أجاب الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، على سؤال أحد الحضور حول حكم المدير الذى يرقى الموظفين للثقة وليس للكفاءة، كما يقيمهم على أساس ما يقدمونه له من خدمات بعيدة عن العمل، وممكن على أساسها يفصل المرؤس، مما يسبب لبعض المرؤسين نوع من الاحباط؟. 

وقال الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، خلال حلقة برنامج "نور الدين"، المذاع اليوم الاربعاء: "لذلم علينا أن نقول النصيحة النبوية لهذا الرئيس غير العادل، ونقول له (اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)".

وتابع: "حل هذا هو توجيه هذه النصيحة لهذا المدير، إنك ستسأل أمام الله سبحانه وتعالى عما تفعل فى رعيك، ولو صدر منك انتقاصا لمرؤسك عوضه، ولا تحمل عليه، يعنى متحملش عليه وساعده، قالوا لاقينى ولا تغدينى".

برنامج نور الدين، يفتح حوارا مع الأطفال والكبار حول تساؤلاتهم حول الدين والله عز وجل، إضافة إلى المشكلات الحياتية التى تواجه عباد الله وكيفية التغلب عليها، ويرد على أسئلة للمرة الأولى على لسان أطفال صغار، دومًا ما يسألوها لأهاليهم الذين يجدوا نفسهم فى حيرة من أمثلة فين ربنا، مش بنشوفه ليه، وغيرها من الأمور الذى يقف الآباء أمامها فى حيرة شديدة دون إجابة ما جعل البرنامج محل ترقب سواء للأهالى الذين ينتظرونه لفهم الإجابة الصحيحة، أو الأبناء الذين سيجدون فى البرنامج فهمًا لما يحاولوا معرفته ويثبتهم بصورة صحيحة ما يبنى عندهم وعيًا ويقينا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة برنامج نور الدين

إقرأ أيضاً:

بين الواقع والمواقع فساد أخلاقي يضرب المجتمع

يقول عليه الصلاة والسلام: “إنما بُعِثْتُ لِإِتْمَامِ مَكَارِمِ الأَخْلَاق”.. لكن ما نعيشه اليوم وما نراه في أفعال أفراد المجتمع يضعنا أمام نقطة استفهام كبيرة أين نحن كمسلمين من هذا الحديث..؟.

وماذا أخذنا من أخلاق خير المرسلين؟ إنه حقا واقع محزن ما بتنا نعيشه، فساد من الكبير قبل الصغير، هذا عاق لوالديه ألقى بهما في دور كبار المسنين، سوء تفاهم يجر إلى شجار وقد ينتهي بجريمة قتل بكل دم بارد، أَمَة تُغتصب في وضح النهار، وحرمة تدنس، والفاعلون ضعاف النفوس غالبا يتنفسون تحت تأثير المهلوسات، فلم يعد يوم يمر علينا دون أن تتمزق قلوبنا لأخبار موجعة ضربت أخلاق المجتمع في مقتل.. وصار يعاني من أزمة حقيقة، أزمة أخلاق.

يختلف أفراد المجتمع باختلاف جنسهم ودينهم وأعمارهم، وما يجمع بينهم روابط القيم الإنسانية والأخلاق النبيلة، إلا أن هذه القيم شهدت تدهور كبير داخل المجتمع الذي يجب إعادة إنتاجه وتشكيله قبل فوات الأوان بسبب غياب الأخلاق، فالأخلاق الحسنة أعظم ما يميز الأمم، وبقدر ما تعلو أخلاقهم تعلو حضارتهم، ويفشل أعداؤهم، وبقدر ما تنحط أخلاقهم تذهب هيبتهم ويصبحون فريس سهل استساغها.. والسؤال المطروح: فأين نحن من هذه المسؤولية العالية؟.

أجل فالكل مسؤول، انطلاقا من الأسرة إلى المجتمع والمدرسة والإعلام، وكل من أعطى لنفسه مهمة نقل رسالة أو التأثير في الغير، فالكل مسؤول عن إعطاء القدوة الحسنة، لقول الشاعر: لا تنهى عن أمر وتأتي بمثله.. عار عليك وإن فعلت حسنا.

أما الآن وقد وقعت الأزمة، وصارت الأخلاق قاب قوسين أو أدنى من الارتقاء، علينا أن نتدخل بسرعة ونتصرف بطريقة ذكية وحكمة بالغة، وبدلا من أن نعطي لأنفسنا مهمة القاضي ونحكم على المفسدين، لنكن نحن مصلحين، ونساهم في التغيير، نقتدي بسيد المرسلين، الذي قاد التغيير وصنع الرجال العظماء ونقل الناس من الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم، وأنشأ أروع حضارة عرفتها البشرية، وذلك باتباع مكارم الأخلاق التي غرسها في نفوس العباد، والتي نزلت من رب الأرض والسموات.

