رأي اليوم:
2024-11-19@23:10:15 GMT
د. أنور العقرباوي: هل أننا حقا جديرون بالحياة
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
د. أنور العقرباوي إذا كان من المتعارف عليه أن أمر المواطنة الحقة، لا يمكن لها أن تتحقق في غياب الديمقراطية المرتبطة إرتباطا وثيقا بالدستور، فإن إقرار أي قوانين التي تتجاهل، إرادة الشعب صاحب السيادة ومصدر السلطات، فإنه سوف ينظر إليها باعتبارها إنتقاصا وإستهتارا به، وما قد يترتب على ذلك من توجس وزعزعة ثقة المواطن بكل مؤسساته! وبما أنه للهوية الوطنية أهمية بالغة، لناحية إستقرار المجتمع وبلوغ أهدافه و تعزيز إنتمائه، فإن إقرار مثل هذه القوانين التي تأتي وليدة ظروف غامضة، فإنها مالم تكن بغرض التأكيد على أمر المواطنة، سواء لناحية تعزيز مجموعة الحقوق المدنية والثقافية والإجتماعية، وصون حرية الكلمة والتعبير الأساسية، فإنها على النقيض من ذلك، سوف تفسر على أنها محاولة إلتفاف على المواطنة الحقة، وتزوير لإرادة أصحابها الحرة، التي سوف تترك الأبواب على مصاريعها مفتوحة، أمام التخمينات والتأويلات إزاء نواياها الحقيقية! لقد درج الحال ومنذ عقود طويلة، على تكميم الأفواه في كل ما يتعلق بحرية التعبير والكلمة، وحتى تجميد الكثير من مشاريع التنمية الوطنية، بذريعة كما كان يردد على الدوام، صون الجبهة الداخلية من الخطر الخارجي، الذي كانت تمثله في المقدمة أطماع العدو الصهيوني التوسعية! إنه لمن المؤلم والمؤسف حقا بعد كل تلك العقود، أن نرى اليوم أو أن نسمع، بعد أن تمكن العدو الصهيوني من تحقيق الكثير من أطماعه، سواء من خلال عقد المعاهدات والإتفاقيات وتطبيع العلاقات، ليس الإصرار على الإستمرار في تكميم الأفواه وحسب، لا بل على دفع الثمن الباهظ الذي سوف يتحمله، كل من يتجرأ على قول كلمة حق في مصلحة الوطن ومستقبله! وإذا كان لا بد يوما للقدر حقا أن يستجيب، فأين هي تلك الإرادة التي تستحق الحياة؟ كاتب فلسطيني / واشنطن.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً: