خالد النبوي  واحد من أهم العلامات الدرامية والسينمائية العربية المميزة، يمتلك حضور طاغي فريد من نوعه، يضع لنفسه تحديات ساحرة للمُشاهد في أدواره التي يقدمها على مدار أكثر من 3 عقود، ومازال يبحث عن الأصعب والغير متوقع .

 

34 عامًا هو العمر الفني لخالد النبوي، أعوام ملأها بأدوار السهل الممتنع عشنا معه أدوار الرجل الارستقراطي والرومانسي والشرير والبصمات التاريخية في رسالة الإمام وواحة الغروب، جمع بكل سلاسة شخصيات بعيدة كل البعد عن بعضها، تلون كحرباء أخاذة في ألوان فنها، لاتضع له سقف للتوقعات لانه حتما سيتخطاها بأميال.

يمتلك خالد النبوي مقومات فنية من نوعٍ خاص، له سيناريو مختلف مع انفعالاته ولغة جسده وطبقات صوته، على درجة عالية من الثقافة والإطلاع على جميع أنواع الفنون شرقًا وغربًا، صاحب كاريزما يصعب تكرارها سواء على المستوى الشخصي أو الفني 

 

 وهاهو يُمتع الجمهور الرمضاني بمشاهد إجتماعية من قلب العائلة العربية في "إمبراطورية ميم"، المتعة الدرامية التي شارك بها في الماراثون الدرامي 2024، الزوج المتيم بزوجته والأب العاشق لأبناؤه الذي يحاول دائمًا الوصول لعقولهم وتفكيرهم نظرًا لاختلاف الأجيال بينهم.

صورة الأب مع خالد النبوي في “إمبراطورية ميم”

لم يقدم خالد النبوي في "إمبراطورية ميم" صورة الأب النمطية فحسب المسئول عن أولاده ماديًا واجتماعيًا، بل أصر أن يكون لهم الصديق والونيس بعد رحيل والدتهم، يأخذ مهمة تربيتهم بين الجد والهزل، يمتلك الصرامة والليونة، يمنع نفسه عن متاع الجياة من أجل تربيتهم وحمايتهم حتى يصلوا إلى بر الأمان ويصبح لكل واحد فيهم حياته الخاصة.

 

وكان للوفد حوارٍ خاص مع خالد النبوي أو كما يقال عنه الآن الإمبراطور مختار أبو المجد، صاحب "إمبراطورية ميم"، حدثنا فيه عن سبب اختياره للدراما الإجتماعية في أحدث أعماله وكواليس العمل بينه وبين أبطال المسلسل خاصةً من الأطفال وروح التعاون الثاني مع نجله "نور النبوي"، الذي له دورٍ قوي ولافت في أحداث المسلسل.

 

ماهي أسباب استمرارك في تقديم الرواية الاجتماعية لكبار الكتاب مثل أسامة أنور عكاشة في راجعين ياهوى وإحسان عبد القدوس في إمبراطورية ميم؟

 

السبب وبكل بساطة الحياة المتواجدة بين طيات رواياتهم، لهم رؤية فنية خاصة لاتعترف بالزمن يهتمون بالمجتمع وأفراده في كل الأزمان بمختلف متطلباته ومقوماته وأحداثه، وأكثر مايبهرني الترابط الاجتماعي في القصتين فـ راجعين ياهوى وإمبراطورية ميم هما وجهان لعمله واحدة ألا وهي قوة الأسرة وأهميتها سواء كنت أخ كبير أو أب.

 

هل وجدت نفسك في الدراما الإجتماعية أكثر من الأعمال الأخرى سواء الرومانسية أو التاريخية؟

 

الدراما الاجتماعية لها طابع وتأثير فني خاص بالطبع يسحر كل من يعمل بها، وبالفعل لم أستطع حتى الآن الخروج من سحرها، والقوالب الفنية الأخرى لاأستيطع إهمالها أو التوحد في شكل فني معين، لكل منهم متعة فنية خاصة ويجب أن اتداركها جميعًا والعامل المشترك بينهم هو الصدق، فعلى جانب الدراما الاجتماعية فأنت توجهها من القلب للقلب مباشرةً ويجب أن تدراكها جيدًا وتدرس جميع جوانبها فمهمة الدخول إلى قلب المشاهد في حياته الاجتماعية من أصعب المهمات على الممثل، أما التاريخي والرومانسي وغيره من أنواع الفنون يمتلك مقومات مختلفة من حيث الأداء والمذاكرة وغيرها.

