"الهروب من الموت جوعا، إلى الموت غرقا" .. هذا كان حال العشرات من شباب غزة، حيث يحاول العديد من الفلسطينيين الوصول إلى المساعدات التي يتم إلقائها جوا، وتكون عائمة على سطح البحر المقابل لقطاع غزة، وهي الحوادث المتكررة، والتي تكشف عن تفاصيل معاناة الشعب الفلسطيني، والكارثة الإنسانية التي يعانيها قطاع غزة، وذلك نتيجة سياسة التجويع المتعمدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

 

وبحسب تقرير مفصل نشرته صحيفة CNN الأمريكية، فقد غرق ما لا يقل عن 12 فلسطينيا قبالة ساحل شمال غزة بالقرب من بيت لاهيا الاثنين الماضي، وذلك أثناء محاولتهم الوصول إلى الطرود التي أسقطتها الطائرات التي سقطت في البحر، وذلك بحسب ما ذكره مسعفون محليون.

 

 

يهرعون من الجوع نحو البحر 

 

 

وتضمن التقرير الذي عرضته شبكة الـCNN، لقطات لمئات الفلسطينيين وهم يهرعون من الجوع إلى موقع إسقاط المساعدات، بل وقد غامر بعضهم بالنزول إلى المياه أثناء سقوط الطرود على شواطئ غزة دون مبالاة لما قد يصاحب ذلك من خطورة كبيرة، وكذلك يُظهر أحد المشاهد المصورة مدنيين يقومون بالإنعاش القلبي الرئوي على عدة جثث غير مستجيبة في محاولة يائسة لإنعاشها، وذلك بعد انتشالها من البحر وهم غارقون.

وقال أبو محمد، الذي شهد الحادث، لشبكة CNN، إن المساعدات أسقطت بعيداً عن الساحل في البحر، وبعد ذلك غرق العديد من الرجال "الذين لا يعرفون كيفية السباحة" أثناء محاولتهم انتشالها، وأضاف: "كانت هناك تيارات قوية وسقطت جميع المظلات في الماء، والناس يريدون أن يأكلوا فهم جياع، ولم أتمكن من تلقي أي شيء، ويمكن للشباب أن يركضوا ويحصلوا على هذه المساعدات (القطرات)، لكن الأمر مختلف بالنسبة لنا، وتلك الحوادث وغيرها تؤكد ضرورة فتح المعابر بالشكل الصحيح، لكن هذه الأساليب المهينة غير مقبولة".

 

 

ليست الحادثة الأولى 

 

 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قُتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وأصيب 10 آخرون عندما سقطت عليهم طرود مساعدات أسقطتها الطائرات في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وذلك وفقًا لصحفي كان في مكان الحادث، وقد انتقدت جماعات حقوق الإنسان مراراً عمليات الإنزال الجوي باعتبارها وسيلة غير فعالة ومهينة لإيصال المساعدات إلى سكان غزة، وبدلاً من ذلك حثت السلطات الإسرائيلية على رفع القيود على المعابر البرية إلى القطاع، وقد دعت حماس الدول الغربية إلى وقف عمليات إسقاط المساعدات جواً  إلى غزة ، محذرة من أن طريقة إيصال المساعدات الإنسانية "مهينة وخاطئة وغير مناسبة وغير مجدية"، وكذلك انتقدت حماس منذ البداية عمليات الإنزال الجوي، واصفة إياها بأنها “عديمة الفائدة” و”ليست الطريقة الأفضل لإيصال المساعدات”.

