خالد صادق أضحت مسيرات الاعلام التي ينظمها قطعان المستوطنين الصهاينة في القدس وسيلة لتغيير الواقع في المسجد الأقصى المبارك, وخطوة متقدمة نحو التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى, وإقامة الصلوات التلمودية في باحاته, والتمهيد لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم على انقاضة, وتمثل هذه المسيرات المستفزة حالة تحدي للمقدسيين وأصحاب الوصاية على الأقصى, وللمقاومة الفلسطينية ولهيئات العلماء في العالم العربي والإسلامي, وهى تأتي في سياق السطوة التي تفرضها أحزاب الصهيونية الدينية على حكومة المجرم المتطرف بنيامين نتنياهو حيث تخطو به خطوات متسارعة نحو هلاكه واعتزاله الحيالة السياسية, ويبدو انه امام هذا التخبط السياسي, والتظاهرات الصاخبة ضده في الشارع الصهيوني, ولطمات فصائل المقاومة المتلاحقة له, واخفاقاته المتتالية في عمليات الاجتياح للمدن والبلدات الفلسطينية, سيقضي بقية حياته متنقلا بين المستشفيات نتيجة الجلطات والأزمات القلبية التي تنتابه بين الفينة والأخرى, ففيما يسمى بذكرى خراب الهيكل تنطلق مسيرة للمستوطنين تجاه المسجد الأقصى, واسطورة خراب الهيكل الكاذبة عبارة عن رواية صهيونية تطورت لاستخدامها لمنافع سياسية، يحقق الاحتلال منها هدفه بالاستيلاء على كل أحياء القدس خاصة البلدة القديمة، وبناء هيكل أسطوري جديد بالأقصى, ويسعى لتغيير الواقع في القدس وداخل المسجد الأقصى, وهو يستغل “الأعياد” والمناسبات ليتقرب خطوة نحو تحقيق اطماعه في القدس والاقصى, ومن هنا تأتي خطورة ما تسمى بمسيرات الاعلام التي يتم استغلالها لتمرير المخططات العدوانية الصهيونية وفرض وقائع جديدة, وهذا الفعل الصهيوني الاستعماري يدل دلالة قاطعة على نوايا الاحتلال المعلنة تجاه مدينة القدس المحتلة والمسجد الاقصى.

السؤال المطروح الان هل يمكن الاستسلام لهذه الحالة, والقبول بسياسة الامر الواقع التي تتبناها السلطة وتعيش أسيرة لها, التجارب السابقة علمتنا ان المقدسيين لا يستسلمون لسياسة الاحتلال, وان المسجد الأقصى يمثل خطا احمر لدى الفلسطينيين لن يتوانوا في الدفاع عنه, رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي قال “يمكننا التصدي لمخططات الاحتلال من خلال وضع رؤية لمواجهة الخطر الذي يواجه القدس، فقد ثبت ذلك قبل 6 سنوات حين أجبر الفلسطينيون الاحتلال على خلع البوابات الإلكترونية التي وضعت على أبواب الأقصى في هبة الأسباط” وهذا هو المطلوب ليس من أهلنا الفلسطينيين فحسب, انما من شعبنا الفلسطيني وامتنا العربية والإسلامية, فالأقصى ملك للمسلمين جميعا في شتى بقاع العالم, وعليهم واجب حمايته والدفاع عنه, الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل أكّد أن دعوات الجماعات الدينية اليهودية لهدم الأقصى وبناء الهيكل الثالث على أنقاضه، والدعوة لمسيرة أعلام جديدة حول أسوار القدس والأقصى ليلة 27/7، تزامنًا مع ما يسمى ذكرى خراب الهيكل الثاني عند اليهود، تعبر عن سوداوية الواقع بفعل سياسات الجماعات الاستيطانية التي تقود دولة الاحتلال إلى نهايتها, فهل يدرك الجميع أهمية دوره اليوم والواجب المنوط به للدفاع عن الأقصى ومنع الاحتلال من تنفيذ مخططاته العدوانية فيه, الحراك الشبابي الشعبي في القدس أعلن عن ليلة غضب في كل أنحاء القدس المحتلة، وحث على الاعتكاف والرباط في وجه اقتحام ما يسمى بذكرى خراب الهيكل, اما خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري فبين أنّ دعوات المستوطنين لاقتحام الأقصى هي بمثابة جريمة قديمة جديدة يريد قادة الكيان منها تخفيف الضغط عن الأزمات الحقيقية والمتصاعدة في الشارع “الإسرائيلي”. ما يحدث في القدس والمسجد الأقصى المبارك يمثل مغامرة غير محسوبة تقودها الحكومة النازية الصهيونية, وقد يكون لها تبعات خطيرة, قد تؤسس لواقع جديد يسعى اليه الاحتلال بكل قوة في القدس والمسجد الأقصى, وقد تصيب الاحتلال بخيبة امل كبيرة وتحبط مخططاته ومشاريعه في القدس والاقصى, انها معركة ارادات, تملك فيها “إسرائيل” سلاح القوة والقتل وسفك الدماء والعنف الشديد, ويملك فيها الفلسطيني إصراره وارادته وايمانه بعدالة قضيته وقدرته الفائقة على الصمود والثبات في وجه الاحتلال, كما حدث سابقا في العام 2000م عندما فجر انتفاضة الأقصى بعد تدنيس المقبور ارئيل شارون لباحاته, وبعد معركة البوابات في العام 2017م والتي حافظ فيها أهلنا المقدسيين على حماية الأقصى, ومنع الاحتلال من تركيب كاميرات مراقبة داخله, ومن ثم  استطاع أهلنا المقدسيين فتح مصلى باب الرحمة الذي اغلقه الاحتلال الصهيوني المجرم لمدة نحو عشرين عاما, ما يدل على ان شعبنا الفلسطيني قادر بالفعل على حماية المسجد الأقصى, ومنع الاحتلال من السيطرة عليه, وافشال مخططاته الهادفة لتقسيمه زمانيا ومكانيا, حتى وان كان المجرمان المتطرفان ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش على رأس المقتحمين له, تحت حراسة امنية مشددة, لكن الفلسطيني لا يعدم الوسيلة في الدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته من أطماع الاحتلال, لذلك فإننا نؤكد ان الاحتلال يغامر, وانه قد يدفع ثمنا باهظا  لمغامراته, وان المواقف الرسمية المتخاذلة تجاه ما يحدث في القدس والمسجد الأقصى لا يمكن لنتنياهو وحكومته البناء عليها, فالمسجد الأقصى ومدينة القدس تحت وصاية المقاومة والشعوب العربية والإسلامية, فالشعوب اقوى من الحكام وهم من يصنعون النصر, فاحذروا من غضبة الشعوب التي ستدافع عن أقصاها بقوة.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