 

بين مختار أبو المجد وبليغ أبو الهنا.. مسميات مصرية خالصة اشتهرت بها في الدراما الرمضانية مؤخرًا من هو الأقرب إليك؟

 

يجيب ضاحكًا "الاتنين حبايبي" والصفة الساحرة المشتركة بينهما من وجهة نظري هو "حب الأسرة" فـ بليغ كان يسعى دائمًا إلى لم شمل أخوته والبحث عن الأمان معهم والتخلص من المشاحنات المادية والاجتماعية، وعند مختار أبو المجد كذلك أيضًا الأسرة هي الأهم، لكن يختلف عنه بأنه "أب" فمسئوليته مختلفة تمامًا عن الأخ، فهو هنا "صاحب الدفة" والخطأ غير مسموح به تمامًا، هو الأمان والسند خاصةً عند رحيل الأم فهو يحاول جاهدًا بجانب دوره الأبوي من ناحية التقويم والإرشاد، محاوطة أبناؤه بالدفء والحنان فـ دور الأب في حياة ابناؤه ليس مجرد أوامر فقط.

 

الأطفال أصعب فئة في التعامل داخل العمل الفني، كيف كانت كواليس إمبراطورية ميم مع أبناء أبو المجد؟

 

على قدر صعوبة التعامل معهم كانت ممتعة ومليئة باللحظات التي لاتنسى، والأجواء في الكواليس كبيرًا وصغيرًا عائلية إلى أبعد حد ولايوجد ضغط أو انفعالات خارج اللزوم، فهم يعرفون دورهم جيدًا وأسباب تواجدهم، طاقم العمل بأكمله يتحدث معهم كثيرًا حول الحفظ والمذاكرة ومشاهدي معهم نتحدث على شكل "حكاية".

 

ويضيف قائلًا:" الأيام الأولى من التصوير بالفعل تكون صعبة لكن بمجرد تعودهم على المكان والأشخاص نجد انطلاق غير طبيعي.

 

 

مختار أبو المجد أب تعامل مع 6 أجيال مختلفة، كيف ترى دور الأب حاليًا؟

 

أصعب مما تتصور الوقت يمر سريعًا والتكنولوجيا والأجهزة والتطور يلاحق أعمار الأطفال، فالطفل لم يعد كالسابق هناك عالم آخر يجب على الآباء والأمهات الدخول فيه مهم، كل عام مختلف عما سبق في تربيتهم والحديث معهم، أصبح لهم لغة وتفكير وحياة يجب أن نواكبها لنساطيع التعامل معهم بشكل صحيح، فـ مختار أبو المجد كان يحاول جاهدًا أن يلبي احتياجات أبناؤه ماديا ومعنويا وكانت الأخيرة أصعب بكثير، فالاهتمام بالطفل مأكل ومشرب وتعليم فقط أخطر طريقة تربية وعواقبها سلبية صعب تداركها .

 

شاهدنا كيميا نادرة مع ابنك نور النبوي في "راجعين ياهوى" وتكررت بشكل أفضل وأثقل، كيف جاء ترشيح نور من بداية "إمبراطورية ميم؟

 

تحمّل نور النبوي مسئولية نجاح راجعين ياهوى بشكل أذهلني، لم يتعامل مع النجاح باستخفاف أو يعيش عليه لمجرد أنه ابن خالد النبوي، و لا أمتلك أي نوع من الوساطة في ترشيحه وأترك ذلك لأصحاب الأمر، ودوري الوحيد في ذلك هو  تشجيعه والتركيز معه في دوره ومساعدته على الخروج لجمهوره بأفضل صورة.

 

هل هناك أزمة في صناعة الدراما الإجتماعية ذات الرسائل البارزة كالسابق مثل حديث الصباح والمساء.. المال والبنون ..أرابيسك؟

من وجهة نظري لا أرى أزمة بعينها في صناعة ذلك النوع في الدراما، ولكن الأزمة الحقيقة في طريقة توصيلها للمشاهد وسط الهوس بالأكشن والرعب وقصص الانتقام وألغاز العالم الآخر، تلك الأنواع لايستهان بها بالطبع ولها جمهورها الخاص لكن في اعتقادي هي فكرة توجيه أعين المتابع ولفت نظره وإذا تمت تلك المهمة بنجاح تستطيع تنفيذ أنواع عدة للمتابعة بجانب أنواعه المفضلة، لأن المشاهد “لايُغصب” على عمل بعينه، فقط نقدم العمل بصدق واتقان وتفاني وستجد الجمهور أمامه قلبًا وقالبًا

