مطالب بإزالة مبنى خرساني داخل معابد الكرنك لمخالفته لقانون حماية الآثار.. ما قصته؟
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
نشرت الدكتورة مونيكا حنا المتخصصة في علم الآثار عبر صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور مع تساؤل عن أحقية بناء مباني من الخرسانة المسلحة في حرم معابد الكرنك.
مبنى خراساني داخل حرم معابد الكرنكوقالت حنا عبر صفحتها الشخصية، هل يصح أن يتم بناء مباني بالأسمنت المسلح تصل إلى دورين داخل معابد الكرنك وأن يكون ذلك البمنى على أنقاض مبنى أثري مهم؟
وأضافت حنا معلقة على ذلك، كفى عبثًا بأثار مصر وعدم تنفيذ قانون حماية الآثار (المادة رقم ٢٠ من قانون ١١٧ لسنة ١٩٨٣ وتعديلاته والتي تنص على أنه "لا يجوز منح تراخيص للبناء في المواقع أو الأراضي الأثرية، ويحظر على الغير إقامة منشآت أو مدافن أو شق قنوات أو إعداد طرق أو الزراعة في المواقع أو الأراضي الأثرية أو في المنافع العامة للآثار أو الأراضي الداخلة ضمن حرم الأثر"
وأرفقت حنا ضمن الصور خريطة لآخر نشر علمي لحفائر المباني الطينية بين معبد خونسو والأوبت بمعابد الكرنك ومكان المبنى الخراساني.
وتواصلت بوابة الفجر الإلكترونية مع أحد المصادر التي تعمل في مجال الترميم بالأقصر والذي أفاد بأن المبنى الخرساني الجديد تم بناؤه في المنطقة ما بين معمل تم إنشاؤه عام 2006 وبين بوابة أفروجيت الأثرية والتي تم تعود إلى العصر البطلمي.
وأشار المصدر إلى أن هذا البناء الخرساني الجديد أصبح يغطي تمامًا على البوابة الأثرية حيث كان قد تم ترك تلك المساحة لتظهر للزائرين، وأفاد أن هذا المبنى قد تم بناءه على أنقاض مبنى آخر.
وفي رد للآثار أفاد أحد المسؤولين عن معابد الكرنك في تصريح خاص لبوابة الفجر الإلكترونية أن المبنى بالفعل يتم بناءه داخل حرم معابد الكرنك وأنه تم عمل حفائر قبل البناء بحيث تم التأكد من أن الأرض التي سيُقام عليها خالية من الآثار، وتم أخذ موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية واليونانية قبل الشروع في البناء حسبما أفاد المصدر، والمبنى سيكون عبارة عن مخزن خاص بالبعثة الأمريكية.
يُذكر أن عدد كبير من المهتمين بالآثار والتراث سواء داخل مصر أو خارجها قد علق على الصور التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن ذلك المبنى الخرساني الذي يتم إنشاءه تحت دعوى تأسيس مخزن للبعثة الأمريكية العاملة في معبد خنسو، وقد طالب العديد منهم بإيقاف الأعمال وسرعة إزالة ما تم بناءه واستغلال أي مساحة خالية تابعة للآثار خارج معابد الكرنك لعمل المخزن المراد.
434127928_10100461378961006_4439950901046826270_n 434188236_10100461378931066_3901935126615587408_n 434388650_10100461378941046_2962162473043783679_n 434398901_10100461378951026_1894334265249130789_nالمصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الكرنك الآثار حماية الاثار أخبار مصر معابد الکرنک
إقرأ أيضاً:
رجل الظل.. حسن صوفان يحكي قصته من تمرد صيدنايا إلى تحرير دمشق
وُلد صوفان -الملقب بـ"أبو البراء" و"شادي المهدي"- في حي العوينة القديم بمدينة اللاذقية، حيث نشأ في بيئة متواضعة جمعت بين التدين والتعددية الثقافية، وكان والده مدرسا للغة العربية، مما أسهم في تشكيل وعيه المبكر بأهمية الكلمة وقوة الأدب
وفي حديثه لـ"بودكاست مشارق" –رابط الحلقة كاملة– أوضح صوفان أن حفظه للقرآن الكريم في مسجد صوفان تحت إشراف الشيخ حسن صاري -الذي زرع فيه قيم الاحترام والأخلاق- كان حجر الأساس في بناء شخصيته، كما أن البيئة المليئة بالكنائس والمساجد المتجاورة علمته "فن التعايش" الذي يحاول اليوم ترسيخه في منطقة الساحل السوري.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هل يستطيع الشرع ترويض البنادق الثائرة ودمج الفصائل في الجيش؟list 2 of 4حلم على جنبات الشام أم عيد؟ تفاعل الشعر مع انتصار الثورةlist 3 of 4كيف غيرت 11 يوما تاريخ سوريا وأنهت حكم عائلة الأسد؟list 4 of 4مثقفو سوريا: بلادنا "قارةُ" مبدعين مستقبلها مرهون بالغنى والتنوعend of listوفي عام 2008 شهد سجن صيدنايا العسكري أولى محطات تحوّل صوفان حين قاد مع رفاقه تمردا ضد إدارة السجن احتجاجا على الظروف اللاإنسانية.
