في يوم “السعودية الخضراء”.. 10 مليارات شجرة حلم يتحقق
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
رحلةً بدأت قبل أربع سنوات، بإطلاق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – في السابع والعشرين من شهر مارس 2021م؛ مبادرةَ السعودية الخضراء، فنمت وأورقت وكَبِرت وأينعت، وأصبح حُلُم تحقيقها يقترب ويزداد نماءً واتساعًا يومًا بعد يوم وعامًا بعد آخر، حتى صارت راية تنضوي تحت مظلتها مئات المشاريع، التي مكَّنت وما زالت تُمكِّن لمستقبل أخضر وأكثر استدامة.
لم تمضِ إلا أشهر معدودات على إطلاق المبادرة حتى بدأت الجهود تؤتي ثمارها، وأضحى يُسمع صداها في كل منطقة حول المملكة؛ حيث أطلق المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر سبع مبادرات طموحة يسعى من خلالها إلى المساهمة في تحقيق مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء، شملت أراضي الغطاء النباتي الواقعة تحت إشرافه، بما يسهم في تفعيل مشاركة مختلف فئات المجتمع في الجهود القائمة للتصدي لظاهرة تغير المناخ، ودفع عجلة الابتكار المستدام، وتسريع رحلة الانتقال الأخضر، ما يسهم في استعادة الوظائف البيئية الحيوية، وتحسين جودة الهواء، والحد من العواصف الغبارية والرملية، عبر زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة؛ أي ما يعادل إعادة تأهيل أكثر من 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة واستعادة المساحات الخضراء الطبيعية.
وتهدف المبادرة إلى دراسة زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود القادمة؛ أي ما يعادل إعادة تأهيل ما يزيد على 40 مليون هكتار من أراضي الغطاء النباتي المتدهورة، ما يسهم في زيادة الغطاء النباتي وتحسين جودة الحياة، وتوفير موائل طبيعية إضافية لأنواع الحيوانات المهددة بالانقراض، والمساهمة في التخفيف من الآثار والمخاطر الحالية لتغير المناخ “مثل الأحوال الجوية الشديدة والعواصف”، والمساعدة على استدامة الإنتاج المحلي، وتوعية جميع شرائح المجتمع بأهمية الغطاء النباتي ودوره في جودة الحياة والتخفيف من تغير المناخ وحماية التربة.
وتأتي هذه المبادرة للمشاركة في تحقيق 100% من أهداف مبادرة السعودية الخضراء، والمساهمة في المبادرات العالمية الداعمة للحد من تدهور الأراضي وتعزيز الحفاظ على الموائل الأرضية.
وقد تم الانتهاء من مشروع مبادرة السعودية الخضراء والخطة التنفيذية للتشجير خلال الأشهر الماضية؛ حيث أجابت الدراسة عن كثير من الفرضيات المهمة حول محاور التشجير الأربعة “البيئي، الحضري، الزراعي، وعلى جوانب الطرق السريعة وسكك القطارات”، مثل: عدد الأشجار، التي ستتم زراعتها، وأنواعها الملائمة، وأماكن زراعتها، واحتياجاتها من مصادر المياه المتجددة، ونسبة امتصاص الكربون، والتأثيرات المناخية وتكلفتها”، وذلك من خلال إجراء دراسات علمية وأبحاث ميدانية باستخدام أحدث تقنيات الحث، بالتعاون مع العديد من بيوت الخبرة العالمية والمحلية.
لقد كان إطلاق البرنامج الوطني للتشجير والخطة التنفيذية للتشجير بمثابة خارطة الطريق لزراعة 10 مليارات شجرة وثمرة جهود تُوِّجت بزراعة أكثر من 70 مليون شجرة حتى الآن؛ إذ يستهدف البرنامج زراعة 400 مليون شجرة بحلول عام 2030، و4.7 مليارات شجرة حتى 2060، وصولًا إلى زراعة 10 مليارات شجرة بحلول 2100، وتتضمن الخارطة خطة إستراتيجية مصممة لتنمية الغطاء النباتي في جميع مناطق الموائل الطبيعية، كما ستشمل المدن، والطرق السريعة، والمساحات الخضراء؛ لضمان مساهمة الأشجار الجديدة في تعزيز صحة ورفاه سكان المملكة، الذين تعيش النسبة الأكبر منهم في المناطق الحضرية، وهو ما سيسهم في تقليل درجات الحرارة بمقدار “2.2” درجة مئوية وتحسين جودة الهواء.
بدأت الجهود بمبادرة الإدارة والتنمية المستدامة للغابات بحلول عام 2030؛ للحد من تدهور الغابات والمُحافظة عليها وحمايتها وإعادة تأهيل المتدهور منها، إضافة إلى زيادة الغطاء النباتي بإعادة تأهيل 348 ألف هكتار من مناطق الغابات المتدهورة وإعادة تشجير وديان المنطقة الوسطى والمواقع التي تعرضت لقطع الأشجار بشكل كبير، بزراعة 60 مليون شجرة محلية، مع الحرص على الإدارة المستدامة لمناطق الغابات، وحماية واستعادة الأنواع النباتية النادرة والمهددة بالانقراض من خلال حمايتها في مواقعها وإنشاء مشاتل متخصصة لإنتاجها.
وتهدف مبادرة الحفاظ على الغطاء النباتي واستعادته في المراعي خلال “المرحلة الأولى” إلى إعادة تأهيل ثمانية ملايين هكتار من المراعي في 26 موقعًا عبر المملكة، والتقليل من تأثير العواصف الرملية، وتحسين الصحة العامة، وتوفير حلول قائمة على الطبيعة لاحتجاز الكربون ومكافحة تغير المناخ، ومكافحة التصحر، والمساعدة على استعادة التنوع البيولوجي النباتي، وزيادة إنتاجية الثروة الحيوانية عبر تحسين كفاءة الإنتاج الحيواني من نظام الرعي التقليدي؛ “أي الرعي المستمر والمفتوح” والتحول إلى أنماط التربية الحديثة بالتزامن مع التنظيم التدريجي للرعي الجائر، وتخفيف الضغط على المراعي الطبيعية، ما سيسهم في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء وحمايتها، ودعم المجتمعات المحلية، والأمن الغذائي.
اقرأ أيضاًتقاريرغزيون ابتلعهم البحر أثناء محاولتهم انتشال علب طعام
وتهدف مبادرة تطوير الغطاء النباتي والبنية التحتية لـ 50 متنزهًا وطنيًّا إلى تقليل انبعاثات الكربون بمقدار أربعة ملايين طن، ومكافحة التصحر، واستعادة التنوع البيولوجي، وتوفير حلول قائمة على الطبيعة لاحتجاز الكربون ومكافحة تغير المناخ، والمساعدة على تحسين نوعية الحياة، وتعزيز أنشطة السياحة البيئية ودعمها، وتسهيل فرص الاستثمار ودعم اقتصاد المجتمعات المحلية، فضلًا عن إجراء دراسة تقييم بيئي واجتماعي اقتصادي للمواقع المحتملة؛ لتحديد المزايا النسبية لكل منها، والجدوى الاقتصادية والبيئية لتطوير البنية التحتية للمنتزهات الوطنية القائمة، وإنشاء متنزهات وطنية جديدة، إضافة إلى تطوير المتنزهات الحالية المستهدفة، وستسهم هذه المبادرة في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء من خلال زراعة 10 ملايين شجرة.
وترمي هذه المبادرة إلى التعاون مع المحميات الملكية لزراعة سبعة ملايين شجرة برية في المحميات الملكية؛ بهدف توفير حلول قائمة على الطبيعة لاحتجاز الكربون ومكافحة تغير المناخ، ومكافحة التصحر واستعادة التنوع البيولوجي النباتي، والتقليل مِن انبعاثات الكربون بمقدار 2.8 مليون طن، والمساعدة على تحسين نوعية الحياة ودعم السياحة البيئية، ومن المخطط أن تسهم المبادرة في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء.
وتتولى مبادرة إشراك القطاع العام في تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالتعاون مع جهات القطاع العام إطلاق برنامج زراعة وترميم مدته 10 سنوات لزراعة وحماية 18 مليون شجرة محلية في المناطق الخاضعة لهذه الجهات؛ حيث يتمثل الهدف الرئيس لهذه المبادرة في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 7.2 ملايين طن، وتوفير حلول قائمة على الطبيعة لاحتجاز الكربون ومكافحة تغير المناخ، والمساعدة في تقليل تلوث الهواء، وتحسين جودته عن طريق امتصاص الملوثات، والمساهمة في تحسين نوعية الحياة، وتعزيز الممارسات المستدامة باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، مع الحفاظ على النظم الإيكولوجية للأنواع المحلية المهددة بالانقراض، وستسهم المبادرة في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء.