 

 

رسالة من مختار أبو المجد لآباء الجيل الحالي

 

اسمع أبنائك جيدًا راقبهم بمنتهى الثقة، وفّر لهم الأمان من داخل المنزل قبل خروجهم منه، ازرع فيهم حب الآخرين والخير واكب تفكيرهم وتأكد دائمًا بأن وقت تربيتك مختلف تمام عن وقتهم، أدخِل أوقات الفحرة والبهجة في حياتهم ولا تجعل العلاقة بينكم صارمة مجرد أوامر فقط.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خالد النبوي خالد النبوي في مسلسل إمبراطورية ميم مسلسلات رمضان 2024 دراما رمضان 2024 خالد النبوي في أحداث إمبراطورية ميم خالد النبوي 2024 خالد النبوي مع نور النبوي مختار أبو المجد إمبراطوریة میم خالد النبوی

إقرأ أيضاً:

وزير الثقافة يترأس الاجتماع الأول للجنة دراسة تأثيرات الدراما والإعلام على المجتمع

تفعيلًا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لأهمية تطوير الدراما لخدمة متطلباتنا التنموية وترسيخ هويتنا الوطنية، وتفعيل دور الدراما كأداة محورية في تشكيل وجدان المواطن وتعزيز الانتماء الوطني في ظل التحديات الفكرية والاجتماعية الراهنة، ترأس الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الاجتماع الأول للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام -المشكلة بقرار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وذلك لمناقشة التأثيرات الاجتماعية للدراما والإعلام على المجتمع المصري، ووضع آليات لتطوير المحتوى الدرامي المصري.

وزير الثقافة يترأس الاجتماع لجنة الدراما

وأكد وزير الثقافة، في كلمته خلال الاجتماع، أن غاية كل فن، في جوهره، هي أن يترك أثرًا من الجمال في النفس، وأن يسمو بالوجدان والعقل نحو إدراك أعمق لمعنى الإنسان والحياة، مشيرًا إلى أن الدراما تبقى هي الفن الجامع، الذي تتجلى فيه جماليات التشكيل، والموسيقى، والمعمار، واللغة، والشعر، وسحر الحوار، في بناء سردي يعكس المجتمع ويعيد تشكيله.

وزير الثقافة يترأس الاجتماع لجنة الدراما

وأوضح أن كل دراما حقيقية ومؤثرة تحمل في عمقها تأثيرات من الفنون المصرية الخالدة، من لوحات محمود سعيد وسيف وانلي، إلى موسيقى بليغ حمدي وسيد درويش، وشاعرية صلاح عبد الصبور وأمل دنقل، وصوت أم كلثوم، وطابع المعمار المصري الفريد، مضيفًا أن الدراما المصرية خرجت من قلب «الحارة» التي كتب عنها نجيب محفوظ، وتجسدت في أعمال صنع الله إبراهيم، وفتحية العسال وبهاء طاهر، وجمال الغيطاني، ووحيد حامد، وأسامة أنور عكاشة، وغيرهم من الكُتاب الكبار الذين شكّلوا وجدان هذا الشعب وسريانه.

وأضاف أن الدراما المصرية تسير بخطى واثقة منذ ما يقرب من 110 أعوام من السينما، وأكثر من 65 عامًا من الدراما التليفزيونية، تطورت فيها الرؤية الجمالية، وصقلت الأدوات، وتنوعت التجارب، لتخلق حكايات ملهمة تعبر عن هوية مصر العميقة، وتصبح مرآة حقيقية لملامح الشخصية المصرية.

وأكد وزير الثقافة، أن الدراما المصرية قادرة على تقديم محتوى درامي يجمع بين الأصالة والحداثة، يعبر عن هوية متجذرة لبلد عريق، مشيرًا إلى أن صناعة الدراما تستلهم الجمال وفق قواعده المعرفية، وتُنسج بمواهب صناعها في الكتابة، والإخراج، والتصوير، والمونتاج، والديكور، وهندسة الصوت، والإنتاج، لتقدم شكلاً جماليًا يرتقي بذوق المشاهد ويصونه.

وزير الثقافة يترأس الاجتماع لجنة الدراما

وشدد الوزير على أن اجتماع اللجنة ليس لوصاية على الفن، بل لاستعادة بريقه وبهائه، مؤكدًا أن قرار رئيس مجلس الوزراء بتشكيل اللجنة العليا للدراما خطوة ضرورية ومدروسة، تهدف إلى دراسة التأثيرات الاجتماعية والنفسية للدراما والإعلام المصري، واقتراح سبل معالجتها وتفادي سلبياتها، ووضع مسار متكامل لإصلاح المزاج العام، وبناء الشخصية المصرية في ضوء وعي ثقافي وفني وإنساني.

وأشار إلى التزام الدولة بحرية الفكر والتعبير، كركيزة لأي نهضة فنية حقيقية، تضع على عاتق الفنان والمثقف واجبًا تجاه مجتمعه، وتحفزه لصون الهوية ومواكبة الواقع وتقديم فن يعزز القيم الجمالية.

واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن صناع الجمال من رواد الدراما المصرية قدموا أعمالًا شكلت ذاكرة الأجيال، ولا تزال عليهم مسؤولية تقديم المزيد من الأعمال الملهمة لأجيال قادمة، وقال «نحن لا نعيد إحياء الدراما، بل نقدم الدعم والرؤية، لتظل سفير مصر الثقافي، وعينًا صادقة ترى الواقع وتكتبه بالفن والجمال».

وزير الثقافة يترأس الاجتماع لجنة الدراما

وشهد الاجتماع مناقشة عدد من المحاور الرئيسية المتعلقة بتطوير المحتوى الدرامي، ودراسة مدى تأثيره على المجتمع، واقتراح آليات التعاون بين الجهات المختصة، كما شارك فيه عدد من الشخصيات العامة وممثلي المؤسسات الإعلامية والثقافية، وهم: المهندس خالد عبد العزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، الكاتب والإعلامي أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، عماد ربيع، رئيس قطاع الإنتاج الدرامي بالشركة المتحدة، علا الشافعي، رئيس لجنة المحتوى الدرامي بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الدكتورة هالة رمضان، مدير المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، سارة عزيز حكيم، خبيرة اجتماعية ونفسية ومدير مؤسسة Safe، الدكتور حسن عماد مكاوي، رئيس لجنة الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعات وعميد كلية الإعلام جامعة القاهرة الأسبق، والدكتورة جيهان يسري أبو العلا، عضو اللجنة التخطيطية للجنة قطاع الدراسات الإعلامية وعميدة كلية الإعلام السابقة، المخرج خالد جلال، رئيس قطاع الإنتاج الثقافي، المخرج عمر عبد العزيز، رئيس اتحاد النقابات الفنية، الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال، الكاتبة مريم نعوم، المنتج جمال العدل، والمخرج شريف عرفة.

اقرأ أيضاًبمشاركة الأطفال.. قصور الثقافة تطلق احتفالاتها بأعياد الربيع واليوم العالمي للفن بالغربية

محافظ سوهاج يتابع أعمال تطبيق الهوية البصرية بميدان الثقافة ويؤكد: نسعى لتحويل الشوارع إلى متحف مفتوح

وزير الثقافة: معرض الشلاتين للكتاب نافذة معرفية مهمة لنشر الوعي

مقالات مشابهة

  • محمد رمضان يعلن عن مسابقة جديدة لجمهوره
  • غباشي: مصر تبنّت موقفًا شجاعًا تجاه الحظر النووي منذ 1994.. فيديو
  • خالد الجندي يوضح شروط جواز رواية الحديث النبوي بالمعنى
  • سحب وفقد الجنسية الكويتية من 434 حالة
  • انتهاء مهلة تقديم الترشيحات للانتخابات البلدية في قضاء البترون.. اليكم الفائزين بالتزكية
  • دراما على ملعب مونتجويك.. تعادل مثير بين برشلونة وإنتر ميلان في دوري الأبطال
  • بعد انتهاء التصوير.. كل ما تريد معرفته عن فيلم «اتجاه واحد»
  • تفاصيل الاجتماع الأول للجنة الدراما والإعلام.. ماذا ناقش ومَن حضر؟
  • وزير الثقافة يترأس الاجتماع الأول للجنة دراسة تأثيرات الدراما والإعلام على المجتمع
  • لميس الحديدي: مسلسل ظلم المصطبة يعيد تأكيد مفهوم علاقة الدراما بالمجتمع