الإسلام دين الرحمة..
فتمسكوا بالعروة الوثقى في تربية أولادكم

قال تعالى “لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” فقد دخل الناس في دين الله أفواجا، لما رأوا من حسن المعاملة وجميل الأخلاق وصفاء العقيدة وسُمُوها، ولما شاهدوا جمال الخلق ورفعته أحسوا أن هذا الدين ينشئ نشا جديدا، فابرز سمات هذا الدين قاعدته الأخلاقية العريضة الشاملة لكل تصرفات الإنسان، وارتباط هذه القاعدة الأخلاقية بحقيقة الإيمان، فالإيمان بأن ما أنزل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من ربه هو الحق يقضي الالتزام بالمعايير الخلقية كما أقرها منهجنا الإسلامي هذا حلال وهذا حرام، هذا حسن وهذا قبيح، هذا مباح وهذا غير مباح، وان المؤمنين هم الذين يلتزمون بهذا كله، بمقتضى أنهم مؤمنون.

بهذا المنهج كانت العزة والرفعة، ولكن حدث تحول في كيان الأمة حتى عادت إلى جاهلية حديثة، طمست بصيرة الإنسان وربطته بالمادة دون الروح والقيمة الحقيقية للأشياء.

وقد أفرز هذا التحول ظاهرة باتت واضحة للعيان مجتمعاتنا المسلمة، ألا وهي الأزمة الأخلاقية، حيث طغت المادة على النفوس وأصبحت الغاية تبرر الوسيلة في كثير من الأحيان، وأصيبت الأمة بشلل مسّ أجهزتها الخلقية وملكاتها النفسية وأعاقها عن التحرك الصحيح، وشاعت فيها أمور لم تكن في سابق عهدها، تفككت الأسرة، وصار كل فرد ينادي بحقوق غير آبه بالآخر، التربية الإسلامية من مدارسنا صارت مادة ثانوية لا قيمة لها، فالأجدر بنا أن نصلح هذه العوامل التي لها تأثير مباشر في تلقين القيم، حتى نخرج جيلا متشبعا بالأخلاق نتباهى به أمام الأمم.

فلا يختلف اثنان أن الأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة من محاسن هذا الدين وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق فقال: “وخالق الناس بخلق حسن”.

فما السبيل يا ترى للخروج من هذه الأزمة؟

حقا هي أزمة باتت تضرب في القاعدة الأساسية للمجتمع، والخروج منها لا تكفيه كلمات بضع كلمات، ولا أيام معدودات، ولا مناهج دراسية تشتمل مدونات السلوك الأخلاقي، لا تكفيه خطب الجمعة وإمام ينادي هلموا إلى تغيير أخلاقكم، وما إن يلتفت جمهور المستمعين كل لعالمه يضرب بتلك الخُطب عرض الحائط، بل لابد أن يستشعر الإنسان قبل كل شيء ربه في كل تصرفاته، وما المصير الذي سيلقاه، وعاقبة كل خلق أبداه صالحا كان أم طالح، لابد أن نستشعر أهمية التحلي لأخلاق الحسنة لديننا ودنيانا.

ثم لابد أن نلتزم جميعنا الصدق في الكلام والمشاعر، فيرى الناس أجمل الخلق فيتبعونه.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • من طرف المسيد: حديث عن النخيل(5)
  • رئيس تحرير مجلة الأهلي المصري يعتذر لنادي الزمالك لهذا السبب !
  • بين الواقع والمواقع فساد أخلاقي يضرب المجتمع
  • رسالة مفتوحة الى مرتضى الغالى، رشا عوض وفائز سلك ومن لف لفهم
  • وقديما كان في الناس الحسد .. الدكتور حارث ادريس افضل رئيس وزراء للسودان
  • محسن محيي الدين يكشف عن أسرار وكواليس مشواره الفني ببرنامج "واحد من الناس" في هذا الموعد
  • أمين الفتوى: ماء زمزم لا يفقد بركته خارج مكة.. وليس له فترة صلاحية
  • أمين الفتوى يحذر من هذا الأمر في زيارة غار حراء.. فيديو
  • بعد قراءتك لهذا الخبر ستعرف معنى المحافظ الاستثمارية ومميزاتها ومخاطرها المحتملة
  • بالفيديو.. أمين الفتوى: العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة عليها أجر وثواب