ووصف صوفان تلك اللحظات بأنها "ثورة مصغرة" كشفت عن إرادة الأسرى في مواجهة القمع رغم معرفتهم بأن المواجهة مع نظام بشار الأسد أشبه بمعركة خاسرة.
وخلال التمرد تمكن السجناء من السيطرة على أجزاء من السجن، قبل أن تُسحق الاحتجاجات بعنف، لكن تلك التجربة -كما يؤكد- "زرعت بذرة التحدي التي نمت لاحقا مع اندلاع الثورة".
لم تكن السنوات التي قضاها في السجن مجرد فترة اعتقال، بل تحولت إلى جامعة فكرية، ففي الزنازين الانفرادية -حيث أمضى سنوات في عزلة- احتك بتيارات أيديولوجية متناقضة، من تنظيم الدولة الإسلامية إلى الإخوان المسلمين والشيوعيين، مما منحه فهما عميقا لتعقيدات المشهد السوري.
إعلان
ثائر خلف القضبان
ومع انطلاق الثورة السورية عام 2011 كان صوفان لا يزال خلف القضبان، لكنه حوّل السجن إلى منصة دعم خفية للثوار، وباستخدام هاتف محمول تم تهريبه إليه بدأ يرسل توجيهات لتنظيم العمليات، ويكتب بيانات تحريضية، ويحذّر من مخاطر التطرف.
وكان صوفان من أوائل من حذروا من تنظيم الدولة، معتبرا أن "محاربة الأسد لا تعني التفريط في هوية سوريا".
رفض نظام الأسد الإفراج عنه مرارا بسبب "خطورته الأمنية"، لكن ضغوطا مختلفة أجبرت النظام على الموافقة على صفقة معقدة عام 2016 أُطلق بموجبها سراحه مقابل تسليم الثوار ضابطا و14 عنصرا من قوات النظام.
وبعد خروجه التحق بصفوف حركة أحرار الشام وتولى قيادتها عام 2017، فعمل على توحيد الصفوف وتنسيق العمليات العسكرية، قبل أن يستقيل عام 2019 بسبب خلافات داخلية، ويسعى إلى التقارب مع هيئة تحرير الشام.
وأشار صوفان إلى أن التحالف مع قائد الثورة السورية أحمد الشرع كان إحدى أبرز محطات مسيرته.
وأوضح أن الشرع -الذي يعتبر العقل المدبر لعملية "ردع العدوان"- جمع بين البراغماتية السياسية والحنكة العسكرية، مما جعله "الرجل المناسب لقيادة المرحلة الأخيرة من الثورة".
وأضاف أن "الشرع كان يؤمن بأن تحرير دمشق يحتاج إلى حرب نفسية قبل العسكرية عبر تسريب معلومات مضللة تربك النظام".
الخروج من الظل
وبعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024 أصبح صوفان مسؤولا عن ملف السلم المجتمعي في الساحل السوري، وهي منطقة تشهد تنوعا طائفيا حادا، ورغم ميله للعمل في الخفاء فإنه اضطر للظهور إعلاميا لمواجهة حملات التشويه التي تستهدف عملية المصالحة.
ووصف صوفان هذه المهمة بأنها "أصعب من القتال المسلح"، لأنها تتطلب مصالحة مع تاريخ من الدماء، وأضاف في هذا السياق "العدالة ليست انتقاما، بل هي اعتراف بالأخطاء وبناء لثقة جديدة".
إعلانوعند سؤاله عن الدروس المستفادة من مسيرته، أجاب صوفان بأن "الثورة لا تُختزل في السلاح، بل هي مشروع ثقافي وأخلاقي قبل أن يكون عسكريا".
وأكد صوفان أن تحرير دمشق لم يكن نهاية المطاف، بل بداية لمعركة أكثر تعقيدا، وهي معركة الحفاظ على القيم التي ضحى من أجلها السوريون، مضيفا "النصر الحقيقي هو أن نمنح أبناءنا سوريا لا تكرر أخطاء الماضي".
27/1/2025