المؤلف أنور عبدالمغيث: جودر يعبر عن الهموم الإنسانية
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
قال الكاتب والسيناريست أنور عبدالمغيث، مؤلف المسلسل، إن المسلسل يتحدث عن البطل الشعبي، المعنى بقضية تهم الإنسانية وصراع البطل الشعبى مع القوة المضادة، فى سبيل تحقيق هدفه النبيل الذى يهم الإنسانية كلها، لافتا أن المسلسل مختلف تماما عن أى عمل سابق، مؤكدا أن «ألف ليلة وليلة» يعبر عن الهموم الإنسانية وحلم الإنسان أن يتجاوز هذا الواقع الذى يعيشه، إلى أحلام التى يشعر فيها بالتفاعل مع القوى الكونية.
وأكد أن المسلسل تدور أحداثه حول إعادة إحياء حكايات ألف ليلة وليلة ولكن بإطار حدثى يلائم العصر ويضم حكايات جديدة لم تذكر من قبل وخفايا جديدة بعيداً عن الصورة النمطية لتلك السيرة التاريخية وبشكل جديد ومعاصر، موضحا أن المسلسل أحداثه تناسب كل العصور، لافتا أن الأحداث تعتمد على البناء الخيالى حيث يصطحب المشاهد فى رحلة تبعده عن ضغط الحياة الروتينية، وتقدم له صورا جمالية وإبهارا، ولا يعتبر من الأشياء التى عفا عليها الزمن، إضافة إلى أننا فى هذا المسلسل نقدم البطل الشعبى، هذا النموذج الذى يحظى هوى كثيرين خاصة من جيل الشباب، فنحن نقدم أدبا شعبيا لا يموت ويظل عشاقه موجودين بكثرة، والمهم هو طريقة التناول هى التى تحدث فارقا.
وأوضح أنه رأى النجم ياسر جلال بطل المسلسل منذ أن بدأ فى كتابة السيناريو، مؤكدا أن ياسر رحب بشكل كبير بالمسلسل وفكرته وأبدى ترحيبه القوى للبطولة، كما أنه تعاون مع الفنان ياسر جلال فى خمسة أعمال قبل ذلك، أخرها مسلسل «النار والطين»، لافتا إلى أن النجم ياسر جلال، لديه العديد من المميزات، أولها على المستوى الإنسانى هو شخص شديد الرقى والاحترام، كما أنه فنان بالمعنى البلدى يفهم فى الدراما وأشكالها المختلفة ومتخصص بها، وكان الأول على دفعته، وبالتالى العمل مع فنان بقيمة ياسر جلال له متعة خاصة، بخلاف أنه نجم ملامحه مصرية جداً، وبالتالى عندما نتعامل مع شخص يفهم يكون شكلا من أشكال التحدى، والذى يؤدى إلى الرغبة فى تحقيق أعلى سبل النحاج.
وأوضح أن طبيعة العمل تعتمد على التصوير الخارجى والجرافيك، لاحتوائه على عالم كبير من السحر والأسرار والحكايات.
وعن اعتماد الدراما فى السنوات الأخيرة على قصة البطل الشعبى، أكد أن البطل الشعبى مفهوم واصطلاح علمى له ملامح ومشخصات، مضيفا أن الدراما الشعبية لها شكل راسخ من أشكال الحكاية والبطل الشعبى له فورمة وأشكال وأسس وقوانين، وهناك دراسات علمية كبيرة حول معنى البطل الشعبى، ولا نستطيع أن نصف ما يقدم بأنه بطل شعبى، وإنما ما يقدم هو بطل يعجب الفئات الشعبية، مثلما كان فريد شوقى بطل يعجب فئات البسطاء والمهمشين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أنور عبدالمغيث ألف ليلة وليلة جودر ياسر جلال یاسر جلال
إقرأ أيضاً:
الشيخ ياسر مدين يكتب: في الصوم
قال سيدُنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدِنا جبريلَ عليه السلام حين سأله عن الإسلام: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيمَ الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصومَ رمضان، وتحجَّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلا». سبقت الإشارة إلى أن قَصْر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام فى هذه الخمس ليس معناه أنّ الإسلام عبادات فقط، فقد سبق أن أشرنا إلى أثر الشهادة والصلاة والزكاة في حياة المسلم، وما تستلزمه منه.