وتُعنى مبادرة إشراك القطاع الخاص في تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بالتعاون مع كيانات القطاع الخاص بإطلاق برنامج زراعة وترميم مدته 10 سنوات من خلال زراعة وحماية 40 مليون شجرة محلية في المناطق الخاضعة لهذه القطاعات؛ حيث يتمثل الهدف الرئيس لهذه المبادرة في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 16 مليون طن مع الحفاظ على النظم الإيكولوجية للأنواع المحلية المهددة بالانقراض، وتوفير حلول قائمة على الطبيعة لاحتجاز الكربون ومكافحة تغير المناخ، والمساعدة على تقليل تلوث الهواء وتحسين جودته عبر امتصاص الملوثات، والمساهمة في تحسين نوعية الحياة، وتعزيز الممارسات المستدامة باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، الأمر الذي سيسهم في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء.
يشار إلى أن مبادرة “السعودية الخضراء” هي إحدى أكبر مبادرات إعادة التشجير في العالم؛ حيث تعكس التزام المملكة بالتصدي للتحديات البيئية المختلفة التي تواجه البلاد، بما في ذلك انخفاض معدلات هطول الأمطار ومساحة الأراضي الصالحة للزراعة ومناطق الغابات، كما أن الهدف الأساس من التشجير وهو زراعة 10 مليارات شجرة يُمثل “1%” من هدف التشجير العالمي، و”20%” من هدف زراعة “50” مليار شجرة، الذي حددته مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر”.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية زراعة 10 ملیارات شجرة الکربون بمقدار ومکافحة التصحر الغطاء النباتی والمساعدة على والمساهمة فی المبادرة فی إعادة تأهیل ملیون شجرة الحفاظ على هکتار من فی تقلیل من خلال
إقرأ أيضاً:
السعودية راعٍ رئيسي للمؤتمر الدولي “الأسبوع الجيومكاني” بدبي
البلاد ــ الرياض
تشارك المملكة ممثلة بالهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية كراعٍ رئيسي لمؤتمر”الأسبوع الجيومكانيGSW 2025”، الذي تنظمه الجمعية العالمية للتصوير الجوي والاستشعار عن بعد (ISPRS) بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، المقرر انعقاده في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 7 – 11 أبريل الجاري.
ويهدف المؤتمر لتعزيز التواصل والتعاون بين الباحثين والخبراء من مختلف الدول لتبادل الخبرات وآخر المستجدات، وعقد الجلسات وورش العمل ذات الصلة بأنشطة التصوير الجوي والاستشعار عن بعد، ما يشكل فرصًا قيمة لتدعيم التواصل الدولي البنّاء وتعزيز الوعي الجيومكاني.
وتأتي مشاركة الجيومكانية كراعٍ رئيسي للمؤتمر امتدادًا لجهودها في تعزيز تبادل الخبرات، ونشر المعرفة الجيومكانية العالمية، وانطلاقًا من عضويتها في الجمعية العالمية للتصوير والجوي والاستشعار عن بعد؛ إضافة إلى كون رئيس الجيومكانية الدكتور المهندس محمد بن يحيى آل صايل الممثل الإقليمي للدول العربية في الجمعية العالمية ذاتها.
وتشارك “الجيومكانية” في جلسة حوارية رئيسة بعنوان “دور الجيومكانية كمحرك للنمو والحوكمة والابتكار وبناء القدرات للقطاع الجيومكاني في المملكة”، ورئاستها لجلستين مخصصتين لتقديم الأوراق العلمية العربية، إضافة لمشاركتها في جلسة حوارية بعنوان “آفاق الذكاء الاصطناعي: كيف سيعيد التعلم الآلي تعريف حدود مراقبة الأرض؟”.
وامتدادًا لسعيها الدؤوب لبناء وتطوير القدرات الوطنية في إطار المهام المناطة بها، تشهد مشاركة الجيومكانية دعمها لمشاركة نخبة من الأكاديميين وطلبة الجامعات والمعاهد السعودية في مختلف جلسات وندوات وفعاليات المؤتمر.
وتشارك “الجيومكانية” بجناح خاصٍ في المعرض المصاحب للمؤتمر، تستعرض من خلاله تجربة المملكة في بناء وتطوير البنية التحتية الجيومكانية الوطنية، وتعزيز دور المعلومات الجيومكانية في دعم وتمكين مختلف القطاعات التنموية، وصناعة القرارات الذكية.