخل الصين ومراقبة وجهتها النهائية، كما أنه يمكنها منع أي عمليات تصدير غير مباشرة، من خلال معرفة ما إذا كان أحد العملاء يعتزم إعادة التصدير إلى أمريكا.
وتقول ميليسا ساندرسون، الخبيرة في شؤون التعدين والمسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية: "إذا قررت الصين أن تأخذ المسألة على محمل الجد، فقد تكون الأضرار الجانبية كبيرة جدًا، لأنه في تلك الحالة ستسعى بكين إلى إغلاق كل طرق الالتفاف".
ويتوقع الموقع أن تؤدي الإجراءات الصينية إلى تناقص الكميات في فترة قصيرة، ما سيتسبب بمشكلات خطيرة لعدد كبير من القطاعات، من الدفاع إلى التقنيات الخضراء، مثل التوربينات الهوائية والمحركات الكهربائية.
ويرى الموقع أن هذا الخيار قد لا يكون في مصلحة الصين نفسها، لأنه سيؤدي إلى انخفاض الطلب، ويدفع الولايات المتحدة (وكذلك العديد من الدول الأخرى) إلى البحث عن بدائل.
وبحسب الموقع، فإن ذلك قد يجعل ترامب أكثر هوسا بالسيطرة على غرينلاند وأوكرانيا، فكلاهما غني بالموارد المعدنية. وتمتلك غرينلاند 43 معدنا من أصل 50 تعتبرها الحكومة الأمريكية "معادن حرجة"، وتمتلك أوكرانيا عنصرين استراتيجيين، وهما الليثيوم والتيتانيوم.
أما الولايات المتحدة، فلديها منجم واحد فقط للعناصر الأرضية النادرة في ولاية كاليفورنيا، ومع ذلك تحتل المرتبة الثانية عالميًا، وتستخرج حوالي 12 بالمئة من المعروض العالمي، وهي تعمل على تطوير مناجم أخرى وتموّل مشاريع في عدة دول من بينها أستراليا والبرازيل وجنوب أفريقيا.
لكن جزءا كبيرا من الإنتاج الأمريكي ينتهي به الأمر في الصين ليتم تكريره هناك، وتريد الحكومة الأمريكية تقليل الاعتماد على الصين في هذا المجال، وتموّل منشأة ضخمة في ولاية تكساس، وهي الأولى من نوعها خارج الصين لتكرير العناصر الأرضية النادرة الثقيلة، بحسب التقرير.