كشفت انتهاكات الاحتلال خلال رمضان.. القدس الدولية تدعو للرباط في الأقصى

دعت مؤسسة القدس الدولية إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك عبر شد الرحال والرباط والاعتكاف، في مواجهة تصاعد العدوان الإسرائيلي خلال الأيام العشرة الأولى من شهر رمضان.

ووفق تقرير أصدرته المؤسسة، فقد شهد الأقصى ثلاث انتهاكات رئيسية من قبل الاحتلال، تمثلت في منع الاعتكاف، والسطو على مكبرات الصوت في المصلى المرواني، وتجديد سياسة الحصار على المسجد ومحيطه.

منع الاعتكاف لأول مرة منذ 2014
وللمرة الأولى منذ أكثر من عقد، أقدمت قوات الاحتلال على منع الاعتكاف في المسجد الأقصى في الجمعة الأولى من رمضان، حيث اقتحمت المصليات وأجبرت المعتكفين على مغادرتها بالقوة.

ويعدّ هذا الإجراء تصعيدًا خطيرًا ضمن محاولات الاحتلال فرض سيطرته الكاملة على إدارة شؤون المسجد الأقصى، في تحدٍّ مباشر لصلاحيات الأوقاف الإسلامية التابعة للحكومة الأردنية.


السطو على مكبرات الصوت في المصلى المرواني

وفي تصعيد آخر، أقدمت شرطة الاحتلال يوم الأحد 9 مارس 2025 على السطو على سماعتين في المصلى المرواني، بحجة أنهما “ركّبتا دون تنسيق”، وهو ما يمثل استمرارًا لمحاولات الاحتلال فرض سيادته على الإعمار والصيانة داخل المسجد الأقصى وفقا للمؤسسة.

ويأتي هذا الاعتداء في سياق استهداف متكرر لمنظومة الصوتيات في الأقصى، إذ سبق للاحتلال تدميرها عام 2022، ما عرّض انتظام الصلاة والتلاوات القرآنية للاضطراب.

تشديد الحصار وإجراءات التضييق

وفي مظهر ثالث من العدوان، شددت سلطات الاحتلال حصارها على المسجد الأقصى، عبر فرض ثلاثة أطواق عسكرية تحول دون وصول المصلين إليه؛ إذ يقيم الاحتلال نقاط تفتيش على مداخل المدينة، وفي محيط البلدة القديمة، وعلى أبواب الأقصى ذاته.

