الغارديان: امتناع واشنطن عن التصويت لصالح إسرائيل بمجلس الأمن ليس تغيرا جوهريا
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" افتتاحية خصصتها لقرار مجلس الأمن الخاص بوقف إطلاق النار في غزة.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة شددت من نبرتها مع إسرائيل. لكن النبرة الشديدة من الرئيس الامريكي جو بايدن، لا تعني مزيدا من التحرك، فهي تعبير عن إحباط الرئيس من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقط.
وأضافت الصحيفة "علينا عدم التقليل من مدى التحول في موقف إدارة بايدن بمجلس الأمن الدولي يوم الإثنين فالولايات المتحدة ليست أهم حليف لإسرائيل وزودتها بالدعم فقط بل ودعمتها بقوة دبلوماسيا، لكن امتناعها عن التصويت على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وعدم استخدامها الفيتو كما فعلت في الماضي، كان تحولا كبيرا ويظهر إسرائيل معزولة وكما بدا من ردة فعل نتنياهو الغاضبة".
وتابعت، "أن الإدارة قامت بجهد كبير للحديث مع المسؤولين الإسرائيليين والحديث عن القرار بأنه غير ملزم وهذا هو ليس موقف مجلس الأمن الدولي ولا الأمم المتحدة".
وقال الأمين العام، أنطونيو غويتريش إن الفشل في تطبيق القرار لا يغتفر.
وتعي إدارة بايدن جيدا وفق الصحيفة أن هذه الحرب تؤثر على موقفها الدولي، حيث ينظر إليها كمتواطئة في معاناة غزة وغير فعالة في ضبط الحرب الإسرائيلية عليها.
وفي داخل الولايات المتحدة، فالحرب تكلف الرئيس دعما مهما للديمقراطيين في عام انتخابي.
وقال رئيس مجلس النواب، مايك جونسون إنه سيدعو نتنياهو إلى مجلس النواب لإلقاء خطاب في الكونغرس.
وهناك الكثيرون في إسرائيل يعون الضرر الذي أحدثه نتنياهو على مصالح إسرائيل وهو يقاتل من أجل التمسك بالسلطة.
ولا يوجد ما يشي أن إحباط وغضب الولايات المتحدة منه سيؤدي إلى رحيله السريع أو يعدل من مواقفه، بحسب الغارديان.
وفي الوقت الذي تتحرك فيه إدارة بايدن بحذر مع الوضع تتسارع الكارثة الإنسانية في غزة. ويشترط قرار مجلس الأمن الدولي وقف إطلاق النار برمضان الذي مضى أكثر من نصفه وقتل حتى الآن، أكثر من 32,000 فلسطينيا ويموت من الجوع في مجاعة تعتبر الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
وتعتبر المجاعة الحالية من صنع البشر حيث دمرت إسرائيل معظم غزة ورفضت السماح بوصول المواد الإنسانية.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن إسرائيل منعتها من إيصال المساعدات إلى شمال غزة. وأشارت الصحيفة إلى أن بايدن تحدث عن فكرة وضع شروط على الدعم العسكري وأنها "فكرة تستحق النظر"، لكن لا يوجد ما يشير إلى أنه سيحول الفكرة إلى واقع، مع أن رؤساء قبله هددوا ونفذوا تهديداتهم.
وتقول الولايات المتحدة إنه ليس لديها "أدلة" عن عدم التزام إسرائيل بالقانون الدولي والأمريكي بشأن المساعدات العسكرية، مع أن الكثير من الديمقراطيين لا يوافقونها الرأي.
