عزيز فيرم: إيطاليا والأبويّة الجديدة على الضفة الجنوبيّة
تاريخ النشر: 27th, July 2023 GMT
عزيز فيرم لماذا يهاجر العرب والأفارقة نحو الشمال، نحو أوروبا تحديدا؟ سؤال من الأهميّة بمكان في المنظور الجمعي والفردي يُتداول كثيرا في المحاورات المجتمعيّة كما في الدراسات الأكاديميّة، ولكن ثمّة ضيرٌ يرافق هذا الموضوع الهام والوجيع آن الوقت، ذلك أن موضوع الهجرة الخارجيّة نحو فضاءات أخرى جاذبة كثيرا ما يُتناول من نواحٍ عدّة غير تلك التي يجب أن تكتب بالبنط العريض وتوجّب لها حلا جذريّا غير تلك الحلول الترقيعيّة التي تخدم أطرافا دون سواها.
تنعقد هذه الأيام بإيطاليا وبالضبط بروما أشغال ندوة جواريّة حول الهجرة غير النظاميّة من الجنوب نحو الشمال برعاية رئيسة الوزراء الإيطاليّة جورجيا ميلوني وبحضور تمثيلي كبير مع غياب كل من إسبانيا وفرنسا اللتان تعتبرهما إيطاليا شريكتان في القضيّة بحكم استقبالهما لأعداد كبيرة من وفود المهاجرين خاصة إسبانيا. لكن ما الذي تريده أوروبا وإيطاليا خاصة بمناسبة فتح هذا الموضوع الذي يعتبر من أهم القضايا التي تشغل العلاقات بين دول الضفتين؟ ربما كان لاحتضان إيطاليا لهذه الندوة دلالات ورمزيات واضحة كونها من أقرب الدول الأوروبية لافريقيا بعد اسبانيا وكذلك لكونها رفقة اسبانيا أكبر المستقبلين لحشود المهاجرين غير النظاميين وكذلك لارتباط هذه الحركة بالضغوطات الممارسة من كثير من الدول الأوروبيّة التي لا تريد تدفق المزيد من المهاجرين نحو أراضيها وتسللهم عبر الحدود بمساعدة الإيطاليين أنفسهم حسب اعتقادات الدول المتاخمة وحتى البعيدة منها. التعبئة الميلونيّة وإشراك كل الدول التي لها علاقة بالموضوع يُنظر إليه بأنه إخطار إيطالي لهؤلاء الغير بضرورة تحمّل مسؤولياتهم تجاه القضيّة وبأنه ضغط كذلك من هذه الدولة الأوروبيّة نحو دول شمال إفريقيا لمساعدتها على توقيف هذا المد المتنامي حتى وإن اقتضى الأمر تقديم مساعدات ماديّة ولوجيستيّة لتلك الدول. أوروبا الغربية والجنوبيّة أضحت اليوم أمام مأزقين كبيرين الهجرة غير النظاميّة من الجنوب ومشكلة النازحين واللاجئين الفارين من جحيم الحرب في أوكرانيا، والأمر قد يزداد سوءاً في حال ما إذا توسعت رقعة الحرب خارج حدود أوكرانيا وهو أمرٌ محتملٌ. لكن فيما يبدو أن اللعنات عندما تحلُّ ضيفة أو ماكثة بالغرب فمن يدفع الفاتورة حتما سيكون واحدا أو أكثر من دول الجنوب بالتوصيف الكلاسيكي، هذه الدول التي ما فتئت تدفع ولا تزال وستبقى –في حال استمر الوضع هكذا- ما لم تغيّر في طبيعة علاقاتها مع الغرب الإستعلائي، ولكن الأمر لن يكون سهلا كون أن مسألة التغيير تبقى مرتبطة بعوامل أخرى معقدة ومتشابكة منها القانونيّة والاقتصاديّة والنفسيّة والتاريخيّة وغيرها وهي عوامل يبقى للزمن سلطانه في حسمها وتغييرها بما يخدم مصالح تلك الدول الواهنة. كاتب سياسي وروائي جزائري
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
انسحاب ديوكوفيتش من «إيطاليا» يُثير «القلق»!
لندن (رويترز)
أخبار ذات صلةقال جيم كوريير، الفائز السابق ببطولة رولان جاروس للتنس، إن انسحاب نوفاك ديوكوفيتش المفاجئ من بطولة إيطاليا المفتوحة المقررة الأسبوع المقبل «علامة مقلقة» لكل عشاق اللاعب المخضرم الحاصل على 24 لقباً في البطولات الأربع الكبرى إذ سيتوجه لخوض فرنسا المفتوحة دون الفوز بأي مباراة على الملاعب الرملية هذا الموسم.
وكان ديوكوفيتش، الذي سيكمل 38 عاماً قبل ثلاثة أيام من انطلاق ثاني البطولات الأربع الكبرى لهذا العام في 25 مايو، بعيداً عن مستواه بشكل محزن وتعرض لهزيمة منكرة في مباراتيه الافتتاحيتين في بطولتي الأساتذة في مونت كارلو ومدريد هذا الشهر.
وكان من المتوقع أن يبدأ اللاعب الصربي مشواره على الملاعب الرملية في روما قبل العودة إلى باريس، حيث فاز بالميدالية الذهبية الأولمبية العام الماضي، لكنه قال أمس الثلاثاء، إنه سيغيب عن بطولة الأساتذة من فئة ألف نقطة دون أن يقدم سبباً لذلك.
وقال كوريير، الفائز بلقب رولان جاروس مرتين متتاليتين في عامي 1991 و1992: «إنه أمر مقلق، يثير قلقي كمشجع لنوفاك».
وأضاف الأسطورة الأميركي أن روما كانت المكان المثالي لديوكوفيتش ليجد إيقاعه إذ إن ظروفها مشابهة لباريس.
وتابع: «لو قارنت بين مدريد وروما ستكون روما أفضل مكان للاستعداد لرولان جاروس».
وقال ديوكوفيتش، الذي يطارد لقبه 100 في بطولات المحترفين والأول منذ فوزه بالبطولة الختامية في 2023، بعد خسارته في مدريد إنه يحاول التأقلم مع «الواقع الجديد» في التنس، إذ «يحاول فقط الفوز بمباراة أو اثنتين».