وسوف نشير -إن شاء الله تعالى- إلى أثر الصيام والحج، فالحديث إذن لا يدل على انحصار الإسلام في العبادات فقط، وإنما هو ذِكرٌ للأركان الكبرى التي تُؤصّل لحياة مستقيمة في العبادات والمعاملات. وبدَيهيٌّ أن يبدأ الحديث بشهادة «أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم» لأنها إعلان الإسلام والالتزام به عقيدة وسلوكا.
وقد سبقت الإشارة إلى أنّ الواو العاطفة بين الصلاة والزكاة والصيام والحج تقتضي الجمع بدون ترتيب؛ أي: صار المرء بمجرد إسلامه مطالبا بهذه العبادات كلها، إلا إذا سقطت عنه لعدم القدرة. فالواو إذن لا تقتضي ترتيبا، لكن هذا لا ينفي أن يكون لترتيب هذه الأركان حِكمةٌ، وذلك ليس من حيثُ اقتضاء الواو ترتيبا معينا، ولكن من حيث إن المتكلم بها قدَّم بعضها على بعض وأخّر بعضها عن بعض.
وإذا نظرنا سنجد أنّ الزكاة والصيام لا يفرضان كل عام، بخلاف الصلاة التي تتكرر خمس مرات في اليوم والليلة، فتقديم الصلاة تقديم لما يكثر تكراره، والزكاة والصيام يسقطان عن غير القادر، فالذي لا يملك النِصاب يسقط عنه أداء الزكاة، وغير القادر على الصيام لا يصوم، هذا بخلاف الصلاة التي يؤديها المسلم ولو بالإشارة إن لم يقدر على الركوع والسجود، وهذا داعٍ ثانٍ لتقديمها عليهما.
ثم تأتي الزكاة بعد الصلاة، وهي كذلك في كتاب الله جاءت تالية للصلاة في ستة وعشرين موضعا، ومن الجهة الاجتماعية نجد أن الصلاة شأنها أن تجمع المسلمين خمس مرات فى اليوم والليلة فيقترب بعضُهم من بعض، ويعرف بعضهم بعضا، وهذا يُوقفهم على أصناف مستحقي الزكاة بينَهم، وهنا يأتي دور الزكاة لمساعدة أولئك المحتاجين، وهذا يقتضي أن تأتي الزكاة بعد الصلاة.
ثم إن الزكاة رِفْدٌ بالمال [أي عطاء وصِلة]، وهذا العطاء هو الذي يعين المحتاج على ضروريات حياته، فيقدرُ على شراء الطعام الذي يتسحر به ويُفطر عليه إذا صام، وبعض مصارفه قد يُجعل لحج بعض المحتاجين، فسبق الزكاة للصيام والحج أمر منطقى.
وإذا كانت الزكاة قد عوّدت المسلم الواجد أن يُخرج قدرا من ماله للمحتاجين، فإنّ ما يذوقه في الصيام من سَغَبٍ [أي: جوعٍ] يحمله على مزيد من الجود والإطعام، وكما طهّرته الزكاة من البخل وحب المال والاستئثار به، يأتي الصيام ليرقى به مرتبة أعلى فيجعله يستغني في يومه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس عن الطعام والشراب والشهوة، وهذه الأمور هي أسباب استمرار الحياة، وطغيان شهوتي البطن والفرج سبب لارتكاب الموبقات والاعتداء على الحرمات، فالصيام يجعل الإنسان يستعلى عن أن تسوقه الشهوات، فهو قادر على قمعها وتوجيهها وفق ما أمر الله تعالى به، وباستقامة هذا الشأن يستقيم أمر الإنسان في سائر حياته في العبادات والتعاملات.
والصيام إذن عبادة تؤصّل لاستقامة شأن الحياة في جميع مناحيها، حيثه إنه يرجى من وراءه تحقيق التقوى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، والتقوى هى أن يقي الإنسان نفسه من الوقوع فيما حظره الشرع الشريف، فبها يستقيم شأن الحياة وفق مراد الله تعالى.
ثم بعد ذلك يأتي الحج، فهو عبادة مالية بدنية، يحتاج فيها المرءُ إلى مالٍ كافٍ للذهاب والعودة وترك ما يكفي لأهله حتى عودته، كما يحتاج إلى قوة بدنية يستطيع بها أداء مناسك الحج المختلفة، وهو بهذا لا يتهيأ لكل مسلم، ولذا قيده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاستطاعة فقال: «وتحجَّ البيت إن استطعتَ إليه سبيلا»، وهذا يقتضي تأخره عما قبله.
ثم إنه عبادة تجب مرةً في العمر، وهذا الوجه أيضا يقتضي تأخره عما قبله.