وأعلنت كندا عن وقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، وغيرت بريطانيا موقفها ودعمت وقف إطلاق النار، فيما يطالب حزب العمال المعارض بنشر النصيحة القانونية لوزارة الخارجية بشأن صفقات الأسلحة لإسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن المشكلة هي أن معظم الأسلحة إلى إسرائيل تأتي من الولايات المتحدة وألمانيا وعليه "ففرك الأيدي حول المعاناة الإنسانية ليس مهما عندما تواصل إرسال الأسلحة التي تخلق الكارثة"، ولهذا فامتناع الولايات المتحدة عن التصويت يوم الإثنين هو لحظة رمزية ولن يتغير الكثير حتى تقوم بتحول جوهري في سياستها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية مجلس الأمن غزة الولايات المتحدة بايدن نتنياهو الولايات المتحدة غزة نتنياهو الاحتلال مجلس الأمن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: إسرائيل أحد محددات الأمن القومى الأمريكى
أدى الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، ونائبه، جيه دي فانس، اليمين الدستورية ، الاثنين، في مبنى الكابيتول، حيث أجريت مراسم تنصيب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.
ملفات كثيرة منتظرة بعد فوز ترامبوفور تأديته القسم الدستوري، تعهد دونالد ترامب بأن يعيد أمريكا عظيمة من جديد، في كلمته أمام حشد كبير تحت سقف الكابيتول الذى احتضن الحفل بدلا من الخارج بسبب البرد القارس.
وأمام رئيس المحكمة العليا، جون روبرتس، قال ترامب: "أقسم أنا ترامب جازما أنني سأقوم بإخلاص بمهام منصب رئيس الولايات المتحدة، وبأنني سأبذل أقصى ما في وسعي لأصون وأحمي وأدافع عن دستور الولايات المتحدة، وأرجو من الله أن يساعدني".
ونشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرًا حول خطط الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، تجاه بعض القضايا فى الشرق الأوسط، ويتصدرها ملف كل من غزة وإيران، مشيرة إلى أن تلك الملفات تثير الهواجس مع مخاوف كبيرة من سياسة أكثر تصلبًا وشدة قد تزيد من حدة التوترات المتفاقمة أصلًا فى منطقة ملتهبة.
في هذا الصدد قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي إن مشاهد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة تؤكد أن واشنطن ما زالت تمتلك النموذج الساحر فى إظهار قوتها الناعمة فى التأثير والابهار وتصدير شعارات الديمقراطية وأنها لا زالت تتحكم فى النظام العالمى، وهو ما أكدته أيضا القرارات التنفيذية التى اتخذها فور التنصيب، والتى تكشف أن سياسته لا تعرف إلا الربح والخسارة وأنه رئيس ليس تقليدى على الإطلاق وأن النظام العالمى سيشهد تحولات كبيرة على كل المستويات خلال السنوات المقبلة.
واضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد " أما الحديث عن علاقة إسرائيل بدونالد ترامب وتداعيات ذلك على الحرب العدوانية على غزة ولبنان والضفة وسوريا، أعتقد أن إسرائيل أحد محددات الأمن القومى الأمريكى، ومن ثوابت السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وستظل واشنطن تقدم الدعم لها، لكن وفقا لعقلية ترامب الاقتصادية والتفاوضية، واستخدامه القوة والترهيب للوصول للتفاوض، وبالتالى مرتقب أن تشهد منطقة الشرق الأوسط وفى القلب منها حرب غزة جولات من أجل عقد تسوية شاملة، هدفها الأول خدمة إسرائيل ومشاريع الولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط، والحفاظ على هيمنتها وبسط نفوذها فى المنطقة.
وتابع: ما زال التعويل قائم على صمود الشعب الفلسطيني ووحدته واصطفافه، لأنه رغم وقف إطلاق النار الخطر ما زال قائما، وخير دليل ما يحدث فى الضفة الغربية من عمليات عسكرية وتقطيع لأوصالها بهدف مخططات صهيونية، وبالتالى التعويل ليس على ترامب حتى ولو كان دوره مهم فى إنهاء الحرب، ووقف عدوان إسرائيل ، وإنما على وحدة النسيج الفلسطيني، وأن يكون هناك إرادة عربية واسلامية موحدة لمواجهة الخطر الصهيونى وتمدده.