إسرائيل تتجاهل مجلس الأمن.. التوتر يتصاعد بين تل أبيب وواشنطن بسبب غزة
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
على الرغم من إصدار مجلس الأمن الدولي قراراً يوم الاثنين الماضي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان، بهدف تحقيق وقف دائم ومستدام لإطلاق النار. قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بارتكاب ثماني مجازر ضد العائلات الفلسطينية، مما أسفر عن وفاة 81 شخصًا وإصابة 93 آخرين، وفقًا لتقارير وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) التي نُشرت يوم الثلاثاء 26 مارس 2024.
لم تلتزم إسرائيل بتنفيذ قرار مجلس الأمن وجددت عملياتها في قطاع غزة. في اليوم الـ173 من العدوان على القطاع، وأعلنت مصادر طبية في غزة استشهاد ثلاثة مواطنين على الأقل وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلين في خربة العدس وحي الشعوت بمدينة رفح جنوبي القطاع.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن المصادر، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي داهمت مجمع ناصر الطبي في منطقة غرب خان يونس، وألقت القبض على عدد من الكوادر الطبية والنازحين. وأشارت إلى أن تلك القوات فتحت النار على شبان نازحين بعد إصدار أوامر بإخلاء المجمع الطبي.
واستشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، فجر اليوم الأربعاء، في سلسلة غارات وقصف مدفعي إسرائيلي، بينما اقتحمت قوات الاحتلال مجمع ناصر الطبي غربي خان يونس واعتقلت كوادر طبية ونازحين من داخل المستشفى وفي محيطه.
وكان قد استشهد عدد من المواطنين، وأصيب آخرون، مساء الثلاثاء، في غارة إسرائيلية على منطقة المواصي، غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة، حيث أفادت مصادر محلية بأن 12 مواطنا استشهدوا، بينهم أطفال، وأصيب آخرون، في غارة لطائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي.
وقصفت زوارق الاحتلال الإسرائيلي شاطئ بحر مخيم النصيرات، بينما قصفت مدفعيته المناطق الغربية لمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وشهد محيط مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة، اشتباكات وقصفا مدفعيا إسرائيليا، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء الجرحى.
واستشهدت طفلة وأصيب آخرون، مساء اليوم الثلاثاء، في قصف طيران الاحتلال الحربي منزلا شرق رفح جنوب قطاع غزة. وأفادت مصادر محلية بأن الطفلة إيلين العثامنة استشهدت جراء قصف الاحتلال منزل عائلتها في حي الجنينة شرق رفح. كما ارتفع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية على استراحة عائلية تؤوي نازحين شمال رفح إلى 19 بينهم 9 أطفال.
واستشهد مواطنان وأصيب آخرون، جراء استهداف الاحتلال لمجموعة من المواطنين أثناء انتشالهم جثامين من تحت أنقاض منزل في النصيرات وسط القطاع. وقصفت مدفعية الاحتلال مدينة الأمل غرب مخيم النصيرات، كما شن طيران الاحتلال غارات على المخيم.
وشن طيران الاحتلال غارات في محيط مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، وعلى بلدة بيت حانون ومخيم جباليا شمال القطاع. ووصل إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس جنوب القطاع، جثامين 12 شهيدا بعد انتشالهم، إثر قصف طيران الاحتلال منطقة المواصي.
أعلنت مصادر طبية، أمس الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في اليوم الـ172 على التوالي إلى 32414 شهيدا و74787 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي. كما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وتبنى مجلس الأمن الدولي، أمس الأول الاثنين، للمرة الأولى قرارا يدعو لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأحجمت الولايات المتحدة عن استخدام حق النقض (فيتو) هذه المرة، في حين ألغى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زيارة وفد إسرائيلي إلى الولايات المتحدة احتجاجا على امتناع واشنطن عن التصويت.
ورحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بقرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار في غزة، وطالبت بالضغط على الاحتلال للالتزام بتطبيقه. وفي المقابل، صرح مسؤولون إسرائيليون، بينهم وزير الخارجية يسرائيل كاتس، بأن إسرائيل لن توقف إطلاق النار وستواصل القتال «حتى إعادة جميع المحتجزين وتدمير حماس».
وفي أول رد فعل لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على موقف أمريكا بجلسة مجلس الأمن، قرر نتنياهو إلغاء زيارة كانت مقررة لوفد إسرائيلي لواشنطن. وكانت هناك زيارة مقررة لوفد إسرائيلي لمباحثات في البيت الأبيض حول عملية اجتياح رفح، إذ تعد واحدة من نقاط الخلاف الرئيسية بين تل أبيب وواشنطن.