 

وأدت القيود الصارمة التي فرضتها إسرائيل على دخول المساعدات إلى قطاع غزة إلى استنزاف الإمدادات الأساسية، مما يعرض جميع السكان البالغ عددهم أكثر من 2.2 مليون نسمة لخطر المجاعة، وفقًا لتقرير تدعمه الأمم المتحدة، وقد حذرت الهيئات الإنسانية، بما في ذلك أوكسفام وهيومن رايتس ووتش، من أن إسرائيل "تستخدم تجويع المدنيين كسلاح في الحرب في غزة، وهو ما يعد جريمة حرب"، وتصر إسرائيل على أنه لا يوجد "حدود" لكمية المساعدات التي يمكن أن تدخل غزة، لكن نظام التفتيش الخاص بها يعني أن الإغاثة بالكاد تتدفق.

 

 

أمريكا تتهرب من المسئولية 

 

 

ورغم كونها مشارك مع إسرائيل في حربها بقطاع غزة، إلا أن أمريكا تحاول التهرب من المسئولية، حيث يقول مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية، إن هناك “زيادة كبيرة” في كمية المساعدات المتدفقة إلى غزة عبر المعابر المختلفة، مما أدى إلى وصول ما يقرب من 200 شاحنة يوميا، ارتفاعا من حوالي 100 شاحنة يوميا في فبراير، وجاءت هذه الوفيات بعد يوم من تنحي واشنطن جانبا والسماح لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإصدار  قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، حيث يطالب القرار، الذي اقترحه الأعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الأمن، بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن و"الحاجة الملحة لتوسيع تدفق" المساعدات إلى غزة.

 

ورد وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس على هذا الطلب قائلا إن بلاده لن تلتزم بالقرار. وبعد تصويت الأمم المتحدة يوم الاثنين،  قالت منظمة العفو الدولية إن  السلطات الإسرائيلية “يجب أن توقف على الفور حملة القصف الوحشي في غزة وتسهل إيصال المساعدات الإنسانية”. وأضافت أنه "يجب إطلاق سراح الرهائن المدنيين على الفور".

ومن غير الواضح ما هي الدولة التي أطلقت عملية الإنزال الجوي المحددة يوم الاثنين والتي أدت إلى سقوط قتلى، فقد قامت ألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وسنغافورة، ومهمة مشتركة بين الإمارات والأردن، بتنفيذ عمليات إسقاط جوي فوق غزة يوم الاثنين، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قال لشبكة CNN إنه لا يمكنه تأكيد التوقيت الدقيق لعمليات الإنزال الجوي من قبل دول مختلفة.

وقد أعلن البنتاغون يوم الثلاثاء أن ثلاث حزم من المساعدات من أصل 80 تم تسليمها خلال عملية الإنزال الجوي الأمريكية فوق غزة يوم الاثنين قد هبطت في البحر بعد عطل في المظلة، وقالت نائبة السكرتير الصحفي للبنتاغون سابرينا سينغ: "خلال عملية الإنزال الجوي الإنسانية أمس، والتي شملت حوالي 80 حزمة، ورد أن ثلاث حزم تعرضت لخلل في المظلات وسقطت في الماء". "من المهم ملاحظة أنه تم اختيار مناطق الهبوط للتخفيف من احتمالات فشل نشر المظلات، وتحدث قطرات المساعدات الإنسانية هذه فوق الماء وتتسبب الرياح في انجراف الحزم إلى الأرض، وفي حالة حدوث عطل في المظلة، تهبط الحزم في الماء".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإنزال الجوی یوم الاثنین

إقرأ أيضاً:

طوابير وتدافع بشمال غزة للحصول على طعام يسد الجوع / شاهد

#سواليف

رصدت كاميرا الجزيرة مشاهد مؤلمة من شمال قطاع #غزة تظهر تدافع الأهالي من أجل الحصول على قليل من الطعام لسد رمقهم، في ظل سياسة #التجويع التي يمارسها #الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

واصطف المواطنون -وبينهم أطفال ونساء، منذ ساعات الصباح الباكر- في #طوابير يحملون أواني لجلب كميات ولو بسيطة من الأكل من إحدى التكيّات، في مشهد عادَ من جديد إلى شمال القطاع الفلسطيني الذي يتعرض لحصار إسرائيلي من كل الجوانب.