وبحسب التقرير، فقد تراجعت أعداد المصلين عن مثيلاتها في السنوات السابقة، نتيجة لهذه القيود المشددة. كما واصلت قوات الاحتلال منع إدخال وجبات السحور والإفطار، وتسيير دوريات تفتيش داخل المسجد لمضايقة المصلين.


تحذيرات من "مشروع الهيكل المزعوم"
وحذّرت مؤسسة القدس الدولية من أن هذه الانتهاكات تأتي ضمن مخطط إسرائيلي واضح يهدف إلى فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، وتحويله إلى موقع خاضع للسيطرة الإسرائيلية تمهيدًا لإقامة الهيكل المزعوم.

وأشارت المؤسسة إلى أن هذا التوجه بات أكثر وضوحًا خلال الحرب المستمرة على غزة، حيث رفع جنود الاحتلال شعارات “الهيكل” خلال العمليات العسكرية، ما يؤكد أن المشروع الإسرائيلي ضد الأقصى ليس مجرد اعتداءات متفرقة، بل استراتيجية تهدف إلى إنهاء الوجود الإسلامي في المسجد.

دعوات للرباط والوقوف عند المسؤوليات
وفي ظل هذه التطورات، شددت مؤسسة القدس الدولية على أن حماية المسجد الأقصى مسؤولية الأمة الإسلامية جمعاء، داعيةً إلى تصعيد الرباط والاعتكاف داخل المسجد، ورفض الإملاءات الإسرائيلية.

كما حثّت المؤسسة الحكومة الأردنية على اتخاذ موقف حاسم لاستعادة صلاحياتها الحصرية في إدارة الأقصى، خصوصًا فيما يتعلق بعمليات الصيانة والإعمار التي يواصل الاحتلال عرقلتها.

"عيد المساخر "
وفي سياق متصل، قال الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص لعربي21 إن الاحتلال يواصل توظيف الأعياد اليهودية لتعزيز اقتحامات المستوطنين للأقصى، مشيرًا إلى أن عيد “المساخر” التوراتي الذي بدأ الخميس يستمر حتى الأحد المقبل، يُستخدم كذريعة لاقتحامات متطرفة تهدف إلى فرض الطقوس التلمودية داخل المسجد.

وأوضح ابحيص أن العيد ذاته لا يرتبط بأسطورة الهيكل، لكنه بات مناسبة لتكثيف الاقتحامات، حيث تواصل شرطة الاحتلال السماح للمتطرفين الصهاينة بدخول الأقصى يوميًا بين السابعة والحادية عشرة صباحًا، في الوقت الذي تؤدى فيه طقوس “السجود الملحمي” والصلوات الجماعية العلنية داخل المسجد.


ويعيد هذا التزامن بين شهر رمضان والأعياد اليهودية يعيد إلى الأذهان المواجهات التي شهدها المسجد الأقصى بين عامي 2019 و2023، والتي بلغت ذروتها في معركة سيف القدس عام 2021، ثم معركة الاعتكاف في 2023، مما يعزز المخاوف من تصعيد جديد في الفترة المقبلة.

حيث تؤكد الوقائع على الأرض أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل بشكل ممنهج على فرض واقع جديد في المسجد الأقصى، من خلال حصاره، والاعتداء على صلاحيته الإدارية، والتضييق على المصلين والمعتكفين. و

أمام هذه المخاطر، فإن قضية الأقصى تضع نفسها ليس كمجرد ملف سياسي، بل معركة وجود تتطلب وفقاً للمراقبين موقفًا حاسمًا من الشعوب والحكومات العربية والإسلامية، لمنع تحويل المسجد الأقصى إلى ساحة مفتوحة للمشاريع الصهيونية

مقالات مشابهة

  • عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى
  • كيف رمضان بدون الأقصى؟ سؤال ينكأ جراح فلسطينيي الضفة
  • 90 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
  • 130 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
  • بالصور: 80 ألف مصل يؤدون الجمعة الثانية من رمضان في "الأقصى"
  • 80 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • قوات الاحتلال تفرض قيودا مشددة على دخول المصلين إلى القدس
  • الاحتلال يبعد موظفًا في الأوقاف عن الأقصى لشهرين
  • “القدس الدولية” تكشف انتهاكات الاحتلال في الأقصى خلال شهر رمضان
  • كشفت انتهاكات الاحتلال خلال رمضان.. القدس الدولية تدعو للرباط في الأقصى