من جانبه قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير، إن قرار مجلس الأمن يثبت أن الأمم المتحدة وأمينها العام معاديان للسامية ويشجعان حركة المقاومة الإسلامية «حماس».
وأضاف بن غفير أن عدم استخدام بايدن للفيتو يثبت أنه لا يضع في مقدمة أولوياته انتصار إسرائيل مقابل اعتبارات سياسية، موضحا أنه على إسرائيل زيادة التصعيد ومواصلة القتال بكل قوة وبأي ثمن لهزيمة حماس بعد القرار الدولي الأخير.
ومن جانبه، قال أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، إن إسرائيل لم تلتزم بقرارات مجلس الأمن وأن نتنياهو أعلن بوضوح أنه لن يلتزم بقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار المؤقت لمدة أسبوعين خلال شهر رمضان.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أنه لا يوجد أدوات لفرض الالتزام بتنفيذ القرار، مع التأكيد على إيجابية هذا القرار من وجهة نظر الجانب العربي والفلسطيني، وحتى المقاومة، التي أكدت التزامها به، موضحًا أن إسرائيل لم تلتزم بتنفيذ 89 قرارًا سابقًا لمجلس الأمن، فضلاً عن قرارات الهدن الإنسانية وإدخال المساعدات.
وأكد الرقب أن القرار الحالي لن يتم تنفيذه إلا في حال نجاح المفاوضات في الدوحة، التي يقودها مصر وقطر، وإلا فسيكون مجرد "حبر على ورق"، مثل القرارات السابقة لمجلس الأمن، محذرًا من أن الوضع في غزة لن يكون سهلًا، مؤكدًا على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بشكل فعّال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل مجلس الأمن غزة قطاع غزة مجلس الأمن الدولي الاحتلال الإسرائیلی بقرار مجلس الأمن قرار مجلس الأمن طیران الاحتلال وأصیب آخرون إطلاق النار خان یونس قطاع غزة عدد من
إقرأ أيضاً:
عاجل - إلياس حنا: قرار الجيش الإسرائيلي بإلزام الجنود بالبقاء يعكس عجزه عن حسم الحرب في غزة
أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بإلزام الجنود بالبقاء بعد انتهاء خدمتهم النظامية يأتي نتيجة لعجزه عن حسم الحرب في قطاع غزة.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي غير مجهز لخوض حرب طويلة الأمد، وهو ما دفعه إلى اتخاذ هذا القرار.
ووفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي يجري تعديلا يلزم الجنود بالبقاء في الخدمة بعد انتهاء فترة خدمتهم النظامية.
ويتضمن التعديل فرض الخدمة الإضافية لمدة 4 أشهر، في حين أقر الجيش بوجود نقص قدره نحو 10 آلاف جندي بسبب استمرار الحرب في غزة وعدم فعالية مساعي تجنيد الحريديم.
جيش الاحتلال يوزع أوراقًا نقدية وشريحة هاتف في غزة لدعوة السكان للتعاون مع "الشاباك" عاجل - أونروا: نفاد إمدادات الطحين في قطاع غزة والوكالة تحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية نقص كبير في الجنود والخسائر في صفوف الجيشوأوضح العميد حنا أن الجيش الإسرائيلي يواجه تحديات كبيرة في ظل استمرار الصراع.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال قام بتجهيز نحو 70 ألفًا من الحريديم، ولكن لم يلتحق بالخدمة سوى 205 منهم فقط. كما أشار إلى أن الخدمة الفعلية في الجيش الإسرائيلي تراجعت بنسبة تتراوح بين 30% و40%.
وأكد العميد حنا أن الجيش الإسرائيلي يعاني من خسائر ضخمة في الأرواح، حيث وصل عدد القتلى إلى نحو 800 جندي، نصفهم سقطوا في قطاع غزة، بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد كبير من المصابين الذين أصبحوا خارج الخدمة، مما يزيد من الضغط على الجيش.
صعوبات في تدريب وتجهيز الألويةوفيما يتعلق بالإجراءات التي اتخذها الجيش لمواجهة النقص في الجنود، أكد العميد حنا أن جيش الاحتلال أرسل قوات لم تنه تدريبها بعد إلى قطاع غزة.
وأوضح أن الألوية الرئيسية مثل "غفعاتي" و"غولاني" أدخلت إلى غزة دون اكتمال تدريب قواتها، مما يعكس مستوى التحديات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في المعركة.
وأشار أيضًا إلى أن الجيش يواجه صعوبات كبيرة في الضفة الغربية، حيث توجد الفرقة 877 التي تتكون من 6 ألوية وكتيبة استخبارات.
وأوضح أن كل لواء في هذه الفرقة يواجه نقصًا في التجهيزات العسكرية اللازمة لخوض المعركة بشكل فعال.