المستشار أسامة الصعيدي يكتب: الطفل محور التنمية البشرية
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
بعيداً عن دهاليز التعريفات الكثيرة لمفهوم التنمية البشرية، فيمكن تلخيصها من وجهة نظرنا في أنها "عملية تطوير مهارات وقدرات الإنسان ليصل بمجهوده الشخصي لمستوى معيشي جيد".
فتعريف التنمية البشرية يقوم على أن البشر هم الثروة الحقيقية للأمم، وقد تتعدى حدود التنمية البشرية من مجرد تطوير المعرفة والمهارات والقدرات لدى الإنسان إلى توفير فرص الإبداع والتمتع بوقت الفراغ.
دعونا نتساءل: “ما هو محور التنمية البشرية أو بالأحرى ما هي المرحلة الحياتية الفاعلة التي تتحقق فيها التنمية البشرية في أبهى صورها؟”.
في الحقيقة من وجهة نظرنا يبقى الاهتمام بالطفل هو أحد أبعاد التنمية البشرية، فهو ثروة الاستثمار الحقيقي للدولة في المستقبل وهو الحلم القومي لمصرنا الحبيبة، فلا يجب النظر إلى الطفل على أنه مخلوق صغير، عاجز وضعيف لا قوة ولا سلطة له، وقيمته تتحدد بأنه مستهلك وحاجاته الأساسية هي الطعام والشراب!!
إن هذه الثقافة تقف عائقاً أمام تقدم المجتمع وتقضي على أهم أعضائه، فالطفل أهم عناصر التخطيط للمستقبل، سيما أن هذا الطفل في هذا العالم التكنولوجي المتقدم أصبح يواجه نتاجاً معرفياً تقنياً هائلاً، ما يجعله بحاجة إلى أسلوب تعامل عقلي وفكري مختلف يساعده على تنمية قدراته نحو التعامل مع تلك التقنيات ومجريات الأحداث السريعة، حتى لا يفقد الثقة في نفسه وفي السيطرة على تلك الأحداث فيصبح طفلاً ضاراً بمجتمعه جانحاً نحو ارتكاب الجريمة بمختلف صورها.
وفي الحقيقة، تتجه الدولة حالياً إلى الاهتمام بالطفل من خلال تجسيد رؤية القيادة السياسية في الاهتمام بالنشء وتنمية قدراتهم من خلال تنظيم العديد من المبادرات التي تعمل على إخراج طاقاتهم الإيجابية، هذا بخلاف برنامج "أطفال بلا مأوى" الذي تنفذه وزارة التضامن الاجتماعي بشراكة مع صندوق تحيا مصر، والذي يجوب محافظات مصر والذي يوفر رعاية كاملة لهؤلاء الأطفال.
كما أن هذا البرنامج له جانب توعوي يهدف إلى زيادة مساحة الوعي المجتمعي بقضايا الطفل وتعزيز دور الأسرة في حماية الأطفال.
وتبقى من وجهة نظرنا المؤسسات التعليمية هي الأساس في تحقيق الهدف المنشود من التنمية البشرية في الطفل من خلال تدريس مهارات التفكير وتنميتها لدى الطفل وهذا يحتاج مُعلم ذات طبيعة خاصة، وليس معنى ذلك أن نقسو على هذا المُعلم لكونه تلميذا سابقا ونتاج هذه المنظومة التعليمية التقليدية!!
ولكن يجب أن نهتم به ونؤهله ونطوره فنياً ونفسياً، ولن يحقق التطوير هدفه من خلال إقامة المدارس والمباني التعليمية فقط، بل تطوير الفكر والجانب الإبداعي للمُعلم، وذلك من خلال آليات معينة يوفرها المتخصصين والخبراء في مجال المنظومة التعليمية!!
وفي النهاية "فإن الإنسان هو أداة وغاية التنمية، من هنا بات ضرورياً تغيير ثقافة التعامل مع الطفل لتحقيق مستقبل أفضل".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التنمیة البشریة من خلال
إقرأ أيضاً:
خبير: مصر للدول الأوروبية ركيزة مهمة في مكافحة الهجرة غير الشرعية
قال الدكتور إسماعيل تركي، خبير العلاقات الدولية، إن الدولة المصرية لديها رؤية حقيقية نجحت من خلالها في تأمين نفسها بالقضاء على كثير من مشكلات الداخل وتبنية قدرات الدولة وإعادة بناء المدن لتكون محور للسلام وقادرة على الحفاظ على السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف «تركي»، خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، ببرنامج «منتصف النهار»، المذاع عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الدولة المصرية تحركت في مشروع مهم في غاية الأهمية أن تكون محور للطاقة من خلال استغلال غاز شرق المتوسط، مشيرًا إلى أن إسبانيا هي الدولة الأولى في استيراد الغاز المسال.
وتابع: « الأزمات الدولية في الأعوام الأخيرة كانت كاشفة لطبيعة الدور التي من ممكن تلعبه مصر من خلال أنها ركيزة للأمن ومحور مهم للطاقة بما تملكه من قدرات كبيرة في الطاقة وتسييل الغاز»، لافتًا إلى أن مصر بالنسبة للدول الأوروبية ركيزة مهمة في مكافحة الهجرة الغير الشرعية ومواجهة الإرهاب.