ورغم انتظارهم لساعات طويلة، لم يتمكن الكثير من المواطنين من الحصول على الأكل، وحصل بعضهم على كميات قليلة، وقد بدت على وجوه الناس -الذين اصطفوا في طوابير- الحسرةُ والأسى على الحال الذي وصلوا إليه.

مقالات ذات صلة وفاة سائق تريلا بعد تدهور مركبته بسور مسجد في منطقة المستندة / صور وفيديو 2025/04/27

وتتفاقم المجاعة في القطاع المنكوب وتزداد خطورة، حيث بات الغزيون لا يجدون الأكل لهم ولأطفالهم، وحتى المشاريع والمبادرات الخيرية توقف بعضها عن العمل بسبب الظروف الصعبة والإغلاق الذي يشهده القطاع المحاصر.

وبحسب مراسل الجزيرة أنس الشريف، فإن الأكل لم يعد متوفرا والأسواق باتت فارغة في مناطق شمال قطاع غزة، بعد أن أغلق جيش الاحتلال المعابر منذ أكثر من 60 يوما.

"الأسعار نار، إيش 4 أرغفة بدهم يقضوا لما يكون عندي 10 أنفار".. مسن غزي يتحدث عن المجاعة التي يعاني منها قطاع #غزة جراء إغلاق المعابر ومنع الاحتلال دخول المساعدات للقطاع#حرب_غزة pic.twitter.com/IeVHWwEQzw

— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 27, 2025

ويستخدم الاحتلال الإسرائيلي سلاح التجويع بإغلاق معابر القطاع المدمر، ومنع دخول الغذاء والماء والدواء والوقود انتقاما من أهالي غزة الذين رفضوا الرضوخ لتهديداته.

وقد أكد “برنامج الأغذية العالمي” “دبليو إف بي” (WFP) نفاد مخزونه من الغذاء في قطاع غزة، مع استمرار إغلاق المعابر، محذرا من أن الوضع في القطاع على حافة الانهيار.

وذكر البرنامج الأممي أن مليوني شخص داخل غزة يعتمدون كليا على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة، وطالب بوصول المساعدات بشكل عاجل إلى القطاع.

كما أعلنت غرفة التجارة والصناعة بقطاع غزة رفضها التام لآلية إدخال المساعدات التي اقترحها الاحتلال الإسرائيلي، والتي تهدف لما سمتها عسكرة توزيع المساعدات.

وخلال مؤتمر صحفي، قال رئيس الغرفة عائد أبو رمضان إن مئات المصانع والشركات والمطاعم أغلقت أبوابها داعيا لوقف الحرب.

وكانت إسرائيل قطعت المساعدات بالكامل عن غزة في الثاني من مارس/آذار الماضي، واستأنفت حرب الإبادة على القطاع بعد تنصلها من اتفاقية لوقف إطلاق النار استمرت نحو شهرين.

مقالات مشابهة

  • انتشال 8 جثث وانقاذ 29 مهاجرًا إثر غرق مركب قبالة سواحل تونس
  • أزمة دقيق وغذاء وارتفاع أسعار.. الجوع يهدد سكان غزة
  • استشهاد 6 فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي مقهًى وسط قطاع غزة
  • طوابير وتدافع بشمال غزة للحصول على طعام يسد الجوع / شاهد
  • طوابير وتدافع بشمال غزة للحصول على طعام يسد الجوع
  • انتشال جثمان شاب غرق بإحدى القرى السياحية فى الساحل الشمالى
  • استشهاد 3 مواطنين فلسطينيين بينهم طفل في قصف العدو لخان يونس
  • مصرع طفلة غرقا في ترعة أثناء لهوها أمام منزلها بالبحيرة
  • استشهاد 5 فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي وسط قطاع غزة
  • بينهم طفلان.. استشهاد 3 فلسطينيين جراء استهداف إسرائيلي جنوبي غزة